الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطة الوالي مدحت باشا تطبق في بغداد ..!

فراس الغضبان الحمداني

2009 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يفترض بأي خطة في المجالات كافة إن تعتمد على معلومات دقيقة لوضعية المدينة التي ستشهد إجراءات استثنائية، وعلى اثر ذلك يجب وضع خطة مرادفة تتضمن أحترام حقوق الإنسان وخفض مستوى الأنظمة الاستثنائية التي تقود الى الفوضى خاصة الاختناقات المرورية لشوارع بغداد التي تمثل اخطر أنتهاك لكرامة الانسان العراقي في ظل درجات حرارة مرتفعة لايصمد تحت اشعتها حتى ( ...؟ ) .


نقول ذلك ونحن نتأمل الإجراءات التي يتخذها السيد كنبر وأركان خطته الأمنية ولا ندري هل نضحك ام نبكي من شدة المأساة ، حيث نرى يوميا طابور السيارات يقف في انتظار اشارة جهاز كشف المتفجرات الطفولي والذي لم نراه يوما يكشف شيئا سوى العطور والبخور والخمور .

أن هذا الرجل يطبق خطط تشبه تلك التي نتندر عليها حين نقرأ عن خطة فرض القانون لمدير شرطة الوالي مدحت باشا سنة 1870 أو مدير شرطة الحجاج في الزمن الغابر ، ولعل عذرهم المشروع لم تتوفر لهم وسائل أتصال مثل الموبايل وأجهزة اللاسلكي والاقمار الصناعية ولم تكن لديهم سيارات حديثة مبردة وكانوا يسيرون الامور على ظهور الخيول أو البغال والحمير.

أما نحن اليوم فنقود الأمور في أحدث السيارات وأخطر وسائل التكنولوجيا وأسناد مالي بالمليارات ولكن نقولها وبخجل من القراء نديرها بعقول القرن الثالث عشر وبنزاهة المسؤولين الحاليين .

مايحدث من اختناقات مرورية وتعقيبات أمنية لا تدلل على وجود خطط علمية أو قدرات احترافية أنما العمل ينجز بالمزاج وبدون مراعاة لأبسط قواعد العمل الأمني والإداري ، وهذا ما يكلف البلاد خسائر جسيمة في المجالات كافة .

رغم أن وسائل الإعلام ومن خلال الناطق باسم فرض القانون تروج عن انتصارات وحركة أعمار وتقدم حضاري لا وجود لها على الأرض وهي محض أمنيات ودليلنا آلاف الضحايا الذين سقطوا مؤخرا قتلى وجرحى في بغداد وتازة والفلوجة ، والتخلف الحضاري والاعماري والأخلاقي وما نراه يوميا من شوارع بائسة وبنايات متهالكة وحضارة بائدة وشباب ضائع ووزراء سراق .

لكن الخسارة الأكبر بعد تبديد الثروات هي انتهاك حقوق الإنسان وتقييد حريته وضياع وقته وإجهاده في أمور تستنفذ طاقته في العمل والإبداع ، ويزيد عليها استمرار انقطاع التيار الكهربائي وسرقة الحصة التموينية للفقراء وتلوث الماء وهجوم الغبار مزيدا من الإحباط والشعور باليأس .

ولا نبالغ حين نقول إن كل هذه المشاكل تكون تحت السيطرة حين نضع الفاسد المناسب في السجن المناسب ويكون الاسم والوصف يدل على المسمى والموصوف ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه وتجري أمور العراق بما لا يشتهي الشعب المنكوب !! .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل