الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين جهودكم ياوزارة حقوق الانسان العراقية؟

عزت الاميري

2009 / 7 / 10
حقوق الانسان


تبذل وزارة حقوق الإنسان في العراق جهودا جيدة في إطارها التحركي الموسوم المرسوم فقد نشرت أعداد الأسرى والمفقودين من الحرب العراقية الأيرانية بما يجعل هذا الملف اقرب للاغلاق ولكن قصور الوزارة هو في أعداد المفقودين منذ مجيء نظام الحديد والنار واحواض التيزاب للحكم عام 1968 فلم تكلفّ الوزارة باحثوها ومبرمجوها وعوالم حاسباتها على إعطاء الرقم التقريبي لضحايا حقبة البعث الدموية الغائبة عن التركيز الإعلامي العربي [تجاهلامتعمدا] والإسلامي لاأبالية والعالمي تعتيما لانك لاتجد يوما ما صحفيا اجنبيا يدخل عش البعث الا ويهيئون له كل استوديوهات البعثوود فقط! فحين قدم البعث بالقطارالامريكي كما قال علي صالح السعدي اول فتكه بالشيوعيين وقياداتهم بما يندى له جبين الانسانية صمتا وغابوا دون ان يعلم عنهم الاقربون والابعدون شيئا للان وبنجاح منقطع النظير فبقت لعوائلهم تراكمات اطنان الصبر والحسرات والتأسي ومذاق متابعات رفاق البعث الانجاس بمحاربتهم في الوظائف والارزاق فالحقد البعثي ليس له نواة لان ثمرته العار كلها نواة!ألم يستفق يوما ما ضمير بعثي جلاد واحد؟ فلنفترضهم 10-20 ألف زبالة لا زبدة الاجرام، بملائكية الافتراض لاواقعيته هل ممكن ان لايصحو في يقظة من ضوء ضمير، لمجرم واحد؟، فقد فات الزمن على حسابهم وطوت ذكرى جرائمهم تقادم السنون مع ذاك لم يتصدىلطلب العفو والرحمة والمغفرة من اهالي الضحايا بعثي واحد للان!يرسل إشارة من بعيد لبقعة دفن جماعي بعيدة عن الانظار تحت ترابها الطاهر ترقد جثامين زواكي الناس المناضلين المظلومين الابرياء؟!
ثم تدور الدوائر على حزب الدعوة الاسلامي وقتلوا حتى المسيحي والشيوعي الصابئي تحت يافطته!ولم نسمع صوتا اوهسيسا او همسا او صرخة كانت اقوى من إعلام البعثيين وقتها تشجب،تستنكر،تعاتب، على مايحصل لان كل ماحصل في خلسة وخفاء ومن يتنفس الصعداء لانه حي واخوه معتقل يقطعون انفاسه مع اخيه!أين هولاء الاطياب؟ وجدتم ياوزارة حقوق الانسان عشرات المقابر الجماعية بلاجدوى 6 سنوات وانتم تنتظرون ماذا؟ مجيء غودو؟ ام كتّاب هوليوود وبوليوود؟ توقفتم واقفلتم المقابر أتخافون لعنة الفراعنة؟ أم انفلونزا المقابر الجماعية؟! ام التلوث البيئي؟ لماذا لم تتحركوا على كل بلدان التحضر الانساني وتضعون امكانياتها التساعدية في خدمتكم وتجلبون مليون جهاز فحص الDNA ,وتساعدون الباقي من الامهات والاباء على قيد الحياة لاإيقاف سيول الدمع وكتم التحسر والفرح الغامر بوضع شاهدة على قبر لابنهم وجدوا جثمانه بعد 20-30 سنة؟أو تقيمون جنازات مهيبة تحضرها كل وكالات الانباء المليونية التي غطت حفل ملك البوب جاكسون وتقيمون صرحا حضاريا يكشف حقبة إجرام البعث الذي نجى الالاف من مجرميه من الحساب والعقاب. فاذا تحججتم بالامكانيات فالأمم المتحدة مستعدة للمساعدة وفي الشعب مليون متطوع لحفر القبور ياتوك زرافات من كل فجّ عميق. ياوزارة حقوق الانسان،يأست الام الباقية هيكلا عظميا من إجراءاتكم تعيد امام نواظرها حتى مشاهد رضاعة فقيدها وحبوه ومشيه وتمشيط كذلته وخط شواربه وملابس إعتقاله وبسمته اللاوداعية لها فهل كانت تسير بها الظنون انه لن يعود؟ وان اليد الحنونة التي هدهدته وارضعته وحلقت به جذلة مسروره تلاعبه، لن تتعلق بمحيط كتفه للابد؟اما الاب اذا كان حيا فتجده بلاملامح تستشف منها الامل انمحق البعث والجلادون والبديل الوطني لم ينصفه لابجثة ابنه ولابحقوقه التي ينتظرها قبل ان يستقل قطار الموت ذو الصفارات القريبة وامنيته ان يجد الموتى! هل تصدقون ان بعض العوائل العراقية كانت مأسورة بحسن الظن بأن اولادها احياء يرزقون في فندق البعث! وانهم سيطرقون يوما ما الباب يدخلون الديار شعث غبر يغزو الشيب مقلتيهم ومفارق شعر الراس ،باشين هاشين جذلين مسرورين بالايادي الاربعة الحنونة للوالدين يستظلون بفيئها من نار الفراق! كل شيء ضاع ياوزارة حقوق الانسان هل ينتظر الواقف على حافة القبر 5 سنوات اخرى لتعطوه جثة أبنه او بنته؟ اترك التعليق لمن يتالم ويتشظى مثلي فحتى هنا للبعث اصابع خفية خبيثة تمنع إنصاف الموتى ضحاياهم!!
الكذلة: مفردة عراقية لتسريح مقدمة الشعر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضابط شرطة أميركي يشعل سيجاراً أثناء اعتقال مشتبه


.. بايدن: ليس هناك تكافؤ بين إسرائيل وحماس ونرفض تطبيق المحكمة




.. تونس.. منظمة حقوقية توثق 20 حالة انتحار خلال شهر أبريل


.. تداعيات إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق إسر




.. بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. الجنائية الدولية تسعى لاعتقال نتنيا