الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنا البصره / 1 أضواء على زيارة وفد نقابة الصحفيين العراقيين لمدينة البصره

ناصر الياسري

2009 / 7 / 3
الصحافة والاعلام



مضى الزمن الطويل منذ ان فارقت البصره الفيحاء من ثمانينات القرن الماضي !!
حينها كنا شبابا نرتدي بزة الجيش ونمتطي صهوات دباباتنا المسومه
وكنا جنودا ومقاتلين نذود عن حياض الوطن حينما وصلت جحافل الجراد الاصفر تخوم البصره الفيحاء حيث كان الدجال الأكبر يبعث بقطعانه نحو البصره الصامده برجالها وجيشها بشيبها وشبابها بنسائها واطفالها فصمدت البصره واندحر الغزاة وتجرع دجالهم الكبير السم الزعاف !!
طوال الطريق الواصل بين بغداد والبصره كانت السياره تختصر الطرقات وتلتهم المسافات ألتهاما وانا سارحا بخيالي أعيد شريط الذكريات .... هنا العزير ... وهناك شرق دجله .... هنا قاتلت الغزاة .... وهنا سقيت بدمي الأرض اليباب ... هنا القرنه .. وهناك كشك البصري .. وما ادراك يا كشك البصري ؟؟!!
لم يقطع سلسلة أفكاري الا نداء الزميل نقيب الصحفيين العراقيين وهو يخبرني قائلا .... ها قد وصلنا ... هنا البصره !!
كان الزميل الرائع حيدر المنصوري رئيس فرع نقابة البصره يتصل بنا بين الفيه والآخرى مطمئنا علينا منذ ان انطلقنا صباحا من كراج النهضه بعد استأجارنا سياره لتنقلنا الى مدينة البصره بينما كان بقية الوفد قد وصل الى البصره قبلنا قادما من النجف بعد ان انهى زيارة لها
في مقر فرع نقابة الصحفيين العراقيين في البصره كانت جموع الصحفيين بنتظار الوفد الزائر فرفعت الافتات المرحّبه وزين المكان بالاضواء الملونه
كان اللقاء حميما بين وفد النقابه الزائر والهيئه الاداريه والهيئه العامه لفرع النقابه واحتفوا بالوفد أيما أحتفاء
كان الوقت مساءا فجلس الجميع في باحة مقر الفرع وهم يتجاذون الاحاديث الوديه وهموم الصحافه العراقيه بشكل والبصريه بشكل خاص
رحب رئيس فرع النقابه الاستاذ حيدر المنصور بوفد النقابه شاكرهم على تجشم عناء السفر ولقاء صحفيي البصره هنا في البصره الفيحاء بصرة السياب والمربد متمنيا لهم طول الاقامه !!
بعدها رد نقيب الصحفيين العراقيين على كلمة الترحيب شاكرا القائمين على هذا الاستقبال وخص بهم رجال الصحافه البصريه الذين قدموا التضحيات من اجل اعلاء الكلمة الحره
بعدها فتح باب النقاش والذي أنصب بمجمله على معرقلات الحصول على هوية النقابه والتي اصبحت جل حلم الصحفيين العراقيين بعد ان اثبتت هذه النقابه استقلاليتها ومهنيتها وابتعادها عن التجاذبات السياسيه والتي حاول البعض جر النقابه اليها ولكن ابى القائمون عليها الا ان تكون النقابه ممثله لكل الصحفيين العراقيين بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم لهذا كسبت احترام الجميع وفي الوقت نفسه خلق هذا الموقف كثيرا من الاعداء الذين حاولوا ويحاولون جر النقابه لهذا الطرف او ذاك الاتجاه ولهذا دفعت النقابه القرابين والدماء ثمنا لأستقلالية النقابه والمحافظه على شرف ومهنية الكلمه الحره .
كان الكثير من الاخوه الصحفيين يحّملون النقابه مسؤلية التأخير في انجاز المعاملات فعترف السيد النقيب بتحمل النقابه وهو شخصيا الجزء الاكبر بهذا التأخير معللا بأن هناك اكثر من اربعة آلاف معاملة انتماء قدمت بعد انتخاب مجلس ادارة نقابه الصحفيين العراقيين الجديد فكان لابد ان تدرس تلك المعاملات بجديه من اجل عدم الوقوع بنفس الخطأ الذي وقعت فيه الادارات السابقه بحيث انتمى للنقابه الكثير ممن يجهلون مهنة الصحافه او ممن تم تمرير عضويتهم بغفله من الزمن والنقابه لا تعفي نفسها من هذا الخطأ !!
بعد هذا الجدال تم الاتفاق على دراسة كل ملف على حده فتم احضار كل المعاملات وتمت مقابلة اصحابها فردا فردا !!
بعدها خرج الجميع وقد ارتسمت على محياهم علامات الرضا حينها تجاوزت الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل بقليل !!
بعد هذا الجهد الجهيد كنا على موعد مع مائدة العشاء العامره والتي اقامها الزميل عباس الفياض مديرتلفزيون البصره التابع لشبكة الاعلام العراقي
فكان الاخوه في الهيئه الاداريه والهيئه العامه أهلا للضيافه فأكرمونا بكرمهم واسعدونا بلقائهم واخص منهم بالذكر الصديق الرائع حاتم البجاري والزميل الصحفي والشاعر كاظم الزهيري والذي شنف اسماعنا بأبيات من الشعر الشعبي وكذالك الزميل الخلوق حيدر المنصوري واخيرا رب البيت الاستاذ عباس الفياض والذين كان يتنقل بيننا كفراشه حالمه تحط هنا .... وتقف هناك وهو يحثنا على تناول المزيد مما جاد فيه كرمه الحاتمي ..... وكان حاتميا بصريا حقا !!
صباح اليوم التالي طلب الاستاذ نقيب الصحفيين العراقيين زيارة بعض المؤسسات الاعلاميه في المحافظه فكانت اذاعة وتلفزيون المربد أولى محطات الزياره وقبل ان نصل الى مبتغانا همست بأذن صديقنا الزميل حاتم البجاري عن ماهية هذه المؤسسه والداعمين لها وخاصه بعد ان بانت عن بعد ضخامة مبنى المؤسسه فكان جوابه مقتضبا ومختصرا جمع فيه كل تسائلاتي القادمه و المحتمله وهو يقول انها ( البي بي سي ) البصريه !!
وعندما دخلنا مبنى المؤسسه انبهرنا بكثرة أجهزتها وحسن تأثيثها
فهمست في أذن السيد النقيب قائلا ليت نقابه الصحفيين العراقيين تمتلك ربع ما تمتلكه اذاعة وتلفزيون المربد !!
استقبلنا مدير مؤسسة المربد بمكتبه الخاصه بعد ان حاول البعض من العاملين بالمؤسسه اجلاسنا في مكتب الاستعلامات بحجة ان السيد المدير مشغول !!
غير ان نظرات السيد النقيب جعلت مديرمكتب رئيس المؤسسه ان يسرع في ادخالنا لمكتب رئيس المؤسسه فكانت هذه الحادثه سببا في قد دقت اسفين بيننا وبينهم !!
كان مدير المؤسسه شابا لم تختبره مهنة الصحافه بعد وكان الكرسي الدوار الذي يجلس عليه قد احتواه بالكامل ... فكان اصغر من الكرسي واقل من ان يكون صحفيا هاويا لا ان يكون رئيسا لمؤسسه بهذه الضخامه ولكن ؟؟ !!
بعد كلمات قليله من الترحيب راح السيد المدير يعدد لنا منجزات المؤسسه ودورها المزعوم في صناعة وبلورة الرأي العام البصري ودعمها للصحفيين واقامة ورش العمل في الداخل والخارج وحيازتها على المركز المتقدمه في الاستطلاعات الرأي العام التي تجريها بعض وسائل الاعلام المدفوعة الثمن كي توحي للداعمين لهذا المشروع مشروعية استمرار الدعم السخي لها !!
بعدها شن هجوما مباغتا على مجلس النقابه لعدم ترويج معاملات الحصول على عضوية النقابه وخاصه وانه رفع اسماء اكثر من اربعين منتسبا الى فرع النقابه منوه في الوقت نفسه انه ليس بحاجه لهذه العضويه ان حصل او لم يحصل عليها !!
كان الطرح استفزازيا قابله السيد النقيب بهدوء قل نظيره !!
فتسائل السيد النقيب من يمول هذه المؤسسه وهل هنالك نظام داخلي للمؤسسه او جرد وتفتيشا للحسابات وهل جرت انتخابات تحت اشراف الهئيه القضائيه ؟؟
فأجاب رئيس المؤسسه بأريحيه قائلا :
لا نحتاج لكل هذه الامور فكل شيئا هنا يسير بنتظام اما من ناحيه الدعم فأن الحكومه البرطانيه تدعم هذا المشروع من خلال منظمات عالميه ومؤسسات دوليه تدعم مشاريع بناء القدرات للدول حديثة الديمقراطيه مثل العراق وهناك مشاريع ( خيريه !! ) تقوم بها تلك المؤسسات والمنظمات لمحافظات جنوب العراق !!
ثم أستطرد قائلا كذالك حصلنا على هبات ومساعدات من شيوخ الامارات دعما لهذه المؤسسه !!!
كظمت غيضي وانا اغلي كمرجل نزع صمام أمانه .... وسكت أحتراما للحاضرين !!
حينها تسائل السيد النقيب قائلا :
وكيف يمكنك ان تحصل على استقلاليتك وكل هذا الدعم والذي لابد ان تكون له اجنده دوليه خاصه ؟
فأجاب ببرود أبله ..... لا توجد اي شروط لهذا الدعم بحيث اننا كثيرا ما كنا ولا نزال ننتقد سياسات الحكومه البرطانيه !!
عند هذا الحد نهض نقيب الصحفيين طالبا منه ان نقوم بجوله في ارجاء المؤسسه ودون ان يجيب على تساءلات مدير المؤسسه بخصوص الانتماء الى نقابة الصحفيين العراقيين مما جعل رئيس المؤسسه ان يعود الى حجمه الطبيعي بعد ان تبين له ان حجمه المتضخم ليس الا حمل كاذب !!
بعد الجوله السريعه خرجنا مودعين من مؤسسه اعلاميه تدعي الاستقلاليه وتتلقى الدعم من الخارج ؟!
حينها حاولت دمعة حرى ان تندلق من مقلتي وانا اخرج من هذه المؤسسه المشبوهه .... فعالجتها بأصابعي المرتعشه من هول الصدمه والخائفه على مستقبل العراق وشعبه .
وللحكايه بقيه ....










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة