الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الديكتاتوري . وإعدام التاريخ ...؟

جريس الهامس

2009 / 7 / 11
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


الديكتاتورية .. وإعدام التاريخ .. ؟
نهجت الأنظمة الديكتاتورية الشمولية عبر التاريخ على ) جب ( تاريخ الشعوب السابق لاغتصابها السلطة منها . وتغييب منجزاتها الحضارية الجماعية والفردية وحذف قادة نهضتها وانتصاراتها أو انكساراتها في معارك الوجود والبناء أو الإبداع والفكر الإنساني عبر اّلاف السنين بحلوها ومرها , كما نهج الإخباريون العرب – كما أطلق عليهم العلاّمة جواد علي في موسوعته , المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – وليس المؤرخين العرب – لأنهم كتبوا حقائق التاريخ ووقائعه لا كما هي , بل كما يريدها أرباب الخلافة والسلطان والمال , مضافاً إليها الأساطير والمبالغات وشطحات الخيال والعصبيات القبلية والدينية , خدمة للنظام القائم أو وفق مايشتهي سلطان الإستبداد المسيطر ..
لذلك ليس غريباً أن يفبرك أبو هريرة مثلاً مقابل صرًة من معاوية الأحاديث التي ترسّخ حكمه وتلغي شرعية غيره ومنها وأخظرها حديث : ( الإسلام يجب ماقبله ) أي يلغي أو يقطع التاريخ كله الذي سبقه , علماً أن الدولة الأموية وماتبعها من دويلات دينية تحت خيمة الخلافة الإسلامية لم تقم وتتقدم إلا بتعلمها أصول الحكم وحتى علوم الحسلب والأبجدية والإدارة وتنظيم الجيوش وجباية الضرائب , وفتح المدارس والبيمارستانات – المستشفيات اليوم – وحتى صنع الطعام واللباس والزينة الخ تعلموه من سكان البلاد الأصليين الذين خضعوا لسلطان الغزو و الخلافة الإسلامية واستبدادها وتمييزها العنصري بين الغزاة وقبائلهم وأهل البلاد الخاضعة لسلطانهم الذين عوملوا كمواطنين من الدرجة العاشرة وإلغاء تاريخهم كله, ولاتزال هذه العنصرية تعشش في الكثير من عقول المثقفين حملة الشهادات أو الأميين مستمدة من العقل الباطن الإسلامي مع الأسف مع استثناءات صغيرة تحررية وتقدمية علمانية تبرز هنا وهناك واعدة في المستقبل المتحرر من الديكتاتوريات والإستبداد الأصولي الشرقي –
رغم أن السكان الأصليين من الأراميين – السريان والعرب - قاوموا الإحتلال الروماني والبيزنطي بالسلاح وحققوا إنتصارات كبرى على جيوشه وحرروا بلادهم منه في حقب مختلفة مطموسة في التاريخ العربي - رغم وحدة الدين بين المحتل وشعوب المنطقة في أغلب الأحيان - بعد انقراض الوثنية من المشرق كله وخصوصاً بلاد الشام والرافدين حتى اليمن ومصر وشمال أفريقيا وأثيوبيا . منذ نهاية القرن الرابع الميلادي و حلول المسيحية محلها ..
ولولا بقايا المخطوطات السريانية والمشرقية والأجنبية إلى جانب مكتشفات التنقيب العلمي ( الجيولوجي و الاّثاري –ARCHEOL0GIQUE )
لما عرفنا شيئاً علمياً موثّقاً عن تاريخ الفراعنة والأقباط وتاريخ سومر وبابل واّشور والحثيين والميديين , واّرام و فروعها كنعان وفينيقيا وغيرها ... إلى جانب ممالك تدمر والبتراء ومملكة ماوية العربية في دمشق التي هزمت جيوش بيزنطة حتى أسوار القسطنطينية في القرن الخامس الميلادي , بل لما عرفنا شيئاً عن مملكة كندة لولا مكتشفات أم الجمال الأولى والثانية في حوران جنوب سورية ومنها قبر أمرئ القيس ملك كندة - الذي أطلق عليه لقب ملك العرب كلهم في كتابة على قبره دون تنقيط في مرحلة إنتقالية من السريانية إلى العربية – وهذا يتبع بحث تطوراللغة -- وكذلك مملكة غسان الممتدة جنوباً من بصرى الشام إلى الجابية ضاحية دمشق الجنوبية في تلك الأيام وانتصارملكها الحارث الثالث وإبنه المنذر على جيوش بيزنطة ثم هزيمتهما ونفيهما إلى صقيلية حيث توفيا فيها ... وغيرها في بلاد الشام وجنوب وشمال العراق ,, و ممالك اليمن وأهمها مملكة ( أبو أسعد كرب وإبنه يوهنايم – يوحنا- ) في القرن الرابع الميلادي الذي حرر بلاد الشام كلها والعراق من الإحتلال البيزنطي .. وغيرها , وقد زعم الطبري أن أبو أسعد كرب وصل إلى الصين دون أي دليل مادي .. بينما وجد نص على صخرة في وادي مأسل في الحجاز يؤكد وصول جيوش أبي أسعد اليمنية إلى الشام والعراق .. ولاتزال مدن بكاملها وحضارات رائعة مدفونة تحت الرمال في مختلف بوادي وسهوب وجبال وطننا الكبير تحتاج لسواعد المنقبين الشرفاء والسلطات الوطنية الحضارية والديمقراطية الحريصة على ثروات البلاد وصدق تاريخها , ... لالصوص الأنظمة الشمولية الذين نهبوا المال العام والخاص وزيفوا العلم والتاريخ والأنسان .. أو لصوص الدول الإستعمارية الذين ملأت مسروقاتهم من اّثار بلادنا متاحف أوربا ...
هذا مافعلته أنظمة الإستلاب والديكتاتورية والظلامية الدينية إلى جانب حرق المكتبات العامة كمكتبة الإسكندرية ومكاتب عشرات الكنائس والأديرة ومعابد الصابئة والنساطرة وغيرهم من أرباب الديانات القديمة .. وتدمير الحضارة القديمة والقسم الأكبر من معالم الحضارات السابقة وأوابدها ,, حتى إن هارون الرشيد كان يريد نقل أحجار إهرامات مصر الضخمة إلى بغداد لبناء قصر يخلده دون أن يعلم ماهومضمون الإهرامات ومحتوياتها ,, لكنه توفي قبل تحقيق أمنيته , وبقي تاريخ مصر القديمة مجهولاً حتى إكتشاف حجر الرشيد وتحليل اللغة الهيروغريفية بواسطة العالم الفرنسي – شامبيليون - المرافق لغزوة نابليون لمصر 1798 -- 1802...
وتتواصل مفرزات العقل الباطن الإستبدادي والعنصري القديم لتفعل فعلها في عقول المستبدين الجدد من رؤوس أرباب الأنظمة الديكتاتورية الشمولية والطائفية العنصرية التي رعت معظمها الأمبراطوريات الرأسمالية ورأسها الولايات المتحدة من المحيط إلى الخليج مع استثاءات صغيرة لاتغير من الواقع شيئاً ,, فكل طاغية من هؤلاء قاده عقله المريض وساديته وغروره ليحسب أن التاريخ سلعة خاضعة لمشيئته كغيرها من ممتلكاته , يبدأ به وبه ينتهي , فتاريخ المغرب مثلاً بدأ بمحمد الخامس الذي نصبته فرانسا ملكاً وأسرته من بعده التي يقبل الناس أياديهم للتبرك بها , أما أبطال النضال ضد الإحتلال الفرنسي والإسباني كالمرابطين قديماً وعبد الكريم الخطابي وثوار الريف المغربي وغيرهم من المناضلين وصولاً إلى المناضل بن جلون ورفاقه .. فأضحوا من المنسيات في تاريخ العائلة المالكة العلوية التي بدأ التاريخ بها ولاينتهي إلا بها ..
ومثلها النظام العسكري الجزائري في بلد الثورة بلد المليون شهيد التي يعتز بها كل عربي .. تمكن إنقلاب بومدين العسكري الذي صنعته واشنطن والمحرفين السوفييت معاً كما صنعتا إنقلاب حافظ الأسد في سورية , ودعمه عبد الناصر من اعتقال ونفي قادة الثورة الحقيقيين وفي مقدمتهم – أحمد بن بيلا - وبن خدة- وأحمد بوضيا ف وعباس فرحات , واغتيال محمد خميستي وتهميش وعزل بطلة الثورة الجزائرية – جميلة بو حريد – إلخ وكان معظم قادة الثورة الأوائل قد انحدروا من حزب الشعب الجزائري الشيوعي الذي أسسه المناضل المعروف مصالي الحاج .. حذف الجميع من الوجود بالسجن والإقامة الجبرية أو الإغتيال والنفي .. وبدأ تاريخ الجزائر ببومدين وشريكه عبد الناصر وانتهى في بوتفليقة المسمى رئيساً للجمهورية بإرادة العسكر منذ عشرين عاماً قابلة للتمديد ..بعد أن أضحى النفط والغاز الجزائري في قبضة الشركات الأمريكية ...
وفي تونس تتكرر المأساة بشكل اّخر على يد الحبيب بورقيبة الذي وصل للرئاسة على أشلاء زعماء النضال التونسي ضد الإستعمار الفرنسي وفي مقدمتهم صالح بن يوسف ,, وبن عاشور و
وغيرهم .. وبنى بورقيبة نظام الحزب الواحد الشمولي المستمر حتى اليوم بقيادة وريثه بن علي ونظامه القمعي الإستبدادي المعطر ببارفانات قرانسا ومسدسات الكاوبوي الأمريكي ...
وفي ليبيا القذافي صاحب الجماهيرية العظمى تيمناً ببريطانيا العظمى التي كانت لاتغيب عن مستعمراتها الشمس في القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين , هذا القذافي وصاحبه أو أجيره قذّاف الدم وغيره ملأ الأرض والسماء بالشعارات والعنتريات والألقاب القومجية حتى لقب بأمين الأمة العربية بعد وفاة عبد الناصر ...وجعل كتابه الأخضر معجزة من السماء لتحرير البشرية ,, ثم بقدرة قادر تنكر للعروبة واتجه نحو أسلمة أفريقيا ليتوج ملكاً عليها ... ولن أسرد عليكم أعزائي القراء والقارئات جرائمه على الأرض وفي السماء وفي غياهب سجونه فهي معروفة للجميع ... وتقارير منظمة العفو الدولية السنوية تنشر غيضاً من فيض من جرائم نظامه يمكن الرجوع إليها رغم دفعه مئات الملايين لإخفاء جرائمه وتلميع صورته ... ورغم كل ذلك , بقي إسم عمر المختار قائد حركة التحرر الوطني الليبية ضد الإستعمار الإيطالي يؤرق السيد القذافي ,, عمر المختار ذلك البطل العربي الذي حفظ جميع الطلاب العرب إسمه في جميع الأقطار العربية وبقيت بطولته واستشهاده حية في عقولنا ووجداننا منذ الطفولة حتى اليوم ... لذلك قرر السيد العقيد هدم ضريح عمر المختارفي مدينة – بنغازي الذي كان محجاً للشعب - ليلة الخامس عشر من يوليو عام 2000 ونقله إلى بلدة نائية في الصحراء تدعى ( سلوق )
راجع الرابط – [email protected] كما أزال من الوجود أضرحة الثوار الليبيين ضد الإستعمار , وأزال أي أثر للملكية السابقة لأن التاريخ بدأ بالسيد العقيد وانتحر ...
وعلاقته العريقة مع الصهاينة معروفة ... سواء كانت جذوره و أمه يهودية أم لم تكن ,, وسواء كانت علاقته الوطيدة مع التاجر اليهودي – يعقوب نمرودي – صحيحة أم لا كما وردت في كتاب / جاك تايلور / - أوراق الموساد – المفقود .. فكل تصرفاته وتهريجه تصب في خدمة إسرائيل والأنظمة الموالية لها التي تدعي رعايتها لتحرير فلسطين , وتجلد شعوبها وتجوعها وتذلها وتفرض الطوارئ والأحكام العرفية عليها باسم تحرير فلسطين منذ نصف قرن بنسب مختلفة وبوقاحة نظام الجلادين واللصوص الذين وضعوا قفاهم على وجوههم دون الحد الأدنى من الخجل ,,
نقف على ضفاف النيل ومصر هبته الغالية وتراث حضارة عمرها خمسة اّلاف عام – إلى قسم قادم
لاهاي – 9 / 7








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكرى المؤامرة الدولية... المطالبات بالإفراج عن القائد أوجلان


.. -القائد أوجلان يُعتبر رمزاً للحرية والمقاومة-




.. الناشطة الحقوقية والنسوية ضحى قلال


.. الناشطة ناجية العجمي




.. رئيسة منظمة مساواة دليلة محفوظ