الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزيج غير متجانس خلق شخصية عالمية (ادوارد سعيد فلسطيني الهوية عالمي الفكر)

ميساء ابو غنام

2009 / 7 / 15
سيرة ذاتية


كيف يلعب المزيج غير المتجانس لشخصية في الكشف عن انسان قادر لا يستهان به،فيصبح هذا الانسان قادرا على اثراء الموسوعة العلمية بالعديد من المؤلفات التي ترجمت للغات عالمية،فكان الناقد والباحث والكاتب والموسيقي.
التسامح في فكر ادوارد سعيد،مفهوم فضفاض جسد شخصية ثابتة،ادوارد سعيد الانسان والمثقف والسياسي عنوان لكتاب صدر عن مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان في رام الله لمؤلفه علي خليل حمد بمئة وخمس وخمسون صفحة..
ادوارد سعيد الانسان.......ولد سعيد في القدس ،تلك المدينة التي يحدث عنها ذكرياته لطفولة هيمن عليها الكبح الجسدي والبيئي،حيث كان مجال لعبه فيها محدد بالمساحة التي يتيحها منزله(عائلته ال سعيد)في حي الطالبية العربي،بسبب وضعه الصحي والوضع الامني،تعلم في مدرسة سان جورج حتى النكبة عام 1948،ثم انتقل الى القاهرة ومدارسها،وهنا بدأت تتطور شخصيته من حيث الصقل والبناء،حتى انه في وقت فراغه كان يتوجه الى الاندية الاجنبية او المسرح او السينما او دار الاوبرا،ويصف نفسه انه كان ناصريا لوقت من الاوقات.
واعتاد سعيد ومنذ ومنذ عام 1943 التوجه الى لبنان طوال27 صيفا،في قرية الشوير وهي قرية مسيحية،الا انها امتازت بالتعصب ضد الاسلام والعروبة خصوصا من قبل اقارب امه ال بدر.
كان والده وليم وديع سعيد المقدسي،وهو رجل اعمال ناجحا وكان مثالا نموذجيا لطبقة التجال الكمبرادور العربية المتغربنة،المتماهية مع الثقافة الاجنبية،وسمى ابنه ادوارد بهذا الاسم اقتداء بالملك الانجليزي ادوارد،بالاضافة الى اسماء بناته ايضا لم تكن عربية،وفي البيت كان سلوكه غربيا واثاث البيت وتجهيزاته كذلك،الا ان ورغم ذلك كان بطريركيا (ابوي السلطة)في علاقته بأبنائه وزوجته خصوصا مع ادوارد الذي كان يعامله بشدة وصرامة وقسوة،واشار ادوارد لذلك في كتابه خارج المكان.
والدته هيلدا الناصرية،كان لها دورا كبيرا ومزدوجا في ظل هذه الاسرة البطريركية الشرقية،ام مضطهدة ولا تشارك في قرارات الاسرة في ظل اسرة متغربنة لديها بعض التعويضات المادية والثقافية ،تخرجت والدته من كلية بيروت وتزوجت والده بعمر 18 سنة على الرغم من ان والده كان بعمر 40 سنة،فقد كانت هيلدا من اسرة فقيرة واقرب الى العرب،لم يكن لديها اي انتماء لامريكا وكانت تتقن اللغة العربية الفصحى،فضلا عن الانجليزية السائدة،ومع الاتجاه العربي الناصري،الا انه وبخلاف والده كانت مشاعرها متزنة تجاه ولدها وصريحة وعطوفة عليه.
درس ادوارد سعيد بمدارس اجنبية في مصر،ثم انتقل الى مدرسة ماونت هرمون في ولاية ماساشوسيتس في امريكا،وهي مدرسة وصفها بالداخلية وشعر بها بالغربة وبعيدا عن اللغة العربية،واستطاع التفوق على زملائه ،وبعدها انتقل الى جامعة برنستون ومن ثم الى هارفارد التي احب بها فتاة قطعت علاقته بها بعد تخرجه وزواجه من زوجته الاولى وعمل بجامعة كولومبيا.
استطاع سعيد بابداع التحدث باسم الاسلام،وحلل الخطاب الغربي وفسره في كتابه الاستشراق،وركزت التغطية على الخطابين الانجليزي والفرنسية حسب درجة الصلة لكلا الدولتين بالعالم العربي والاسلامي،ثم تابعت كتاباته حول الاستشراق الامريكي عام 1978وفي كتابه قضية فلسطين عام 1979 ومقالته الاسلام في عيون غربية وتغطية الاسلام،وكان الشئ الحاضر في تغطيته الغرب للاسلام هو الامبريالية.
وهنا يشير سعيد الى ان الشعور الاوروبي تجاه الاسلام هو الخوف والتهديد،وهنا تحدث ميخائيل زيليخ ان سعيد بكتاباته حول الاسلام فتح مجالات غير مستكشفة في الاعلام الغربي حيث شمل كتابه تغطية الاسلام على الاسلام في الاخبار وقصة ايران والمعرفة والسلطة.
بالاضافة الى ذلك عالج ادوراد سعيدنشوء الاصوليات في العالم العربي وعزا سبب صعودها في الجزائر ومصر والاردن كمثال الى فشل الحركات التحديثية اللادينية التي وصلت الى السلطة بعد الحرب العالمية الثانية كردة فعل على الامبريالية ،وشعور سكان هذه البلدان بأن حكوماتهم للغرب كما فعل السادات بمصر وسيادة نموذج الامن القومي المتأثر بوجود اسرائيل كقوة اقليمية.
وبالنسبة للارهاب اعتبره سعيد انه وليد والابن الشرعي للفقر واليأس والشعور بالضعف،بالاضافة الى انه نتيجة ضعف وعي المجتمع العربي بحقائق الماضي والتاريخ مما ادى الى تدني الفكر التاريخي والفلسفي والاخلاقي.
بالنسبة للقضية الفلسطينية،فقد شغلت حيزا كبيرا من تفكيره وبقيت هاجسه الفكري الاكبر حتى اخر ايامه ،وقد عاش القضية فكرا وممارسة في تشريده عن القدس عام 1948 وصلته الوثيقة بمنظمة التحرير الفلسطينية واشكاليته مع السلطة الوطنية الفلسطينية وسجالاته مع اعداء القضية من صهاينة ومتصهينين حتى اطلقوا عليه فيلسوف الارهاب.
لقد اختار سعيد حلا للقضية الفلسطينية من منظوره الخاص،وارتضى بحل الدولتين الا انه لم يتفق مع حل اوسلو،حيث اقترح دولة ثنائية القومية بشرط ان يتم الحل بالطرق السلمية وبرضى الطرفين وتوسيع الوعي العالمي بالقضية ومعاناة الفلسطينين فيها.ويعتبر ان بقاء الوضع الحالي به اجحاف بحق الفلسطينين وبخاصة اللاجئين ،ويرى ان الحل النهائي هو قيام دولة علمانية ديمقراطية ثنائية القوميةفي فلسطين التاريخية التي يتمتع فيها جميع المواطنين بحقوق متساوية،بصرف النظر عن الدين سواء الاسلام او المسيحية او اليهودية.
اتفق ادوارد سعيد مع فولتير في مقولته "انني اختلف معك في الرأي،ولكنني مستعد للدفاع حتى الموت عن حريتك في التعبير عن رأيك".وبهذا الاتجاه اعلن سعيد علمانيته وتسامحه الا انه ورغم ذلك يقف موقفا حازما مع الاسلام وكشف عن التحيزات في الخطاب الغربي ضد الاسلام ،وابرز العلاقات الطبيعية بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين،وكذلك في التاريخ العربي الاسلامي،وهي مختلفة عما يروج به بالغرب.اما بالنسبة للاصوليات المتشددة والتي تنادي بالعنف يرفضها سعيد وفي الوقت نفسه يفضح التعصب على الاسلام في هذا الشأن.
وهنا اشار ادوارد سعيد بوضوح حول مقالة هنتجتون (صراع الحضارات)والتي عنوانها مقتبس من مقال لبرنارد لويس وان اكثرها يركز على الاسلام كعدو للغرب،ويبرز دور الايدلوجيا في تسخير الدين لخدمة اصحاب المصالح في امريكا.
وقد اشار الكتاب في نهايته على رفاق الثقافة لدى ادوارد سعيد ،حيث اعتبر سعيد خصائص المثقف المحبب لديه هو الاغتراب واللاانتماء (التعالي على العصبيات)ومناصرة الحق في مقابل القوة ،ومن المثقفين المحببين لديه جوزيف كونراد وجامباتستافيكو وثيودور ادورونو زانطونيو غرامشي وايمي سيزير وفرانزفانون وجورج لوكاتش واريك اويرباخ واسرائيل شاحاك ونوعام تشومسكيومشيل فوكو ومحمود درويش والبير كامو و في اس نايبول وبرنارد لويس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ???????????
زويا صقر ( 2009 / 7 / 15 - 08:07 )
حبيبتي مقالك متخبط وضعيف ، جاء في مقالك التالي
وهنا يشير سعيد الى ان الشعور الاوروبي تجاه الاسلام هو الخوف والتهديد،
بالطبع سيخاف الاوروبيون من الاسلام لانه دين عنصري يحبذ القتل والعنف ضد كل من هو غير مسلم ، أعتقد بأن عليك الرجوع للقرآن لدراسة آيات التحقير والقتال والكره ضد الاخر كي تتعرفي على الخطر الاسلامي الذي يهدد العالم اجمع واولهم انت كي تعرفي مدة خطورة هذا الدين على اوروبا وغيرها، كفاك تجميلا في قبح الاسلام


2 - التشدد والعنف من طبيعة الإسلام
صلاح يوسف ( 2009 / 7 / 15 - 08:45 )
لم يعرف عن إدوارد سعيد أنه قد درس الإسلام ولم يعيش سعيد ليرى أفعال الإسلاميين في العراق ومشاهد قتل المدنيين بالمئات. المثقف يجب أن يكون له رأيه الخاص بناء على مشاهداته وأن لا يكون مكرراً أو ناقلاً فقط.


3 - عزيزتي
زويا صقر ( 2009 / 7 / 15 - 10:24 )
نتمنى ان نقرأ لك مقالا عقلانيا عن الاسلام في الايام القادمة ، ونتمنى ان تكوني ناقدا لهذا الدين كأمرأة انتقص الاسلام من عقلك ، ونود ان نعرف وجهة نظرك عن الاسلام واخلاقياته . تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد