الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلوجة تستسلم على الطريقة البعثية

مالوم ابو رغيف

2004 / 5 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يعتقد البعض ان دخول الجنرال البعثي الى مدينة الفوجة هو انتصار باهر حققته ما يسمى بالمقاومة العراقية من قتلة ومرتزقة واوغاد بعثية ، وان هؤلاء الاوغاد قد اجبروا القوات الامريكية على الاذعان لمطاليبهم والاستجابة الى شروطهم . لقد نجحت ما تسمى هيئة علماء المسلمين في تصوير الامر على انه انتصار لدورها في فض النزاع واحراز النصر خاصة بعد الدور المشبوه الذي لعبته في اختطاف الرهائن ثم التوسط لاطلاق سراحهم في محاولة مكشوفة لتسليط الضوء عليها والايحاء باهمية دورها في العملية السياسية برمتها .طبعا ما كان يحدث كل هذا لولا الغباء الشيعي المزمن الذي رافق منتسبي هذا المذهب منذ ثورة العشرين التي يفتخرون بتفجيرها مع ان نتائجها كانت وبالا عليهم وعلى السكان الجنوبين بشكل عام .

لكن الواقع يختلف تماما عن الدعايات الاعلامية والدينية وعن المقالات الصحفية او الاحلام العروبية ،الحقيقة ان دخول هذا الجنرال المتجهم يذكرنا بشروط خيمة صفوان المذلة التي اعتبرها الساقط صدام نصرا له مثل ما يعتبر رعاع القوم ما يحدث بالفلوجة انتصارا لهم لمجرد دخول جنرال متكرش يحمل علما انتهت شرعيته واصبح مجرد قطعة قماش لا قيمة لها الا عند بعض النفوس المريضة ، ليعمل وفق الاوامر الامريكية وينفذ ما يُطلب منه بالحرف الواحد ومن دون اعتراض .

صحيح ان الفلوجة الان بقبضة عصابات البعث من حيث الشكل ولكنهم مجبرين على تنفيذ باقي الشروط الامريكية بحذافيرها وهي تسليم الاسلحة الثقيلة ،والمرتزقة العرب ، والمشتبه بهم . ولا يوجد احد يستطيع تنفيذ هذه الاوامر الا بعث ينتشي بالعبودية والذل والانصياع الى الاوامر ،الا جنرال تعود على اهانات العشيرة التكريتية ويعتبرها وسام فخر يعتز به .

ولان اهل الفلوجة يعرفون تماما ان نهاية الامر هو لاستلام الكامل فضلوا ان يستسلموا بشكل اخر ، استسلام على الطريقة البعثية التي هربت بسراويلها الداخلية عند رؤية دبابة امريكية واحدة.

لكن اعلام الدجل العربي والاسلامي اراد تصوير الامر عكس حقيقته ،فاظهر الجنرال وهو في سيارته في طريقة الى المدينة ولم يظهره وهو يتلقى اوامره من صغار الضباط الامريكيين .بل بلغت الصفاقة الوقحة ببعض المراسليين العراقيين من المرتزقة الذين رهنوا شرفهم المهني بحفنة من النقود البائسة ، ان يصوروا ان الفلوجة الان تشهد حالة من الفرح العارم ومن الامن والاستقرار ومن البناء . كيف لهذه المدينة ان تشعر بهذا الفرح لمجرد دخول بعثي متكرش عبوس متجهم وهي التي فقدت الكثير من ابناؤها كما يزعمون .؟ كيف تفرح العوائل العائدة وهي ترى بيوتها وقد حل بها الخراب .؟ ام ان انهم مجبورون على الفرح تماما مثل عهد الساقط صدام حيث تقام الاحتفالات عند وصول التوابيت بدل الماتم .؟

مهمة الاعلام العربي والاسلامي الجديدة هي محاولة تسويق البعث مرة اخرى والايحاء للعراقيين ان عودة جنرلات الجيش السابقيين من الذين لا زالت اياديهم ملطخة بدماء الناس ،يضمن حياة من الهدوء والاستقرار ، بل هي جزء من مخطط تشترك فيه احزاب عراقية جديدة على الساحة بعثية الماضي قومجية الهوية انتهازية النزعة طائفية التوجه تتودد الامريكان في السر وتلعنهم علانية وقد عبر عن هذا التوجه مشعان الجبوري في مقالة نشرها في صحيفته بمقال تحت عنوان اعطوا السلطة للذي يستطيع ايقاف المقاومة اعطوا السلطة للسنة .

ولكنهم لا يعرفون ان للامريكان مشاريع اخرى غير تلك المطروحة ، معتمدة على استنتاج صائب وهو ان الاستبداد هو مفرخة للارهاب ،وان الدين بشكله الوهابي هو حجر الزاوية للارهاب الاسلامي الذي بدا بعض من اعراضه يضهر على الجسد الشيعي بفضل المرجعية الناطقة ،ليس في زمن هذا الصبي الاخرق مقتدى وحده بل منذ ان اتت هذه المرجعية ورضعت بعض من الحليب الوهابي غيرالطاهر .

هذا الجنرال الذي عاد وهو يحمل الذل والخنوع على اكتافه مجرد دمية وقتية سيدرك الملل قريبا جدا من يحرك خيوطها ، كما ان بلدة مثل الفلوجة لا تستطيع تسير مصير ملايين الناس ،سيفقه الامريكان هذا الامر وسيقطعون الخيوط عاجلا ام اجلا وستسقط الدمى واحدة تلو الاخرة .

لقد بدأت الفئران الاسلامية القفز من جحورها وتم القاء القبض على بعض منها في داقوق ،لا زالت فئران اخرى في مختبئة جحور دينية ولكن الهواء سيكون خانقا ولا بد لها من التنفس ،غير ان رائحة الجنرال نتنة لذا لابد لها اما الموت او الاستسلام .

وتدارك الامريكون الامر سريعا عندما رأوا غضب الشارع على عودة جنرال بعثي خائب ، ليبددوا احلام هيئة العلماء الدجالين ويصرحوا ان ماجرى ليس اتفاقا ،وليس استجابة لشروط بقدر ما كان محاولة لاضفاء السلام وتحقيق شروطهم ،وان هذا الوجه الكالح لن يكون من ضمن الجيش العراقي الجديد .

هذا الجنرال ووجه البوم الابراهيمي وهيئة العلماء الدجالين والصبي الاخرق مقتدى ورجل الاستخبارات الخالصي او عصابات الملالي الايرانية او بقية الجمع من الحالميين بالثروة على حساب الفقراء سيظمهم مصير واحد هو الفشل الذريع واحتقار الشعب ...وان كانت الضروف الان لا تسمح للشعب بقول كلمته للرعب الذي تشيعه عصابات البعث وعصابات المهدي ..فالغد القريب سوف يحرر الناس من هذا التسلط وانه لقريب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا