الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة اليسار الفلسطيني

جورج حزبون

2009 / 7 / 8
القضية الفلسطينية


محاولات توحيد اليسار الفلسطيني قديمة جدا، وهي محاولات يائسة وبالأخص إذا نظرنا إلى اللقاء الموسع الذي عقد في راما لله الأسبوع الماضي، ولا ارغب في مناقشة منهج وأسلوب عملية التلاقي بدل (الوحدة) حيث ظهرت غير موضوعية، وهنا يكمن جوهر الموضوع، مستخلص من تجارب وقراءة لها منذ إقامة السلطة والمشاركة فيها، والمعارك الانتخابية التي جرت سواء للبلديات، أو للمجلس التشريعي، والتي واكبتها حوارات ولقاءات ناقشت أمور عدة، أظهرت الشخصنة إلى جانب الاختلافات الفكرية والمنهجية بحيث يطرح سؤال أساسي؟ هل جميع هذه المجموعات يسارية؟
إن الإجابة تحتاج إلى بحث مكثف وعميق وليس هذه مهمة المقال، لكن على ضوء مشاهدات سياسية ، هناك أطراف من اليسار حضرت مؤتمر مدريد وأخرى عارضت، البعض شارك في وزارات السلطة وآخرين امتنعوا، البعض مع أوسلو وآخرين ضده، والسؤال هنا !! هل مجرد أن تسمي مجموعة وحزب أو إطار نفسها يسارية أو يمين يحسم الأمر؟! فالمعروف وحسب المصنفات الأوروبية هناك يسار ويسار وسط، وأقصى اليسار ولكن الأهم إن الكرة الأرضية مستديرة، وفي حالة دوران مستمر، وان ابعد نقطة تلتقي مع اقرب نقطة بمعنى إن أقصى اليمين سيجد نفسه جالسا بقرب أقصى اليسار والعكس صحيح.
وعمليا المعيار هو الممارسة، وليس التحرك وفق مقتضيات الحال والاحتفاظ بما تريد من ألقاب ومسميات، فاليسار حالة قيمة وممارسة موضوعية ذات تضحية مطلقة، وعناصرها أول من يضحي وأخر من يأكل، حسب المفهوم الشعبي الكلاسيكي، أما أن نرى يسارا يتصارع على مواقع السلطة، وبعض عناصره يتخلى عن إطاره لصالح منصب، فهذا لإعاقة له باليسار، ولعل هنا تكمن أزمة اليسار الفلسطيني، كما ظهرت في مفاوضات اليسار على قوائم أو مرشحين التشريعي.
إن تحويل سبل وحدة مجموعات تحب إن تنسب لليسار، لا يتم عبر لقاءات أكاديمية وتنظيرات للنخبة، فهذا يبقي الجميع في إطار وضعته لذاتها بعيدا عن نبض الشارع والجماهير، خاصة وان اليسار هو تعبير عن حالة الطبقات المسحوقة وفي مقدمتها العمال والفلاحين، في بلاد ترتفع فيها نسب البطالة وتنخفض الأجور، ولا يحضر ممثلين عن هذه الشرائح حوارات (اليسار) والذي تبدو منابره (لاهوتية) غير شعبية.
اليمين مستمر في مسيرته، رغم ما فيها من (تخبص) الاانه يتفاعل مع الواقع، الإسلاميون مع المساجد والمصلين ويجدون فيهم هامش حركتهم، واليمين التقليدي يتعامل مع الفلاحين والمخيمات والموظفين والطامحين للمراكز السلطوية أو النفعية، واليسار يترك النقابات العمالية التي كانت من إقامتها تاريخيا ويتجه للمثقفين والأكاديميين ويبني لنفسه محرابا لا يدخله غير المطهرون.
إذا فان فرص وجود إطار يساري موضوعي عبر برنامج واضح وبسيطو واقعي، هو الطريق المستوجب التعبيد، والخروج من نفق حوارات القيادات يسهل ذلك ويؤسس لانطلاق حالة فلسطينية توقف الثنائية القائمة وتضع أمامها موضوعيا إطاراِ قادرا وليس مستجديا للمشاركة وحسب الحاجة.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله