الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النووي الإيراني إلى أين؟

اديب طالب

2009 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عندما كان يُسأل الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما، عن النووي الإيراني، كان يقول: موعدنا مع إيران آخر العام، ويقصد 2009. وعندما حاول العدواني العنصري بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في لقائه مع أوباما في البيت الأبيض، أن يقدم "النووي الإيراني" على كل مشكلات العالم، وبالذات على مسارات السلام الفلسطينية والسورية والعربية، مع دولته العبرية العنصرية الباغية منذ ولادتها السيئة الصيت، عندما حاول بيبي ذلك مع أوباما، أصر الأخير على أن المسارات المذكورة هي أولاً، وعلى الملف النووي الإيراني أن ينتظر، وسرت إشاعات صحفية وتسريبات غير مؤكدة من البيت الأبيض، أن ثمة احتمالاً ان تترك إيران وشأنها النووي، حتى ولو امتلكت قدرات تصنيع القنبلة النووية، ولكن شرط عدم تصنيعها، وكل هذا بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحقيقة أن ذاك الترك والتصنيع، سيكون تحت أعين كل أجهزة المخابرات الهامة في العالم، وبالطبع لا علاقة لمخابرات جزر القمر أو موناكو بهذا الموضوع! ركب الجنون الإدارة الإسرائيلية والصحافة العبرية والمجتمع اليهودي، وردد الكتّاب اليهود أن ثمة محرقة نووية إيرانية تهيأ لليهود، دون ان تبقي لهم باقية أو أثراً كما فعل هتلر زمن الهولوكست.
الجديد الآن، ما قاله السيد أوباما، قال في مقابلة مع وكالة "اسوشيتد برس" ان الحكومة الأميركية تخطط لمواجهة احتمال امتلاك إيران سلاحاً نووياً في غضون عام، معتبراً ان قيام إيران بذلك يمكن ان يحفز سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط الذي يسوده العنف، وواصفاً تطوراً كهذا بأنه "كارثة محتملة".
ورأى أوباما ان مواجهة امتلاك إيران سلاحاً نووياً "ليس مسؤولية الولايات المتحدة وحدها ببساطة"، محذراً من ان "الخطر الأكبر ليس فقط ان إيران يمكن ان تهددنا، بل وتهدد حلفاءنا". وإذ شدد على وجوب السماح لإيران بأن تصبح قوة نووية، رأى أن التحدي المقبل سيكون هائلاً.
الجديد الآن، ثمة "مواجهة" ليس لامتلاك إيران للسلاح النووي، وانما لاحتمال امتلاكها!! أما امتلاكها، فهو "كارثة" وإيران "تهددنا وتتهدد حلفاءنا والعالم".
وصل اليهود والإسرائيليون، الى ما أرادوه من السيد أوباما قبل أشهر، وكان يرفضه، أو على الأقل يؤجل الحديث عنه لأواخر 2009 . تطابقت أقوال الرئيس الأميركي لوكالة "اسوشيتد برس" مع أقوال نتنياهو وليبرمان وكل العنصريين الصهاينة، حول النووي الإيراني وخطره على أمن العالم برمته، حتى البدائيين في مجاهل الأمازون!. السؤال الآن، السؤال الراهن: هل سيطيح "احتمال النووي الإيراني" بكل خطط السيد أوباما السلمية في العالم؟ أم سيؤجلها؟ أم أن مواجهة "احتمال النووي الإيراني" هو أول مشاريع أوباما السلمية؟ كان الوعد الأوبامي بالسلام، للمسلمين والعرب والفلسطينيين، في منتصف تموز 2009 أو أواخره، وكانوا قابلين بالبشائر، فما بال الرئيس الأميركي؟ وفي أوائل تموز يقول شيئاً آخر، أم أن الأمر كما قال الشاعر أبو نواس: "قلت: الوعد سيدتي؟ فقالت: كلام الليل يمحوه النهار".
لا أعتقد أن الرئيس الأميركي قد غيّر أو تغيّر، ولا أعتقد أن ثمة ضغطا يهوديا وقع على السيد أوباما، وقد كنا ننتظر العكس.
ثلاثة أمور حصلت أدت الى أن يقول الرئيس الأميركي ما قاله لوكالة "اسوشيتد برس".
الأول: تزوير الانتخابات في إيران، والانتفاضة الخضراء في طهران، إذاً فالسلطة الإيرانية ليست موحدة، والمجتمع الإيراني، الذي كنا نعتبر العقيدة الدينية والسياسية لحمته وسداته، مجتمع قابل للتفكك. الثاني: حدوث الانتخابات اللبنانية وفي وجو من الاستقرار، والأمن والنزاهة، ونجاح قوى الرابع عشر من آذار، وسقوط المشاريع الاستتباعية لجرّ لبنان "انتخابياً" للمحور الإيراني. إذاً فواحد من مشاريع إيران لتصدير "ثورتها"، قد انتهى، رغم أن العمل عليه ومن أجله قد بدأ قبل سبع وعشرين عاماً، وقد كلف المليارات. الثالث: عودة النظام السوري الى نادي الحكام العرب المعتدلين، بعد أن افادته حاسة شمّه السياسية القوية، بالرائحة الكريهة للتزوير النجادي للانتخابات الإيرانية، وبعبق الانتفاضة الخضراء؛ بالطبع لا يعني النظام السوري، لا كراهية الرائحة ولا عبق الانتفاضة، وما يعنيه أن الصفتين الآنفتين تدلان على أن الحائط الإيراني الذي استند ويستند اليه حالياً، ليس على نفس الدرجة من المتانة والتماسك اللذين كان يقدرهما. النظام السوري لم يعلن طلاقه من إيران، ولكن عطر السفير الأميركي يزكم أشد الأنوف ضعفاً، فكيف بأنف النظام الشمّام ببراعة وميكيافلية فائقة؟
مواجهة النظام الإيراني، في حال توقع أو احتمال حصوله على السلاح النووي، أمر مشروع وضروري لأمن وسلام المنطقة والعالم. ولكن هذه المواجهة لن يعيقها ان يبقى السيد أوباما جاداً في مساراته السلمية مع المسلمين والعرب والفلسطينيين، لأن المذكورين يعنيهم سلام المنطقة والعالم أكثر من غيرهم.
لعل أوباما لم يغيّر، أو يتغيّر؟ لعل؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح