الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنتخب المصرى وتجربة كأس القارات

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2009 / 7 / 4
عالم الرياضة


تابعنا الفريق المصرى الذى كان يسابق الريح للحاق بفعاليات كأس القارات التى شهدتها ملاعب جنوب أفريقيا فى الفترة من 14—28 يونيو 2009م ولم يكن أحد يحلم بأن يعود الفريق بكأس القارات بل كان الجميع يؤكد على ضرورة المشاركة المشرفة. والسبب ببساطة هو أن الفرق المتنافسة ذات مستوى عال وبينهم فريقان حصلا على كأس العالم عدة مرات. فالفريق الإيطالى حصل على كأس العالم أربع مرات، 1934، 1938، 1982، 2006. أما الفريق البرازيلى فقد حصل على كأس العالم خمس مرات، 1958، 1962، 1970، 1994، 2002. لقد فوجئنا بالفريق المصرى يقف ندا عنيدا للفريق البرازيلى الذى استقبل مرماه ثلاثة أهداف مصرية ولم ينقذ البرازيليين سوى صفارة الحكم حين احتسب ضربة جزاء. ثم ذهب فريقنا للقاء الفريق الأزورى الحاصل على كأس العالم 2006م والذى اعتقدنا أنه سيسحق الفريق المصرى ويلقنه درسا لن ينساه. الغريب أن بطل العالم استسلم تماما أمام الأداء المصرى المتميز ولم ينتهى اللقاء إلا بعد أن أحرز محمد حمص هدف الفوز. لم ينم المصريون فى تلك الليلة وظلوا يرقصون ويغنون حتى ساعات الفجر الأولى وارتفع سقف الأمل لدى الجماهير المصرية التى اعتقدت أن هذا الأداء كفيل بتحقيق الانتصار على الفرق الأخرى وعلى رأسها الفريق الأمريكى ذو المستوى المتواضع. لعل من الدروس المستفادة من التجربة التى خاضها الفريق المصرى مؤخرا فى جنوب أفريقيا هو أن هنالك أوجه تشابه وأوجه اختلاف بين الفريق المصرى والفريق البرازيلى.

من الملاحظ أن هنالك أوجه تشابه بين الفريقين المصرى والبرازيلى، فكلاهما ألحق الهزيمة بالفريق الإيطالى وكلا الفريقين لم تكتمل فرحتهما وسعادتهما بهذا الفوز إذ سرعان ما اكتشف بعض أفرادهما بأن نقودهم قد سرقت من الغرف التى يقيمون بها فى الفندق. فالفريق المصرى اكتشف عقب مباراة ايطاليا سرقة حوالى 2400 دولار من غرف بعض اللاعبين فى فندق بروتيا فى جوهانسبرج. أما الفريق البرازيلى فقد تعرض أفراده لسرقة بعض النقود من غرفتين فى فندق سنتوريون الذى يقع بالقرب من بريتوريا. والسؤال الذى لا نستطيع الإجابة عليه هو هل هناك من تعاطف مع الفريق الإيطالى ليقرر الانتقام من الفرق التى ألحقت به هزيمة قاسية؟

وهنالك أوجه اختلاف بين الفريقين البرازيلى والمصرى، منها أن النتيجة التى حققها الفريق البرازيلى أمام الفريق الأمريكى تختلف عن نتيجة مباراة الفريق المصرى والأمريكى حيث فاز الفريق البرازيلى بثلاثة أهداف بينما انهزم الفريق المصرى بذات الأهداف، كما أن الفريق المصرى غادر مباشرة بعد أن تعرض بعض أفراده للسرقة بينما فضل الفريق البرازيلى البقاء فى جوهانسبرج. أما الاختلاف الآخر بين الفريقين فيتمثل فى أن الصحف التى ألقت بالاتهامات على بعض أفراد الفريق المصرى لم توجه اتهامات مماثلة للفريق البرازيلى الذى تعرض بعض أفراده للسرقة. لقد تناولت ثلاث صحف "صنداى ورلد وسيتى برس واندبندنت" هذا الحادث من خلال إلقاء اللوم على اللاعبين المصريين بزعم أنهم اصطحبوا خمس بائعات هوى إلى غرفهم. من الغباء أن تلجأ الصحف الثلاثة لهذا الأسلوب الرخيص لتبرئة ساحة بلادهم أو لإنقاذ سمعتها الأمنية ولاسيما أن جنوب أفريقيا تعد العدة لاستقبال كأس العالم 2010 ولاستضافة ملايين الجماهير من كل أركان الكرة الأرضية. ربما لم يتطلع القائمون على هذه الصحف على تقرير الأمم المتحدة الذى يتعلق بالجريمة حول العالم حيث يشير التقرير إلى أن جنوب أفريقيا تشهد 50 حادث قتل يوميا وتعتبر فى مقدمة الدول فى الاختطاف والاغتصاب والسرقة بالإكراه وتعد جوهانسبرج أخطر مدن العالم ومن ثم فإن العالم أجمع على دراية تامة بتردى الحالة الأمنية فى هذه الدولة.

اللافت للنظر أن الاتهامات الملفقة للفريق المصرى أنقذت الجهاز الفنى من الرد على تساؤلات مشروعة حول التباين فى أداء اللاعبين بين ليلة وضحاها إذ لا يمكن أن يصدق المرء أن الفريق الذى صمد أمام أعتى الفرق كالبرازيل وايطاليا هو نفسه الذى انهار أمام الفريق الأمريكى وهو الفريق الذى لقى هزيمة ثقيلة على يد البرازيل وايطاليا وكان قاب قوسين أو أدنى من اللحاق بالطائرة المتجهة الى نيويورك. ربما لشعرنا بالرضا لو كان فريقنا انهزم عشرة مقابل صفر من الفريق البرازيلى أو الإيطالى. ما أصابنا بالذهول هو أن فريقنا فى مباراته مع أمريكا وقف مكتوف اليدين لا حول له ولا قوة، فريق مختلف عن الفريق الذى شاهدناه يؤدى بروعة أمام الفرق الأخرى. ولولا براعة ويقظة الحضرى لتلقى مرمانا أكثر من ثلاثة أهداف نظيفة. روز اليوسف، عدد 1213، 29 يونيو 2009م، ص9.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا


.. فريق كرة السلة الا?ميركي يقدم عروضا متنوعة في مصر




.. دوري أبطال أوروبا.. المشجعون يستعدون لمباراة النهائي في لندن


.. دورتموند أمام ريال مدريد بنهائى دورى أبطال أوروبا الليلة.. م




.. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة في حوار لا تنقصه الصراحة لـ «