الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم الأديان...مساهمة في التأسيس

مازن لطيف علي

2009 / 7 / 10
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


في مبادرة لفهم الظاهرة الدينية المستمدة من مختلف التجارب في شتى الثقافات الانسانية صدر للمؤرخ الفرنسي والمتخصص في الاناسة الدينية ميشال مسلان كتاب(علم الاديان..مساهمة في التأسيس) عن المركز الثقافي العربي 2009 وترجمه الى العربية عز الدين عناية الذي ذكر ان كتاب ميشال مسلان يعد من الكلاسيكيات في مناهج الظواهر الدينية،محاولة لحفز التناول العلمي لدى علم الباحثيين العرب .

اثار المؤلف في بداية كتابه الى مصطلح علم الأديان التي استعملت اول مرة من قبل ماكس مولر سنة1867م وعرفت بعض المسائل المتعلقة بعلم الاديان الظهور منذ البدايات الاغريقية الاولى، وبدون شك فقد كان النظام الديني بالمدينة القديمة يسمح لبعض المفكرين بالوقوف موقف الملاحظ والنقاد الموضعيين، فغياب أي شكل للوحي الألهي او لشريعة نافذة،مماجعلها عرضة للانتقادات الحرة للعقل الانساني.. تناول المؤلف النقد الديني القديم من التراث الاغريقي .والفكرالروماني،وكذلك ميلاد التفكير العقلاني الاغريقي الذي اينذا بتشكيل الملامح الاولى لعلم الاديان ،ويرى المؤلف انه: باستخلاص منطقي للنظريات اللاعقلانية تبدو ضرورة السعي للوعي بالمقدس من طرف الانسان ملحة دراسة الأليات النفسية لتلك التجربة والتمسك ليس فحسب بالجانب الموضوعي لكن بتمظهراتها الذاتية فمنذ ان حدد الدين كشعور وحدس تجلى اقتدار علم النفس على توضيح مسألة الوعي بالمقدس لدى الانسان وقدم المؤلف رأي عدد من النظريات في علم النفس بالدين وعلاقة المجتمعات بالدين واللامعقول في المقدس ،وفي موضوع المقاربة الحديثة للظاهرة الدينية يرى ان الظاهرة اصبحت موضوع دراسة علمية في الوقت الذي يجري فيه وبصورة فريدة اعادة طرح السؤال حول بنى الفكر واللغة أضافة الى نزع صبغة عن عالم يطمح فيه الانسان بصورة اكثر مما سبق لان يكون السيد الاوحد فيه وذكرعدد من التأملات في محاور منها المعطيات الاجتماعية للظاهرة الدينية التحليل النفسي والدين ومن ضمنها قراءة فرويدية للدين، قراءة يونغ للدين، الظواهر الدينية وعلم تشكل الظواهر الدينية ، والظواهرية الدينية وتاريخ الاديان.
وعن الاساطير والرموز كتب ميشال مسلان واعتبر كل مزهو علامة مرئية فاعلة يظهر كأمر حامل لقوى نفسية واجتماعية فالرمز هو علامة تقارب بواسطته يحدث التعارف بين حلفاء وبين الاتحاد وبين مؤمنين فالوظيفة الاولى للرمز هي ارساء رابطة علاقة بين الناس ويواصل المؤلف حيث يذكر :عرف مفهوم الرمز وتحديده تغيرات هائلة يبدو ان اجماعا قد ارسى يعتبر كرمز الشيء الذي يحمل معنى لامرئياَ بعيدا عن دلالة المعنى الذي يستنبطه ويأخذ المؤلف النظريات النفستحليلية للرمزية وتأويليه الرموز الدينية والجدوى الرمزي والاساطير ومدتها والاسطورة والامجاد المسيحي الانبعــــــاث الاسطوري المعاصر.
يستنتج ميشال مسلان انه لااحد بأمكانه ان يتحمل بمفرده عبء معرفة كافية تيسر له ان يكون مؤرخ اديان فالمجال متسع ويحتاج لعمل اكبربكثير من قدرة باحث واحد..ولكن لايلزم ان يلغي الاتجاه الحالي نحو التخصص الذي صار مطلوباً الوعي بنظر جد ضروري لمستوى اكثر عمومية ومترفع عن العينات المحددة.
ويرى المؤلف ان الدين يظهر كأجابة للانسان عن متطلبات ظرفه الخاص حيث يدفعه لتأمين انسجامه كيانه بالتماثل مع حقيقة اكبر واكثر بقاء من ذاته فالرؤية الانانية للظاهرة الدينية تتطلب بحسب منهج صائب اهتماماً يتعلق بالمسألة التأويلية فكيف تتيسر قراءة مختلف تلك اللغات وفك طلاسمها : الطقوسية والاسطورية والرمزية والمفهومية التي عبر من خلالها الانسان عن بحثه وفهمه للمقدس؟واخيراً فــــــأن كتاب علم الاديان..مساهمــــة في التأسيـــــــس هو قراءة علميـــــة لظاهرة التديــــن والمقدس.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين والتدين
سليم سوزه ( 2009 / 7 / 9 - 21:59 )
اخي مازن

البعض يرى الدين من زاوية اجتماعية على انها ظاهرة اجتماعية تمر بها كل الامم وفي كل مراحل وجودها على الارض ومهما كانت الديانة فهي خليط من عقائد خيالية وفلسفات سابقة واوهام واوامر غير معروفة الغايات باختصار منتج اجتماعي نفسي من والى الانسان فقط دون اي رابط ميتافيزيقي

اما الآخر فيرى الدين فلسفة استمدت معظم شعائرها وعقائدها من نظريات حكماء وفلاسفة وضعوا حلولا لمخاوف المجتمع من المجهول

وبالتأكيد عند الكثيرين وانا واحد منهم ان الدين رسالة ربانية بعثها من خلال رسل وانبياء منتجبين ومنتخبين لاداء هذه المهمة على ان يوصلوا تعاليم الله للانسان لادارة مجتمعهم وبالتالي للفوز بالآخرة الاّ انه لم يصل نقيا طاهرا للاجيال نتيجة وجود النفس الانساني والذوق البشري في عملية تفسير تلك العقائد حتى تشوه جزء كبير من مفاهيمها وباتت البشرية حائرة ايهما الصحيح وايهما الخطأ

وعلى اية حال ان الانسان بطبعه لا يستريح الاّ بوجود الامل والامل ليس موجودا بالقدر الكافي لا في الدنيا ولا في الحياة الاخرة التي تمثل المجهول للانسان بل ليس موجودا في اي فكر وضعي الاّ في الدين والمقدس الجميل

تحياتي لك يا ابن لطيف
سليم سوزه

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ