الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبثية السَفْساف

نبال شمس

2009 / 7 / 8
الادب والفن


جلس يعيد بعض هرطقات وبعض ذكريات وثورات خامدات في نفسه الهشّة والحزينة محاولا تعبئة نموذجا للسفر خارج حدود الادب.
حاول الكتابة سجعا كما الحمام في فناء الدار، لكن الحمام لم يكن هناك فنعيق الغراب احتل المكان.
كتب :
"عبثية غرقت بها عندما ارتطمتُ بالقمامة ولا قمامة أصدق من رائحة.
تلاقي القمة مع القمامة ليس شيئا محيرا بل موجودا وظاهرا وحقيقيا، فاحياننا نرى القمامة في القمم .
(قمم القمامة) وليس (قمامة القمم).
الكتابة هي الشيء الذي يحررني الى اعلى يجعلني اعيد تكوين رؤيتي. صوت الغراب ما زال يصدح فقد احتضر الصمت في المكان.
صوت روتانا ميوزك يعلو في البيت، وغرف الولادة لاغنيات عابرة مشرعة امام الحاضرين والمارين. تناسل فظيع في عدد المطربات.
نعق الغراب بصوت خافت وناعم محاولا تقليد سجع الحمام. لا سكون ولا صمت .
كان اقرب الى القمامة، لكنه في القمة. معلنا سيطرته الفارغة.
تذكرت!
يحق للشاعر ما لا يحق لغيره ويحق للحراذين ما لا يحق للاسود.
هراء...
لماذا وضع في القمة وهو قمامة؟ ربما القمة هنا هي قمامة مع بعض المكياج والكوسمتيكا.

فرك عينيه، حدّق في أوراقه وتابع بالنموذج:
"هرطقة اخرى من هرطقاتي تعلو في داخلي تسفح قمامة وتبقي رائحة نتنة على صفحات الزمن.
قال الصوت معلنا برائته:
نواياي حسنة فلا تجزع.
ليست الحراذين البرية، بل المحلية التي تعيش بين فراغات البلاط رغم حبها للنور.
اوكار البلاط والنور اجتمعت معا.
أمر هذه الحراذين ليس محيرا وليس غامضا فهو واضح كوضوح اشعة الشمس رغم خوفها الشديد من اشعة الشمس، لا مادة تبيد مفاعيلها فنراها ما زالت قابعة في الاوكار لا تتحرك ولا تعطي الفرصة لاحد كي يتحرك. متربصة ومسايرة تريد فعل كل الاشياء مضمونا فارغا وهي لا تجيد فعل اي شيء.
أوكارها قلاع حصينة مسيجة من كل مكان ومدعومة. داعمة للذي يفيد مصلحتها قبل كل شيء.
نعق الغراب ثانية انتفض من مكانه مذهولا، لملم اوراقه كأنه يريد مخاطبة الصوت:
صحَّ الادعاء بالحماقة او ربما الاحموقه، فمن اين اتاني بهذه المصطلحات المشرذمة؟ وكيف وكيف ربط القمم بالقمامة والحراذين بالحرذنة والاوكار بالنور؟
من يحاسب الاحمق ؟
تابع بحدة كبيرة دون خوف بعد ان عبأ النموذج للسفر خارج حدود الادب، فتجرأت وسألته بخبث وسخرية عن امر هذه الحراذين.
لم يصْفّر لونه بقدر ما احتقن من غضبٍ.
"انسان جميل ومعافى عقليا وصحيا مخلص ومتفانى لعمله لابعد الحدود، يعتمد في حياته على العلاقات الشخصية ومسح الانوف بمحرمته القذرة باخر كل جلسة واول كل ندوة، لا يملك سوى ضعفه وضعف شخصيته ليواري بها عيوبه . يريد اعتلاء ظهر الحصان وهو لا يجيد الفروسية. من الصعب اقناعه بانه ليس فارسا ومن الاصعب ان تجرحه بالحقيقه وكل الذين حوله يعتمدون فقط على المجاملة ربما تفاديا للتجريح.
محلقا بين اولئك اللذين يحبون التبجيل والتطبيل ليواري عيوبه وقذارته:.
ثم تابع:
"حراذين البلاط.... آخ....
لم اكن ادري وما اصعب الحقيقة لكنها الحقيقة بان تصبح الخراشف القاسية هي اللقاح الفعال الذي يحصن تذكرة حراذين البلاط كونها شهادة لهم بأنهم أصبحوا ديناصورات.
مسخرة الاحتضار ما بين مسح الجوخ واوكار البلاط. فترى القمامة في القمم متوارية تحت بياض زهر اللوز معلنة البراءة والطهارة لنفسها تحت اسم قضية او شعار وهي لا تجيد القضية ولا تجيد الشعار".
نعق الغراب ثانية.
اتت الحمامة الى فناء الدار ودارت في عبثية جميلة دون سجع او هديل بين موجات النعيق الخافت.
انتهى النموذج بعد ان دوّن في اخر سطر: عبثية سفساف تهت بها وعبثية السفساف جعلت الحمام يعود لفناء داري.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة