الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كن ضحية أو جلادا لتنعم بحياتك

جمال الدين بوزيان

2009 / 7 / 11
حقوق الانسان


في هذا المقال لن ألوم الجلاد على ظلمه و قسوته، و لن أقف في صف الضحية للدفاع عنها، لن أكرر ذكر مجازر الإرهاب في الجزائر، و لن أبكي على ضحايا العشرية الدموية، و لن أتذكر شهداء الثورة الجزائرية و لا جرائم الاستدمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري.
كل هذه الأحداث و الفترات القاسية، خلفت لنا إرثا ثقيلا جدا، فئة ظهرت بعد الاستقلال تسمى بـ "ذوي الحقوق" الذين استحوذوا على كل الحقوق، و هي تضم أرامل و أولاد الشهداء، و المجاهدين الحقيقيين و المزيفين و أولادهم و أقاربهم، و فئة أخرى جديدة بعد انقضاء عشرية الإرهاب اسمها "ضحايا المأساة الوطنية"، و هي تضم أفراد و عائلات الإرهاب و ضحاياه أيضا من عائلات الشرطة و الدرك الوطني و الجيش، و عائلات أخرى كثيرة كانت ضحية آلة الموت التي لم تتوقف لحد الآن، و لكن خفت حدتها فقط.
في الجزائر، أشياء كثيرة ليس للمواطن الحق فيها، أو على الأقل ليست له أولوية الحصول عليها إذا لم يكن ينتمي إلى فئة ذوي الحقوق، مثل السكن و الوظيفة و الترقية، و الإعفاء من الخدمة العسكرية، و العقارات، و سيارات الأجرة، و المحلات التجارية.
مثلا، إذا كان اثنان من حاملي الشهادات الجامعية تقدما إلى مسابقة التوظيف بقطاع التعليم مثلا، أكيد أن المرشح الذي يحوي ملفه وثيقة تثبت أنه ينتمي لفئة ذوي الحقوق سوف يكون الأوفر حظا لنيل منصب العمل، بما معناه أن المرشح الثاني لا معنى لتعبه و دراسته و تفوقه و نيله أعلى المراتب في سنوات دراسته أمام تلك الوثيقة.
و بصفة عامة، أي منصب توظيف يكون شاغرا، تكون أولوية التوظيف فيه لفئة ذوي الحقوق، و بعدها يأتي عامة الشعب، و كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. و نفس الأمر ينطبق على كل القطاعات الأخرى.
و أصبحنا نرى بوادر تحول فئة ضحايا المأساة الوطنية إلى نفس وضعية فئة ذوي الحقوق اليوم، و كأنه يجب أن تكون إرهابيا سابقا أو ضحية إرهاب لكي تكون لك بعض الحقوق و الصلاحيات.
يجب أن تكون ضحية أو جلادا، و إلا فلا حجة لديك لنيل حقوقك، و يجب أن تنتظر في الطابور الطويل جدا لنيل أغلبية ضروريات الحياة المدنية العادية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعض الخلط
مختار ملساوي ( 2009 / 7 / 11 - 00:41 )
مقالك حوى بعض الخلط غير منصف إطلاقا.
المثال الذي قدمته حول حاملي الشهادات قديم جدا ولم يعد قائما. أنت تعرف أن أصغر ابن شهيد (أو بنت شهيد) عمره 47 سنة، هذا إذا كان قد ولد سنة 1962 أو حتى سنة 1963. أما غالبيتهم الساحقة فقد أحيلوا على التقاعد.
وأبناء الشهداء فئة تستحق ذلك، هذا إذا كنا نقيم وزنا لتضحيات آبائهم. وأعتقد أن المشكل لم يعد مطروحا اليوم، وأنا أحدثك لأن لي علاقة بالموضوع وعلى اطلاع بحيثياته.
أرامل الشهداء أيضا لا يمكن أن تعوضهن أموال الدنيا عن أزواجهن أو أبنائهن وعن معاناتهن الطويلة.
أما أبناء المجاهدين فليس هناك أي قانون يميزهم عن غيرهم رغم كل المحاولات التي قامت بها منظمتهم من أجل تصنيفهم ضمن فئة أبناء الشهداء وباءت بالفشل.
تقول: (فئة ظهرت بعد الاستقلال تسمى بـ -ذوي الحقوق- الذين استحوذوا على كل الحقوق، و هي تضم أرامل وأولاد الشهداء، والمجاهدين الحقيقيين والمزيفين)
أولا أرامل وأولاد الشهداء لم يستحوذوا على كل الحقوق كما تقول. وأية حقوق؟ نعم أرامل الشهداء ضمنت الدولة لهم معاشا محترما فقط لا غير. أما أبناء الشهداء فلم ينالوا شيئا عدا بعض الترقيات البائسة.
نعم فئة المجاهدين والمجاهدين المزيفين استطاعوا بفضل منظمتهم القوية بوصفها من أكبر اللوبيات في الجزائر

اخر الافلام

.. مستوطنون يعتدون على مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالق


.. بعد فض اعتصامهم.. طلاب من جامعة السوربون يتظاهرون أمام مقر ب




.. أميركا.. اعتقال 33 طالبا أثناء فض اعتصام مناهض للحرب في غزة


.. طيران الاحتلال يستهدف منزلا وسط خيام النازحين في مدينة رفح




.. منظمات حقوقية تونسية تو?سس تحالفا ضد التعذيب