الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور اقليم كوردستان بين النقد و الحقد

صبيح محمد حسن

2009 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


اثار التصديق على دستور اقليم كوردستان ردود افعال داخلية و اقليمية متنوعة، حملت في طياتها استياء كثيرا و نفحات من الشوفينية التي اعتاد عليها الشعب الكوردي في كل مرة يقوم فيها باظهار حق من حقوقه او الدفاع عن احد مكتسباته، والحق يقال فان هذه الجرأة غير المعتاده التي يمنحها الشعب الكوردي لنفسه في اتخاذ قرارات هي جزء من حقوقه التي يضمنها الدستور العراقي، طبيعي ان تثير حفيظة من لايرغبون رؤية الكورد وهم اسياد أنفسهم، بل يتمنون ان يروه دوما شعبا ذليلا يرزح تحت نير الاخرين، و هنا يحق لنا ان نتساءل: يا ترى متى سيستفيق هذا البعض، و متى سيتمنّون لغيرهم ما يريدونه حكرا على أنفسهم فقط، والى متى لغة التهديد و الوعيد هذه؟! ففي كل مرة يريد هذا الشعب المقموع لعقود طويلة ان ينهض من كبوته، يهددونه بمستقبل مظلم قريب، كل هذا لانه يحاول ان يضمن لنفسه سندا دوليا، أليس من حق الكورد أن يتهم الدول التي يعيش ضمن حدودها باجبارهم على التعاون مع أي كان للتخلص من البطش و الغاء الهويه، ثم الم يكن حريا بالدول العربية التي تدعي الاسلام و تتبنى(روح التسامح) و قبول الاخر جورا، ان تحترم حقوق الاقليات الاخرى و تتفهم لمظالمها المستمرة لعشرات السنين؟ فتسد على التدخلات الخارجية الابواب وتقطع على الجميع الطرق المؤدية للداخل! . ان الانسان الكوردي يتمنى في قرارة نفسه ان يرى في يوم من الايام سندا وصديقا له داخل الدولة العربية ، وهوالذي دافع ويدافع بكل ما اوتي من قوة مادية ومعنوية عن الاخوة العربية الكوردية، حتما هناك اصدقاء للشعب الكوردي ولكن ليس بالمستوي الذي يستطيعون فيه ان يكونوا قوة ضغط على الحكام والمتنفذين داخل السياسة العربية .
ان الدستور الذي صوت له برلمان اقليم كوردستان والذي سيخضع لاستفتاء عام، قد يحتوي مايثير حفيظة البعض وامر طبيعي ان يتصدى له الكتاب والسياسيون بالنقد والتحليل وابداء الرأي وتقديم المقترحات ، اما هذا الاستصغار للاخر والنظرة الدونية للاقليات فهي برأينا لن تزيد الطين الاّ بلّة. ان الشعوب العربية التي عانت الاحتلال والاستعمار لسنين طويلة وفرحت بتحررها وبناء دولها ، لماذا هي اليوم حزينة وغاضبة لرؤية الشعب الكوردي وهو يمارس ابسط حقوقة السياسية ويحاول بصعوبة ان يدخل الساحة الدولية ،لماذا كل هذا الخوف من العلم والدستور الكوردي لقد اثبتت سياسة القمع وصهر الاخر في بوتقة القومية الواحدة فشلها المريع، فلماذا هذا الاصرار على الوقوع في نفس الاخطاء واتهام الاخر بتنفيذ اجندات اجنبية .ان الذي يدفع الاقليات داخل الوطن العربي لتمد يدها نحو الاخرين الذين هم خارج البلاد العربية هم العرب انفسهم. حكى لي صديق انه كان في زيارة الى سورية للعلاج ، فسألة سائق سيارة اجرة: انتم الاكراد العراقيون لماذا تتعاونون مع الامريكيين ؟ فأجابة صديقي : هل تريد ان نتعاون مع حماة صدام ليعودوا الى اضطهادنا ثانية ؟! ..
من هنا فأن (الخطر) ليس في ما يحتوي دستور اقليم كوردستان من اشارات الي مسألة النفط والحدود وما الى ذلك وانما في الدستور نفسه بأعتباره مكسبا كورديا يثير قلق حتى بعض المثقفين العرب الذين ينظرون بعين الريبة الى كل انجاز وتطور كوردي، كذلك ينظرون الى كل الاقليات في الوطن العربي وبالاخص الاكراد وهم اكبر اقلية محرومة ودون كيان في الشرق الاوسط وكانهم مصدر خطر دائم على امنهم القومي، وهذا هو الخطأ القاتل الذي يستمر الكل في ارتكابه ، فتارة يتهمونهم بالتعاون مع اسرائيل وامريكا وتارة مع ايران ومسلسل الاتهامات الجاهزة لاينتهي ابدا .ولكن في النهاية كلما كان الضغط والحصار اكبر كلما كان الندم اعظم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دستورالامر الواقع غير دستوري
علي النقاش ( 2009 / 7 / 5 - 07:46 )
ليس هنالك اتعس من فرض الامر الواقع على الاخر ان سياسه لي الذرع غير منتجه والخوف على الشعب الكردي من هو اول ما يتبادر الى ذهن كل من يؤمن بالاخوه التي تجمع العلراقيين من مغامرات شبعنا منها.. لا يمكنك اخي ان تتحدث عن الشعب الكردي بالمطلق فلست تمثله ولم لا يكون من يعارض طرحك هو من يمثله اجدر منك... ان اول مكتب سياسي فتح خارج العراق و في القاهره على عهد عبد الناصر ان من تشبث بالماده 140 ليس له نسفها بضم ما يهواه وعلى مزاجه وليس لمن يدعي الانضمام الاختياري الى العراق بجزئه العربي الا استغفال الناس واولهم الكرد لا توجد مثل هذه الصيغ في القانون الدستوري بمراعات الامزجه وياتي يوم اخر ينقلب مزاجك لتقرر شيئ اخر انها مصائر شعوب يكفي اللعب على حافة الهاويه وتعريض كل المنجزات لخطر الضياع وليس اللعب على الناس بالمطالبه بالاكثر ليتوافق الاخر باعطائك جزء مما طلبت فتكون قد حصلت على شئ من لا شيئ ليست الشعوب ومصائرها لعب ورق ان الاستقواء بالاجنبي حقيقه ولكنها ستزول وكل من يعتقد ان هذه القياده العشائريه الفاسده يمكن ان تقود الكرد نحو الافضل واهم

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس