الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحمير تلحسُ -آيس كريم-

ضياء حميو

2009 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


هو يقول: " ولكنها نصف كذبة "...!
وهم يقولون : " بل هي نصف الحقيقة ،وبما انك لم تذكر الحقيقة كاملة على الرغم من درايتك بها ، فإن كذبتك كاملة على الرغم من نصفها ،وأنت كذاب كامل "...!

هؤلاء الكذابين أو " النصف كذابين " كما يستمرؤا أن يُـنعتوا في الأزمات ،هم حسب ماأعتقد وكما يخبرنا التأريخ قرابة أربعة أنواع ..!!

الأول : يقول انه يمثل قومية بعينها ،ولحمايتها ودرء أخطار القوميات الأخرى وتهديدها يلجأ إلى " نصف كذبته " ،للمصلحة القومية العليا ،وقد يلجأ إلى حروب وهمية أو حقيقية ليُـثبت مدى صحة أطروحاته القومية وبالتالي أهمية وجودة لهم " كقائد قومي ضروري لهم "، وبالتالي لابد من أن يشكروه على تحمله هذه الأعباء الجليلة وله كل الحق في توزيع مايشاء من "هبات كذبة" ، وما عليهم سوى الرضا بالمطلق ،لان الأعداء يترصدون بالقومية ، في منعطف تأريخي بالغ الحساسية.
تصفيق عارم...تهتف الجموع بفداء روحه، وتعود أدراجها باتجاه بيوتها فرحة ومقتنعة، بغبائها إذ فكرت بأنانية مفرطة، لأنها اعتقدت إن الخبز والدواء والسكن، والعمل، أهم من موقف الأمة التاريخي، وقائدها الملهم، ونصف كذبته التي هي لمصلحتها..!

الثاني :يقول انه يمثل طائفة دينية أو دينا بعينه ،ولحماية هذه الطائفة أو الدين من عبث العابثين وأعداء الدين ،ومحاولاتهم العلنية والسرية التي لايعرفها إلا هو،في مَحـْق الهداية ونشر الفساد بين صفوف مريديه ،وصدهم عن جادة الصواب،يلجأ إلى " نصف كذبة " يفضل أن يسميها " خدعة " ولأن الحرب خدعة وهو ابدا في حالة حرب فإن فرض "الكفاية والعين" يجبره ان يكون دائما في حالة كذبة.
تصفيق عارم... تهتف الجموع مسبحة بحمد الله على نعمة توليها قائدا مؤمنا، عابدا مسبحا، حاميا للدين من أعدائه الأزليين، تلعن جزعها و الشيطان الذي وسوس لها بان الخبز والدواء والسكن والعمل، بها كرامة الطائفة، ولا كرامة لها بغيرها.

الثالث :في السر يمثل أرباب الخبز ،والدواء والسكن والعمل ،وفي العلن ولحاجته للأصوات ،يمثل من يفتقدها ،يقول للجموع انه كذب نصف " كذبته " ليهيئ أرضية للاستثمار،ولان رأس المال جبان فهو مضطر لذلك ليشعره بالأمان ،وهو ينظر للمستقبل المزدهر اقتصاديا بتفاؤل كبير ، ولايطالبهم إلا بشيء بسيط من الصبر وشد الأحزمة على البطون ،ويقسم بشرف حنكته الاقتصادية انه في المستقبل القريب وكما سبقتهم شعوب الغرب حتى حميرهم " ستلحس " " آيس كريم ".
تصفيق عارم......للخطة الاقتصادية المجربة " للآيس كريم ".

الرابع : تسأله الجموع :" ماعرفناك مفضلا لطائفة أو قومية أو غيرها عن أخرى،ونريد أن نسألك بحق الصدق سؤالين إن أجبت عن الأول كفيناك الثاني ، سؤالنا الأول :
- ماذا تسمي من قال انه سيأتينا بالخبز والدواء والسكن والعمل، ولم يفعل، هل هو كاذب أم صادق؟!
يبتسم ابتسامة العارف الخبير ويقول :
- الظرف الموضوعي والذاتي في اللازمان واللامكان يستلزم أن ننظر للأمور بعين فاحصه ،تغربل الأمور وتـُرجعها إلى ظرفها الاجتماتأريخي والاقتصاسياسي ،حينها تكون قطاف نضالنا الأيديولوجي في متناول شرائح مجتمعنا.
ترقبه الجموع ساهمة وهي تتساءل هل أجاب عن سؤالها أم لم يجب، حينها تقرر بلحظة ثورية قل نظيرها أن تسأله سؤالا ثوريا تاريخيا لامجال للبس فيه :
- ماهو اسم الحيوان الذي يمشي على أربع ونأكل لحمه وله صوف وإذا جاع صاح " ماع " وأول حرف من اسمه " خروف"؟!
وبإبتسامة أكثر إشراقا من سابقتها يقول :
- يجب أن نتريث بالإجابة ،وهذا السؤال بالذات ،وكما عودناكم بعدم التسرع وحكمة قراراتنا ومواقفنا ،يحتاج إلى التشاور والدراسة ومعرفة وجهة نظر حلفائنا به،و سنصيغ به بيانا متزنا ملما بكل ظروف وتداعيات طرحة السابقة واللاحقة يمثل موقفنا السياسي الرسمي منه.
وبعد أن يوضب أوراقه وحقيبته وأناقته ويهم بالانصراف تصيح به الجموع راثية حاله وحالها:

- لاتجزع ! إنه فقط خروفا جائعا، ولا يكذب.!!.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جيد جدآ
جيفارا ( 2009 / 7 / 4 - 23:39 )
بدأت تكتب بوعى ألجماعة

اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل