الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكاديمي بدرجة دكتور يعطي دروس قسرية في علم السفاهة

جهاد مدني

2009 / 7 / 6
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


العنف ظاهرة طبيعية تتجلى لدى كل الكائنات الحية كوسيلة لفرض الغلبة أو للتعبير عن أمر لايروق لها وهي شكل من اشكال الطاقة الباحثة عن تفريغ فوري.
أن أنثى الكلب تلفت أنتباه جرائها الى بداية مرحلة الأعتماد على النفس عبر تكشير الأنياب بشكل صامت كعلامة أولى, وبديهي أن لايفهم الجرو معنى ذلك فيحاول مشاركتها طعامها, فتقوم بأضافة بعض المؤثرات السمعية كالزئير, ولكن الجرو لازال عاجز عن فهم تلك الرسالتين المهمتين, وهنا تأتي الرسالة الثالثة والحاسمة حين تقوم بعضه ليهرب مذعوراً. يتكرر هذا الدرس ربما مرتين وفي المرة الثالثة يقوم هذا الجرو بتلقين هذا الأكتشاف لأخيه الأضعف ومن هنا تبدأ رحلة التسلسل المرتبي وعبر تلك الوسيلة الوحيدة فقط ليعرف كل عضو مكانه وسط المجموعة, فالأقناع لايتم سوى بالعنف ويُعلَن عنه بالأذعان ويتبعه الخضوع.
أن الحيوانات لم تتطور لديها أية وسيلة تعبير أخرى غير العنف البدني للأفصاح عن دوافعها, ولكن مايدعو للتساؤل هو لماذا يلجأ الأنسان الذي لديه عدة خيارات للتعبير عن مكنوناته الى العنف المادي تارة والى العنف الرمزي تارة أخرى حينما تكون العين بصيرة واليد قصيرة؟
السيد نادر قريط أحد كتاب الحوار المتمدن ولديه معجبين كثر باسلوبه وبما يطرحه من مواضيع مثيرة, وله هفواته وزلاته التي قمنا سابقاً بتوجيه النقد المناسب لها, وقد تقبل السيد نادر ذلك بكل رحابة صدر ليس لأن نقدنا له كان بليغ جداً, ولكن لأنه لم يتعد حدود اللياقة الأدبية المتعارف عليها. صحيح أن السيد نادر أثار أستياء عدد من كتاب وقراء المنتدى الذين أبدو وجهات نظرهم المختلفة تجاهه, وهو بدوره أيقن بأن النقد الموضوعي شيء والتندر والتفكه على الغير شيء أخر وهو مشكور كل الشكر على التزامه بقواعد الحوار والنقد. ماطرحته يسري على الجميع دون استثناء والسيد نادر ليس ظاهرة بل مثال فقط وكلنا يتعلم عبر جدلية الخطأ ثم التصويب.
مادعاني لخط تلك المقدمة هو تلقي السيد نادر قيراط لرسالة بذيئة جداً على بريده الألكتروني من أحد الحاصلين على مؤهل جامعي عال {كرد فعل} على المقال الذي نشره في العدد 2675 بتاريخ 12/06/2009 تحت عنوان: لبنان: وطن بلا حدود. بغض النظر عن الأفكار والمعلومات التي وردت في مقالته, فأسلوبه أمتاز بالسلاسة والرشاقة وكبح جماح عبارات {الترْيَقَة} التي كانت لا تفرز سوى الأستفزاز وفي النهاية فقد صاغ بشكل أدبي راق وجهة النظر التي يراها صائبة.
السيد قريط أطلعني على رد مغرق في أنفعاليته, وأكد لي معرفته لهوية مرسله بل حتى لمؤهله الدراسي. السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام, لماذا كل تلك العبارات الصادمة والقافزة فوق كل قواعد الذوق العام والخاص وفوق كل المثاليات التي نعتقد بأن حملة المؤهلات العليا يتمتعون بها بداهة نظير جهودهم المضنية أثناء رحلة العلم الشاقة. لقد كان متاح له أبجدية من ثمانية وعشرين حرفاً يستطيع أن يشكل بها ماشاء من الكلمات التي تعبر عن أختلاف وجهة نظره مع المقال المنشور, وكان يستطيع التعبير عن أنطباعاته السلبية بطريقة حضارية تؤكد على أهليته للشهادة التي يحملها وجدارته لها من جهة, وترغم كاتب المقال على مراجعة نفسه طواعية من جهة أخرى. لكن هذا {الأكاديمي} قرر عبر عباراته النارية والتي تمثلت كلمات ك {القضيب,أيلاج,أست...الخ} حرقْ جميع مراحل النقد الأدبي الرصين الذي نعتبره صنواً للمؤهلات العليا, وقام بعملية أنتحارية رمزية أدت الى موت ضميره هوفقط لحسن الحظ, ولم يبق من اثر سوى جملته المتورمة بالسفاهة والمضغوطة بطاقة هائلة من العنف الرمزي, ذلك الذي يؤشر لضراوة العدوان المادي الكامن خلفه. لنتصور فقط مقدار الحقد المعجون بالرغبة في ألحاق الأذى بالأخر بأي شكل من الأشكال, الذي دفع بالدكتور البذيء لتنكب عدد من الخطوات الألكترونية ليتمخض الجبل عن فأر في نهاية المطاف.
كلنا أهداف محتملة للنقد سواء لسلوكنا اليومي مع المحيطين بنا أو لقاء كلمات حررناها أو شفهنا بها, ونتقبل ذلك عن طيبة خاطر حينما يحدث هذا الأمر سلمياً لأن الأختلاف من طبيعة الأشياء, ولكننا ندين ذلك العنف الكلامي الرخيص المشحون بلوعة الأنتقام والتشفي من أنسان{ة} أدلى{ت} برأيه{ها} الشخصي وفق عرف الأدب الذي يجب على الأكاديميين مراعاته قبل غيرهم, وهذه المقالة ليست لحساب السيد نادر بقدر ماهي تضامناً مع ضحايا العنف الرمزي سواء في الشارع أم على الصفحات الأ لكترونية, وتنديداً بالذين يبنون أحتجاجهم أو نقدهم على قواعد الأهانة والردح الرخيص.
سلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا ليس مستغرب يا أستاذ جهاد
أم وسام ( 2009 / 7 / 6 - 00:06 )
أعرف واحد يقول أنه دكتور لكن سلوكياته لا تختلف عن أي جاهل متخلف . في موضوع تعليقاته على المواضيع المنشورة لكتاب آخرين فهو لا يتورع عن توقيع تعليقاته النابية باسماء نساء من اجل إخفاء هويته , ولحد الآن أنا حسبت له حوالي سبعة أو ثمانية أسماء , لا تنفعل يا عزيزي , كثر من دكاترة اليوم ما هم إلا عارض جانبي سلبي من عوارض مجانية التعليم , وصحيح ان التعليم أساس الثقافة , لكن ليس كل متعلم مثقف , حتى لو صار دكتور


2 - الأستاذ قريط كاتب موسوعي ومُقتدر
نادرعلاوي ( 2009 / 7 / 6 - 08:41 )
الأستاذ جهاد مدني المحترم
حقّآ وكما تفضلت فان الكاتب الأستاذ نادر قريط هو أحد كتّاب الحوار المُتمدن ولهُ فريق من المُعجبين ليسوا بالقليلين ، وأنا أحد الشغوفين والمُهتمّين بِقراءة مقالاته وانجازاته الفكرية الرائعة وخصوصآ في حقل الترجمة ؛ فبالأضافة الى انهُ يتحلّى ويتميَّز بِسعة الأفق والموسوعية في المعلومات والبيانات التي يقدمها ، فانهُ يتمتع بالقدرة على تزويد القارئ بِمعارف جديدة ونافعة ، وباسلوبٍ حضاري وحداثوي

ـ لقد صُعِقت لما وردَ في مقالكَ الوسوم ، حيثُ تشير لما تَعَرَّضَ لهُ الأستاذ قريط من تَهَجُّم سافر وتجاوز فظّ ومُتدني ، من قبل شخص أكاديمي ( ربما بمنزلة أُستاذ جامعي ) يُفتَرَضْ أن يكون قدوة في خياراته السليمة للكلمات ، لدى حواراته ومراسلاته ، وليس التعبير عن خلجاته وانطباعاته بالشكل السوقي البذيء . أدعو لهذا الأكاديمي الشفاء العاجل ان كانَ يعاني من مُرَكب النقص وعقدة الأعتداد بالرأي ، وان كانَ قد تشافى من مرضهِ فلابد انه قد انتابهُ شعور بالندم ، وما عليهِ الاّ بمراجعة نفسه واسلوب تعامله مع الآخرين

ختامآ ـ كلَّ الشكر والأمتنان على المقال الجاد والرائع وللألتفاتة النزيهة ، لأظهار حقيقة المُتحاملين على الأستاذ الكاتب نادر قريط
معَ فائق التقدير والأعتزاز <


3 - توسل
مخلص ( 2009 / 7 / 6 - 09:49 )
قمت بمراجعة ما نشر من مواضيع على الصفحة الرئيسية (لموقع الحوار المتمدن) خلال الايام الثلاثين الماضية فوجدت ان نسبة الكتابات عن مواضيع (تتعلق بالفكر والثقافة والمجتمع) تقل لحساب مواضيع يكتبها بعض كتاب الموقع عن بعض كتاب الموقع !! ولاحظت نمو ظاهرة ثانية منبثقة عن الظاهرة الاولى التى اشرت لها للتو وهى ان عدد التعليقات التى هى سجال شخصى اى غير موضوعى فى تزايد اكبر . فهل هذا ما ينتظره القراء - اى قراء لموقع ثقافى كموقع الحوار المتمدن ؟ ورغم احترامي البالغ لكاتب هذا الموضوع ولرجاحة فكره الواضحة ، فقد نشر بهذا الموقع موضوعين كلاهما عن شحص واحد (احدهما تقريعى والثانى تأيدي) ، فهل هذا اقصى ما يمكن ان يجود به قلمه ؟ رغم ثقتى ان بوسعه اثراء القراء بكتابات عن مواضيع تمس الاوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية والتعليمية فى مجتمعاتنا المثخنة بجراح التخلف . ويقتضى الانصاف ان اورد ان كتابا عديدين من كتاب الموقع بعيدون عن هذا العراك الشخصى الذى - فى رأي المتواضع - بلا طائل باستثناء تقوية جانب اساس من جوانب الثقافة العربية وهو انها تدور حول (من) وليس حول (ما) - قارىء مخلص لهذا الموقع الاشد حيوية بين مواقع الويب باللغة العربية


4 - تعليق
نادر قريط ( 2009 / 7 / 6 - 13:07 )
الأستاذ جهاد مدني:
أشكرك على الموضوع القيم، مع أو بدون تناول شخصي المتواضع، فالعنف الرمزي، كما أشرت تعويض عن المرحلة الغريزية، والعض المقترن بالسلوك الحيواني ؟
بالفعل لقد تلقيت إيميلات بذيئة وساقطة أرسلها لي العنوان التالي:
نائلة سلام Fiamma Azzurra ([email protected])
لكن المرسل وقع بشر أعماله فقد نسيّ أنه كان قد أرسل قبلها بشهر ومن نفس الإيميل ، إرسالا فريدا يدل على شخصيته؟؟ ..
ما أنتقده في مقال الأستاذ جهاد، ربطه للمثل العليا بالشهادات العليا .. شخصبا أشارك جان جاك روسو إحتقاره للثقافة عندما تتحول إلى وسيلة للإبتذال والسوقية، فما بالك عندما تتحول لأشكال من الجريمة المنظمة ..

وأشارك التوسل الذي أطلقه قارئ (مخلص) بالإبتعاد عن شخصنة المواضيع والكتابة في الأفكار وأرجو من القارئ الحذر من الإيميل المنشور وشكرا للجميع ولمحرري الصفحة


5 - التوبة
جهاد مدني ( 2009 / 7 / 6 - 15:32 )
الشكر الجزيل الى السيدة أم وسام والسيد نادر علاوي والسيد مخلص والسيد قريط على تفضلكم بالتعليق وأنا أضم صوتي للسيد مخلص وهذه كانت أخر مقالة أتناول فيها كاتب أخر وفي المرات القادمة سألج عالم الأدب, فالعالم غني حولي وسأحاول توسيع العدسة التي أرى من خلالها الأشياء. أن الشهادات العليا لا تصنع أخلاق عليا, وهذا صح, ولكنه تعشم ساذج فقط

اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك