الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الكون عبر الزمان(18) الانعكاس أو تأثر الأشياء ببعضها

سامح سعيد عبود

2009 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



علمنا مما سبق أن الحركة هى الشكل العام لوجود المادة و أن الترابط الشامل المتبادل بين الكائنات المادية هو أيضا أحد الخصائص العامة للمادة الا أن هناك خاصة عامة أخرى هى الانعكاس و نستطيع أن نعرفه بانه قدرة الكائن المادى على التأثر بالكائنات المادية الأخرى التى تؤثر فيه بخواصها المختلفة، و فى نفس الوقت فأنه يؤثر بدوره فى الأجسام الأخرى وهكذا ... والكائن المادى المؤثر يكون إيجابيا بالنسبة للجسم المتأثر الذى يكون سببا بالنسبة له، وهناك علاقة وطيدة بين الانعكاس كخاصة عامة للمادة شأنها شأن الحركة، و بين السببية باعتبارها أساس كل الظواهر، و الحقيقة إن المادة تتكون من أعداد لا نهائية من الكائنات المادية التى تتفاعل فيما بينها فى علاقات مترابطة متبادلة، و هى فى هذا تحدث تغيرات فى بعضها البعض تتناسب مع نوع الخاصية المؤثرة من حرارة وبرودة وخشونة ونعومة وسيولة وصلابة و رطوبة و جفاف ... الخ ، و حالات الكائن المادى من خمول ونشاط وكتلة و طاقة و حجم وسرعة .. الخ ، سواء أكان هذا الكائن متأثراً بكائن آخر أو مؤثرا فى كائن آخر وفى الغالب فأننا نجد كافة الكائنات المادية خاضعة لما لا نهاية له من المؤثرات الخارجية الصادرة من كائنات أخرى وهو فى نفس الوقت يؤثر فيما لا نهاية له من الكائنات المادية التى ترتبط معه فى علاقة ما.
فتوجيه قذيفة من أشعة ألفا أو بيتا أو جاما إلى نواة الذرة يحدث تخلخلاً فى التوازن داخل النواة بين مكوناتها، و الذى كان يكسبها إستقرارها الا أن هذا القذف يؤدى إلى نشاط اشعاعى يتولد فى النواة مساوى لتأثير قذيفة الاشعاع الموجه إليها أى أنها تتحول من ذرة مستقرة إلى ذرة مشعة إلى أن تصل حالة الاستقرار مرة أخرى عند زوال أثر القذيفة المشعة التى وجهت إليها، فما سبق أن اكتسبته النواة من الجسيمات تفتقده النواة فى شكل اشعاع فعملية الانعكاس ناتجة عن التأثير المتبادل للأشياء فى بعضها البعض، وهذا التبادل يسبب تغير فى خواص و وضع الجسم المتأثر السلبى، والذى بدوره قد يؤثر فى جسم آخر فيصبح إيجابيا.
فلو سخنا قطعة من السلك فان كمات الطاقة الحرارية المسلطة على قطعة السلك سوف تمتصها إلكترونات مستوى الطاقة الأخير لذرات قطعة السلك مما يحرك هذه الإلكترونات إلى خارج هذه المستويات تاركة وراءها فوتونات تنطلق فى شكل موجات حرارية لها تتردد و طول موجى يتناسب مع درجة حرارة السلك، و التى نلاحظها على هيئة تغير لون السلك و درجة حرارته .. و لو سخنا قضيب من الحديد فأن طاقة الترابط بين جزيئاته تزداد فتجعل هذه الجزئيات تتنافر فيتمدد القضيب وبزيادة درجة الحرارة يتغير لونه، ويتحول إلى سائل عند درجة حرارة معينة ... و لو تركنا قطعة حديد فى الهواء الرطب فأننا نلاحظ بعد فترة تكون طبقة بنية اللون على الجزء المعرض للهواء، والتى هى أكسيد الحديد حيث تأكسدت قطعة الحديد ذلك لأن الحديد فلز نشط فى مستوى طاقة ذراته الأخير إلكترونين، وفى ظل ظروف درجة الحرارة العادية مع وجود الماء كشرط للتفاعل تتحد ذرة حديد مع ذرة أكسجين ذات الستة الكترونات فى مستوى طاقتها الأخير، مكونة ثانى أكسيد الحديد المعروف بصدأ الحديد وتتكرر هذه العملية فى كثير من الفلزات، فالصدأ ظاهرة طبيعية هى ناتج لتفاعل كيميائى، هذا التفاعل الذى يقوم أساسا على إكتساب أو فقد كمات الطاقة الكهرومغناطيسة (الفوتونات) من وإلى إلكترونات المستويات الأخيرة للطاقة فى ذرات العناصر المتفاعلة لتكون مستوى طاقة مشترك أو تستقل كل ذرة بمستواها فى حالة فك الارتباط بينهما أو كما يحدث فى المركبات العضوية والحيوية حيث من الممكن تحويلها لمركبات أخرى أو تحليلها لمركبات أو عناصر أخرى أو اتحادها بعناصر أو مركبات أخرى لتكون مركبات جديدة بمجرد التأثير فى طاقة وضع الذرات داخل جزئيات هذه المركبات وقد يحدث هذا فى درجات حرارة غاية فى التنوع من البرودة الشديدة إلى الحرارة العالية للغاية، و سواء كانت هذه مصادرها الغاية فى التنوع كحرارة النار أو ضوء الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء أو النشاط الاشعاعى لنوى الذرات المشعة أو حتى طاقة الترابط المنطلقة من عمليات التفاعل الكيميائى الأخرى أو حتى الحرارة أو الطاقة المنطلقة من عمليات الهدم والبناء فى الكائنات الحية
إنك لو تركت قطعة مغناطيس فى وضع حر فأنها ستتجه على الفور بحيث يكون قطبها الشمالى فى مواجهة القطب الجنوبى للأرض و قطبها الشمالى فى مواجهة قطبها الجنوبى فى وضعه الحر، فلابد وأن يتجه كل قطب له إلى القطب المخالف له فى المجال المغناطيسى للأرض ذلك لأن للأرض مجالا مغناطيسى.
ولكى نفهم عمليه الانعكاس فهما صحيحا فأننا لا يجب أن نفهم الكائنات بانها تؤثر تأثيراً واحداً و تتأثر بمؤثر واحد بل هى تتأثر بما لا حصر لها من المؤثرات و التى تشترك مع بعضها البعض فى أحداث التأثير الناتج فلو عدنا لمثل صدأ الحديد سنجد أن الأثر وهو صدأ الحديد لم يحدث فقط بمجرد توافر مؤثر واحد هو الأكسجين لأن هذا الأكسجين ما كان يمكن أن يؤكسد الحديد الا وهو فى حالته الغازية الحرة والا فى ظل وجود كائن مادى آخر هو الماء الموجود فى الهواء الجوى على شكل بخار ماء فضلاً عن كائن مادى آخر هو كمات الطاقة التى تشكل درجة حرارة الجو و بدون كل هذه العوامل ما كان للحديد أن يصدأ وما كان للتفاعل أن يتم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هو محمد مخبر الذي سيتولى رئاسة إيران موقتا بعد وفاة رئيسي


.. فرق الإنقاذ تنقل جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه من موقع تحطم




.. هل ستكون لدى النائب الأول للرئيس صلاحيات الرئيس رئيسي؟


.. مجلس صيانة الدستور: الرئيس المقبل سيتولى مهام الرئاسة لأربع




.. ماذا سيختل بغياب الرئيس رئيسي عن السلطة؟