الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالتقاء مع دمقراطية امريكا ضد دكتاتورية الآخرين خطأ فكري وطبقي وسياسي

محمد نفاع

2009 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


برزت حالا نوايا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واسرائيل وبقية التوابع الرجعية ومنها العربية في كل ما يتعلق بالموقف من ايران، خاصة بعد نجاح محمود احمدي نجاد في الانتخابات، لقد قدر الآخرون المذكورون غير ذلك وبنوا على المظاهرات ضد نتائج الانتخابات. فأين تبخرت ادعاءات رجال الامن في اسرائيل بان نجاح موسوي اكثر خطرا على اسرائيل!! اذا نجاح نجاد اقل خطرا فلماذا هذا التهديد والاستعداد للعدوان الاسرائيلي، وهذا الضوء الاخضر الامريكي، وهذا العبور لغواصة اسرائيلية في قناة السويس رغم التكذيب المصري، لماذا هذا الكذب وهذا الرخص!! ونأمل جدا ان يكون موقف المملكة العربية السعودية بمنع الطائرات الاسرائيلية المرور في اجوائها في حالة توجيه ضربة لايران صحيحا وحازما.
ان مجرد تهديد اسرائيل الكلامي بضرب ايران هو عدوان صارخ وقمة الوقاحة واللصوصية. فما شأن اسرائيل بإيران وتسلحها حتى النووي، لماذا اسرائيل تتسلح من قمة الرأس الى اخمص القدم وبكل انواع الاسلحة والكثير منها استعمل ضد شعب أعزل كما في غزة، وضد مقاومة وطنية كما في لبنان. كيف يحق لأمريكا تسليح اسرائيل المعتدية والمحتلة ولا يحق لايران مساعدة المقاومة في لبنان وغزة كما يدعون. هل غزة هي التي تحاصر اسرائيل، وهل لبنان هي التي تجتاح اسرائيل!!
وما العمل اذا كانت الدول المتحضرة والعالم الحر مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي هي العدو اللدود للشعب العربي الفلسطيني وحقه العادل، اية حرية وأية حضارة وأية دمقراطية هذه التي تقف الى جانب المعتدي الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد قرارات دولية ايدتها هي واقترحتها هي بنفسها لمصلحة الشعب الفلسطيني بدءا من قرار التقسيم وحق تقرير المصير الى حق اللاجئين في العودة والى 242 وما بعدها الكثير الكثير!! ان النظم الدكتاتورية والاصولية والبدائية التي تؤيد نضال الشعوب ضد الاحتلال اشرف بألف مرة من العالم الحر وفي طليعته الولايات المتحدة والتوابع. لماذا يتدخل الغرب في انتخابات ايران وقبلها في لبنان لصالح طرف ضد طرف!! ألا يكفي هذا لرؤية الفرق بين الطرفين في موضوع الموالاة للغرب او امكانية الموالاة لها من جهة، او التصدي لمخططاتها من جهة اخرى!! فأين يجب ان يكون موقفنا!!
وهل يعني هذا اننا نقدس هذه النظم الدكتاتورية ونتخذها مثلنا الاعلى!! لكن هل الغرب العدواني الاستعماري الاستغلالي هو المثل!!
لماذا تحاصر كوبا الاشتراكية؟؟ فهل هناك نظام اصولي!! وهل ترى النظم العربية المعتدلة آية ومثلا يحتذى في الحرية والدمقراطية!! وهي صديقة جدا للعالم الحر وامريكا تحميها من شعوبها.
هل كل ما يأتي من امريكا سيء!! هل هذا سؤال يسأل!! هل العدوان على كوريا والفيتنام والعراق وافغانستان وكوبا وغرينادا وبنما وليبيا ولبنان وفلسطين جيد!! هذا هو المميز. هل العولمة والاستغلال ونهب خيرات عرق الشعوب جيد!! هذا هو الاساس. هل جزر واق الواق هي المسؤولة عن سياسة الافقار في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية؟؟ هذا ما يميز هذا العالم الحر ودمقراطيته، يقولون عن ثمر الخروب وبشكل ظالم: قنطار خشب ودرهم حلاوة!! هل اذا كان هنالك درهم من الحرية والدمقراطية في دول الغرب يشفع لاجرامها!! واين نضع اسرائيل وحرية التعبير عن الرأي!! اذا كانت واحة الدمقراطية في الشرق الاوسط تقوم بكل هذه الاعمال من تشريد واحتلال واستيطان وحروب وغزوات عدوانية واعتقالات وسجن وسرقة مياه واضطهاد لمواطنيها العرب ألا يجدر بنا ان نقول: ان صحاري غوبي وشامو والدهناء والربع الخالي افضل بألف مرة من هذه الواحة!!
لا يمكن ان تكون المظاهرات في ايران دون اصابع حرة دمقراطية من العالم الحر جدا تماما كما جرى في لبنان.
فهل بعد ايران سيأتي دور كوريا الشمالية والاستعداد لضربها لأنها تشكل خطرا على واحة الدمقراطية ومطامعها ومطامع اسيادها!!
حبذا لو كان في ايران نظام العدالة الاجتماعية لكن هل هذا ما يقلق امريكا واسرائيل وهل تسعى هاتان الدولتان الى هذه العدالة فعلا!!
لقد اعطى حزب تودة الشيوعي الايراني المجيد شهادة رائعة لحسين موسوي وهذا شأنه، وشأننا ان نحذر من الوقوع تحت براثن الاستعمار والاحتلال كما شاهدنا قبل ذلك لدى جزء من قيادة الحزب الشيوعي العراقي المجيد، وبحق ساءل الشيوعيون العراقيون: هل هذا ما اوصى به الرفيق فهد!!
ان اهم ما يميز كل حزب شيوعي ان يرى في الامبريالية العدو الفكري والطبقي والسياسي هذا هو المفتاح، هذه هي البوصلة، فكم بالحال اذا جاء هذا العدو الطبقي واحتل الوطن وعاث فيه فسادا ودمارا. ان موقف رفيق الحزب الشيوعي العراقي الذي ودع بوش بحذائه هو الموقف الفكري والطبقي والسياسي والاممي والوطني الصحيح والوحيد؟ السلطة الفلسطينية ليست محسوبة على حماس ولا على ايران ولا على حزب الله بل بالعكس، فماذا قدم لها الاستعمار والاحتلال المعتدل والنظم العربية المعتدلة!!
خاصة في زمن الاعتدال العربي تزداد وقاحة وعنصرية حكام اسرائيل، كانت امريكا تقول: لولا صداقة العرب للاتحاد السوفييتي لكانت حُلت قضية الشعب الفلسطيني، انهار الاتحاد السوفييتي كليا؟ كيف تبخر هذا الكذب.
قالوا لولا وجود حلف وارسو لما كان هنالك حاجة لحلف الاطلسي، ذاب حلف وارسو ويقوون عدوانية حلف الاطلسي.
القضية ليست لعبة صبيانية، القضية قضية فكرية وطبقية واجتماعية وسياسية وليس الغرق في شبر ماء من حرية مريضة ودمقراطية شكلية، وباسم هذه الحرية والدمقراطية تداس حريات الشعوب، والحرية التي تضرب اطنابها في العراق مثل على ذلك. ان أشرف معركة هي كنس المحتل بكل السبل الممكنة بلا استثناء. وأشرف موقف هو المعادي للامبريالية وحرياتها ودمقراطياتها، المميز هو عدوانيتها، بغض النظر عن طبيعة المقاومة الطبقية والفكرية، لأن البديل هو الاسوأ والاخطر.


الأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عجائب
راصد ( 2009 / 7 / 9 - 20:16 )
فعلاً الدنيا تزودنا بالعجائب، وأكثر العجائب هو هذا الغزل بين اليسار المتطرف واليمين المتطرف على قاعدة-عدو عدوب صديقي- التي هي أحد تركات الحرب الباردة. من حق السيد نفاع أن يفضح سلوك قادة اسرائيل وتطاولهم المفرط على حقوق الشعب الفلسطيني واستهتارهم بالقرارات الدولية. ولكن من غير المفهوم أن يتطوع نفاع بالدفاع عن نظام خرجت غالبية الايرانيين ألى الشوارع لادانته؟ أين هي الشيوعية من موقف يساند فاشية دينية قتلت بالجملة رفاق -لنفاع- من اعضاء حزب توده الايراني والكثير من اليساريين والوطنيين الايرانيين ولم يتم ادانته من قبل نفاع؟ أين هو موقف الادانة من قبل نفاع لانتهاك الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان حيث لا يتمتع بها أي من الاحزاب السياسية في ايران باستثناء انصار ولاية الفقيه. انه استهتار بحق الايرانيين لا يليق بسكرتير حزب له امجاد نضالية في الدفاع عن حقوق الانسان وفي المقدمة منهم توفيق زياد. ما هذا التخبط الذي يقع به بعض اليساريين والذين يترحم البعض منهم حتى على صدام حسين لأنه -شتم- الولايات المتحدة و-ارسل-بعض من صواريخه الفاشلة على الاسرائيليين. انه افلاس وتخبط وتشبث بما هو رجعي مما يجب ان يبتعد عنه من يدعي قيادة حزب يتبنى مثلا انسانية.


2 - اللي مخو من حجر ما بي لين
مالك حسن ( 2009 / 7 / 9 - 20:53 )
يا (رفيق ) محمد نفاع أ،نت تتعامل مع امور السياسة وفق منطق قبلي عشائري ( انا وابن عمي على الغريب) . انت لحد الان لا تريد ان تعترف ان ما كنا نسميه (مجمتع الاشتراكية المتطورة في الاتحاد السوفيتي والدول الشرقية الاخرى قد انهار ) منذ أمد ليس بقصير ،وبدلا من النظر الى العالم الجديد ( العالم الراسمالي الامبريالي) والقوى الموجودة والمحركة فيه، تريد من قوى التطور والتقدم ان تتحالف مع بقايامرحلة النظام الاقطاعي والعودة الى قيم ومبادئ هذه المرحلة الاقطاعية. لاتريد للطبقة العاملة والقوى الرأسمالية ( القوتان الاساسيتان المجددتان في مرحلة الرأسمالية)أن تتحد في الصراع مع بقايا النظام الاقطاعي لدحرها نهائيا. وهذا هو الخطأ الفكري الكبير الذي تقع فيه انت وبقايا الشيوعيين من جماعة الجمود العقائدي،لا لشيئ سوى لان (نظامنا )قد انهار في حومة السباق مع النظام الرأسمالي، ولاتريد ان تعترف ان (نظامنا) المنهار ربما كان يحمل اسباب انهياره داخله، ومنذ البداية، وان اتجاه الاشتراكية الديمقراطية في الحركة العمالية كان هو الاصح كما ثبت) وليس الاتجاه ( الشيوعي ) . ثم هناك دليل آخر في مقالتك يدل على انك بعيد حتى عن تتبع مجريات الاموراليومية في العالم وذلك من خلال هذا المقطع((ان موقف رفيق الحزب الشيوعي العراقي الذي ودع


3 - التحالف غير المقدس
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 7 / 9 - 21:23 )
للاسف هكذا وصلت الامور بالاحزاب الشيوعية بالتحالف مع الفاشية الدينية والقومانية العروبية وتحت شعار عدو عدوي هو صديقي. مجرد يجمعهم العداء للولايات المتحدة الامريكية. اين التضامن الاممي بين الشعوب الذي صدعتوا رؤسنا به.يبدوا لي ان الاحزاب الشيوعية غيرت شعار ماركس يا عمال العالم اتحدوا الى شعار ياعمال العالم اتحدوا وصلوا على الحبيب محمد. عيب والله عيب نكستوا عكلنة. النظام في ايران نظام فاشي وهمجي وقام المجرم خامنئي بانقلاب نفذه هذا المعتوه والجلاد احمدي نجادي ضد ارادة الشعب الذي صوت ضد هذا النظام النازي والمتخلف.
يارفيق تصور بعد سنة او سنتين اطاح الشعب الايراني بهذا النظام ماذا تقولون للشعب الايراني وماذا ستواجهونه؟ وكيف تريد ان يتضامن هذ الشعب مع قضيتكم واليوم انت تكتب بالدفاع عن هذا النظام غير الشرعي والمنبوذ من قبل الاغلبية الساحقة من الشعب الايراني؟يا اخي ماذا جنيتم عندما دافعتم عن النظام الصدامي البعثي المقبور؟الا تعلم ان الاغلبية الساحقة من العراقين لم تعد القضية الفلسطينية اي اهتمام لهم ولا اخفي لك سرا ان هناك كره وحقد ضد الفلسطينين بين الاوساط العراقية وبالذات وسط النخبة المتعلمة وتريد حتى علاقات مع اسرائيل. يجب ان تعرف ان الطغات ذاهبون والشعوب باقية.انا شخص عراقي يساري اتمن


4 - كفى من الديماغوجية
الحسن امغار ( 2009 / 7 / 10 - 00:36 )
الاستبداد استبداد سواء كان اسرائيليا او ايرانيا او فلسطينيا او شيوعيا، طبل الشيوعيون لستالين، وظهر ستالين اكثر دموية من هتلر، الغرب ديموقراطي ولكنه يتعامل وفق مصالحه وهذا هو واقع الدول ، لو طبقت كوبا النظام الديمقراطي الحر لهجرها شعبها الى امريكا، كوريا الشمالية تصنع الصواريخ و شعبها يستجدي الصدقات من الدول الراسمالية، الشعارات البراقة لاتصنع المستقبل،و انما بالتنمية و احترام حقوق الانسان و الاستفادة من تجارب هذا الغرب الذي تسميه امبرياليا ، مظاهرات ايران كشفت عن وجه النظام الاستبدادي و لنتجمله الشعارات البراقة من قبيل مناصرة الفلسطينيين و محاربة ما تسميه بالشيطان الاكبر، فالديكتاتورية لن تحرر فلسطين


5 - ماذا بقي من شيوعيتكم؟
خالد عبد الحميد العاني ( 2009 / 7 / 10 - 00:45 )
من قال لك أن النظام الأيراني غير متحالف مع القوات الأمريكية؟ بماذا تنعت الألوف المؤلفة من أبناء الشعب الأيراني التي خرجت للأنتفاض على نظام القهر والعبودية؟ هل هم عملاء للغرب الأمبريالي؟ ألم تتعلمو من تجربة صدام؟ هل يمكن لنظام يعدم الشيوعيين رفاقك أن يكون معاديا للأمبريالية؟ ألم تسمع بما يقوم به نظام طهران في العراق؟ إنه يقتل الزرع والحرث إنه يمنع المياه من دخول العراق لقتل بستاين بعقوبة والبصرة ويحول أرضنا الى صحراء . ألم تسمع بما يقوم به هذا النظام المتخلف حينما يحتل أبار النفط العراقية ويمنع العراق من إستغلال أباره النفطية؟ إذا كان كل ذلك لا يحرك مشاعركم بل يحركها شعارات معاداة الأمبريالية المهلهلة والتي أطنب صدام في إسماعنا لها فماذا بقي من شيوعيتكم؟


6 - تحية
صفاء الموصل ( 2009 / 7 / 10 - 04:52 )
عزيزي الرفيق نفاع ما كنت اتوقع منك هذا المقال واعتقد انك على الاقل لست على دراية كاملة بالوضع العراقي ادعوك للوقوف على حقيقة الاوضاع العراقية عن طريق متابعة اصدارات الحزب الشيوعي العراقي وليس ما تذكره بعض الفضائيات والصحف التي تدغدغ مشاعر الجماهير وليس عقولها .


7 - الالتقاء مع دمقراطية امريكا ضد دكتاتورية الآخرين خطأ فكري وط
شمخي الجابري ( 2009 / 7 / 10 - 06:29 )
الأستاذ العزيز محمد نفاع. . السلام عليكم . في مطلع مقالك ( عن بقية التوابع الرجعية ومنها العربية في كل ما يتعلق بالموقف من إيران ) فهل تعتقد أن النظام الإيراني هو نظام يساري أو علماني ديمقراطي وإذا كان في نضرك إيران تقدمية لعدائها الظاهري مع أمريكا ، فهل انك لا تعرف من المستفيد من وجود محمود نجاد رئيس للجمهورية ، كما أنك تخفي إن أمريكا هي التي تتابع عن كثب الإحداث في إيران باعتبارها المستفيد الأول من سياسة وإستراتيجية النظام الإيراني في هيمنة تيار المحافظين المبني على أساس التعصب لتصدير الثورة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى كما إن عدم احترام المحافل والقوانين الدولية أعطى الأهمية لتفعيل الدور الأمريكي الذي يسعى بعد انتعاش المصالح الأمريكية للهيمنة في المنطقة والذي تعافى على حساب الدول العربية فوجود تيار المحافظين على العرش في إيران هو ازدهار للمصالح الأمريكية في المنطقة وضرورة التواجد لمسائل أمنية ومن خلال التهديد وأجراء التجارب والعروض العسكرية والتحرش الإيراني في المنطقة فزعت كل الدول العربية لشراء الأسلحة الغربية وكل الدول العربية المجاورة تطالب ببقاء القطاعات الأمريكية لفترة أطول كما انك لم تحدد موقفك الطبقي هل انك مع الجماهير الشعبية من فقراء وكادحين وعمال مهمشين يتظ

اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية