الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصيان المدني وثقافة اللاعنف

سامي فودة

2009 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


إذا تطرقنا إلى تنفيذ مسألة العصيان المدني فإنها سوف تقلق البعض وتزعج الآخرين لأن حروف هذه الكلمة لها مدلولات وتحمل في معانيها لغة التمرد على الواقع السئ السلبي الغير قادر على تحقيق ما يتطلع له المواطن بالمجتمع .فإن مفهوم العصيان المدني هو بكل بساطة ممكن أن تعصي فيه القانون وتطيعه في آن واحد لهذا نقول إن سياسة مفهوم العصيان المدني هي من أرقى أنواع صور التمرد السلمي وذلك من خلال ممارسة الاحتجاج والرفض والمقاومة لكل ما هو سلبي وموجود في سياسة الحكومة وهذا يتم بشكل راقي ومتحضر عند الشعوب المتعلمة فإن العصيان المدني له صور متعددة وعديدة منها على سبيل المثال لا الحصر هي أن تخرج قوة معارضة من أبناء المجتمع بشكل جماعي وفي أوقات محددة بشأن إجبار السلطات الحاكمة على الانصياع لمطالب المحتجين..كما وأيضا عصيان الموظفين ورفضهم للذهاب إلى دوائر الدولة وكذلك امتناع سائقي السيارات العامة والخاصة ومحطات الوقود وسيارات الأجرة والمدارس والجامعات والمصانع والمعاهد و إغلاق كل الأسواق والمحلات التجارية والأفران في داخل المدن وخارجها..وممكن أن يخرج العاصون ويجلسون في الشوارع الكبرى وعلى أرصفتها وفي وسطها، ولكن بصمت تام وكثيراً ما يلجئون المعتصمون إلى سياسة ارتداء الملابس السوداء أو الحمراء أو البيضاء تعبيرا منهم عن غضبهم الشديد اتجاه سياسة الحكومة ويتخلل هذا العصيان المدني طابع الهدوء والالتزام بعيداً عن صور العنف إطلاقا لهذا يتوجب على كل ممارس من حقه ممارسة سياسة العصيان المدني السلمي أن يكون على قدر كبير من تحمل المسؤولية من ضبط النفس وإلزام نفسه بالهدوء والالتزام العقلي والاتزان النفسي حتى يتحقق ذلك الهدف الذي يصبوا إلى تحقيقه فقد يتعرض المتظاهر إلى احتكاك مع رجال الشرطة ويلقون القبض عليه ويفضل في هذه الحالة من المتظاهر سلميا أن يكون مطيعا لهم تماما .والابتسامة مرسومة على وجهه بشكل دائم ..حتى لو تعرض للذم والشتم والمعاملة السيئة من قبلهم عليه أن يجادلهم بالتي هي أحسن أو يسكت عن مناقشتهم في كل صغيرة وكبيرة لأن السكوت أحيانا أبلغ من الكلام وعليه أن يدرك تماما إذا قامت رجال الشرطة واقتادته إلى مراكز الشرطة أو أحد معتقلاتها لا يقاومهم لان مسألة المقاومة هنا تسمي عنف والعنف ينافي جوهر حالة العصيان المدني السلمي. فالعصيان المدني الفكرة منه هو أن يعاهد دائما ممارس هذه السياسة عدم ممارسة ثقافة اللاعنف مع ذاته قبل كل شئ ومراعاة ضميره ووطنه وأن يكون رجلا على قدر كبير من تحمل المسؤولية كاملة وبمفرده وكأنه هو وحده الموجود في ساحة الميدان ولابد منه على إقناع الآخرين بعدالة قضيته..فمن منا لا يذكر غاندي البطل المناضل الذي كان هو السباق في انتهاج سياسة العصيان المدني السلمي كوسيلة لتحدي القوانين الجائرة في عهد الانتداب البريطاني وقد جاء بعده السيد مارتن لوثر كينج فقد عمل على خطأ غاندي مبتكرا منه أسلوب المسيرة والجلوس والاحتجاج لخلق حالة من الإرباك وتأزيم الموقف وإرغام الحكومات والأنظمة من اجل إتاحة الفرصة لهم ومناقشة مطالبهم مع الحكومة القائمة لتحقيقها. وحتى ينجح العصيان المدني لابد أن يتحول العصيان إلى حركة حقوقية شعبية احتجاجية مع التأكيد على هذه المبادئ ذات القيمة العلمية والضرورية تفعيلها من اجل مواصلة العصيان المدني بشكل سلمي و يدل على حضارة وثقافة هذا الشعب المتحضر..

1- إن العصيان المدني هو حق طبيعي مشروع كفلته كل المواثيق الدولية للدفاع عن حقوق الشعب عند مطالبته بحقوقه والتي لا يمكن أبداً التنازل عنه بأي صورة من الصور .
2-من أجل تطبيق فكرة سياسة العصيان المدني وإنجاحه لابد من الإعداد له بشكل علمي وتعميمه من خلال نشر ثقافة اللاعنف في المجتمع بين كافة فئات الشعب .
3-فكرة العصيان المدني التي تمارس من قبل ممارسيها ما هي إلى وسيلة حضارية راقية من وسائل التحول السياسي والمعارضة في البلاد الغربية والإسلامية والعربية.
4-من الضروري الاستفادة من النهضة العلمية المتمثلة بثورة التكنولوجيا الانترنت لأنها الوسيلة الأسرع والأنجع في توفير الوقت والجهد في وتعميم أساليب العصيان المدني والوقوف إلى جانب الشعوب المقهورة ودعمها عبر نشر قضاياها وأهدافها الإنسانية .
5 -تثقيف وتوعية المواطن العربي بشأن أهمية العصيان المدني السلمي كوسيلة من وسائل المطالبة بحقوقه المشروعة وتكيفها مع حالة العصيان المدني وإخراجها من اللامبالاة والخوف والتقوقع على الذات
6- من الضروري أن تتفهم السلطات الحاكمة لأهداف العصيان المدني وأخذها بعين الاعتبار
والتأكيد على تحقيقها من أجل احتواء حالة التخريب والعنف والفوضى الناجمة عن الاحتقانات الغوغائية وحماية مصالح البلد.
7 - أن يجعل من العصيان المدني في المجتمع هو الأسلوب الأوحد في ممارسة المعارضة مع ضرورة الاحتفاظ بالمواثيق التي تكفل العصيان المدني وتمنع أسلوب الضرب والقمع في التجمعات السلمية .
8-التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني بتدريس الأسلوب وتعميمه على كافة فئات المجتمع حتى يتحول قوة المجتمع من حالة الاحتقانات الداخلية و النفسية إلى قوة ايجابية بعيدة عن التخريب والعنف السلبي.
9- تحديد الوقت المناسب والحاسم عند الحملات الانتخابية والأزمات الجماهيرية والاستفتاءات
حيث أن الكثرة العددية تعطي صفة الشرعية والعكس كذلك حيث أن الامتناع أو القلة العددية تسلبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما دلالات إطلاق فصائل المقاومة صواريخ من الشمال تجاه غلاف غز


.. اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على سيدات بالبلدة القديمة في




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة سقوط قذيفة قرب منزل شمال إسرائيل


.. مشهد تمثيلي يجسد ما يحدث في غزة بأيرلندا




.. إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20% في منشأة فوردو جن