الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهمة بايدن الاخيرة

عمران العبيدي

2009 / 7 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


كثيرة هي الاراء التي تحدثت عن مهمة بايدن الاخيرة في العراق، بعدما تم تسليمه الملف السياسي في العراق ، واختلفت التصورات والرؤى حولها ، ولكن الشيء الاكثر رجحانا ان بداية مهمته لم تكن موفقة ولم تخرج بنتائج طيبة .
توقيت الزيارة كان معاكسا للنتائج فالتوقيت كان ناجحا في كل المقاييس ، فقد جاء بعد يومين من بداية انتهاء الانسحاب الامريكي من المدن العراقية كمرحلة اولى ، ولكن الغريب أنه لم يتم استغلال هذا التوقيت الجيد في طرح ملفات تكون فيها وجهات النظر الامريكية والعراقية متقاربة لتكون بداية مهمة بايدن الثانية في العراق موفقة.
بايدن كشخصية يرتبط اسمه بمشروع مايسمى ( تقسيم ) العراق الى ثلاث فدراليات والذي لاقى ردود افعال غير طيبة في حينه من بعض الاطراف العراقية ،( بالرغم من ان الذين قرأوا مسودة مشروع بايدن يذكرون ان بايدن لم يذكر كلمة تقسيم في مشروعة بل كان تفسيرها على انها تقسيم )، وعلى كل حال فأن اسم بايدن مرتبط بذاك الشيء وهذا قد يصعب مهمته في العراق مما يخلق حالة من التوجس من طروحاته مسبقا .
نعتقد ان نائب الرئيس الامريكي جو بايدن لم يوفق في طروحاته الاخيرة بشأن المصالحة ( مع البعثيين ) ، وما ترشح عن قوله بتخلي الامريكان عن العراق في حالة عودة العنف الطائفي ، فذلك استباق غير موفق ، واذا ماحصل اي من هذا التخلي فهو ليس من مصلحة امريكا قبل العراق فهو عنوان لفشل المشروع الامريكي في الشرق الاوسط الجديد ، وعدم نجاح مهمة بايدن بانت من ردود الافعال الرسمية من الحكومة العراقية ، حيث جاء الرفض سريعا وبدون تردد لعملية المصالحة مع البعثيين ، وكان على نائب الرئيس الامريكي الدخول من باب اخرى ، فيها تأكيدات على الشراكة السياسية والاقتصادية بين البلدين ، وتأكيدات الى العمل سوية من اجل تذليل الصعوبات امام العملية الديمقراطية في العراق ، وتقريب وجهات النظر بين الاحزاب السياسية الفاعلة على الساحة العراقية .
الوضع الامني الذي يخشى عليه الامريكان من الانهيار( وهو احد اسباب دعوتهم للمصالحة مع البعثيين ) مازال في حدود الجيد وليس فيه مايدعو لهذا الهلع الكبير بل كل مايحتاجه هو الحذر الشديد ومساعدة امريكية في حل الملفات المهمة العالقة بين الاطراف السياسية والتي يمكن ان تؤدي الى بعض التوترات السياسية ، والدور الامريكي هنا يمكن ان يقتصر على تقريب وجهات النظر وتقديم المشورة لا فرض الاراء الواجبة التنفيذ ، فالدبلوماسية يجب ان تتحلى بنفس طويل .
للامريكان في المرحلة القادمة ملفاتهم الخاصة خارج العراق وعلى مايبدو ان هذه الملفات تتطلب انجاز الملف العراقي ولكن ليس من الصحيح ان يكون ذلك على حساب العراقيين وعملية بناء ديمقراطيتهم الناشئة ، انهاء المكلفات في العراق من قبل الامريكان يجب ان يكون بشكل ايجابي وتدخلاتهم لحل الاشكالات هو الاخر يجب ان يكون كذلك ، فهنالك بعض التدخلات يمكن ان تكون مردوداتها سلبية وان حسنت النوايا ، فالاشياء لاتقاس بالنوايا بل بالنتائج .
كان على الامريكان بدل الضغط بعودة البعثيين للعمل السياسي وهو على مايبدو نزولا عند رغبة بعض دول الجوار ، كان عليهم ، الضغط على تلك الدول للكف عن اثارة الفتن والتدخل في الشأن العراقي واحتضان البعثيين وتصدير القاعديين ، صحيح ان العراق بوضعه الجديد لايلقى قبولا عربيا ، لكنه في نهاية المطاف امر واقع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا