الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما لم يظهر في سلوك مثليي الجنس

سليم سوزه

2009 / 7 / 7
حقوق مثليي الجنس


رغم انهم يثيرون ازدراء واستهجان المجتمع، الاّ ان ظاهرة مثليي الجنس (Homosexuals) تستحق ان يتوقف عندها الكتاب والباحثون لمعرفة ماهي الاسباب وراء انتشار هذه الظاهرة وماهي اهم الظروف التي تجعل الشاب يتخلى عن ذكورته ليتشبّه بالمرأة تصرفاً وفراشاً.

في البداية هي ليست ظاهرة مختصة بمجتمع دون آخر، فكل المجتمعات تتخللها مثل هذه الظواهر لكنها تتباين حسب ذوق واخلاق ذلك المجتمع .. لتصبح في بعض الدول ثقافة عامة وطبيعية ضمن الحرية الشخصية التي يؤطرها القانون احياناً، كما في ولاية سان فرانسيسكو الامريكية الشهيرة بمثليي الجنس.

وفي مجتمعات اخرى تبقى هذه الظاهرة سرية ومخفية عن اعين الناس .. اذ تكفي الشبهة وحدها لقتلهم ودفنهم احياء، كما هو حاصل في بلدان عربية واسلامية بالاضافة الى دول شرقية معروفة بمجتمعاتها المحافظة.

وان كنا قد تفهّمنا انتشار مثليي الجنس في المجتمعات الغربية التي لا تنظر اليهم مثلما تنظر المجتمعات الشرقية، الاّ ان العجب من وجودها في مجتمعات اسلامية مازالت محافظة على درجات من تديّنها واخلاقياتها المناهضة لهكذا ظواهر حتى لو لم تصل الى مستوى الآفة المهددة لبنيتها الاجتماعية، لكنها موجودة ولا يمكن ان نتجاهلها دون الولوج في حيثياتها واسبابها التي قد تهدد جيل برمته يائس ومحبط نتيجة الحروب والمآسي والفقر وانعدام الرعاية والتربية الاسرية الصحيحة.

يبدو ان السبب الاساسي وراء انتقام الرجل من عذريته والانحراف عن طبيعته البشرية نحو التشبه بالنساء، هو التمرد على الواقع الذكوري الخشن وممارسة المتعة بشهوتها الانثوية لانها الوجه الثاني الذي لا يعيشه في هذه الحياة، وربما كانت للاسباب النفسية والتربية المنزلية وسلوك المجتمع القاسي دافعاً لتغيير فطرته البشرية تلك ولو في السر ولساعات معينة.

فمثليي الجنس يختبأون عن الناس في ممارسة ما لم يُخلقوا لأجله، لا لانهم يخافون المجتمع فحسب، بل لانهم في حقيقة الامر غير راضين عن فعلتهم، وان ما جرى من فقدان لبكارة رجولتهم كان اضطراراً في اغلب الاحيان، اما لطفولة بريئة خُدعت وجعلت من نفسها اناءاً لشهوة اشرار بالغين خوفاً او سذاجة ً، وتعودت على الامر فيما بعد، ام لهيجان غير منضبط لشهوة عارمة تبيح كل المحظورات في عملية الامتاع والتمتع .. وفي كلتا الحالتين، الامر لا يعدو كونه مرضاً نفسياً يستوجب على الجميع تشخيصه ومعالجته كما في الحالات الاخرى كالادمان على المخدرات مثلاً.

ما لم يظهر في سلوك مثليي الجنس هي الحقيقة المرّة التي يعيشوها والتي يحاولون اخفائها عن الناس بشتى الطرق، الاّ ان هذا لا يمنع مجتمعاً له القدرة على التشخيص والملاحظة من ان يقدم المساعدة لهؤلاء ومحاولة انتشالهم من واقعهم المزري وتقديم العلاج الشافي والكفيل لاعادتهم الى سلوكهم الطبيعي .. فهؤلاء هم مرضى وعلاجهم اولى بكثير من علاج آخرين.

ان المسؤولية في تردي سلوكيات ابناء المجتمع سواء كانوا رجالاً مثليين ام نساءاً شاذات، تقع بالدرجة الاساس على المنزل والعائلة، اذ لابد للآباء من مراقبة ابنائهم في مرحلتهم المبكرة ومتابعة تفاصيل حياتهم، ومن ثم يأتي دور المدرسة المربي الثاني بعد العائلة والمسؤولة في تربية الاولاد على الاستقامة والخلق الصحيح، وان اي خلل في اداء هاتين المؤسستين سينعكس سلباً على اخلاقيات الابناء والمراهقين.

باعتقادي ان الدولة مسؤولة كذلك انطلاقاً من واجبها الاخلاقي والمهني، على رعاية هؤلاء المثليين وانشاء مؤسسات خاصة تأويهم وتقدم لهم المعونة والمساعدة العلاجية، بل وتوفر الاطباء النفسانيين الكفوئين في طريقة التعامل معهم نفسياً، حتى يتم شفائهم تماماً بدلاً من وضعهم في السجون والمحاجر والتي ربما ستكون سبباً في ازدياد اعدادهم.

ويكفي ان نذكّر بان مثليي الجنس هؤلاء لم يقتلوا احداً ولم يفجروا مسجداً ولا سوقاً، كما فعل مثليو الطائفية في العراق، بل هو المرض الذي نال من عذريتهم الذكورية ولابد من وجود العلاج.

اذ ليس هناك مرضاً لا علاج له ابداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا سلام
سوري ( 2009 / 7 / 7 - 05:30 )
تحليل شرق أوسطي سطحي مغرق في التبسيط ولا يقترب من 5% من الحقيقة


2 - إذا لم تكن مطلعاً فعليك عدم التنطح للكتابة
سوري ( 2009 / 7 / 7 - 07:37 )
ظاهرة المثلية الجنسية موجودة لدى الكثير من الحيوانات، خاصة المتطورة منها. أسباب المثلية عديدة منها خلقية كأن يكون هناك توازن هرموني مختلف، إضافة لكثير من العوامل الأخرى

أنت تقارب هذا الموضوع الحساس والمعقد بنظرة اشمئزازية تقليدية تزيد في تعمية الناس عن الواقع وتعتمد العادات والتقاليد والنظرة الإحتقارية للمثليين وكأنهم مرضى بحاجة لعلاج، علماً أن الكثير منهم يعتبروننا نحن المرضى، والطرفين خطأ طبعاً. هذه ظاهرة عادية موجودة منذ الأزل ولن تموت بأي علاج، بل يجب التعامل معها بإنسانية وانفتاح بدلاً من شتم وتحقير من يمارسها
أنا شخصياً لم أكن يوماً مثلياً لكنني أتفهم هؤلاء كمختلفين عنا فقط جنسياً، ما عدا ذلك هم أناس محترمون، فيهم النابغون، وبالمناسبة أكثرهم شفافون وحساسون أكثر من المستقيمين جنسياً
علينا جميعاً أن نتفهم ونحترم المخالف جنسياً ودينياً وإجتماعياً وعرقياً وقومياً، ونتوقف عن خير أمة أخرجت للناس، وأنه ليس بالإمكان أبدع منا، وأننا خُلقنا وطق القالب بعدنا
وإلا فمزبلة التاريخ المشهورة تنتظر بشوق لهكذا أمة


3 - مقال خاطئ علميا
د. مجيدة عنتابي ( 2009 / 7 / 7 - 15:53 )
مقالك مخالف تماما لجميع تقارير منظمة الصحة العالمية خلال العشرين سنة الأخيرة. بعد أبحاث علمية ونفسية وطبية مطولة. إذا أظهرت هذه الأبحاث أن المثليين لم يختاروا المثلية وأنهم ولدوا هكذا. ولهذا السبب جميع الأوصاف الانتقادية التي وصفتهم بها لا تتطابق علميا أو إنسانيا أو حقوق إنسانيا. وفي بعض الدول المتحضرة يمكنك أن تدان بجرم العنصرية أمام المحاكم الجزائية.
المثلية موجودة من آلاف السنين, وخاصة في البلاد العربية والإسلامية بين النساء والرجال, ولكنها مخبأة ككل الرغبات الطبيعية.


4 - سؤال للمسؤولين في الحوار المتمدن
د. مجيدة عنتابي ( 2009 / 7 / 7 - 16:58 )
أيــن تـعـلـيـقـي؟
هل ترفضون نشر حقيقة تاريخية طبية وعلمية؟


5 - ظاهرة مرضيه؟؟؟؟
سراب ( 2009 / 7 / 7 - 17:49 )
فعلا تحلیلك يا سيدي بأن ظاهرة المثليين ظاهرة مرضية لهي بعيدة كل البعد عن الحقيقة.وأتفق تماماً مع الأخ سوري بأن الظاهرة ليست وليدة اليوم او ان ظروفاً خارجية معينه قد افرزتها ولو ان الطب لايستبعد ان يتدخل الكبت و الحرمان والطبيعة المتزمتة التي تعيشها معظم المجتمعات المحافظة ( وما اكثرها ) ايضا في تعزيز وانتشار هذه الظاهرة الشاذة .انها ببساطة خلل خلقي في التوازن الهرموني في الجسم تميل كفّته الى الاتجاه المضاد لجنس المثلي, وبذلك تجعل ميوله تنقاد بالضد من نوع الجنس وهذا مايفسر التصرفات والميول الشاذه التي نراهم عليها .هذا اذا ماعلِمنا بان الهرمونات الذكرية والانثوية موجودة في كلا الجنسين قبل الولادة وسيطرة النسبة الاعلى من احدهما هي مَن سيحدد نوع الجنين. هذا يعني ان الشخص الطبيعي (المستقيم ) يحمل ايضاً النوع الآخر منها وبصورة طبيعية لا تؤثر على سلوكياته وميوله الطبيعية التي تتوافق مع طبيعة جنسه.اما مازادت نسبته عن ذلك المعدل فهو ما سيولّد هذه الظاهرة , تختلف شدتها استناداً له.
ان العيوب الخلقية في الانسان هي ما يفسر وجود الظاهرة منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا.
لا ادّعي بانني طبيب ,درسَ علم التشريح ,الا انني املك معلومات متواضعة جداً سطّرتُ بعضاً منها أعلاه.
مع التحية


6 - العوامل الأخرى.....
سراب ( 2009 / 7 / 7 - 18:21 )
اما العوامل الخارجية الاخرى (عدا العادات والتقاليد المجتمعية المحافظة) فتتمثل بتواجد عدد من افراد الجنس الواحد وفي اماكن مغلقة اوشبه مغلقة ولفترة طويلة , مثل المدارس الغير موحَّدة والأقسام الداخليه لسكن الطلبة والسجون , كما ان الظاهرة كانت منتشرة بين حريم السلاطين العثمانيين, كذلك بين البحّارة الذين يمضون شهوراً في عرض البحر على متن سفنهم دون ان يروا الجنس الآخر....الخ


7 - اصاب الموضوع
محمد شفيق ( 2009 / 7 / 7 - 19:41 )

الى الاخ الكاتب بعد التحية والسلام والله ياخ اصبت قلب الموضوع فعلى اقل تقدير نعتبرهم مرضى ويمكن معالجتهم ثم القتل من قبل المليشيات الاجرامية لماذا ؟ الم يكن جان جاك روسو من مثيلي الجنس ومن النوع السلبي لماذا هذا الامر لم يمنعه من ان يصبح عالما اتمنى لك التوفيق اخي العزيز وان تكون سندا وعونا للتنور في بلدك ولنقل الكلمة الصادقةوارجو منك ان تتناول قتل المليشيات لهم وشكرا

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية