الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غنائم الحرب ضد الاستعمار

مختار ملساوي

2009 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


مناسبة العنوان: قال كاتب ياسين، أشهر الروائيين الجزائريين الذين كتبوا باللغة الفرنسية، في أوج الصراع بين أنصار الفرنسة وأنصار التعريب، بأن اللغة الفرنسية هي غنيمة حرب وعلينا التصرف معها من هذا المنظور.
لكننا، للأسف لم نحسن التصرف كما تمنى كاتب ياسين. بل لم نحسن التصرف مع غنائم الحرب الأخرى التي ورثناها في صراعنا واحتكاكنا مع الاستعمار سواء العمرانية أم الحضارية والثقافية والسياسية وحتى الإدارية.
لهذا أبدأ مقالي من حيث انتهى سيد درويش أحد المعلقين على مقالي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=176755
قال سيد درويش: اللعنة ... ما أقسى مغالطاتكم ووحشية منطقكم وإهانته لأي إحساس بشري!
هذه العبارة كان قد أنهى بها تعقيبه على مقالي المشار إليه أعلاه.
من هذا المنطلق أناقش سيد درويش في مجموعة من النقاط التي أثارها والتي يبدو في الظاهر أنها تحوز قدرا كبيرا من المعقولية والمنطق، لكنها عندما تخضع لتحليل معمق سوف ترتد المغالطات والوحشية والإهانة إلى موضعها الحقيقي.
سيد درويش تقول:
(في تقديري أن خطوط التقسيم غير المناسبة هي التي تجعل الموضوع مشتبك إلى حد لا يمكن حله أو -شائك بالفعل- كما وصفت، والذي يجعل برأيك كتابات مثل كتابات شامل تستحق التأمل. -خطوط التقسيم- هذه يا سيدي هي تقسيمنا ببساطة إلى -أمة عرب- أو -مسلمين- إن شئت و -يهود - أو –غربيين) انتهى
إلى هنا أتفق معك تماما، فليس من المعقول، في رأيي، مثلا ونحن في أجواء الحديث عن الاستعمار، أن نضع الوجود الفينيقي الحضاري في شمال أفريقيا ثم الغزو الروماني في خانة الاستعمار الذي عمل مؤرخونا كل ما بوسعهم لتشويهه خاصة بالنسبة للرومان، (عهد الملك البربري يوبا الثاني مثلا كان عصرا ذهبيا من حيث الاستقرار والرخاء والثقافة في المغرب الأوسط (الجزائر الحالية) ورغم ذلك لم يسلم من وصمة الخيانة لأنه تعامل مع الرومان واستفاد من حضارتهم)، بينما نسمي الغزو العربي الإسلامي الأقل منهما حضارة والأكثر فتكا ونهبا وسبيا فتحا مباركا كما يلف التغييب والنسيان، ويا للعار، مقاومة البربر أهل البلاد للغزاة وبطولة ملكتهم الكاهنة خاصة، (في إحدى المسرحيات الجزائرية (بابور غرق) يقول مؤلفها (سليمان بن عيسى) مخاطبا الجيش العربي: تقولون بأنكم تحملون رسالة، أما كان يكفي أن ترسلوها مع شخص فنقرأها ونرد الجواب؟ أم إن من عاداتكم تكليف جيش بأسره بحمل رسالة واحدة بسيطة؟) (للعلم سليمان بن عيسى هرب من الإرهاب وهو، حاليا، يعيش وينتج ويبدع في فرنسا وبالفرنسية، فما أفدحها خسارة للجزائر وللغة العربية)
ثم يسكت هؤلاء المؤرخون باسم الإسلام عن الوجود التركي المتخلف في الجزائر طوال أكثر من ثلاثة قرون من الاحتلال المقيت كما أن السكان لم يقاوموه بل خضعوا له كما خضعوا لقرون من الاستبداد باسم الإسلام أيضا (وباسم مبدأ نحته الفقهاء نحتا: ظلم غشوم خير من فتنة تدوم) بينما يتحاشون عن عمد التعرض لأية إيجابية في الاحتلال الفرنسي رغم أنه أكثر تحضرا وتأثيرا في تطور الجزائريين بحجة كونه مسيحيا ولأن الناس قاوموه من هذا الجانب حين حاول قلب المفاهيم والقيم ومراتب الناس القروسطية التي ارتاحوا لها منذ قرون. السبب الوحيد هو هذا التقسيم الديني المقيت الذي يعتبر فيه المسلم السني مثلا نفسه أقرب إلى المسلم السني في أي مكان من أصقاع العالم، من المسيحي أو اليهودي أو حتى المسلم غير السني وهو مواطن يجاوره ويتقاسم معه طوال قرون الآلام والآمال والمحن والنضالات.
ثم تقول: (الأمر لا يحلل بشكل مناسب هكذا، فمثلاً -الحكام- رغم أنهم عرب في الجنسية والكروموسومات لكنهم يلعبون مع الفريق الآخر.... الخ) انتهى.
وقد سبق لي أن عقبت على هذا القول بقولي: " فأنا لا أرى أن حكامنا غرباء عن شعوبهم. حديث -كما تكونوا يول عليكم- صحيح وجدلي مائة بالمائة. في الجزائر وُضع الناس أمام خيارات، فاختاروا أسوأها (في نظري، أي بما يناسب مستواهم الحضاري والمعرفي والنضالي)، في العراق أيضا وضع الناس أمام خيارات فاختاروا أسوأها، ودفعوا ولا زالوا يدفعون الثمن غاليا، مثل الجزائريين. كان يمكن للعراقيين أن يستفيدوا من الاحتلال الأمريكي ويبنوا دولة وطنية ديمقراطية قبل أن يطالبوا برحيل الأمريكان بأية طريقة وسوف يكون لهم الحق (في اختيار الوسيلة). طبعا أغلبية العراقيين ليسوا مع المقاومة، لكنها ليس غريبة عن ثقافة أهل البلاد. هل كان وقف مسار انتخابي في الجزائر مبررا لحرب أهلية راح ضحيتها عشرات الآلاف وتسببت في دمار اقتصادي واجتماعي مريع ولا تزال متواصلة منذ ما يقرب من عشريتين من الزمان؟
علينا أن نخاطب أهلنا كمواطنين مسئولين يتحملون نتائج أعمالهم، بما في ذلك جهلهم وغفلتهم. عندنا تظاهر الناس بالملايين تأييدا لصدام مثلا وقلما تجد بيتا أو محلا تجاريا لا يعلق صورة له وهو في أوج جبروته وما زال الحنين قويا (لعله يفسر حاجة الناس المغلوبين على أمرهم إلى سمتبد عادل يحمل عنهم شر القتال ويبطش بأعدائهم، وقد صوره كاتب جزائري هو الآن وزير بالأشوري المنتظر في كتابه: عودة الأشوري المنتظر (1992)). كما ساروا بالملايين وراء إسلاميين كانوا يكفرون الحرية والديمقراطية. يجب أن نقول لهم ولأنفسنا وللعالم هذه الحقائق علنا نتعلم من أخطائنا"
هذا التعقيب لم يعجبك، وجاء ردك في وابل من التساؤلات (يا أستاذ مختار...من الذي يقرر أن فلاناً أختار -أسوأ الممكن؟ أنت؟ وإن قررت ذلك هل تبرر حرمانهم قراراتهم؟ أين الديمقراطية إذن؟ من الذي-يولي على الناس، كما هم- ؟ هل تؤمن بأن الله يفعل ذلك؟ أم هي الصدفة أم قانون من قوانين الضرورة؟ لماذا إذن ينتخب الناس أحداً فيولى عليهم غيره، غصباً عنهم، ولماذا لا يتركون ليروا أن خيارهم سيء فيعدلوه في الانتخابات التالية؟ ولماذا اختار الأتراك الأحزاب الإسلامية فازدادت الديمقراطية في بلادهم ؟ ومن قال لك إن حكام العراق الحالي -أسوأ ما يمكن-؟
فعندما تسأل: (من الذي يقرر أن فلاناً أختار -أسوأ الممكن؟ وإن قررت ذلك هل تبرر حرمانهم قراراتهم؟ أين الديمقراطية إذن؟) فأنت هنا تقوم عمدا بالتضليل. وعليه فلا مجال لأي حوار مثمر معك إذا لم نتفق منذ البداية على المفاهيم. بالنسبة لي الأمر يبدو محسوما بوضوح حول مفهوم الديمقراطية. هي ممارسة إدارة الحكم والتداول عليه أو الاحتفاظ به بطرق سلمية كما يمارسها الغرب بآلياتها المعروفة مهما اختلفت، بعيدا عن كل المقدسات ما عدا تقديس حرية الإنسان وكرامته في التفكير والاعتقاد والعمل والحركة والمواطنة الكاملة في وطنه مهما كان موضعه من السلطة القائمة.
من هذا المنطلق فأنا لا أعترف للإسلاميين التكفيريين (وما أدراك ما التكفير) بالحق في التلاعب بالديمقراطية من أجل الالتفاف عليها وإجهاضها ولو كانوا يجرون وراءهم الأغلبية الساحقة. إن أهم ميزة في الديمقراطية هي احترام حق الأقلية في التعبير والممارسة. كما أن الأغلبية مسألة نسبية ومؤقتة قد تتغير حسب الظروف، ولم يثبت التاريخ أن الحق كان دائما مع الأكثرية، رغم تأكيد الإسلام أن "يد الله مع الجماعة".
أسوق لك هنا رأيهم عندما كانوا يتهيأون للاستيلاء على السلطة في الجزائر قبل وقف المسار (الانتخابي) الذي تطالب باحترامه أنت من خلال سؤالك (ولماذا لا يتركون ليروا أن خيارهم سيء فيعدلوه في الانتخابات التالية؟). هل تصدق أن الإسلاميين مستعدون للتخلي عن السلطة ديمقراطيا؟ وأن هناك فرصة ثانية معهم؟ الديمقراطية بالنسبة إليهم عبارة عن بيعة، تتم مرة واحدة فقط؟ ألا ترى أمامك التجربة الإيرانية وكيف استولى رجال الدين خلسة على مقاليد الأمور في هذا البلد من خلاف تشريعهم لولاية الفقيه الذي لا ينتخب من الشعب رغم أنه يحوز على كل السلطات في البلاد تقريبا ولا يترك إلا الفتات لرئيس الجمهورية ومجلس الشورى المنتخبين ولم يكفهم هذا بل لجأوا إلى تزوير انتخابات كانت سوف تسفر عن رئيس بدون سلطات حقيقية وها هم يقتلون المتظاهرين من أبناء شيعتهم. للاطلاع على هذه المهزلة الديمقراطية في الدستور الإيراني انظر الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=174791
لقد سبق لي أن تعرضت لسؤال من هذا القبيل فكتبت مخاطبا سائلي:
"وهل تطلب مني مثلا ألا أستبعد مشروعا ولو حملته الدنيا كلها وليس أغلبية من الجهلة والمرضى وهو مشروع من ألفه إلى يائه يستبعدني ويعد العدة للقضاء علي؟ أي سذاجة هذه التي تدعوك إلى تقديم رقبتك للذباحين لا لشيء إلا لأنهم فازوا في انتخابات مطبوخة؟ أليس عندك تصور لدولة عصرية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وتشرعن لمواطنة كاملة في صالح جميع سكانها بدون استثناء؟ ... هل اطلعت بما يكفي على مشروع هذه الأغلبية التي تريدني أن أقبل به؟ لا أعتقد ولهذا دعني أقدم لك نموذجا من هذا المشروع وهو غيض من فيض وكثيرا ما استعنت به سعيا مني إلى تصويب بعض الحَوَل عند بعض المثقفين).
يقول علي بلحاج أحد أكبر زعماء الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر من حيث التأثير على الجماهير وخاصة الشباب ، قبل عدة شهور، من فوزها بالأغلبية الساحقة في الدور الأول من الانتخابات أواخر سنة 1991، قبل وقفها:
(اعلموا إخوة الإسلام أننا نحن معشر المسلمين نرفض عقيدة الديمقراطية الكافرة رفضا جازما لا تردد فيه ولا تلعثم... لأنها تسوي بين الإيمان والكفر ولأن الديمقراطية تعني الحريات المطلقة والحرية من شعارات الماسونية لإفساد العالم... ولأن السيادة في الإسلام للشرع وفي الديمقراطية للشعب وللغوغاء وكل ناعق... ولأن الديمقراطية معناها حاكمية الجماهير ... ولأن الأغلبية خرافة ... بينما الديمقراطية هي حكم الأقلية لا الأغلبية كما يشاع ولأن مخالفة اليهود والنصارى من أصول ديننا كون الديمقراطية بدعة يهودية نصرانية) (مقتطفات من مقال نشر بجريدة المنقذ للجبهة الإسلامية للإنقاذ بتاريخ 23/24/25/ 1990). كما أفتى صاحب هذا (الفكر النير) بجواز قتل (طائفة رجال الشرطة والأمن والدرك) حسب تعبيره القروسطي، عندما كانوا يقومون بواجبهم في حفظ النظام وكبح جماحهم وهم يعطلون بالقوة المرافق العمومية ويسدون الطرقات (هذه الفتوى نشرت في المنقذ العدد 62 بتاريخ 5 جوان 1991).
ثم تتساءل، يا سيد درويش، (ولماذا اختار الأتراك الأحزاب الإسلامية فازدادت الديمقراطية في بلادهم ؟)
هل سمعت شيئا من هذا القبيل من الإسلاميين الأتراك (إن صحت نسبتهم إلى الإسلاميين أو قبل أن ينتسبوا فعلا إليهم)، وهم سواء عن قناعة أم عن تحايل، يقبلون بالنظام العلماني والتعددية السياسية في تركيا، وهم لا يتركون أية مناسبة للتأكيد على ذلك. فهل تستطيع أن تقدم لي مثالا حيا آخر عن إسلاميين من هذه الشاكلة خاصة في البلاد العربية؟ هل يوجد إسلاميون لا يطالبون بتطبيق الشريعة القروسطية على الناس سواء رضوا أم رفضوا ما عدا الإسلاميين الأتراك؟
ثم لماذا الكيل بمكيالين؟ ألم يكن ناصر وبومدين يحوزان على تأييد جماهير واسعة في بلديهما، وكان الناس ينتخبونهما عن رضا، طبعا وعن غفلة بعد أن قاما بتغييب كل البدائل الأخرى وحتى في العراق فقد شارك الناس بأغلبية في انتخاب حكامهم سواء رضينا عنهم أم لم نرض دون أن يعني هذا أن علينا ألا ننتقد توجهات شعوبنا عندما نعتقد أنها خاطئة وأن الحق قد يكون في جانب أقليات حزبية أو فكرية مهما كان حجمها.
ومع ذلك فأنا مثل المؤمن الذي لا يجب ألا يلدغ من جحر مرتين، لأن الإسلاميين وكل رجال الدين لا يؤتمن جانبهم حتى يثبتوا لنا العكس من خلال الممارسة الفعلية اليومية، وهم لم يفعلوا هذا بعد. ولعل دور العسكر في تركيا كحامي للعلمانية يفسر سلوك إسلامييها، ليس إلا. على الإسلاميين أن يغيروا ما بأنفسهم ويتبنون، قبل كل شيء، أساليب الحكم الحديثة، وعلى رأسها النظام العلماني الذي يفصل الدين ورجاله عن السياسة ويقتصر نشاطهم على قضايا الإيمان الفردي واعترافهم بحرية الناس في الإيمان وفي عدم الإيمان كما تفعل الكنائس المسيحية في الغرب وأحزاب الديمقراطية المسيحية التي انسلخت عنها. وهذا لم يحدث حتى الآن رغم الصخب الكبير، في خطابهم حول تبنيهم الديمقراطية (كمجرد انتخابات فقط) وحقوق الإنسان في غزة (لا في عراق المقاومة).
أما استشهادي بحديث: "كما تكونوا يول عليكم) فأقصد من ورائه أن أنظمة الحكم في كل العصور تعكس مستوى التطور السياسي لدى الناس من حيث مستوى ثقافاتهم وموازين القوى عندهم، حيث نرى اليوم مثلا أن ارتفاع مستوى الوعي والتنظيم والنضال لدى مختلف طبقات المجتمع انعكس على مستوى إدارة شؤونهم العامة. فمستوى الحكم باختصار هو انعكاس لمستوى الناس إن سلبا أم إيجابا. هذه الحقيقة هي الغائبة عند الكثير من مثقفينا. ولهذا كتبت " نعم المثقفون يتحملون مسؤولية مضاعفة ليس لأنهم خانوا شعوبهم بل لأنهم امتنعوا عن مخاطبة الناس بالحقيقة عن جهل أو عن دراية، ظنا منهم أنهم لا يفهمون وأن من حقهم التوكل عنهم لسوقهم كالأنعام إلى الجنة الموعودة. هذا الخطأ ارتكبه كل الشعبويين يساريون وإسلاميون وقوميون، وما زالوا. وحدها الديمقراطية اللبرالية، اليوم، قادرة على وضع الناس أمام مسؤولياتهم، بدل التوكل عنهم بدون حق وادعاء التعاطف معهم والقدرة على حل مشاكلهم في غيابهم.
وأضيف أنه من المستحيل قيام ديمقراطية بين ظهراني شعب أغلبيته لا تراها ضرورية ولا هي مطلب حيوي عندها تناضل من أجله. وهذا هو مصدر القلق المستبد بنا والداع تسليط الأضواء على مكامن الخلل مهما انزعج المنزعجون.
أما تعريجي على العراق فسببه أنني كنت أتمنى لو أن العراقيين انتهزوا فرصة الإطاحة بصدام للانطلاق في بناء دولة وطنية ديمقراطية مثلما جرت الأمور في أجواء السلام خلال الاحتلال الأمريكي لليابان ولكوريا ولألمانيا، بدل العودة إلى الهويات الدينية القاتلة وما أدت إليه من صراعات دموية وإرهاب لا نظير له. وبما أن الرياح لم تجر كما تشته السفن، فهذا دليل على أن الناس هناك، مثلما كانوا هنا في الجزائر، غير جاهزين لتبني الحل الديمقراطي الحضاري وخاصة نخبهم، واحتيج إلى المرور على هذه المآسي ليدركوا في الأخير أن الخير في الابتعاد عن الأحزاب الدينية الفاشية كما بينت نتائج الانتخابات في العراق أخيرا، وقد وقع نفس الشيء في الجزائر. فهل إننا شعوب لا تتعلم إلا في دوامات العنف. أليس هناك دور للتعليم والتكوين العام المنوط بالمثقفين في توجيه الناس؟ ألسنا قادرين على الاستفادة من تجارب الغير بدل المرور الغبي على كل المراحل التي مروا بها؟ بما فيها التجربة الاستعمارية؟
لقد انتقد الكاتب اللبناني الكبير علي حرب أولئك الذين طالبوا بالعودة إلى عصر الأنوار وديكارت وتقليد المسيرة الغربية خطوة خطوة إلى أن نصل إلى ما وصلوا إليه، (وكأن العالم سوف ينتظرنا حتى نلحق به) وقال بإمكانية حرق المراحل والولوج مباشرة إلى حيث مرابع القوم وهم في أوج حداثتهم أو ما بعد حداثتهم.
أمام هذا الانسداد، ألا يحق لنا أن نتساءل: هل نحن شعوب قابلة للتعلم؟ هل نحن مؤهلون لإدارة شؤون حياتنا بطرق متمدنة؟ وكيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ وكل أدوات الاستفهام.
في ظل الاستعمار استغل الجزائريون الديمقراطية اللبرالية الفرنسية، وخلال النصف الأول من القرن العشرين تمكنوا من القيام بنهضة فكرية وسياسية كبيرة أنجبت مفكرين وأدباء وساسة لا تزال قاماتهم تعلو على الأجيال اللاحقة، كما تعايشت عصرئذ كل الحركات والأحزاب السياسية من حركة الإصلاح الديني إلى الشيوعيين مرورا باللبراليين والقوميين. غداة الاستقلال عادت حليمة إلى عادتها القديمة: الإجماع، الفكر الواحد، الحزب الواحد، الطموحات والتطلعات الواحدة، المذهب الديني الواحد، القائد الأوحد وهيمنت هذه العقلية على كل مناحي الحياة السياسية والفكرية والاقتصادية والتربوية بما فيها التاريخ والأدب والفلسفة وغيرها من المعارف التي تصنع المواطن العصري. وكان ما كان.
ثم أراك تغرق في نظرية المؤامرة المتهافتة عندما تتطرق لبعض المثقفين الذين (يتعمدون الخلط ويسعدون به من أجل تحقير هذه الأمة وإقناعها بدونيتها لتثبيت حالتها المهزومة فعلاً) فهل كان مثقفونا من الكواكبي إلى محمود درويش من هذا القبيل لأنهم انتقدوا كل ألوان الهوان والسخف والانحطاط التي تكاد تكون هي أهم ميزات هذه الأمة منذ قرون؟ تربويا لا يصح أن نخفي الحقائق عن التلميذ، فما بالك بالكاهل. أقول الحقائق، إلا إذا أثبت لي أن ما قاله المثقفون الذين أشرت إليهم عبارة عن ترويج حقير لأكاذيب.
ثم تواصل تبني نظرية المؤامرة عندما تسألني (هل يحق لك أن تسمي حكومات لم تنتخبها بأنها -حكوماتنا-؟ وما أدراك أنها -فشلت-؟ بالعكس، لقد نجحت نجاحاً باهراً في مهمتها التي أرادها لها من -انتخبها- أو دعمها...القول بفشل الحكومات يشير إلى عدم معرفة أهدافها!).
وهذا قول فيه كثير من التجني والحكم على النوايا. حكوماتنا، على الأقل في الجزائر التي أزعم أنني أعرفها بالقدر الكافي، كان على رأسها أناس كافحوا من أجل حريتها واستقلالها عشرات السنين، وذاقوا ألوان التعذيب والسجون والمنافي، ولا أعتقد أن للآخر الذي لم تشر إليه (ولعلها مخلفات الاستعمار العزيزة على قلوب مثقفينا القومجيين والإسلاميين)، أي دور لا في تنصيبها ولا في فشلها. إنما هو الاستبداد بالفكر والسياسة وبمصير أمة من طرف حزب أو أقلية من القادة حالوا دون استفادة البلاد من نعمة الاختلاف وتلاقح الأفكار وإمكانيات النقد الذاتي وتصحيح الأخطاء في حينها، أي باختصار من كل الإمكانيات العظيمة التي تتيحها الإدارة الديمقراطية للبلاد، ولكن ذلك يعود في نهاية المطاف إلى مستوى إمكانياتنا كشعب، إذ ما كان يمكن لهم أن ينجحوا في إقامة أنظمتهم الاستبدادية لولا هذه الأجواء التي يخيم عليها الجهل والغفلة في أوساط الناس. فليس هناك نظام سياسي يستطيع البقاء في الحكم مدة طويلة رغم تناقضه مع مستوى وتطلعات شعبه) وهو ما يعني (كما تكونوا يول عليهم).
الفرنسيون يقولون أيضا بأن الحكام هم صورة لمحكوميهم
Les gouvernants sont l ’image de leurs gouvernés.
ولقد جانبت الصواب يا سيد درويش عندما أجريت مقارنة بين مصير أمة ومصير ولد. خطأك يكمن أساسا في النظر إلى هذه الأمة على أنها قاصرة دوما كالطفل القاصر. لا تكبر، لا ترشد، وبالتالي لا يحق للمثقفين الذين هاجمتهم مخاطبتها على أنها راشدة وقادرة على سماع الحقيقة مهما كانت جارحة ومرة دون أن تصاب بالإحباط. فمتى تكبر هذه الأمة؟ ومتى يشب عمرو عن الطوق؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليسقط الاستعمار
حامد حمودي عباس ( 2009 / 7 / 4 - 20:24 )
نحن في العراق .. حينما غادرنا من كنا نسميهم بالعملاء ، بل نحن الذين امطرناهم بالرصاص ، صفقنا حتى ادمينا أكفنا للزعيم عبد الكريم قاسم كقائد وطني جائنا من رحم فقراء بلادنا.. بعد حين غادرنا الرجل مرميا بالرصاص هو الآخر، لتبدأ أسوء فترة مرت بالعراق ، ويجب ان لا يتركنا النفاق أسرى لاحابيله ان لم نعترف بان الملايين كانت تصفق لصدام وحكمه ، وان المئات من الوطنيين الابرار قضوا تحت تعذيب وتنكيل جماهير مهووسه ابتكرت فنونها في القتل وبطرق فاقت حتى تخيلات النظام ذاته ..وبعد ان قبر صدام مشنوقا .. هتفنا لمحررينا الجدد ، ثم انطلقنا على ذات الدرب لنحمل السلاح من جديد ونقتل ونفجر ونغتصب ونهد المباني ونهجر الاسر الآمنه .. ونطالب برحيل المحتل الذي لم نوقفه في لحظة تجلي لنقول له علمنا على الاقل كيف ندير شؤون دولتنا بعد رحيلك ، وانما تركنا اموالنا وشوارعنا ومياهنا نهبا لابناء جلدتنا من قادتنا الجدد ضمن اسوء همجية شهدها العراق في مجمل تاريخه، سوف لن تزول آثارها في حياة اكثر من جيل قادم .. ولا زلنا ننتظر المزيد من مواليد الشر والدمار والحرائق ، لتعلوا في سمائنا عند الضرورة يافطة تقول .. فليسقط الاستعمار ، وعاشت ارادة الشعوب .


2 - هذا المقال
طارق حجي ( 2009 / 7 / 4 - 20:51 )
نظرا لكوني بين رحلتين ، فاننى سأكون مقتضبا فى تعليقى لابعد حدود الاقتضاب : هذا مقال فذ فى قوة ووضوح رؤيته وصواب تحليله واكتساح منطقه . والمؤلف يحسد على ترابط جأشه امام لغة يدحرجها الغضب وتقذفها العاطفة. متى يتعلم مثقفوا هذا الجزء من العالم تفريغ التفكير من العاطفة والكبرياء الذى هو فى حالتهم بالتحديد من اعراض شعور غامر بالنقص ؟ ... طارق حجي


3 - العودة إلى القواعد
شوقي ( 2009 / 7 / 4 - 20:54 )
عزيزي مختار
أن كل ما قلته قارب الحقيقة ولكن ليس كلهاالأمر بسيط أن الشعوب التي أرست قيم الليبرالية كان أرسها التاريخي و الحضاري مقدمة وأساس لأن تبني مجتمعات أنسانية ولو بشكل نسبي
الأمر الآخر أن الأنتلجسيا العربية و الأسلامية غير قادرة من الخروج من هذه الدائرةوغير قادرة على الأعتراف بأرسها الحضاري الذي يعتمد على الغاء الآخر
أسأل هل الحضارة الأغريقية والرومانية اللتين تركت بصماتها الفلسفية على العالم مثل الحضارة العربية القائمة أساسها على إلغاء الآخرو هل يوجد مكان للآخر في ثقافتنا
إذن الأمر يتطلب مراجعة نقدية و ما نحن عليه اليوم هو نتيجة أرسنا الحضاري والثقافي
عندما قلت لأستاذ شامل عبد العزيز أن حركة التحرر أغتيلت كنت مدركآ ستقوم قيامة الأنتلجسيا العربية وسف يعودون إلى قواعدهم و هذا ما جرى
مع محبتي و تقديري


4 - العلة تكمن في المثقفين الخوافين
ابراهيم البهرزي ( 2009 / 7 / 5 - 00:15 )
الاستاذ مختار ملساوي تحية طيبة
وارجوا الاشارة الى ان عبارة (المثقفين الخوافين )قد استعرتها من الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف
لا اضيف ان قلت ان ما خلفه الاستعمار بكل تلاوينه شرقية وغربية اسلامية وغير اسلامية غير فئة من المثقفين الانانيين يقابلهم حشود من فاقدي الثقافة المستميتين ,هذا الامر ذفع الكثير من النخب الثقافية الى الهرب وترك الساحة مشغولة بحراس الخرافات ومروجيها على اعتبار انهم العلماء الاعلام ...والافما علاقة (العلم )ب(الدبن )لتسمى عندنا طبقة مهابة لها وزن وفعل وتاثير جماهيري تحت مسمى غريب متنافر هو (علماء الدين )..علما ان الدين طقوس وعبادات ومعاملات صارت معروفة حتى لمن لايجيد القراءة ,فما الذي يضيفه من يسمى (عالم دين )لمنظومة مغلقة انتهت كل افاقها ولم تعد (بل من المحرم )اضافة جديد اليها ؟
يتحمل الوزر الاكبر بعد الانظمة التي صنعت بافران هؤلاء المتسلطين المؤثرين ...فئة المثقفين ...الخوافين حقا كما اسماهم رسول حمزاتوف ...
فبدلا من الاسهام في التوعية واكتساح مخلفات التخلف هرب المثقفون وبتاييد خفي ودعم (تحت العباءة )من هذه المهمة ...هربوا باتجاه التشويش على من يحاول تحريك البرك الساكنة ,انهم لم يكتفوا بجبنهم من ان يهربوا بعيدا عن بلدانهم تحت حجة البحث عن الحرية (ولب


5 - لا فض فوك
مصباح الحق ( 2009 / 7 / 5 - 05:34 )
نحترم قلمكم.


6 - الدين يؤسس للاستبداد
صلاح يوسف ( 2009 / 7 / 5 - 06:04 )
القرآن دستورنا .. النبي قائدنا ومعلمنا .. الموت في سبيل الله أسمى أمانينا

هذه هي حمى الهتاف السائد والمنتشر كالفطر من مراكش إلى المنامة. يستغفلون الناس باعتبار أنهم جهلاء بتاريخ الإسلام الحقيقي. الناس تجهل حقيقة الإسلام جملة وتفصيلاً لأنهم يتعلموا في المدارس نسخة مزورة. أكاذيب مثل ( الإسلام دين تسامح ومحبة ) والواقع أن الإسلام دين عنف وعنصرية وكراهية وحقد وخراب ودمار.

عندما يؤمن الإنسان بأن الدين من عند الله، تصبح جميع مقولات هذا الإنسان نقلاً على لسان الله وليست صادرة من بنات أفكاره الذاتية. هنا نقطة حساسة أتمنى أن أنجح في توصيفها: كلام الله الثابت والصحيح بالمطلق والذي لا يتبدل هو كلام غير قابل للمناقشة والأخذ والرد بل على العبد المتلقي السمع والطاعة، لهذا نلاحظ ذلك التعصب المقزز من المتدينين ولهذا أيضاً يمكن القول بلا مجازفة أن الإيمان بالله وكلامه يؤدي فوراً إلى استبداد طاغ مخيف.

الحل الحقيقي في إلغاء او تقنين مادة التربية الدينية في مناهج الطلبة واستبدالها بمواد حقوق الإنسان ومواد القانون الدولي ومواد أخرى تروي سيرة المكتشفين والمخترعين الذين أوصلوا البشرية إلى هذا الحد من التطور، ذلك لكي نؤسس لعملية احترام حقيقية ( وليست لفظية ) للعلم ومنجزاته الباهرة.


7 - هذه حالنا.. فما الحل إذن؟
الطيب طهوري ( 2009 / 7 / 5 - 06:46 )
الأستاذ القدير مخنارتحياتي.. وبعد
بعد موت بومدين مباشرة فتحت السلطة المجال واسعا للأصوليين ليصولو ويجولو في ربوع الجزائر كما يريدون وكما يحلو لهم محولين المساجد إلى قواعد قوية ينشرون من خلالها فكرهم الأصولي ..هكذا كان عباسي مدني وعلي بلحاج وغيرهما من الأصوليين يتنقلون يوميا بين مساجد الجزائر وجانعاتها وثانوياتها وكأنه لا عمل لهما بالمرة غير ذلك التنقل..وهكذا( استوردت) السلطة الكثير من مشايخ الأصولية من مشرقنا العربي : محمد الغزالي ـ البوطي ـ القرضاوي..إلخ .. وهكذا أعطت أيضا كل الصلاحيات للشبيبة الأصولية في الجامعات لضرب وتكسير حركة الشبيبة اليسارية آنذاك.. و..
وعنما فتحت المجال للتعددية خالفت سلطتنا متعمدة قوانين الدستور التي تمنع اعتماد الأحزاب التي تبنى على أسس دينية ..وكانت تلك السلطة نفسها تقف متفرجة ـ وسعيدة ربما ـ ومناضلو الفيس يوزعون بطاقات الانخراط في حزبهم بالجملة ، في الساحات العمومية ، في المقاهي، وفي كل مكان ، وكأن مخابراتها المعروفة بالقوة لم تعد موجودة بالمرة .. لماذا كل ذلك؟
ألا يصل المرء في النهاية إلى القول بأن تلك السلطة كانت تفعل كل ذلك وتسمح أيضا بفغل كل ذلك لا لشيء سوى الانقلاب على مرحلة بومدين ـ بغض النظر عن موقفنا منها ـ وتهيئة نفسيات وذهنيات الناس لل


8 - شر البلية ما يضحك
فادي يوسف الجبلي ( 2009 / 7 / 5 - 11:11 )
شر البلية ما يضحك
والبلية هنا هو ادعائهم بأن من يحكم تركيا اليوم هم اسلامين
وكأن امير المؤمنيين رجب طيب اردوغان قد ارسل جيوش الامبرطورية الاردوغانية الى ثغورها من اجل صد هجمات الصلبيين والتتار
وكأنه قد فرض الحجاب على جميع نساء تركيا بما فيهن الفنانات
وكأنه احيى نظام الحريم فأرسل مفارزه الى اطراف الامبرطورية كي يجلب له الجواري الحسان
وكأنه قد رما رباط عنقه لأن فيها تشبها لليهود والنصارى
وكأنه دمر جميع سيارات امبرطوريته واستعاض عنها بالخيول
لأن ركوب السيارات هي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .....افيقوا رجاء
تركيا دولة علمانية ليس لها من الاسلام سوى اسماء ابنائها
مع بعض المساجد التي تحولت الى متاحف يزورها في اليوم ملايين من السياح الاجانب


9 - سيدي الفاضل
شامل عبد العزيز ( 2009 / 7 / 5 - 11:59 )
سوف نندم ( بل وندمنا ) وسوف تندم أجيالنا القادمة على تفويت الفرصة التي كان لابد أن ننتفع بها ونتعلم كل شيء من طريقة الأكل حتى اللغة . كل شي وكما قال الأستاذ طارق حجي يأتينا من الغرب هو الأفضل لشعوبنا وما واقعنا إلا خير دليل . لم نستفد من أي شيء . كرهنا للأخر أعمانا حتى عن محاسنه .
مع التقدير


10 - صدقت
مايسترو ( 2009 / 7 / 5 - 12:32 )
أستاذ مختار ، إن كل كلمة سطرتها في هذه المقالة الجميلة، هي كلمة حق ومن الغبن ألا أؤيدك بها، فشكراً لك، وتأييدي ينصب على نقطتين رئيسيتين وهما أن الإسلاميين لن يعترفوا ويسمحوا بالديمقراطية سوى مرة واحدة في العمر وذلك حين يتم انتخابهم وبعدها لن يكرروا الانتخابات ما دام أنهم وصلوا إلى السلطة، والنقطة الثانية أقتبس منك الجملة الأخيرة من المقال والتي هي زبدة الكلام ، فمتى تكبر هذه الأمة؟ ومتى يشب عمرو عن الطوق لك محبتي .،


11 - مختار، أبراهيم ، الطيب الطهوري
نادر قريط ( 2009 / 7 / 5 - 12:35 )
تحية للجميع وللأخوة محرري الصفحة:
أشكر السيد مختار على تناوله هذا الموضوع، ولا أجد الكثير لأقوله فشخصيا أميل لقراءة المركبات، ولا أستطيع التعامل مع الثنائيات ـ إما هذا أو ذاك ـ ولا أحكم على الخطاب بإقتباسات متجزأة حتى لو كانت آيات قرآنية منزلة .. فلا مطلق يحكمنا إلا النسبية وقيم الحق والجمال. من هنا أود أيضا توجيه شكر إستثنائي للأستاذ طهوري على حكمته فقد قال شيئا مثمرا أتفق مع مضمونه وهذا لعمري تعبير عن أفق ناضج ، فالسلطة التي ترتدي مسوح العلمنة واللبرلة هو الوجه الآخر للسلطة الأبوية الدينية وكلاهما صيغة لإستمرار نظام الهيمنة الكومباردوي الكولونيالي.
فالدين أصبح في جوهره خادما لمشروع الإستبداد وإلهاء الطبقات الدنيا، ليتسنى للقطط السمان الإستمرار في مشروعهم النهبوي وليس النهضوي.

وبودي بالمناسبة تحية الشاعر إبراهيم البهرزي وتعقيبا على تعليقه هذا اليوم، وبما أن النص يتعرض لسيد درويش وهو إمتداد لحوار الأمس .. أجد أن أخينا إبراهيم كان ضحية لسوء فهم كبير ووهم، فمن قصده يوم أمس بالإسم لا علاقة له بسيد درويش، الذي أعرفه جيدا، ليس بسبب ولع بعلم الكتابة وتحليل النصوص،بل لأن سيد درويش هو أحد كتاب الحوار المحترمين، وربما إضطر لإستخدام هذا الإسم لآسباب تقدرها هيئة التحرير جيدا، أم


12 - اه ياجزائر الخير
سامر كريم ( 2009 / 7 / 5 - 12:59 )
اتفق تماما ما ذهب اليه يوما الكاتب الجميل خالد القشطيني حين قال كان على الجزائريين يناضلون ويضحون من اجل ان تبقى الجزائر جزء لايتجزء من فرنسا وان يناضلوا بقوه لاجل ان تكون لهم حقوق متساويه تماما مع اقرانهم في الجزء الاوربي حينذاك ستكون دوله عظيمه نصفها في اوربا ونصفها في افريقيا
ولكن مع الاسف فضل الجزائريون العوده الى مربع الصفر والبدايه من جديد ولوحدهم وكانت مأساة وبلاء


13 - واقعنا أحط مما يكتبه اشد كتاب هذا الموقع انتقادا لحالنا البا
عبد الحكيم المنصف ( 2009 / 7 / 5 - 13:11 )
نعم ، كان ولا يزال علينا ان نتعلم من الغرب العقلانية والمنطق والجدية وفن العمل والبحث وتقديس العلم والادارة الحديثة (وليس الادارة القبلية الريفية التى لدينا) ، بل كان ولا يزال علينا ان نكرر مع الأديب والعالم والموسيقي المصري العظيم حسين فوزي (كل ما يأتينا من الشرق سيء وكل ما يأتينا من الشمال الشرقي رائع ) ... ويشمل هذا الثياب ، فالثوب والعقال (للرجال) والعباءة (للنساء) هى من مظاهر تخلفنا . من يملك امام الثياب الرجالي العربية بالذات ان يمنع نفسه من الضحك الهستيري ؟ وشكرا لرائدنا الاستاذ طارق حجي الذى كتب ذات يوم مقالا رائعا عنونه (أشمغة بدون أدمغة) وشكرا للأستاذ شامل عبدالعزيز الذى قالها صريحة (كان علينا ان نتعلم من الغرب المتحضر والمتمدن كل شيء من طريقة الأكل للغة) ... فمن منا لا يخجل (بل ويذوب خجلا وعارا) من منظر بدوي يعبر شوارع اوروبا وهو فى الثوب وعلى رأسه جهاز استقبال الغباء (العقال) وهو يجرجر وراءه جوالا بشريا متحركا هو (المدام) فى كفنها الاسود وقد زادت فضيحتنا بتغطيو وجهها ؟


14 - بين السبب والنتيجة
مختار ملساوي ( 2009 / 7 / 5 - 13:42 )
أستاذ الطيب طهوري كتبت: (واضح ما تقدم أنني أردت القول بأنه لا يكفي أن نقول بأن الشعب يتحمل مسؤولية وضعيته الراهنة المتردية ، وأنه كما تكونوا يول عليكم .. أو : الناس على دين ملوكهم..
بل علينا أن نطرح السؤال: ما الذي أوصل شعبنا إلى هذه الوضعية السلبية بإطلاق تقريبا؟)
كلا السؤالين مهمان. وأتفق معك إلى حد ما في إجابتك عن السؤال الثاني. لكن ما العمل؟ هل يكفي تشخيص الداء ليشفى المريض بدون دواء أو وهو يرفض تعاطي الدواء؟ أم هل تنتظر من حكومات هذا ديدنها أن تعمل في صالح شعبها؟
أنا شخصيا أنطلق من مسلمة لديَّ وهي أن العالم تتحكم فيه إرادة القوة، ويحتاج إلى تكافؤ موازين القوى لكي يحترم الناس بعضهم بعضا.
لا يجب أن ننتظر من هكذا حكومات نصفها بكل النعوت السلبية ، أن تقيم العدالة والمساواة وتحترم كرامة المواطنين. هذا لم يقع أبدا في التاريخ.
لهذا علينا أن نتوقف عن توجيه الاتهامات للحكومات لأن هذا يريح الناس الذين يتملصون من مسؤولياتهم الحقيقية، يشهد على ذلك المستوى المتواضع جدا للمشاركة الشعبية في مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب وحتى لجان الإحياء وغيرها وأنت لك تجربة في ذلك. علينا أن نعي أن المواطنة الكاملة لا تعطى مجانا. الأطرف في الأمر أننا ظللنا دائما نعلّم: الحرية تؤخذ ول


15 - شكرا
مختار ملساوي ( 2009 / 7 / 5 - 14:36 )
حامد حمودي عباس أتفق معك تماما عندما تقول: (ويجب ان لا يتركنا النفاق أسرى لاحابيله ان لم نعترف بان الملايين كانت تصفق لصدام وحكمه ، وان المئات من الوطنيين الابرار قضوا تحت تعذيب وتنكيل جماهير مهووسه ابتكرت فنونها في القتل وبطرق فاقت حتى تخيلات النظام ذاته).
طارق حجي أتبنى تساؤلك، وبدون تحفظ (متى يتعلم مثقفو هذا الجزء من العالم تفريغ التفكير من العاطفة والكبرياء الذي هو في حالتهم بالتحديد من أعراض شعور غامر بالنقص؟)
شوقي صدقت بقولك: ( الأمر يتطلب مراجعة نقدية و ما نحن عليه اليوم هو نتيجة إرثنا الحضاري والثقافي).
إبراهيم البهرزي أعجبني قولك: (بل الطامة تكمن في اشباه المثقفين المشوشين الذين يحملون شرطتهم وسجانيهم حتى في ارحب بلدان الارض سماحة وديمقراطية ,فيلجئون لتخريب الافكار والرؤى المطروحة والتي قد تشكل حراكا فاعلا لاجل التغير)
مصباح الحق الاحترام متبادل.
صلاح يوسف أضم صوتي إلى صوتك عندما تطالب: (الحل الحقيقي في إلغاء او تقنين مادة التربية الدينية في مناهج الطلبة واستبدالها بمواد حقوق الإنسان ومواد القانون الدولي ومواد أخرى تروي سيرة المكتشفين والمخترعين الذين أوصلوا البشرية إلى هذا الحد من التطور، ذلك لكي نؤسس لعملية احترام حقيقية (وليست لفظية ) للع


16 - اختبار
عبد الحكيم المنصف ( 2009 / 7 / 5 - 15:43 )
يقول المثل البريطاني (ان اختبار الطعام لا يكون الا بتناوله) ... لذلك فمناصرة (حقيقية) من طرفي المتواضع لكاتب المقال المبدع ولاستاذنا طارق حجي الذى قال (وايده الاستاذ مختار الملساوي) (متى يتعلم مثقفو هذا الجزء من العالم تفريغ التفكير من العاطفة والكبرياء الذي هو في حالتهم بالتحديد من أعراض شعور غامر بالنقص؟) ... فانني استسمحكم ان اجرب ، ولنرى ماذا سيحدث للعقول المتصلة بجهاز الغريزة القبلية والماضوية والقومجية عندما اعرض عليهم هذه السلة من الاراء : انا واحد ممن وافقوا (ولا يزالون) على قيام امريكا بتحرير الكويت من صدام سنة 1991 وبتحرير العراق من نفس الطاعون سنة 2003 كما اننى اعتبر ان ما قام به حزب الله فى صيف 2006 هو عمل اجرامي فى حق لبنان وانه اعطى اسرائيل الحق فى مسح الارض بلبنان كما حدث . كما اننى اعتبر ان المسئول عن مسح الارض بقطاع غزة منذ سبعة شهور هو ثالوث التخريب (خالد مشعل و النظام السوري الذى يأويه وخامنئي الذى يسلحه ويموله) وان الولولة على ما حدث بغزة دليل على هذا الخلط البدائي بين العقل (العصري المدني المتمدن والعلمي) وبين عاطفية القرون الوسطي المختلطة بالغرائزية والعصبية والظلامية والثيوقراطية وجرثومة القومجية. تري كيف سيكون رد فعل بني هدم وابناء عمومتهم من بني دم واخوالهم


17 - هاجس الضحية
مختار ملساوي ( 2009 / 7 / 5 - 17:50 )
سيد عبد الحكيم منصف، لو كنت أنا متدينا ومؤمنا بالقضاء والقدر لقلت بلا تردد: إن الله يورّث أرضه عباده الصالحين القادرين على خدمتها وفلحها وتفجيرها عيونا وبساتين-
وإلى أن يثبت العكس، فإننا نحن العرب، أبعد الناس عن هذا الوصف.
وبدل أن نقول لأنفسنا ولأهلنا هذه الحقائق لعلهم ينهضون، فإننا نعمل المستحيل لتوجيههم نحو أهداف أخرى هي من قبيل الأوهام. مثل إيهام الناس أنه يكفي العودة إلى الدين الصحيح حتى تفتح أمامنا كل أبواب الفوز، ومثل إيهام الناس بإمكانية التفوق على الأعداء بأسلحة يبيعونها إيانا، ومثل القيام بالحرب ونحن أبعد ما نكون عن الاستعداد والإعداد الواجب لها فلا اكتفاء غذائيا ولا مائيا ودوائيا .
تقديري أن أهم مهمة منوطة بجميعنا هي العودة إلى التعلم والعمل والاجتهاد وهو أسلم طريق نحو بناء الحضارة. لكن ما العمل؟ فرغم أن الطريق واضح ومعبد ومطروق إلا أننا نفضل التيه في مجاهيل ومسالك وعرة باسم الأصالة والحفاظ على الذات وعلى الدين وعلى اللغة والركون إلى هاجس الضحية الذي يتربص كل العالم به.
شكرا لمرورك وتعقيبك

اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة