الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام ايران الصعبة ، لن تمنع المحادثات الامريكية الايرانية القادمة .

اديب طالب

2009 / 7 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


أيام ايران الصعبة ، لن تمنع المحادثات الامريكية الايرانية القادمة .

اتّضح للعالم أنّ ثمة أياما صعبة ، عاشتها وتعيشها وستعيشها مستقبلا الدولة والمجتمع الايراني ، ستعيشانها معا ، حيث اتّضح وهو الاهم ، أنه لم يعد ثمة اجماع شعبي على شرعية السلطة –المغتصبة للسلطة عبر تزوير انتخابي مدعوم من الحرس التوري ووزارة الاستخبارات – الحاكمة في ايران بقيادة نجاد اداريا ، وبقيادة المرشد الاعلى السيد خامنئي دينيا وسياسيا . ثمة اسباب غير مباشرة للانتفاضة الشعبية الخضراء بقيادة موسوي وخاتمي وكروبي ، غير ناسين أو مهملين السبب المباشر وهو اهانة ملايين الناخبين الايرانيين عبر خيانة الامانة الانتخابية والتزويير الفاضح الوقح ، أهم هذه الاسباب : واحد ، أكثر من ثلاثين مليون ايراني فقراء من اصل 70 مليون وفق احصاء عام 2008 ووفق بيانات هيئة الأمم المتحدة . اثنان ، لم تتجاوز حصة الفرد من الدخل القومي ال1800 دولار سنويا ، وبقيت ايران في المرتبة ال95 من أصل ال173 دولة في العالم شملها تقرير التنمية البشرية لعام 2007 – 2008 ، علما أنه وفق المقاييس الدولية لمعدل التنمية ؛ كان من الطبيعي أن تكون في المرتبة ال50 . ثلاثة ، انفقت ايران على قطاعها العسكري ثلاثة أمثال ما أنفقته على قطاعي الصحة والتعليم ، في الوقت الذي لم تهدد فيه ايّ دولة ايران ، ايران هي التي هددت امن واستقرار دول المنطقة بكاملها مذ قامت ب " ثورتها " عام 1979 ، وما تزال ! ، اربعة ، تجاوزت البطالة ال28 % والتضخم تجاوز ال 30 % ، خمسة ، لكل الف ايراني 95 خط هاتف ثابت ، ومكتبة لكل 80 الف مواطن ، و165 تلفزيون لكل 1500 من السكان . ويبدو كم أنّ حجم الخلل كبير ؛ عندما نتذكر ، بان ارتفاع اسعار النفط في عامي 2007 و 2008 ، الارتفاع فقط ، أدخل في الخزانة الايرانية 170 مليار دولار فقط ! .
أيام ايران الراهنة والمقبلة ، لن تكون سهلة على الحكام والمعارضين الخضر ، وكما الحال في جار ايران الأهم وهو العراق الذي بشّره الرئيس الامريكي باراك اوباما بأيام صعبة رغم انسحاب القوات الامريكية " المحتلة " من المدن العراقية – يوم الانسحاب ، 30 قتيل في كركوك - . الرئيس اوباما ، مؤكد ، أنه يعرف أنّ أيامه التفاوضية القادمة مع حكّام ايران " المجدّد لهم زورا وبهتانا – لن تكون بصعوبة أيامهم ، رغم النبرة العالية لأصواتهم ؛ بعد أن اعلنت الانتخابات المزوّرة انقسام الأمة الايرانية داخليا أكثر منه خارجيا . ويعرف السيد أوباما أيضا أنّ أؤلئك الحكام مأزومون ، وظهورهم الى الجدار، مهما انتفخت اوداجهم آن يلقون تبعات انقسام مجتمعهم على الخارج ، طبعا لن يكونوا صيدا سهلا على طاولة المحادثات القادمة ، ولكنهم لن يكونوا ايضا بنفس القوة التي يّدعونها ويستندون اليها في صراخهم أنّ لهم دورا رئيسا في ادارة العالم ، ومن يتعثر في ادارة بلاده عليه أن لا يتطاول الى ذاك الدور الرئيس المذكور ، وعليه أن يدرس جيدا ، خطوة التاريخ الى الامام ، حين انهار الاتحاد السوفيتي " العظيم " بسوء الادارة في الداخل ، رغم أنّه كان ممسكا برقاب 40 % من البشرية ، وعليه أن يتذكر أنّ الشمولية صفة مشتركة بين الشيوعية والعقيدة االايرانية السياسية والدينية الراهنة . وعليه أن يتذكّر أيضا أنّ العقوبات الدولية ضدّ ايران والتي ساعدت في اظهار معاناة المجتمع الايراني الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، والتي استخف بها السيد نجاد واضرابه ... هذه العقوبات ، قادر السيد اوباما ، على التشديد لها لدرجة الامتناع عن شراء النفط والغاز الايراني فيما اذا تضخمت العظمة في الرؤوس الايرانية الحامية ، وفيما اذا تأخرت الاستجابة ليده الممدودة قبل الانتخابات وأثناءها وبعدها بغض النظر عن النتائج ، كواحدة من المسارات الاوبامية لصنع السلام في عالم شديد الاضطراب .
أيام ايران الصعبة ، قد تساعد في وضعها في حدود حجمها الطبيعي الاقليمي ، وقد يفيد تقصير اذرعتها الممتدة خارجا ، ان ترتدّ تلك الاذرعة للبناء في االصحة والتعليم وخفض البطالة والتضخم .
على المراهنين على ايران " حربجية " ان يعيدوا النظر في رهانهم . وأن يجدّوا في البحث عن الحلول لمشكلاتهم الداخلية والخارجية ، معتمدين على قدراتهم الذاتية ، وعلى أنّ التاريخ يرسم مساراته الجديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يكشف عن مقترح روسي لـ -سلام واقعي- في أوكرانيا


.. قمة سويسرا للسلام.. حشد دولي كبير في محاولة لعزل روسيا




.. حرائق إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا جنوب لبنان


.. بعد سنوات من التخطيط.. مسار ركوب الأمواج الاصطناعي يفتح أبوا




.. حصاد ثقيل لسبعة عشر عاما من حكم حماس في قطاع غزة | #نيوز_بلس