الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استجواب المسؤولين

علي محمد البهادلي

2009 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


استجواب المسؤولين
بين المبدأية والبراغماتية
إلى زمن ليس بالبعيد كنا نحلم أن يمثل كبار المسؤولين والوزراء أمام البرلمان لغرض المساءلة والاستجواب ومن ثم محاسبة المقصرمنهم قضائياً ؛ بسبب تمرد بعض الوزراء على البرلمان أو بسبب التوافقات بين الكتل السياسية التي كانت تحول دون ذلك ، لكن بما أن ذلك أصبح حقيقة ماثلة للعيان بعد استجواب وزير التجارة ومن ثم توقيفه ، لا بدَّ لنا من أن نقف ازاءعملية الاستجواب ودوافعها ، فالشعب سعيد جداً لمحاسبة المفسدين والقضاء على أوكار الفساد المالي والإداري في مفاصل الدولة كافة ، فما قام به البرلمان هو من صميم عمله إذ إن مهمتيه الرئيستين هما : تشريع القوانين ومراقبة السلطة التنفيذية ، لكننا نتساءل : هل الدعوات التي تنادي باستجواب هذا الوزيرأو ذاك هي نابعة من مبدأ وقناعة أم وراء الأكمة ما وراءها ؟!!
أقول : إن هناك بعض الدعوات غير مبدأية ، ويمكن أن نصفها بالبراغماتية ، إذ إن بعض القوى السياسية تريد أن تمنح نفسها وسام شرف مكافحة الفساد ومن ثم استغلاله ورقة رابحة في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، وهناك من يريد أن يصفي حسابه مع الحكومة المركزية والحزب الذي ينتمي إليه رئيسها ؛ بسبب موقفه الداعي إلى تقوية المركز والحدِّ من الصلاحيات المفرطة التي أعطاها الدستور للأقاليم ، أما البعض الآخرفيريد أن يصفي حسابه مع الوزير الفلاني ؛ لأنه وقف حجر عثرة في طريق توقيع عقود .... مع الشركات الأجنبية ، فتعددت الأسباب وقضية الاستجواب واحدة .
أما الشعب العراقي فيريد أن يرى من سرق قوته وتلاعب في مشاريع الإعمار ومن ساهم بشكل أوبآخر في تفشي البطالة و تردي الخدمات وسوءها ... الشعب العراقي يريد الاستجواب" بغير الحقيقة لم يُطبَعِ" كما قال الشاعر الجواهري ، ومن دون الرتوش السياسية التي تحاول بعض القوى أن تطبع عملية الاستجواب بها .
فما أجمل أن يكون لدينا برلمان يراقب ويحاسب الحكومة ، ليس لأجل شيء غير مراقبة سير وتطبيق القوانين من قبل وزارات ومؤسسات الدولة كافة .
أخيراً بما أن الأغلبية في مجلس النواب ذات طابع إسلامي نذكرهم بقوله ( تعالى ) : (( ولا يجرمنَّكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) .
فالتنافس السياسي والخصومات ينبغي أن لا تجعلهم يتجاوزون مبدأ العدل والإنصاف ويكيلون الاتهامات إلى هذا وذاك ؛ لأن ذلك مخالف لحكم الشريعة الإسلامية والعقل السليم.
فالإسلام أوجب إنصاف الناس حتى الأعداء منهم فكيف من هو شريك في الدين والوطنية والعملية السياسية ، فالله يأمر بالعدل ولا يرضى بالظلم والتشهير بالآخرين .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24