الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة والتنمية ومكتسبات الشمال؟

أحمد الخمسي

2009 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



في العدد السابق من أسبوعية الملاحظ الصادرة شمال المغرب، وضع الزميلان أنس الصوردو ويوسف بلحسن، القراء في الصورة، من زاوية اهتمام المسؤولين الجدد في بلدية تطوان بالقطاع الرياضي. ومن خلال الحوار مع الأستاذة مريمة بوجمعة، عن حزب العدالة والتنمية، أخذ القراء فكرة عن برنامج الحزب عبر لجنة الموارد البشرية والخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية.
وعلى ذكر الخدمات الثقافية ضمن اللجنة المذكورة، سبق للنائب البرلماني الأستاذ الأمين بوخبزة، أن أصدر فتاوي وفقرات جارحة في حق ضيوف المغرب بتطوان عندما استضاف الإخوة في أصدقاء السينما الفنانات والفنانين في ميدان الفن السابع. علما أن البوح في حق أحد أقوى التعبيرات الفنية المعاصرة، وبالضبط من موقع تطوان، حيث معاهد ومتاحف وقاعات عرض فاخرة ضمن تركة البنية التحتية للعاصمة الخليفية، البوح بالكلام الجارح في حق السينما، قد يعطي إشارات مخلة بالتوجه المستقبلي للاندماج في الحركية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمناطق الشمالية.
إن الحديث الإيديولوجي زمن البعد عن تسيير البلدية قد يوفر حطبا سهلا للسجال قصد توفير التدفئة الشعبوية بين الفينة والفينة. لكن، التسيير البلدي، يعني الحفاظ على مكتسبات السكان ولا يترك للمسؤول الحزبي أية فجوة أو مسافة مع حاجيات السكان. فتطوان مثقفة فنانة مبدعة في التشكيل والموسيقى الأندلسية والعصرية، بالريفية والعربية والعبرية والإسبانية والفرنسية.
ومن باب الاختبار للبلدية أن تحافظ على المكتسبات. ثم تفكر في التطوير وتوسيع الآفاق للأنشطة المكتسبة. فنحن أمام مهرجانات السينما والعود والغناء النسائي. وقد فعل المسؤولون البلديون خيرا عندما تولت الأستاذة مريمة مسؤولية اللجنة المعنية. وبالتالي، يقتضي من الرئيس الأستاذ ادعمار، القيام بجهد تعبوي لكي تنقشع الصورة المضببة والتي تحمل فيها العيب السلبي بعض مسؤولي الحزب في السابق. لأن للمهرجانات المذكورة ميزانيات وأنصار ومحبين ومعجبين وغيورين على الفنون وعلى مدينة تطوان والشمال بما أنه محتضنا لمهرجانات مهمة كالتي ذكرنا.
إن المهمة التنويرية المطلوبة ليست ترفا. ولا افتعالا لقضية. بل الأمر يتعلق بأطراف متعددة. كل واحد منها له فكرة مغايرة عن الثاني بصدد دور حزب العدالة والتنمية في التحديث والدمقرطة. له أو عليه.
والأمر أكبر من مجرد الحديث عن مدينة تطوان بعينها. بل عندنا الآن حزب العدالة والتنمية في نقط حضرية بالشمال الغربي، تبدأ من شفشاون وتصل العرائش...
في المقابل، يحتضن المجتمع المغربي والإدارة العمومية أكثر من تيار متخوف. بصدد الإعمال الذاتي للتدين في صلب التدبير التقني للحياة. مما يلخبط الاتجاه العام لمختلف القطاعات، فيؤثر على البرامج والميزانيات والاستعدادات. بل يحطم النفسيات عندما يتحول هذا الارتباك إلى فقدان مناصب مالية ويصيب اليأس ذوي المنافع المباشرة. فيكفي أن نراجع الناس في درجات الإحباط الذي تركته الانتخابات المحلية نفسها، بسبب السعار الذي أصاب أغلب الناخبين الكبار للسيطرة على مواقع الريع والمنافع.
ثم الحال يتعلق بحزب معارض يواجه الصعوبات الجمة مع أطراف غير قليلة من بين القوى السياسية وأطراف أساسية في القوى المحسوبة على الدولة. بحيث ستؤدي المدن الشمالية الثمن إذا ما استسهل مسؤولو الحزب الأخطاء في تنفيذ السياسات العمومية. ناهيكم عن بعض التقنوقراط أو الخصوم السياسيين الذين قد لا يتورعون عن استعمال منطق "أنا ومن بعدي الطوفان" من اليائسين الذين تسبقهم ألسنتهم للبوح بما في قلوبهم من حقد رغم "حذقهم".
هناك مهرجانات الشعر والموسيقى الأندلسية والموسيقى الحديثة بشفشاون. وهناك مهرجان القيثارة بالعرائش. ولا يمكن دخول مناطق الإقبال على الحياة والمرح بالانزلاق نحو العبوس والدروشة والتكهرب النفسي والاكتئاب ليعمم رسميا باسم تغيير التوجه السياسي البلدي.
ويكفي القطاعات المختلفة قرفا فيما ينزل فوق رأسها من أخبار الكمد. فترى الناس يأكلون بعضهم بعضا. مما سيدفع الناس والمكلفين بإنتاج مختلف ما يستهلك إلى نفسية الحقد. والحال أنهم وهم يتعبون للحفاظ على مداخيلهم النقدية، تزيدهم الظرفية السياسية المحيطة بالعمل البلدي نكدا على نكد. إننا لا نريد أن يعاد سيناريو مكناس بتطوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام