الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايقظت مملكة السويد في ضميري الف سؤال سؤال و...سؤال

ناديه كاظم شبيل

2009 / 7 / 12
حقوق الانسان


عندما دخلت ارض السويد لاول مره وسمعت كلمة الترحيب ( هي ، بفتح الهاء وسكون الياء) مصحوبة بابتسامة رقيقه ، سألت نفسي ان كان هؤلاء بشرا ام ملائكة ، اذ كيف يرحبون بالغرباء بهذه الطريقه الرقيقه وهم يعلمون مقدما ان الغريب سيقاسمهم الارض والعرض وكل شئ نفيس . ولكن ماهي الا اياما قلائل حتى رأيت شيئا مخالفا تماما ، كان هنالك مجموعة من الشباب من كلا الجنسين خرجوا بمظاهرة حاشده ، يهتفون بحماس ، يحيط بهم مجموعة من رجال الشرطه ، ويصفق لهم جمع من المواطنين ، اعجبني الحماس البادي على الوجوه النضره ، وبدأت اصفق لهم انا الاخرى ،ولكن فجأة اقترب مني احد المعارف من العراقيين وسألني عن سبب تصفيقي الحار ، قلت له ضاحكه سرى بي مفعول العدوى ، قال انهم يرفضون وجودك بينهم ، يرفضون دخول الاجانب لارض السويد ، فغرت فمي متعجبه فواصل الرجل بتهكم : استمري لماذا توقفت عن التصفيق ؟احسست بالحرج وعاتبت نفسي وسألتها :حقا لماذا قدمت الى السويد ؟ فهم ليسوا عربا وليسوا مسلمين ، لا يحملون دمي ولا يقاسمونني التاريخ والتراث والوطن ، لماذا والف لماذا .ياحكامنا العرب.......اتيت الى السويد .

رأيت الصليب يرفرف على العلم السويدي في كل مكان ، ثم رأيته معكوفا على الجدران وعلى سقوف مداخل بعض العمارات السكنيه ، سألت عن السر ، فعرفت ان المسيحيه هي الدين الرسمي للدوله ، رغم ان اقل من 20% من السويديين يؤمنون بالله ،رددت في سري 80% لا يؤمنون ؟ ياللهول ! ماالذي اتى بي الى السويد ياعرب ........يا حكام ؟

بكت جارتي الفيليه بكاء يقطع نياط قلبي ، اذ صادرت الدولة اطفالها الخمسه لان احدهم اعترف للمعلمه ان والده هددهم بالسكين ان كرروا سرقة قطع الحلوى من المحلات التجاريه التي عرضتها بطريقة مغرية لم يقاومها حرمانهم الطويل ومعانتهم في دول الجوار المسلمه ايران وتركيا ، فما كان منها الا ان بلغت دائرة الشؤون الاجتماعيه بذلك والتي بدورها حملت تهديده محمل الجد ، فصادرت الاطفال جميعا حتى المولودة حديثا الى جهة مجهوله لمدة خمس سنوات بايامها ولياليها، مما جعل الام تعاني من انهيار عصبي كاد ان يودي بحياتها ، كانت المسكينة تسمع صراخ صغيرتها وتهرع الى سريرها ليلا لتجده فارغا ، ينهمر الحليب من ثدييها فيخيل لها ان ابنتها تتضور جوعا ، فتصرخ وتستغيث ولا من مغيث ، ولم يعودوا للوالده المنكوبه الا بعد وفاة الاب وبعد ان نسوا لغتهم الام تماما قلت في سري : حبذا لو اجرت المعلمه تحقيقا مع الوالدين لتعرف ان هذا التهديد لا يعني شيئا خطيرا وانما هو مااعتاده البسطاء في بلادي في تربية اطفالهم ، حزنت جدا لحزن هذه السيدة البائسه، احتضنت صغاري وتخيلت نفسي مكانها ، انتابني قلق هستيري وسألت نفسي نفس السؤال : ماالذي اتى بك يانفس الى ارض السويد؟

السويد بلد يرفل بالتقدم والحضاره ، كل مافيها جميل ، ولكنه جمال مشوب بالحزن ، فايامها الرماديه طويله والظلام في فصل الشتاء طويل يفوق الاحتمال ، يعاني معظم السكان من الامراض النفسيه التي لانكاد نعرفها في اوطاننا رغم ظلم الحكام والمجتمع ، يهطل الثلج طيلة اشهر الشتاء ، والمطر بقية الفصول ، ولا نرى الشمس الا اياما معدودات ، وعندما تشرق تشرق معها الفرحة في النفوس وتسمع الجميع يردد العبارة الوحيده : الشمس مشرقة هذا الصبح ،انه جو رائع ، رغم ان شمس السويد كضوء الشمعة مقارنة بشمس العراق ، اردد معهم العبارة نفسها وفي سري عبارة اخرى : مالذي رماني في ارض السويد ؟

التقدم التكنولوجي رهيب ، كل شئ لغز محير بالنسبة للقادم من الشرق ، اشعر بالخوف من امور كثيره لم اعهدها في وطني ، اتعثر في بداية التجربه ، اشعر بالصغر ، اتساءل انه شئ كبير لا يطاق ، كل هذه الاجهزه الغريبة المعقده لا توجد في وطني الام ، اشعر بالخيبة والعجز والمرارة واوبخ ضعفي : ماهذا التقدم الرهيب يا مملكة السويد .
طرقت بابي سيدة مسنه ، خلتها جارة سويدية تؤدي واجب الجوار ، سالتني عن لغتي قلت لها العربيه ، اعطتني كتيبا صغيرا ، يحمل الوانا وصورا جميله ، اناس يرفلون بالثياب الجميله ، تعلو البسمة محياهم ، اخرجت كتابا مقدسا وبدأت تقرأ لي وانا استمع ، تكررت الزيارات وانا ارحب وهذا واجبي تجاه الضيف ، في سري ارفضها ولكن لا املك الجرأة للاعلان ، تتنبأ عن اشياء سمعتها في الصغر من امي ، تخرج المرأة فيتولد في داخلي هذا السؤال ترى كيف عرفت امي هذا الكلام : في اخر الزمان ، عندما يظهر صاحب الامر الحجه المنتظر عليه السلام ستسير المرأة في الغابه لاتخشى الاسد ، لان السلام سيعم الجميع حتى الوحوش الضاريه ، يلح علي هذا السؤال : من تراها الصادقه فيهن امي ام شاهدة يهوه التي تنسب الحكاية بعينها ولكن للسيد المسيح ، يعتريني التعب ، تلفني الظلمه من كل مكان : اصرخ في سري : من اتى بي الى ارض السويد ؟

اجلس امام الحاسوب ، افتح النوافذ الممنوعه ، ابدأ بالحوار المتمدن ، ارى الشجرة المحرمة تنثر اغصانها الوارفه على معظم صفحة الحوار ، ابدأ بالتهام الثمرة الشهيه ، كامل النجار ، وفاء سلطان ، فاتن نور ، سيد القمني ، مالوم ابو رغيف ، ابراهيم القبطي ، اسعد اسعد ، وووووأسماء اخر ، اسرع في التهام التفاحة قبل ان يشعر بي احد من ال بيتي ، يقترب مني احدهم ، اشرق بالتفاحة كما شرق الوالد الاول ، انتقد الحوار ، واقسم بأني طلقته ثلاثا لا رجعة فيها ،وفي المساء التالي ،انسى قراري ، وانتظر العدد الجديد بصبر نافذ ، وأفتح النوافذ الممنوعه وفي داخلي يتولد هذا السؤال : هل اورثنا ادم خطيئته حقا وصدقا كما يقال؟

اعطتني السويد كل ماحرمني منه الوطن ، اشكرها من اعماقي ، يتواصل دعائي لها ليل نهار ، دعاءا حارا صادقا : الهي احفظ لنا السويد من كل مكروه ، رغم علمي انني في نظر السويديين لست سويديه رغم وجودي على ارضهم اكثر من خمسة عشر عاما ورغم حصولي على الجنسية السويديه . ولكن اعطيهم كل الحق في ذلك فالسويد ماكانت مملكة السويد لولا السواعد المخلصة من مواطنيها التي كافحت ليل نهار وفي ظروف مناخية مستعصيه لتحول البلد الفقير الذي كان مرض السل متفشيا بين ابنائه بسبب البرد القارس وشحة المحاصيل مما تسبب في هجرة مليون سويدي الى امريكا ، لتحوله الى اغنى دول العالم .

الان لا زالت الحيرة تلفني والاسئلة تتقاذفني : لماذا لم تقدم ايران المسلمه للعراقيين المهجرين الى اراضيها والذين هم من اصل ايراني مثل هذه الخدمات رغم انهم مسلمين ؟ ولماذا اضطروا الى اللجوء الى مملكة السويد التي لا تعترف بالاسلام وتمقت الحجاب لانها تعده رمزا لعبودية وانسحاق المرأه ورغم هذا تتقبلهم لانهم بشر فقط ؟ولماذا عانى العراقيون في البلدان العربية من الذل والجوع مما ادى ببعضهم الى الانتحار خوفا من تبعات الجوع الكافر او احتجاجا على سلب حرياتهم بعزلهم مع وحوش الصحراء على حدود البلدان العربيه التي استقبلتهم قسرا على اراضيها ؟ رغم انها تربطها بهم روابط القومية والدم والدين والتاريخ ؟ وبالرغم من ان العراق كان ولا يزال ملاذا لكل الشرفاء العرب والعجم الذين نفوا او فروا من ظلم حكامهم او جوع اوطانهم.

نعم الحرية في السويد اكبر بكثير مما اعتدنا عليه في بلداننا ، وهذا بحد ذاته يخلق تشويشا في ذهنية الشرقي ، ربما يحاول تجربتها بحذر وتردد ، ولكنه لا يفلح في معظم الاحيان ، فجذوره تشده الى اعماق ارضه ، رغم علمه انها تفتقر الى الانسانية في معظم الاحيان .ولذا يردد بحسرة : مالذي فعلته بي مملكة السويد ؟

احيانا يتمرد الفكر ، يشعر باللاانتماء، يتحرر من سيطرة الدين او العرف او القانون ، يسمو الى الاعالي ، يتخلص من الارض وجاذبيتها ، يتحول الى اله لا يخضع لمشيئة الكون ،بل الكون يخضع لمشيئته ، يرى الحقيقة المغيبه بفعل الخوف من الاخر ، ينظر الى الارض فيشيح عنها بوجهه الى الاعالي ، رائحة الدم بفعل التعصب الديني تنبعث اليه من كل مكان ، فهذا دم القتيل الاول الذي تقبل قربانه لا زال حارا يستصرخ الله ، وهذه دماء الابرياء على ايدي رجال يدعون الانتماء لله من كافة الاديان التي تؤمن به ، لا زالت تنبعث هنا وهناك بغزاره وبلا هوادة او رحمه ، اشيح بوجهي مبتعدة عنها وانادي بوطن جديد تشترك ايدي كل ابنائه ببنائه ، فكافة الاحزاب والقوميات هم ابناء لهذا الوطن العادل الجميل ، ويتردد في داخلي سؤال وقح : اليس القانون العادل اهم من اله ظالم ؟

كان من المفترض بالحكام العرب ان لا يمارسوا التسلط و الدكتاتورية مع شعوبهم وان لا يستعملوا اساليب القمع والاضطهاد في محاربة الاحرار والثوار ، وان يتخلوا عن سيادة الحزب الواحد او الرئيس المفدى ، اساليب الانتخابات المزوره التي تصل الى 99 ،9 % ضحك على من ؟يكفي استغفالا للشعوب المغلوبة على امرها ،المساواة والعدالة بين افراد المجتمع بوجه عام وبين الحاكم والمحكوم يجب ان تكون هي السائده وليس مجتمع ينفرد به الساسة والحكام والملوك الطغاة ، واما الاغلبيه فلهم الله ، المساواة بين المرأة والرجل في كافة الامور يجب ان تقر كي لا يكون المجتمع ذكوريا متسلطا . ان تقطع يد الحاكم السارق قوت شعبه قبل ان تقطع يد الجائع السارق.
الدين اختياريا وليس اجباريا والا لما سمي معتقد ،اختيار شريك او شريكة الحياة ، سفر المرأة دون محرم ، الغاء قانون تعدد الزوجات ، تجريم الاعتداء على النساء من قبل الزوج او او ولي الامر .... احلام واحلام تصل بي الى حد الهلوسه ، فهل الى تحقيقها من سبيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية