الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوباما ومكارم الاخلاق

اديب طالب

2009 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة ضرورة موضوعية للتحادث بين القيادة الساسية الايرانية – أيا كانت – مع الادارة الامريكية الجديدة . كلا الطرفين ، " محور الشر " ، " الشيطان الاكبر " لا يريد الحرب ، العائلة الايرانية ، قد تبحث عن ابنائها فلا تجدهم ، وان كان بقية فلن تجد ماتطعمهم . وستكنس الحرب سادة الحاضر الى مقابر الخزي والهزيمة . العائلة الامريكية انتخبت السيد باراك حسين اوباما ، لانه قال لا للحرب مع ايران ، وكفاها ما خسرته من ابنائها في حروب الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش . عدوان لا يريدان الحرب ، والسلام يبدأ بالحديث ، فليكن .
ما بين 12 و18 حزيران ، تحولت الانتخابات الايرانية الى اعصار ضرب الامة الايرانية بكاملها ، عين الاعصار ، كان الاستخفاف باصوات الناس وكراماتهم وارواحهم ، وعنوانه الابرز التزوير الوقح والذي مارسته الدكتاتورية الخامنئية – النجادية ، وقضت به على بقايا ديمقراطية ، كان حكم نجاد – خامنئي قد التهمها برعاية حرسه الثوري ، وبظل اصولية فتكت بحقوق المجتمع المدني والمرأة وحرية التعبير، ودمرت الاقتصاد وعزلت ايران عن العالم بعدوانية مقصودة .
الدراما الايرانية الدموية ، وضعت الرئيس الامريكي اوباما أمام خيارات صعبة . لو أصغى الى ضميره وقال كلمته في خامنئي ونجاد ؛ لارتخت اليد الامريكية الممدودة لايران ، ولو لم ترتخ ، فانّ يد نجاد تغوص في الدم الايراني ، وتمزق اوصال المجتمع ، وتبحث عن عدو ، عن مشجب تعلق عليه تبعات ديكتاتوريتها الدينية والسياسية ، عن حبل خارجي تشنق به خصومها تحت عنوان الخيانة ، وبحجة توحيد الصفوف. وان لم يصغ اوباما الى ضميره ، وما قال كلمة الحق ؛ لرسب في اول امتحان دولي في مادة حقوق الانسان . ولقدر خصومه أن يتهموه بهشاشة صلاحيته الاخلاقية .
أوباما أعلن أنه يشعر "بالانزعاج والغضب" من الإجراءات الصارمة التي اتخذت عقب الانتخابات الرئاسية في إيران".
ونقلت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية عن احمدي نجاد قوله "ارتكب السيد أوباما خطأ بقوله مثل هذه الأشياء، وإننا لنسأل لماذا وقع في هذا الفخ وقال أشياء اعتاد (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش قولها من قبل." وسأل "هل تريد أن تتحدث (مع إيران) بهذه اللهجة؟ إذا كان هذا موقفك فما الذي بقي للحديث عنه؟!". ما قاله اوباما ، قاله وهو في أول درجات ارتخاء الضمير ، وذلك حفظا لرؤيته في ظلّ الضرورة الموضوعية التي اشرنا اليها أول الكلام بلزوم مدّ اليد والحوار مع " الاعداء وانصافهم وارباعهم " . ما ردّ به نجاد ، كان قمة الانتهازية والاستغلال لتلك الضرورة ، وبمثابة تهديد بافشال الرؤية الاوبامية . وقد يرى اوباما ، أنّ بقاء نجاد وخامنئي ، مع تصالح شكلي مع المحتجين ، أفضل بكثير من سلطة مطلقة لحرس الثورة الايرانية ، عبر انقلاب دموي . وهذا ما قد يفسّر صمت رفسنجاني المفاجىء ، والذي بدا أنه طال أكثر مما ينبغي ، وهذا ايضا يدعم ما يقال بأنّ نجاد هدد بالحرس الثوري ، ووضع الجميع تحت سيف ذا التهديد ، وبما فيهم المرشد الاعلى ؛ والا لماذا هذا الانحياز التام للمرشد لنجاد ، مع ان دوره وعلو مكانته تفرض عليه ، ان يلعب دور الحكم المهيب المهاب ؟ .
ولعلّ اوباما رأى بأن التعامل مع ايران "الهشة" داخليا والمضطرة لتقليص نفوذها الخارجي ، بحكم ازماتها ، وفي القمة كارثة الانتخابات ، أفضل من خوض معركة من أجل الاخلاق وحقوق الانسان ، قد لا تثمر الا مزيدا من سحق تلك الاخلاق والحقوق ، وبهكذا تعامل يكون أكثر اقترابا من رؤاه وخططه كشريك رئيس في صنع السلام في العالم .
بدأ اوباما كلامه عن الاعصار الايراني بالغموض ، فلقد شعر " بالاضطراب " من العنف و" بالقلق " من النتائج ، ولا يريد " التدخل " ، ولا فرق بين نجاد وموسوي – هنا مطب اخلاقي - ثم انتقل الى أنّ ثمة " شلال دم " وشعر بالغضب والذعر لما يحدث في شوارع طهران . واضح أنّ السيد اوباما ، يتنقل بحذر بين شباك اليبلوماسية ؛ حتى لا يغادر رؤياه ، وحتى لا يتعاكس مع ما هو ضروري وموضوعي ، وبالتالي مناسب وصحيح .
لعلّ الاخلاق وحقوق الانسان ، لن تكون ضرورة موضوعية حتى تقوم الساعة ، ولعلها في الآخرة فقط ، لعلّ .
اديب طالب – معارض سوري












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات