الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة لا تتجزأ ……..

ليلي عادل

2004 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


من هو المثقف ..؟ وكيف يمكننا وصف الفئة المثقفة ضمن مجتمع و تمييزها عن باقي الفئات الأخرى … مع بدء الدولة العراقية الحديثة أطلق العراقيون على من نال قسطا من التعليم , ولو كان يسيرا", لقب مثقف ..ليميزوه عن الأمي , و بمرور الزمن و انتشار التعليم بين جميع فئات المجتمع أصبح هناك ضرورة للتمييز بين الثقافة و التعلم وصار هناك فئة متعلمة و فئة متعلمة – مثقفة , لكن على أي أساس يمكننا الحكم على الشخص و إدراجه تحت قائمة مثقف ..!
هل المثقف هو صانع الثقافة ؟ أم هو المستهلك لها !! وما هي ميزة المثقف …..كل تلك التساؤلات بحثت لها على إجابات من خلال مسيرة طويلة من متابعة النتاجات الثقافية و الاختلاط بصناع الثقافة و روادها ,و بشكل عام فأن الأدباء و الفنانين نادرا ما نجدهم مهتمين بنتاجات الغير , بينما نجد أشخاص من أصحاب المهن الأخرى مهتمون بمتابعة النشاطات الثقافية و حريصون كل الحرص على مواكبة آخر الأخبار و الإنجازات الثقافية و تتكون لديهم قدرة على تمييز العمل الجيد وتذوق الفن الراقي ,غير منقطعين عن الفن العالمي بمختلف أنواعه , بالنسبة لي هؤلاء من يمكن تسميتهم بالمثقفين , أما من نطلق عليهم هذه التسمية فهم في الحقيقة صناع الثقافة و المنتجون لها , وان بعض منهم , و أقول البعض , لا يمت لشخصية المثقف بأي صلة , لكن الله قد منحه موهبة , والبعض الآخر منقطع عن الحياة الثقافية و لا يحضر و لا يقرأ إلا بوصاية , فأنا لا أجد الشاعر الذي يملأ كتبه بكلمات لها صله بالموسيقى مثلا" مهتم فعلا بهذا الفن و مدركا لمعنى المصطلح الذي أستخدمه ….ولا أجد أساتذة الفن يحضرون المعارض و يستمتعون بالعمل الفني إلا مجاملة للفنان …..وأجد ما يملكه المسرحي العراقي من إدراك لفنون المسرح العالمي ومن دربه بصريه لتذوق جمال الصورة المسرحية فقير جدا نسبه للغته الفضفاضة التي يمتدح بها عمله , لذا فأن أغلب المسرحيين ينبهرون لأبسط خروج عن المألوف , حتى لو كان تافها او مشوها , وكثيرا ما كنت اسمع صيحاتهم …: الله , و تصفيقهم بدون ان أجد الداعي , في العروض المسرحية , و ذلك ينطبق على السينما أيضا" , عذرا" للجميع , لكن لو تعمقنا اكثر بشخصية هذا النموذج لوجدنا مرحلة متطورة من الازدواجية حيث ينادي بشعارات و يدعي الأيمان بها و نجده في حياته الخاصة يسير عكس الاتجاه الذي يدعو إليه , فهو يتحدث و يطالب بالحريات و الانفتاح و يبشر بحرية المرأة و يدعو الى منح الحقوق للطفل , بينما نجده يضطهد زوجته ويقمع أطفاله و يمارس دكتاتورية صغيرة داخل منزله , ويترك الفكر و الثقافة و التنظير و الحداثة خارج أسوار الدار , و الانكى من ذلك فهو ينادي و يتغزل بالحب و يدعي الأيمان بالعواطف الإنسانية و أهميتها لديمومة الحياة المشتركة بين الرجل و المرأة لكن عندما يفكر بالزواج فهو يتزوج بنت العم مضحيا بالحبيبة …أنها ازدواجية قاتله تلك التي يعيشها هذا النموذج , فنجده دون حياة اجتماعية .
هذه الازدواجية و عدم حقيقة ايمانات البعض .. من صناع الثقافة , أدت الى تراجع الثقافة العراقية كثيرا" عما وصلت إليه عالميا و يجعلنا دوما نبحث خارج بيئتنا عن نتاجات تشبع متطلباتنا الثقافية , فضلا عن اختفاء بعض أنواع الفنون من حيز الثقافة العراقية مثل الرقص الكلاسيكي و الحديث , العمارة , التأليف الموسيقي الكلاسيكي الحديث …وغيرها من الأنماط الأخرى …
إني أدعو الأدباء و الفنانين العراقيين , مع الاعتزاز بهم جميعا , ان يؤمنوا بما يشتغلون عليه و يتقبلوا الحداثة بعقل مفتوح ويحاولوا الإطلاع قدر المستطاع على كل ما هو جديد من نتاجات الثقافة العالمية , من اجل الارتقاء بعقلية الإنسان العراقي بعد عقود الظلام التي مررنا بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة