الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وللتراب ملف ايضا ؟

كاظم الحسن

2009 / 7 / 12
كتابات ساخرة


اذا كا ن الغبا ر قد علا الملفات الكثيرة التي رحلت الى اجل غير مسمى او مسمى على غير الاسم او الزمن المتفق عليه ، فأن الغبار او التراب صا ر ملفا ايضا يندرج مع باقي الملفات التي سوف تكون اسعد حالا مع انطمارها بالترب !
لا سيما ان طريق المواطن لن يكون سالكا مع التراب الذي اخذ يملأ الفضاء ويزحف ا لى المنازل والغرف
واصبح ضيف الصيف الثقيل و لن يغادرالد يا ر التي اصبحت مرتعا للتصحر وهكذا نحن من ارض خضراء
واحدائق غناء تطرب الاطيار وتخطف الابصار الى ارض يكاد ان يهجرها الله .
في زمن ماقبل التغيير ، كان مشروع الحزام الخضر الذي تحدثت الصحافة عنه كثيرا ، وقيل انه سوف يحجب
الغبار والتراب عن بغداد وبعدها اخذنا نسمع عن اقتلاع الاشجار في الدجيل والبصرة وتجفيف الهوار ، هذه
المسطحات المائية التي كانت مصدر عيش لمئات من العوائل ومن المعالم الفريدة من نوعها تعيش فيها مختلف
الكائنات البحرية والبرية الى جانب الطيور المتنوعة القادمة من اقاصي العالم .

وكان لرماد الحروب واحزمتها الدخانية حصة ايضا في تلويث الجو بعد حرق الابارالكويتية وانتشار سحب الدخان فوق عموم العراق وقبيل رحيل نظام الازمات كان اعد خطة تشتمل على احاطة العاصمة بحزام من النفط الاسود ، يقوم باشعا له عند حدوث غارات جوية من قبل قوات التحالف ، وذلك للتشويش وحجب الرؤية عن الطيارين الذين يمتلكون احدث التقنيات وهذا كان سلاحه السري الذي طالما شغل به الخبراء العسكريين !

وهكذا استبد لت اشجارالنخيل بالالغام وعلى عدد نفوس العراق لتبدأ رحلت الاحزمة الناسفة وبذلك اصبحنا نتعايش مع ادوات الموت . ان توطين النفس على تقبل المحن والكوارث والازمات والتعايش معها على انها قدر تاريخي، والتسلح بآليات دفاعية لتفادي حدوث انفجار اجتماعي محتمل بسبب تلاحق هذه المصائب الحبلى بعجائب الزمن، يعطي شرعية للفساد والظلم والاستغلال وكل ما هو خارج طاقة الانسان واحتماله ويجعله متماهيا مع الحالات البالغة السوء ما يؤثر على مجمل نشاط حياته ويجعله ريشة في مهب الريح.
وعموم الناس ترى ما يحدث لها من ازمات عاصفة لم تهدأ يوما ما، امتحانا لقدراتها على الصبر والمطاولة والايمان. والبعض الاخر يرى حتى في الامتحانات، توجد عطلة رأس السنة، نصف السنة، وفي مباريات كرة القدم استراحة ما بين الشوطين، وفي الازمات التي تحدث بين العشائر هنالك ما يسمى بـ(العطوة)، وحتى الحروب توجد فيها فترات من الهدنة.

فلماذا نحن نشذ عن ذلك والمصائب تتوالى علينا وكمال يقال في الكلام الدارج (فوكَه فوكَه)!

وقد تكون ابيات الشعر في قصيدة كاظم الحجاج جدارية النهرين اقرب في توصيف المشهد العراقي: اقسم بالزيتون والتين اني لا عجب من عمري رغم ثلاث حروب

كيف تعديت الستين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال