الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن مروى الشربيني أماً وليست ضحية للحجاب

منهل السراج

2009 / 7 / 13
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


مروى في الحادية والثلاثين تعمل صيدلانية في معهد ماكس بلانك في مدينة درسدن، أم لطفل في الثالثة وحامل في شهرها الثالث، طعنت حتى الموت في قاعة محكمة في ولاية سكسونيا في ألمانيا.
لم تًقتل مروى الشربيني لأنها ارتدت الحجاب، قتلت لأنها لم تسكت على حقها حين نعتها رجل في حديقة لعب الأطفال بالإرهابية. بالطبع لم تكن تعلم أنها سوف تدفع حياتها ثمن الدفاع عن حقها. هجم الرجل عليها في قاعة المحكمة التي من المفترض أن تحاكمه على شتيمته وإهانته لها، طعنها بوحشية وهو يقول إنها لا تستحق الحياة، حدث المشهد بالكامل أمام نظر ابنها، عمره ثلاث سنوات فقط، شاهد ابن الثالثة أمه تطعن حتى الموت وشاهد أباه يطعن ويطلق عليه الرصاص ويُنقل إلى العناية المشددة بين الحياة والموت.
حمل الولد الآن وزر أن أمه قُتلت، ببساطة لأنها لبّت رغبته بركوب الأرجوحة.
كانت مروى قي حديقة الأطفال حين رفض الرجل ترك الأرجوحة لابنها. لو لم تطلب الأرجوحة لابنها، ما قتلت، لكنها فعلت لأن الأرجوحة من حق ابن الثالثة.
حرصت بعض وسائل الإعلام على القول عن الرجل القاتل، إنه ذو ملامح مهذبة..!
ياسبحان الله، وكيف هي ملامح مروى؟
ليس الحجاب فقط هو سبب النعت بالإرهاب، إنما، تلك الملامح الشرقية، الملامح التي تثير كل مشاعر السادية والعنجهية. أمر التمييز هذا يقلع العين كل يوم في أماكن عديدة وعادية ويرتادها كل الناس، حديقة الأطفال وروضاتهم وفي المدارس والبلديات والمقاهي والساحات وأماكن العمل.. أنت تأتي بملامح من تلك البلاد فأنت مكروه من كثيرين، ومثير للامتعاض من كثيرين، ومستغَل من كثيرين، ومرفوض جملة وتفصيلاً من كثيرين. والأنكى من ذلك أن كثيرين لايظهرون هذا، إذ لكثيرين مثل قاتل مروى ملامح مهذبة. الغريب بالأمر أن البشرة السوداء لاتقابل بهذه الكراهية، كما تقابل تلك الملامح التي تنبئ بأن القادم أتى من بلاد يُروّج في الإعلام أنها تربي خلايا الإرهاب.
قتلت مروى، ولم تنل حادثة قتلها بين قراء الصحف والمعلقين، الوقع الذي تناله من قتلت لجشعها أو صاحبت مسؤولاً فاسداً أو كانت ابنة فنانة مشهورة.. لو أنها فقط ارتكبت فضيحة لأثارت الناس قليلاً وجعلتهم يهبون للدفاع عن روحها وليس عن الحجاب كرمز حملوها إياه، لو أن الأمر كان هكذا، لحصل ابنها على حقه من اهتمام الناس بقضية أمه كأم وإنسان. لكن القضية لاتدعو للتسلية، فالقتيلة امرأة جادة، تدرس وتعمل في الصيدلة تعتني بابنها وتنتظر مولودا جديداً، شامخة ولاتسكت على حقها، غطاء رأسها لم يجعل منها إنسانة ذليلة أو مستكينة، مايطلق على المرأة المحجبة. فماالذي يحتاجه مجتمعنا من المرأة غير هذا!
يطالبون بإنزال أقصى العقوبات بالرجل الذي هجم عليها وقام بتلك الجريمة الوحشية، ولم ينتبه أحد أن إنزال أشد العقوبات لن يفيد بإزالة هذه الكراهية "للأجنبي الإرهابي الذي قتل الأمريكيين ذوي الدم عالي القيمة".
القضية تحولت إلى دفاع عن الحجاب من الشعب المصري، ضحية الحجاب، ودفاع عن النفس من قبل الحكومة الألمانية أنها ليست ضد ارتداء الحجاب، من دون التطرق إلى فظاعة قتل أم لأنها فقط تدافع عن حق ابنها بالأرجوحة، وسهولة حدوث هذا، وإمكانية تكراره. لم تحمل مروى سلاحاً ولم تهدد ولم ترهب أحداً. كانت في حديقة أطفال تسلي ابنها وتلاعبه، لكنها مسلمة وتفضل غطاء الرأس، ولأنها تتقن اللغة وتفهم القانون والأهم أنها تتقن أن تكون، مع حجابها، امرأة حرة .
نعم تقوم وسائل الإعلام الغربية بفتح ملفات التمييز العنصري وتعطي القليل من الحرية للتحدث حول التمييز، ولكن كم تسعى حقيقة لمعالجة الأمر، كما تسعى مثلاً لإنجاح مشاريعها المالية وازدهار واجهتها السياسية.
مالذي يقومون به لعلاج هذه النظرة التي يتلقّاها الأجنبي القادم من بلاد "الإرهاب"، في معظم نهاره، التواطئ والتفاهم الذي يحدث بين أصحاب الأرض الواحدة ضد هذا القادم الذي يقاسمهم "الأرجوحة" مثلاً.
كان ولكي يبقى الولد يلعب مع أمه في الحديقة، كان على مروى أن تسكت كما تفعل معظم الأمهات ذوات الملامح الشرقية، وهذا يحدث كثيراً، أن يهربن من مكان احتمال تعرضهن للإهانة، وهن من دون حجاب، بل بعضهن يبالغن بتقليد مظهر الأوروبيات، ومع هذه المحاولات، التي يسميها بعضهم، اندماج، تحدث الكثير من المضايقات فقط بسبب الملامح، يوصين بعضهن "طنشو" نحن نعيش على أرضهم.. يقول هذا حتى من يعمل ثمان ساعات يومياً ويدفع الضريبة ويسدد كل مايطلب منه، ولايطالب بحق من حقوقه. يقبل التمييز والرفض والاضطهاد أحياناً، من باب "يكتر خيرهم" يكفي أننا نعيش في أمان، لا سجن ولا جوع، احتمال وقوع هذا إن رجعوا إلى بلادهم.
الموضوع كبير متجذر وخطير، تكونت قناعة كاملة تامة عند شعوب البلاد الغنية، أن هؤلاء القادمين من البلاد "الإرهابية" الفقيرة، هينين مستهانين، كقيمة إنسانية، بما أنه لايوجد من يدافع عن الضحايا الذين يموتون كل يوم بالعشرات في العراق أو فلسطين أو أفغانستان والباكستان وغيرها بأيد بعضهم أو بسلاح حكامهم أنفسهم، لا أحد فعلياً لا الحكومات ولا الشعب نفسه يدافع عن نفسه، هم إذن دماء كثيرة ورخيصة. هنا لب الموضوع، صيتنا شعوب خانعة، تقبل السجون وتصمت على الفقر والظلم والقهر.
القضية ليست "ضحية الحجاب"، القضية هي تلك الذهنية السادية المتعجرفة التي تكونت عبر تتالي الأحداث التاريخية عند كثيرين من شعوب أوروبا وأمريكا، والقضية أساسها وسببها سكوت شعوب بلادنا عن كرامتها وحقها في بلادها وفي مهاجرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - be onest please
gabe ( 2009 / 7 / 12 - 19:50 )
why you did not mention the non moslems who are living in islamic countries like iraq and eygpt which is their own land and was invaded by moslems .at least marwa is a foreigner althouhg I regret and condemn what happened to marwa It is a crime and he should be punished but at least mention howmany priests monks nuns and other christians were killed and treated badly.what a shame.you will never change.


2 - Et tu Butus?
مصرى ( 2009 / 7 / 12 - 20:35 )
Et tu Brute?


3 - عودوا !!
المعلم الثاني ( 2009 / 7 / 12 - 20:39 )
بعد الإقرار ببشاعة جريمة قتل مروة...

وكذلك التأكيد على بشاعة استغلال الحدث من المتأسلمين المتاجرين بدمها الداعين إلى أن لبس الحجاب هو الحل ...

أود أن أقول لكل من لا يجد في الغرب ضالته ويحس بأنه غير مرغوب فيه :
تفضل وعد إلى بلادك...بلاد الشريعة والفضيلة والعلماء (الدينيين) حيث الكرامة والعز لكل مسلم

لا حاجة لكثرة الكلام والمقالات و المهاترت والاتهامات والمسيرات والتظاهرات وتأليب الجماهير الهادرة و..و..
عودوا إلى أرض الإسلام جنة الله في الأرض...

استريحوا و أريحوا الناس منكم..!!


4 - بلاش نفاق
فراس سعيد ( 2009 / 7 / 12 - 20:44 )
نحن امة النفاق والكذب , استغلوا موت مروى لالهاء الناس عن مشاكلهم , وبالطبع القاتل هو مجرم بكل المعايير والقيم ويستحق الجزاء على فعلتة الاجرامية . لكن لماذا لا نتذكر باقى نساء المسلميين اللواتى قتلن فى العراق ودارفور والصومال وعيرها
السبب لا نريد كشف المستور , الكل يعلم بان الانسان المسلم هو سلعة تافهة فى وطنة ,خافى اللة فى ما تكتبين حتى لا تكونى انتى الضحية التالية لارهاب الشيوخ لانك بدون حجاب


5 - الى المعلم الثانى
فراس سعيد ( 2009 / 7 / 12 - 21:00 )
شو هالحكى ؟؟؟ هم بيموتوا قدام السفارات الغربية عشان فيزا وبعدين انت بدك اياهم يرجعوا ؟؟؟اعطينى اسم دولة اسلامية تحترم فيها كرامة الانسان ؟؟؟ العدد صفر ؟؟؟؟؟ كم مسلمة اغتصبت فى دارفور , وكم مسلمة قتلت فى العراق ؟؟؟ لا احد يريد حتى الكلام عن هذا الموضوع - مع اسفى الشديد على موت السيدة الفاضلة مروى , ةاستنكارى لهمجية القاتل.


6 - علينا محاكمة كل من بحرض علي القتل أيا إن كان
جحا القبطي ( 2009 / 7 / 12 - 21:03 )
القتل جريمة بكل المقاييس ويجب محاكمة كل من يساعد علي الدعاء للقتل _كما وفي خطباء الجوامع أو كتابات علماء الإسلام _ أو تشجيع الشباب المؤمنيين علي تنفيذ جريمة القتل _كالعراق _ ولذا علينا بمحاكمة كل من يحرض علي هذا الإجرام بدءا ممن يعتقد في صحة كلمات قاتلوهم يعذبهم الله بأياديكم ويشف قلوب قوم مؤمنيين ونهاية بمن قام بالقتل لمجرد نزعة عنصرية


7 - القاتل مجرم
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 7 / 12 - 22:27 )
انا شخصيا ادين هذا الشخص العنصري واتمنى ان ينال اقصى العقوبة. لكن اتسائل مع الاخت الكاتبة اتعرفين كل عام كم فتاة وكم امراة مسلمة تقتل في الدول الغربية تحت مفهوم غسل والدفاع عن الشرف من قبل ازواجهم وذويهم. تصوري يتم قتل امراة مسلمة عربية مع اطفالها الاثنين لمجرد انها طلقته لانه كان يمارس العنف ضدها مما حدى بها بالطلاق منه وارتكب هذه الجريمة الشنعاء. جرائم القتل على اساس غسل العار منتشرة بين الجاليات المسلمة وهروب الزوجات من ازواجهن نتيجة العنف المنزلي مما حدى بالسلطات المحلية بالدول الغربية توفير ملاجئ آمنة لهن لحمايتهن من القتل. يا عزيزتي ان السيدة مروة واحدة وقتلها شخص مجرم وادانت هذا المجرم كثير من الاوساط من المجتمعات الغربية وسينال عقابه العادل . لكن السؤال هو من سوف ينصف هذه الضحايا التي تسقط من المسلمات سنويا تحت شعار المحافظة على الشرف وغسل العار والسؤال الاخر لما هذه الضجة المفتعلة ولماذا لايقومون هؤلاء المنظمين لهذه الضجة بادانة هؤلاء المسلمين الذين يقومون بقتل نسائهم سنويا وبالعشرات بالدول الغربية تحت لواء الدفاع عن الشرف؟


8 - المشكلة في النفاق
قارئ ( 2009 / 7 / 13 - 07:45 )
مشكلتنا في اوربا هي منافقة معظم المثقفين القادمين من بلدان شرقية ـ مسلمة ـ للغربيين والجبن والخنوع أمام تصرفاتهم العنصرية ، سواء تعلق الأمر بهيئات حكومية أو أفراد . يستسهل بعضنا الصراخ بكل من يفضح هكذا ممارسات عنصرية : ( إذا لم يعجبكم الحال عودوا إلى بلادكم وانعموا بجنتها !.. هل نسيتم مايقع في بلادكم من ارهاب وتعصب ضد النصارى ؟.. وماذا عن الإرهاب الإسلامي ضد السياح الأوربيين وغيرهم ؟) .. وبذلك يكون خطاب هؤلاء الليبراليين والعلمانيين لا يختلف بشيء عن خطاب الإسلامويين الأصوليين ، حينما يستعملون الديماغوجيا وسيلة لإقناع الآخرين ويقابلون الخطأ بماهو أدهى منه . ومن حسن الحظ أن أصوات بعض مثقفينا في أوربا صارت ترتفع الآن لتدين مايتعرض له الجاليات الإسلامية هناك .. وأنا أسميها ـ اسلامية ـ بالإنتماء لبلدانها وليس لعقيدة أفرادها فمنهم المؤمن ومنهم الملحد ، بطبيعة الحال .. وأصوات مثقفينا لاتكفي، بل يجب أن يساندها أصوات المثقفين الغربيين أيضاً


9 - لماذا مروة في المانيا؟
كوريا ( 2009 / 7 / 13 - 13:03 )
القتل جريمة ولكن لو ان مروة كانت في بلدها الام لربما كانت قد قتلت قبل هذا الوقت او ربما انتحرت والا لماذا هي في المانيا. ولكن ما ذنب الصابئة والايزيديين والمسيحيين وهم من ابناء العراق الاصليين فهم مشاريع قتل في العراق ويوم امس بالذات (الاحد وهو يوم الصلاة) تم تفجير 6 كنائس في العراق. هل كان فيها اعداء العراق ام ماذا؟


10 - التصيد بآلماء آلعكر
مصلح آلمعمار ( 2009 / 7 / 13 - 16:19 )
من خلال ردود آلأخوه آلذين سبقوني في آلتعليق نلاحظ أن هناك أتفاق جماعي في نقطتين ، أولهما ادانة الفعل آلأجرامي للجاني آلذي لا يقبله اي انسان ، النقطة آلثانيه معاتبة آلكاتبة بآلمتاجرة بآلحدث وآلكيل بمكيالين ، وهنا انحصرت آلأخت آلكاتبة في زاوية كان آلأحرى بها أن لا تتورط مع معلقي آلحوار آلمتمن لأنهم لا يعرفون آلتصيد بآلماء آلعكر ، تحيه للجميع


11 - ضحية البنطال في بلاد الشرع العال
المعلم الثاني ( 2009 / 7 / 13 - 17:13 )
أهدي السيدة منهل هذا الخبر الطازج


تم توقيف لبنى أحمد الحسين التي تكتب في صحيفة -الصحافة- اليسارية وتعمل أيضاً مع بعثة الامم المتحدة في السودان، مع فتيات أخريات الأسبوع الماضي في الخرطوم، بتهمة أن طريقة لبسهن تتنافى مع قواعد النظام العام في البلاد.

وقالت لقناة العربية خلال لقاء مباشر معها من الخرطوم، ظهرت فيه بنفس الثياب التي اعتبرتها الشرطة -غير لائقة-، إنه -في الثالث من يوليو كنت في مطعم حين دخل شرطيون إلى قاعة حفل يضم نحو 300 إلى 400 شخص وطلبوا من الفتيات اللواتي ترتدين سراويل مرافقتهم- الى مفوضية الشرطة.

وأضافت الصحافية التي ترتدي غطاء رأس -لقد اصطحبوني و12 فتاة أخرى بينهن (جنوبيات).. وتم تنفيذ عقوبة 10 منهن في مفوضة وسط الخرطوم حيث تلقت كل واحدة منهن 10 جلدات-.

ووجه الى الثلاث الباقيات وبينهن الصحافية، الاتهام -بموجب الفصل 152 من القانون الجنائي السوداني- بحسب ما أضافت، مشيرة الى أن تاريخ المحاكمة لم يحدد حتى الآن.


وينص الفصل 152 من القانون الجنائي السوداني على عقوبة من 40 جلدة لكل من يرتكب فعلاً غير لائق أو ما من شأنه ان يسيء للآداب العامة أو يرتدي لباساً غير لائق، وأضافت الصحافية -أريد أن يعرف الناس ما جرى-.

وفي رسالة نُشرت على

اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د