الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار حول التسويق السياسي مع الباحث السياسي أحمد الخنبوبي

أحمد الخنبوبي

2009 / 7 / 13
مقابلات و حوارات


أجرى الحوار/اٍبراهيم الشعبي

– كيف يمكن أن نعرف التسويق السياسي بالنسبة للمواطن المغربي ؟
لكي أبسط الخطاب، يمكن أن أقول إن التسويق السياسي، هو الطريقة التي تمكن أي تنظيم سياسي ( الأحزاب والتنظيمات) من إيصال خطابه وأفكاره إلى المواطنين. إذن هذا باختصار شديد مفهوم التسويق السياسي، ولكي نعمق التعريف أكثر فالتسويق السياسي هو مجموعة الطرق التي تستخدمها التنظيمات السياسية لتحديد الأهداف والبرامج للتأثير على سلوك الناخبين والجمهور السياسي بصفة عامة.
متــــــــــــــــــــى نقـــــــــــــــــوم بهـــــــــــــذه العمليـــــــــــــــــــــــة ؟
هذه العملية، أي التسويق السياسي ترتبط بالأساس بالتنظيمات السياسية وعلى رأسها الأحزاب السياسية. وتقوم هذه التنظيمات بعملية التسويق السياسي لإيصال خطابها، ومبادئها، وبرامجها إلى عموم المواطنين. وتتركز عملية التسويق السياسي بشكل كبير أثناء الحملات الانتخابية التي تسبق يوم الاقتراع.
ألا يمكن أن يعتقد البعض أن لفظة التسويق في المجال السياسي تتضمن حمولة قدحية؟
أظن أن الذين يدعون أن لكلمة التسويق السياسي في المجال السياسي حمولة قدحية، لا يعرفون بتاتا معنى ومدلول الكلمة. وكلمة تسويق في اللغة العربية تقابلها في الإنجليزية و الفرنسية لفظة
″ ماركوتينغ ″. وهذه اللفظة لا تعني السوق أو التجارة. وبالتالي فالتسويق السياسي لا يعني بتاتا بيع وشراء السياسة بل تعني وبكل بساطة كما شرحت كيفية إيصال الخطاب والأفكار والمبادئ إلى عموم المواطنين من طرف الأحزاب والتنظيمات السياسية. ومنه فإن التسويق السياسي تقوم به جميع هذه التنظيمات سواء اقتنعت بذلك أو لم تقتنع، وسواء كانت هذه التنظيمات السياسية تشارك في الانتخابات أو لا تشارك.
هل يمـــــــــــــــــارس هذا الفعــــــــــــــــــــل فــــــــــــــــــي المغرب؟
بطبيعة الحال يمارس التسويق السياسي من طرف التنظيمات السياسية بالمغرب، سواء كانت تلك الممارسة بصورة واعية أو منظمة أو العكس. فالأحزاب السياسية مثلا تتواصل دائما معا مناضليها ومع المواطنين عامة عن طريق وسائل إعلامها أو عن طريق اللقاءات المباشرة، كما أنها تقدم مرشحين أوقات الانتخابات وتحاول تحسين صورتهم لدى الناخبين، كما أن الأحزاب السياسية تعطي دائما وعود للناخبين، هذا وغيره من الإجراءات يدخل في صميم عملية التسويق السياسي. إلا أن الإشكال المطروح في المغرب،وغيره من الدول الغير متقدمة هو أن ممارسة التسويق السياسي من طرف السياسيين تكون في الغالب من دون وعي، ولا دراية بمفهوم التسويق السياسي ومفاهيمه النظرية وتطبيقاته.
كيـــــــــــــف كان المغاربــــــــــــة يسوقون لأنفسهـــــــــــــــــــم ؟
يمكن أن أقول أن التسويق السياسي مرتبط بوجود الظاهرة السياسية في حد ذاتها، فمنذ وجود الممارسة السياسية والتسويق ملازم لها. إلا أن درجة الوعي ووسائله وتقنياته تختلف من زمان لآخر. وهكذا ففي المغرب مثلا كان التسويق السياسي موجود منذ القدم أي منذ عهد المماليك الأمازيغية والدول التي تعاقبت على احتلال المغرب، كالرومان والبيزنطيين والوندال وغيرهم. وكذا مع الدول التي أتت بعد دخول الإسلام كالدولة المرابطية، والموحدية والسعدية والسملالية والعلوية وغيرها. إلا أنه كما قلت كانت تقنيات التسويق السياسي جد بسيطة، كما كانت درجة الوعي بممارسته من طرف السياسيين ضئيلة جدا. فقد كان الحكام مثلا يعتمدون على معاونيهم لتحديد أهدافهم السياسية، كما كانوا يعتمدون عليهم لإعداد الخطب والرسائل وغير ذلك. كما كان السلاطين يقومون بما يسمى "الحركات" وهي ما يمكن أن نصفه بحملات سياسية و تواصلية مع القبائل على صعيد الدولة. كما تم الاعتماد على "البراح" في غياب وسائل التواصل السياسي الحديثة كالتلفيزيون والراديو والجرائد، و كان كذلك ما يسمى ب "اللوح" التي توضع فيه القوانين المنظمة للقبيلة أو الجماعة البشرية، وكان "اللوح" يوضع في مكان يسهل الاطلاع عليه من طرف كافة الأفراد الرعايا ،وهذه أيضا وسيلة للتواصل وللتسويق السياسي. وهنا سأستدل كذلك بمثال تاريخي يتمثل في نموذج المهدي بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية، الذي كان يدعي أنه المهدي المنتظر من أجل كسب ود القبائل التي كان يزورها، وذلك من أجل تكوين دولة الموحدين والقضاء على المرابطين، وهذا النموذج التاريخي يدخل في صميم تقنيات التسويق السياسي.
- مــــــــــن يحتــــــــــــــاج لهــــــــــــذه العمليـــــــــــــــــة ؟
هناك الكثير من الناس يعتقدون أن عملية التسويق السياسي تمارس من طرف الأحزاب السياسية التي تريد الوصول إلى السلطة. وهذا أمر خاطئ فالتسويق السياسي لا يقتصر فقط على هذه الأحزاب، وإنما التسويق السياسي تمارسه كذلك الأحزاب المعارضة من أجل إيصال خطابها إلى المواطنين، كما تمارسه أيضا الدولة من أجل تمرير الخطاب الرسمي لها، ومن أجل سيطرة ساستها على الأمور داخل الدولة، كما أن التسويق السياسي يمكن أن يمارس حتى من طرف الجماعات الراديكالية والمتطرفة من أجل إيصال أفكارها إلى الناس، فما يقوم به تنظيم "القاعدة" مثلا من بث تصريحات مصورة لزعمائه على شبكة الإنترنت أو على شاشات التليفزيون يعد تسويقا سياسيا.
نحن على أبواب الانتخابات الجماعية، هل تلاحظون أن هناك ممارسة أو على الأقل اهتمام بهذا الحقل التواصلي؟
بطبيعة الحال أصبح هناك وعي الآن من طرف جل الأحزاب السياسية المغربية، فقد أصبحت تخصص دورات لتكوين أطرها في مجال التسويق السياسي، كما أن حملاتها الانتخابية أصبحت تعتمد على تقنيات التسويق السياسي. إلا أنه مازال هناك خصاص في هذا المجال وغيره من فروع العلوم السياسية بالمغرب ، فإذا قارنا مثلا تعاطي التنظيمات السياسية بالمغرب مع التسويق السياسي، مع نظيراتها بالدول الغربية،سنلاحظ فروقا كبير وهوة في ممارسة التسويق السياسي بين المغرب، وفرنسا مثلا أو الولايات المتحدة الأمريكية.
كيف يمكن أن نسوق سياسيا لهيئة سياسية معينة؟ ماهي الخطوات العملية لذلك؟
إن ممارسة التسويق السياسي يقتضي وجود أناس ملمين بالأسس النظرية للتسويق السياسي، وكذا بتقنياته و مستجدا ته. هذا بالإضافة إلى وعي من طرف الهيئة السياسية بضرورة ممارسة التسويق السياسي.حيث أن الإلمام النظري بالتسويق السياسي يفرض التمكن من مفاهيم: التسويق، والسياسة، والتسويق السياسي، والانتخابات، والناخبين، والحملة الانتخابية،والبرنامج السياسي، والرأي العام ، والحرب النفسية ودراسة السوق وغيرها من المفاهيم. إضافة إلى الإلمام بأهم تقنياته والتي لخصتها في الفصل الثاني من كتابي" التسويق السياسي...مقاربة نظرية" بناءا على اجتهادات الأخصائيين في هذا المجال خصوصا الغربيين منهم.
هل ما يجري على هيئة سياسية يجري على القيادات السياسية أي على الأشخاص؟
بطبيعة الحال فلما نتحدث عن هيئة سياسية فإننا نتحدث عن مجموعة من الأفراد المشكلين لها، و بالتالي فالمزاولون لعملية التسويق السياسي هم أفراد الهيئة، و من هنا فإننا عندما نتحدث عن التسويق السياسي فاٍنه يسري على الهيئات السياسية كما يسري على رجال السياسة.
هل للتسويق السياسي نتائج أنية؟
إن التسويق السياسي،هو مجموعة من التقنيات المتسلسلة و التراكمات التطبيقية و النظرية لدى الهيئة السياسية أو رجل السياسة،و بالتالي فتحقيق نتيجة من التسويق السياسي يقتضي إتباع كل تلك التقنيات و التراكمات بكاملها بدقة و إحكام للحصول على نتائج أنية تتحقق في القريب العاجل و يمكن ملامستها ،كما أن هناك نتائج اٍيجابية لكنها تحصل في المستقبلين المتوسط و البعيد.
هل يثق المواطن في هذا النوع من التسويق؟
إن التسويق السياسي في مجمله وسيلة للتأثير و إحداث الإقناع في نفسية المتلقي، و بالتالي فهو يوظف علم النفس و التحليل النفسي و علم النفس السياسي. و هذا ما يجعل بالطبع المتلقي أو الناخب أو المواطن بصفة عامة، يرتبط بالبرنامج و الخطاب السياسيين للهيئة المعنية، وبالتالي إحداث الثقة بينهما أي بين الهيئة السياسية و المواطن.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة