الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترويح وفوائده والفراغ ومساوئه

عزام يونس الحملاوي

2009 / 7 / 12
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يعتبر الفراغ أحد المشاكل التي تواجه شعبنا بمختلف شرائحه, وتزداد هذه المشكلة مع بداية الإجازة الصيفية, حيث يبدأ ولي الأمر بالتفكير للترويح عن الزوجة والأولاد بعد انقضاء عام دراسي شاق ومضني, ومن هنا كان من الضروري أن نوضح قضيتين هامتين هما "الترويح ومفهومه والفراغ وهمومه". وتعتبر هاتين المشكلتين من المشكلات الهامة, وخاصة للشباب في مرحلة المراهقة, حيث يعتبر الفراغ مضرة إذا لم يتم شغله بما هو مفيد ونافع, ولأنه سيوصل شبابنا إلى الفساد والشر. لذلك فان الترويح يصبح ضرورة لأنه يزيل التعب, ويهذب الأخلاق, ويساعد علي بناء شخصية الشاب ,ويفتح أمامه أفاقا من العلم والعمل, ويعمل علي زيادة طاقاته وإنتاجه. وليس التجول في الطرقات والأسواق, ومعاكسة الفتيات, والجلوس علي المقاهي, والذهاب للبحر يوميا منذ الصباح والعودة للبيت في ساعات متأخرة ترويحا عن النفس كما يعتبره البعض, والترويح الزائد يذيب شخصية الإنسان وسلوكياته, ويوسع من دائرة الخطر والضرر . لذلك فالترويح عن النفس يجب أن يكون محسوبا حتى لايؤثر علي الأعمال والواجبات الأخرى, لأن عمر الإنسان أهم من أن يضيع بين اللعب واللهو. وقد أشارت تقارير خبراء علم النفس أن نسبة الجرائم والمشكلات الأخلاقية تبلغ ذروتها أثناء وقت الفراغ, ومما يزيد الأمر خطورة وسائل العصر الحديثة التي تغري الشباب, وتهدر وقتهم, وتفتح أفاق الفساد والشر لهم. وحتى لايسيطر الفراغ علي نفوس وعقول أبنائنا ,ويؤثر عليهم بشكل غير صحيح ,فمن الواجب علينا مساعدتهم في ملء أوقات فراغهم في أشياء تعود عليهم بالنفع والفائدة, مثل أداء العبادات ,والقراءة ,وتوجيههم للمشاركة في المعسكرات الصيفية المفيدة, وليست الصفراء التي تغذي عقولهم بأشياء مشوهة ,والتوجه إلي النوادي الرياضية, والمشاركة في المسابقات الثقافية, والرياضية , والندوات, والدروس التعليمية المختلفة, وزيارة المكتبات, والأهل والأصدقاء. إن تنظيم وقت الفراغ لأبنائنا مهم لصحة الفرد بشكل عام, لذلك ينصح الكثير من الأطباء والمحللين النفسيين الاستعانة بالنشاط الترويحي, وممارسة الهوايات, والفنون ,وهذا يساعد علي إشباع العديد من الحاجات لدي الفرد, ومن هذه الحاجات التي يمكن إشباعها في وقت الفراغ:
1- الحاجات الجسمية: وهي تساعد الإنسان علي التخلص من الضغط والتوتر, وتنشيط الدورة الدموية من خلال ممارسة الرياضة والحركة .
2- الحاجة الاجتماعية: يشعر الإنسان بالمتعة والراحة بتواصله مع الآخرين, وذلك من خلال الأنشطة الترويحية التي يمارسها, وهذا يساعد الشباب علي السير نحو النضج الاجتماعي, كما أن حبه لهوايته يجعله يظهر بصورة حسنة في أثناء تبادل الآراء والأفكار مع غيره ,ويرفع من قيمته عند الآخرين من خلال نجاحاته مما يكسبه الثقة بالنفس.
3- الحاجة المعرفية: وهذا يأتي من خلال ممارسة الشباب لهواياتهم, حيث تكسبهم معلومات ومعرفة جديدة, بالإضافة لمساعدته في تحقيق أهدافه العملية في الحياة .
4- الحالات الانفعالية: إن تحقيق الانجاز والتفوق في الهواية يدخل السرور والارتياح إلي نفس الشاب, ويساعده علي إعادة التوازن إلي نفسه .
إن الشعب الذي يستطيع أن يحافظ علي شبابه ,ويملأ أوقات فراغهم في الأشياء المفيدة, يستطيع أن يرتقي علي سلم التقدم والحضارة, ويكون قادرا علي فهم الحياة وبلوغ أهدافه, أما الشعب الذي تتسم ثقافته باللعب واللهو وإضاعة الوقت, فسيظل متأخرا وتابعا وذليلا لغيره, وفي مؤخرة الركب ولا وزن له . من المهم أن يأخذ كل منا دوره لكي نستطيع الإمساك بشبابنا, وتوجيههم بشكل سليم حتى يستفيدوا من أوقات فراغهم بما يعود عليهم ومجتمعهم بالنفع والفائدة. ومن المفترض قبل نهاية العام الدراسي أن تشكل لجنة تنسيق بين التعليم ,والمؤسسات الغير حكومية ,والدولة, والإعلام, لوضع برنامج كامل وشامل لشبابنا حتى نستطيع أن نتجاوز هذه المشكلة ويستفيد شبابنا, وهذا سيعم علي مجتمعنا بالنفع والفائدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل