الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعبير عن الرأي: بين التعتيم و التنوير

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2009 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


حين يرتبط اللاوعي بقدرتنا على تحليل و تفحص ما حولنا من أحداث , فإن استنتاجاتنا تكون سطحية و مفرغة لدرجة العقم المعرفي . ما يجعل كل الدلالات تتجه نحو التعتيم و الطمس, و تساير في جوهرها الوضع بدل مجابهته. و هي (لسوء الحظ) الطريقة التي تتبناها شريحة عريضة من الكتاب, الذين لا يجدون حرجا في تلفيق الحقائق و التشويش عليها. ربما لاندثار القيم و ربما لعدم توفرهم على رأي أو إيمان فكري بصحة القضايا التي يتطرقون إليها, أو يتناولونها.
الكلمة هي أبسط وسائل التعبير و التواصل و أكثرها تأثيرا و قوة , بشرط أن تنطلق من شعورنا بالمسؤولية و بارتباطنا الوثيق بشرعية و ضرورة الدور الذي نشغله ككتاب رأي . لكن حين تصبح وسيلة لنيل بعض المكتسبات و المصالح, تفقد الكلمة روح المصداقية و قيمتنا معها في الوجود.
لكل وجهة نظره و طريقته في التعبير, و تلك واحدة من بعض أوجه الاختلاف الكثيرة التي تشكلنا ككتلة بشرية تتغذى على تنوع عناصرها و اختلاف ثوابتها. و هذه المنظومة المعقدة ,هي وحدها التي تضمن تقدم الحضارة و سيرورتها و تطور الفكر الإنساني.و يمكن مقارنة أو اختصار كل هذه التفاصيل في مشهد النهر , الذي لولا اختلاف التضاريس التي يعبرها لما أمكن له الاستمرار في الجريان و المسير .
لكن حين تخرج كل هذه المكونات من طبيعتها , تصبح عائقا عوض أن تكون محفزا و مهيجا . فالتعبير عن الرأي وسيلة تطور و تغيير , و ليست غطاءا نحتمي به من الضغوطات أو نسترزق منه . هو سلاح الضعيف أمام القوي, و الفقير أمام الغني, و المحكوم أمام الحاكم . هو أمل من لا حول له و لا قوة , أمام مخلفات التاريخ و نواقصه .
و في عالمنا العربي الغني بكل أسباب و دوافع التعبير , تتزايد التنديدات بسوء وضع الإنسان العربي المعاصر , وتتعالى الاعترافات من كل أنحاء العالم بقدسية التراث العربي و قيمته الإنسانية , مؤكدين على ضرورة إنصاف هذا الركن من العالم و تحريره بصورة لا تقبل المقايضة من مخالب الرأسمالية و الصهيونية العالمية .و فيما يحاول البعض بكل طاقاته المادية و المعنوية تسليط الضوء على مناطق الضعف, و بأمانة يبحثون عن طرق و كيفية معالجة مواضع العجز من دون المدارة أو التعايش معها بكثير من الانهزامية و جلد الذات. نجد عددا كبيرا من الكتاب غير الملتزمين بقضايا الأمة الجوهرية و مشاكلها الجذرية. يسخر قدراته الإبداعية في استخلاص موارد مادية و منافع شخصية عن طريق التشويش على محاولات التنوير و التوضيح التي تصب في مصلحة الأمة و نهضتها.
مهما يكن, فالحقيقة لا تموت و إن غابت طويلا عن الوعي . و لا تتوقف الحياة عند السهو و الخمول. و الإنسان مهما بدا ساذجا و ضعيفا في صمته, قادر على ضمان حريته و قيمته. لأنه سر الوجود و محور صيرورته.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج