الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثيمة النضال في ديوان أبابيل الصمت للشاعرة المغربية زليخة موساوي الأخضري

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2009 / 7 / 8
الادب والفن


نسن تعاليم جديدة للحب
نرفع له كؤوس النبيذ
و من وهج الغابات المتدافعة
لألقنا
نتجول دون ارتباك
في وميض أحرف
صباح جديد.
هكذا تريد الشاعرة و الأستاذة المغربية زليخة موساوي الأخضري لعالمها أن يكون . عبر إصدارها الشعري الأول , الذي حمل عنوان (أبابيل الصمت) . في محاولة لربط الذات بالصميم الإنساني , الذي اخترقته شظايا الانتصارات الوهمية و سيطرت عليه فوضى العبثية و المتناقضات .
يمثل ديوان أبابيل الصمت , المولود الشعري الأول و الثاني أدبيا بعد رواية الحب في زمن الشظايا (2006) . لشاعرة كرست حياتها و جل قدراتها لضمان كرامة المرأة و فك العزلة المفروضة عنها, بسبب الرجل الذي أورثته العادات و التقاليد كل السلط و الحقوق . و تعكس مسيرتها النضالية, جملة من الأحاسيس و التساؤلات التي تضاربت بين واقع مرير شاذ و نظرة أنثوية تحن للعدالة و لنفسها. و قد كافئها الملك الحسن الثاني حين كان على عرش المغرب بالسجن , و هي حامل . لا لشيء, سوى أنها سمحت لنفسها بفسحة في رحاب الأماني المشروعة. و قد جاء هذا الديوان ليعبر عن الأنثى المظلومة التي تجاهد لاستخلاص اعتراف بقيمتها , يبعثها كطائر الفينيق من رماد سنوات التهميش و الضياع .
و لعل الجميل الساحر في شعر زليخة موساوي الأخضري , حضور لهجة التمرد و تشكيكها بجل تجليات الحياة الذكورية , و رفضها العفوي لكل التفاصيل التقليدية التي راكمها بذاكرته مجتمعنا العربي . و حين تقتفي في ديوانها طريق الصمت, لا تكتفي بتفحص أثر الوقت و الناس على الأشياء. بل تذهب أبعد من ذلك, إلى طرح بعض القضايا الوجدانية التي تربطها بهويتها الخاصة. و إبرازها لتلك القضايا, ليس إشكالا. بقدر ما هو مكاشفة حسية للجسد و تعبير عن المشاعر و المواقف, برغم الحساسيات و الحدود.
تجربة الشاعرة المغربية زليخة موساوي الأخضري , تستحق منا التأمل و المتابعة . لأنها تستند على حضور معرفي بواقع المرأة المغربية و على عاطفة صادقة لها من الخصوصية ما يضمن للقارئ رحلة لا تنسى, في غياهب روح تحاول السمو و التحليق من دون أجنحة مزيفة. و حين تخاطبنا الشاعرة بلغتها, فهي تسعى إلى تغيير مفاهيمنا الرجعية عن المرأة و دورها. عبر ملامسة رغبة الأم و الصديقة و الجدة و الحبيبة, في اختزال صور الصمت و الضعف. بطريقة يبدو بها المشهد, بكل ثقله و شعوره. مجرد سؤال تفسر بإجاباته , كل تعقيدات الذات و أسرارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال