الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأثير الحروب على المدنيين

صبيحة شبر

2009 / 7 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


يشعل السياسيون الحروب الطويلة ، بأسباب عديدة أحيانا ، وبلا أسباب منطقية تدعو الى إندلاع تلك المخاطر الجسيمة ، رغبة عارمة تستولي على بعض النفوس ، وتدفعها الى الإعتداء على البلدان الأخرى والسطو على حقوقها ، وتلك البلدان لا يمكن لها أن تسكت على العدوان او تغض الطرف ، فتشتعل نتيجة تعنت أولياء الأمور في دولتين حروب ، لاتوقر احدا من البشر، تقتل النفوس ، و تباد أسر كاملة ، وتزهق أرواح بريئة لم تذق بعد طعم الحياة ، يذهب اباء وأمهات ، ويحكم على الأبناء باليتم وإنعدام الحقوق ، وعدم القدرة على تلبية الحاجات الأساسية ، ويترك الالاف من الأطفال وهم ما زالوا بعد في سني الدراسة مقاعد العلم والمعرفة ، ليكدحوا قبل أوان العمل والكفاح ، ليمدوا أسرهم بما يشبع جوعها ويمنحها الدفء ، وبدلا من يكون الأطفال موضع رعاية الأهل وإهتمامهم ، تنقلب المفاهيم ، ويصبح الأبناء الصغار وهم لم يبلغوا سن الحلم بعد مكافحين لأسر عديدة، فقدت عائلها الوحيد في صراعات لاتنتهي، بين رؤساء الدول ، لم تجد الا الشعوب الضعيفة وقودا لها ، الحروب تبيد الناس العزل، وتبدد الأموال وتقضي على معالم العمران في الدول ، وتضعف الإستقرار و تقتل أماني الشعوب في العيش الكريم، وفي الحياة المستقرة ، لو كانت تلك الحروب تحررية لرحبت بها الشعوب ، لأنها تنال بها كرامتها وتحقق حريتها، وتصل الى مبتغاها ،في حياة تتضمن فيها شروط العيش ، ولكن الحروب المقامة في الوقت الحاضر، تنعدم فيها الصفات التي تمنحها المشروعية ، وتضحى مجرد نزاعات ،لاغرض منها الا الرغبة في الهيمنة، والتسلط على مقدرات الشعوب، وإفتراس قدراتها ،ونهب ثرواتها الطبيعية لتي حباها الله إياها
نتائج الحروب كارثية تعم الجميع ، ويصل خطرها الى المباني، بالاضافة الى انها تحصد الأرواح وتأتي بالأمراض التي لاشفاء منها ، وترغم السكان على مغادرة البلاد، الى مكان اخر أكثر أمانا وأدعى للاطمئنان ، ومن أين يأتي الانسان بمكان أكثر أمانا من ربوع الوطن ،الذي أجبرته الظروف الصعبة على مغادرته ، فبعد عن الأهل والأحباب، وعاش العمر وحيدا، يتطلع الى لمسة حنان تشفي ما يعانيه من أوجاع..
لقد تبدلت الأحوال، وأصبحت الحروب أكثر شراسة، وأبشع مدعاة الى الإبادة والدمار ، وكانت في الماضي حروبا نظامية ،بين جيشين او أكثر ، تستعمل فيها الأسلحة المعروفة ، ولا يتعرض فيها المدنيون الى المخاطر الا قليلا ، وبعد أن تطورت وسائل الحروب كثيرا ، وأصبحت الدول الكبيرة تتنافس بينها، في أسلحة الإبادة والدمار ، أضحى المدنيون في واجهة الصراعات عزلا ، ليس باستطاعة أحد أن ينقذهم من الهلاك، الذي حل عليهم كاللعنة ، ولا تريد لهم الدول المهيمنة هذا الإنقاذ ، أصبح الصراع يطلب من أجل ذاته، ولم تعد هناك مطالب مشروعة ،تدعو الى نضال الشعوب ضد مغتصبي حقوقها..
وأصبح المدنيون أعداء، يسعى الجميع الى النيل منهم وتعريضهم للهلاك ، حكوماتهم الدكتاتورية التي تسعى للهيمنة على حساب مصالح شعبها ، والحكومات الأخرى تتصارع فيما بينها ،معرضة حيوات الملايين من البشرية الى الدمار..
فمن هم المسؤولون عن هذا الوضع المأساوي ، الذي تتعرض له الانسانية باستمرار ، وخاصة في الدول التي تحكمها دكتاتوريات ، لا تبالي بحياة شعوبها ، ولا تهتم بالمخاوف التي تعترض تلك الحياة ، ولا العراقيل الفتاكة التي تقف أمام تطلعات الشعوب من أجل الأمن والإستقرار ، وإن كانت أغلب حكوماتنا لاتهتم الا بمصالحها، في الاستئثار بالغنائم ، فما هي واجبات المنظمات الشعبية ، في المحافظة على حيوات الناس و رعاية صحتهم النفسية والروحية ، والإستماع الى متاعبهم الكثيرة ، والعمل على تخفيف تلك المتاعب ، لأن الحروب الكثيرة المندلعة، ضاعفت من متاعبهم ، و ملايين القتلى والمفقودين تسبب في حرمان أسر كثيرة من لمسات الحنان، ومن مشاعر الحب التي يحتاجها كل إنسان ولا يمكن لكل بذرة حياة أن تنمو بعيدا عن أحضان، عرفت بعطائها الامحدود وأعني بها الوالدين ، وهناك أمراض عديدة تسبّبها الحروب مثل الشعور المستمر بالضياع ،وإنعدام عدالة الحياة ،والتمييز بين البشر ، كما إن أمراضا خطيرة تنبت، نتيجة الإشعاعات الكثيرة وتلوث البيئة ،وإنهمار أسلحة فتاكة ، جرثومية وكيمياوية ، ليس بإمكان شعوبنا التصدي لها ، فمتى يمكن وضع حد للحروب العبثية التي تهدد الإنسان، وتقضي على مكاسبه في الأرض ، ومتى تمتلك شعوبنا العربية كلمتها للحد من أخطار تلك الحروب والتخفيف من مساوئها ، والحد من ويلاتها الكثيرة التي تشعل الأخضر واليابس ،وتقضي على كل أحلام الشعوب في حياة مستقرة ، تليق ببني الانسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا