الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنفلوانزا الخنازير : الكابوس الذي يفزع المغاربة

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2009 / 7 / 7
الطب , والعلوم


يواصل فيروسh1n1 , اختراق الحدود و الأجساد غير آبه بأجهزة الكشف و لا بالإجراءات الوقائية التي فرضتها منظمة الصحة العالمية .و بعد المكسيك و الولايات المتحدة و مصر و كوريا , يصل وباء إنفلوانزا الخنازير إلى المغرب . معلنا بمجيئه عن بداية مرحلة حرجة , تستوجب وقوفا مسئولا لكل الجهات التي لها علاقة بالقطاع الصحي , من أجل تطويق هذا الداء بالطريقة التي تضمن للمواطن حقه في الحياة و صحة أفضل .

قبل أيام فقط , أكدت وكالة المغرب العربي للأنباء , وجود ستة عشر حالة مصابة بداء إنفلوانزا الخنازير على التراب المغربي و هو عدد يهدد سلامة كافة المواطنين و يزعزع استقرارهم النفسي . و مع اقتراب موسم الصيف , الفترة التي تشهد توافد الجالية المغربية المقيمة بالخارج و عدد كبيرا من السياح الأجانب. تصبح الصورة أشبه بكابوس في أبسط تجلياتها , إذا علمنا أن أغلب المهاجرين المغاربة و السياح , يقيمون في بلدان سجلت إصابات قياسية في عدد المصابين بالداء .
و بينما نشهد استنفارا عالميا لمواجهة داء إنفلوانزا الخنازير, و ضجة إعلامية لا مثيل لها . تبقى وسائل الإعلام المغربية الخاصة منها و الرسمية , غائبة و غير مهتمة . فلم نشهد حملات توعية بمخاطر الداء , أو طرق الوقاية منه. ولا نعلم لحد الآن , هل مخزون الدولة من التاميفلو يكفي لمواجهة h1n1 في حال تفشى الوباء ؟ و هل يغطي احتياطها منه , كل التراب المغربي ؟. فهناك مخاوف حقيقية من إمكانية تطور الوضع إلى كارثة إنسانية , تشل الحياة و تحطم الاقتصاد . و تحدث اضطرابات اجتماعية و سياسية ..., لا نتمناها.

لا أريد أن أكون منتقدا , لكن من يضطلعون بمسؤولية حماية الصحة العامة بالمغرب يقللون من خطورة هذا الفيروس . و أغلب الظن, أن الأطر المرتبطة بسلامة المواطن, لا تحترم نفسها وتتعامل بلا أخلاقية مرفوضة و مشينة مع الرأس المال البشري, الثروة الأولى و الحقيقية التي لا وجود بدونها. و يبدو أنها غيبت عدة تفاصيل , من بينها أن الإنفلوانزا العادية وحدها و أعيد العادية , قتلت سنة 1918 خمسين مليون شخص , فكيف و قد تطورت جينيا و أصبحت أكثر فتكا و مقاومة .

و حين نقرأ في بلاغ وزارة الصحة الذي استلمت نسخة منه وكالة المغرب العربي للأنباء (الخميس11يونيو2009): أن البوابة الحرارية بمطار فاس لم تكشف أعراض الحمى لدى الطالبة ذات الثمانية عشرة سنة(أول إصابة في المغرب) القادمة من مونريال و أنه لولا الطبيب المتواجد بالمطار لما ثم الكشف عن إصابتها, نشعر بالقلق و الذعر .و تبدو أطروحة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة المغربية و المصالح المرتبطة , لتأمين الحماية للمواطن المغربي من جبروت هذا الداء . مسألة نظرية و بالقليل من البديهة , ندرك عقم هذه الإجراءات و عدم نجاعتها .

و رغم السوداوية التي يبدو عليها الوضع, تبقى ثقتنا في المستقبل كبيرة. و لا بد أن نشير , أنه و برغم كل شيء , يبقى المغاربة متفائلين بقدرة مؤسساتهم على ضمان حماية ناجعة لهم من داء إنفلوانزا الخنازير . و حين يمد المواطن يده للجهات المختصة, لا بد و أن تجيب الأخيرة النداء و تأخذ بيده. لأنها تصرح دوما أن سلامته و صحته هي غايتها الوحيدة و الأوحد , و ما هذه المرحلة إلى اختبار عملي لصحة ما يقال .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تنجح مساعي واشنطن في تقليص النفوذ الروسي في منطقة الساحل


.. سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور تجتاح نيويورك




.. استمرار عمليات الإجلاء الطبي التي تنظمها دولة #الإمارات


.. -قريبا سنبني حضارة على المريخ-.. ماسك يحدث ضجة بتنبؤاته




.. إيلون ماسك: البشر يمكن أن يعيشوا على المريخ خلال الثلاثين عا