الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام العربي والانسحاب الأمريكي

حسين علي الحمداني

2009 / 7 / 8
الصحافة والاعلام



شكل الانسحاب الأمريكي من المدن العراقية خطوة مهمة للعراقيين في طريق تثبيت السيادة العراقية , ويوم 30 حزيران 2009 شهد تغطية إعلامية عراقية موسعة ومكثفة قابلها تجاهل إعلامي عربي لهذا الحدث المهم ليس في العراق وحده بل في عموم المنطقة خاصة وان يوم الثلاثين من حزيران شهد حدث آخر هو الأول من نوعه في المنطقة وتمثل بالنقل المباشر لجولة التراخيص الأولى لاستثمار حقول النفط العراقية بما يتيح زيادة القدرة الإنتاجية . وحقيقية لم استغرب التجاهل الإعلامي العربي لهذا الحدث الذي لم يكن في أولويات نشرات الإخبار العربية والقنوات الفضائية ولعل المشاهد العراقي لاحظ ذلك بقوة وحتى الفضائيات العربية التي نقلت الخبر كانت تركز على مخاوف ما بعد الانسحاب الأمريكي من المدن العراقية وكأنها تراهن على الفوضى أو تتمناها , ومما لا شك فيه ان بعض القنوات العراقية أيضا والمعروفة بتوجهاتها الخارجية كانت تعزف ذا ت النغمة في إشارة واضحة ان الانسحاب الأمريكي من المدن العراقية قد اثأر حفيظة الكثير من الدول الإقليمية التي كانت تراهن على الفوضى في العراق واستمرارها الى ما لا نهاية ولعل البعض يتصور ان وراء ذلك دوافع سياسية فقط بل المؤشرات تؤكد وجود دوافع اقتصادية لدول إقليمية في المنطقة تريد إبقاء العراق في دوامة العنف من اجل ان تجني هذه الدول مزيدا من الأرباح على حساب العراق وإلا بماذا يفسر دعم بعض الدول المجاورة للعراق لقوى وتكتلات تعرقل مشروع ميناء البصرة الكبير؟؟ وتدفع أتباعها الى عرقلة مشاريع النفط والغاز وقوانينها المطروحة في البرلمان منذ فترة طويلة ناهيك عن الدعم المادي والإعلامي لقوى ضالة عاثت في ارض العراق فسادا وتفجيرا , الغريب في الأمر إن بعض القنوات المعادية لتطلعات الشعب العراقي لم تكتفي بالصمت في يوم الثلاثين من حزيران بل تعمدت وبشكل سافر أن تعطي أهمية لخطابي حارث الضاري والمجرم الهارب عزة الدوري وأفردت مساحات من نشراتها الإخبارية لهما , وهذا يمثل استهانة كبيرة بمشاعر الشعب العراقي في يوم مبارك كهذا , من هنا نجد ان الخطاب الإعلامي العربي الرسمي لم يكن بالمستوى المطلوب ايجابيا في التعامل مع الحالة العراقية ولعل البعض كان ينتظر تعامل آخر بعد انسحاب الأمريكان من المدن العراقية ولكننا وجدنا العكس تماما ولعل ما تناقلته الأخبار عن قيام المملكة العربية السعودية ببناء جدار على طول الحدود مع العراق خشية تسرب مقاتلين الى داخل المملكة والجميع يعرف ان المقاتلين هم الذين كانوا يتسربون للعراق من هذه الحدود ولكن لهذا الجدار أبعادا أخرى تتمثل في محاولة عزل العراق عن محيطه العربي , هذا المحيط الذي طالما سعى العراق للاندماج فيه ولكنه في كل مرة كان يصطدم بعراقيل كثيرة , ولنا في قضية إطفاء الديون دليلا على ذلك اذ ان اغلب دول العالم اعفت العراق بنسب وصل بعضها الى 100% فيما نجد اصرار تام من قبل بعض الدول العربية كالعربية السعودية وقطر والكويت على استحصال هذه الديون كاملة وهم أمر فيه من الغرابة الكثير و لا يمكن إيجاد تفسيرا منطقيا له سوى الإمعان في إيذاء العراق وشعبه فهل الأواصر التي تربطنا بفرنسا أقوى من التي تربطنا بأشقائنا العرب ؟؟ بالتأكيد لو قلنا ان ما يربطنا بفرنسا أقوى لنبحت علينا كلاب البوادي وعوت ذئابها , ان العراق استنفذ كل الوسائل وطرح كل المبادرات المتاحة للتقارب والاندماج مع محيطه العربي وبقوة ولم يجد يتلقى سوى الوعود العربية باقامة علاقات طبيعية , هذه العلاقات التي يجب ان تستند على النوايا الحسنة تجاه الآخر , ونتمنى في المرحلة القادمة ان يعيد محيطنا العربي وجهة نظره تجاه العراق لتكون ايجابية خاصة وان العراق مقبلا على انجازات اقتصادية كبيرة وكبيرة جدا في كافة المجالات وفي مقدمتها المجال النفطي والبنى التحتية للبلد وبالتأكيد فان الشركات العربية وخاصة الخليجية منها تتطلع لأن تكون في طليعة المتقدمين لإنجاز مشاريع كبيرة في العراق الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفا: مقتل 7 فلسطينيين خلال قصف إسرائيلي برفح جنوبي قطاع غزة


.. غالانت: نقترب من اتخاذ قرار بشأن إعادة سكان الشمال وتغيير ال




.. محمد الدوخي عاش بين المناديب لإتقان ادوره في -مندوب الليل- |


.. استبدال بايدن بمرشح ديمقرطي اخر سيناريو مرجح




.. 3 قتلى في قصف إسرائيلي على بلدة حولا جنوبي لبنان