الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبعة

فاتن واصل

2009 / 7 / 14
الادب والفن


مددت يدي وانتزعته من الشماعة فى المحل الأنيق .. هذا الشورت الأبيض الساخن .. أدرته فى يدي يمينا ويسارا.. قلبته .. عدلته .. وإذا بالبائعة تداهمني بنظرة إستغراب ثم وافتني بقولها " عندى حاجة حلوة أوي ليكي " - تقصد عندى ما يناسبك - ومدت يدها لي بآخر ذو أرجل طويلة مترهلة فضفاضة وبنظرة غير ودودة كأنها تذكرني بسني مدت يدها أكثر لدرجة تبدو معها كأنها تلكمنى فى وجهى قابضة على المترهل بكفها .. أدرت لها ظهرى وسحبت الأبيض الساخن بهدوء وإصرار وتوجهت لغرفة القياس كالمنومة وكأن يدا خفية تدفعنى تحاول أن تخبئنى من عيون البائعة اللائمة .
إحتوتنى غرفة القياس الضيقة تخلصت من ملابسي بسرعة وأرتديته وإذا بعشرات الأسئلة تنهال علي كالطرقات .. تحول بينى وبين المرآه .. أين ستلبسيه ؟ وهل سيسمح لك زوجك وأولادك بلبسه ؟ وتطل رأس أمى من خلفى " آه لو كان أبوكى عايش ..." ضحكت وخرجت مسرعة هاربة من كل الأسئلة.. توجهت مباشرة الى الخزينة لم أهتم حتى بثمنه الباهظ وقروشي المحدودة كنت كمن يضحى بروحه فداء لعزيز غالي ..
جلست فى مقعد سيارتى .. قفز لرأسى صورة خالتى الكبرى وحكايتها الشهيرة فى العائلة فقد كانت مخطوبة لرجل فى بداية الأربعينيات وكان يمطرها بالهدايا وقد أهداها يوما قبعة وضعتها فى دولابها ولم تسمح لأى من أخواتها باستعارتها أو حتى تجربتها ولآنها من خالاتى اللائى نلن حظا قليلا من التعليم فكان مصيرها البيت وكل أعباءه تقع على عاتقها وفى يوم وجدوها تجلس القرفصاء أمام " الطشت " تغسل الغسيل مرتدية قبعتها .. كانت الخالات تتندرن بتلك القصة ولكن هذه القصة كانت تبكينى أنا بالذات واليوم عادت خالتى فى صورة هذه السيدة التى تريد أن تلبس شورت تحاول به ألا تفقد بقايا شبابها .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيعود لانه لم يذهب
منى ( 2009 / 7 / 13 - 19:44 )
قصيرة ومحكمه، اهنئك سيدتى على النضج


2 - تحية للكاتبة
رعد الحافظ ( 2009 / 7 / 13 - 21:59 )
أنا أتأثر سريعا بالمشاعر الانسانية الصادقة خصوصا المكبوتة منها التي لا يمكن للمرء أن يعبر بها عن نفسه بسبب تخلف المحيط ,ماذا يعني أن تلبس النساء شورت رياضة طويل او قصير للركبة او اقل ؟كل شيء نسبي
لادخل للشرف والقيم والاخلاق في ذلك , بل اكاد أجزم أن العكس هو الصحيح
في السويد حتى العجائز بعمر ال 70 وال80 يلبسون الشورت وفانيلة بسيطة
في الصيف القصير بأيامه ..أما الشابات فلا حدود في لبسهم , حسب قناعتهم
ومع ذلك لم ألاحظ ولم يحكي لي أحد عن حالة تحرش واحدة , ربما تحدث أنا لا أنفيها نهائيا لكني أنا لم اسمع بها
بينما في مصر ام الدنيا والتي تتحول الى ام الحجاب والنقاب والبدري وإخوانه
فسمعت من أصدقاء كثروشاهدت برامج تلفازية وندوات وقرأت مواضيع عن التحرش الجنسي حتى بالمحجبات والمنقبات ,فأين المطلق في حكم الشرف؟ لا يوجد مطلق كل شيء نسبي وخير الامور بالنسبة لي أوسطها..قصة قصيرة رائعة يا فاتن واصل ..واصلي تنويرك فحرام والله أن مصر أم الثقافة والادب والفن والجمال والشعب الطيب الاريحي ..حرام تنطفأ فيها جذوة الحياة بسبب الظلاميين الجهلة..تحياتي


3 - معاناة الورود
الحكيم البابلي ( 2009 / 7 / 14 - 00:57 )
الحكمة والطبيعة والعقل يقولون لنا دائماً بأن كل شيئ يتغير ويتبدل ، وبالنسبة لي فأنا لا أحب التغير إذا لم يكن مُلازماً للتطور والتحضر
كان المرحوم أبي يختلف عن بقية رجال مجتمعه في ملبسه وعطره وأناقته المميزة والمعاصرة ، ولم يكن يأبه بالأنتقادات الصادرة عموماً من الذين ( يشتهون ويستحون ) ، وعلى الأكثر يخافون !. تعلمتُ منه كل ذلك وأضفتُ عليها التطور والتحضر الفكري والأجتماعي الذي يصاحب الزمن ، والذي يرفضه ويحاربه المتزمتين والمحافظين والمتقولبين ، الذين يؤمنون بأن كل جديد بدعة ، وكل بدعة ظَلالة ، وكل ظَلالة في النار
الشيئ الوحيد الجديد الذي أرفضه هو الذي يؤدي الى إيذاء أو تأخر الأنسان . ولهذا فأن أولادي أصدقائي ، وكذلك أصدقاء أولادي ، لأنهم يحسون بأن ليس هناك فجوات أو أسوار فكرية بيني وبينهم ، ويصرون دائماً على قضاءساعات في التحدث الي ومحاورتي ، ويقولون بأنهم يتعلمون مني الكثير ، ولطالما قُلتُ لهم صادقاً بأنني أتعلم منهم أكثر بكثير مما يتعلمون مني
قصة خالتك أعطتني زخماً وأبعاداً فكرية جديدة ورائعة للكتابة ، كونها معاناة أنسانية رائعة وصامتة إستطاعت خالتك التعبير عنها بعمل أو تصرف بسيط ولكنه معبر ويغنينا عن قراءة كتاب كامل . ، أتمنى لها كل الخير لو كانت على قيد الحياة
أما


4 - سيدتي
شامل عبد العزيز ( 2009 / 7 / 14 - 01:12 )
تحية عطرة . وما المانع سيدتي .وكما جاء في تعليق أخي رعد . هذه هي أوربا .. لا يحسون أنهم سوف يشيخوا أبداً فهم دائماً في تجدد وما عليك إلا أن تكوني متجددة
تحياتي اتمنى لكِ التواصل


5 - شرفت بالإهتمام
فاتن واصل ( 2009 / 7 / 14 - 13:26 )
إلى السادة والسيدات الذين علقوا كل منكم شكر خاص ..الأستاذة منى تشجيعها وإحساسها المرهف إذ شعرت بحس الأنثى بمعظم رسالتى .. أما الأستاذ الفاضل رعد الحافظ تعاطفك الانسانى مع المرأة بوجه عام وتعاطفك الخاص معها بمجتمعاتنا الشرقية المتخلفة ووضعها المتراجع بقوة دفع الظلاميين مما حولها الى متحجبة العقل منقبة الفكر قبل الجسد يعطينى الأمل أن هناك فى مكان ما من العالم من يستطيع أن يتفهم مشكلة المرأة دون أن يلقى عليها كل اللوم ( رغم أنى شخصيا لا أعفيها تماما لإستسلامها )فأشكرك أما مصر أم الدنيا فقد أصبحت بفضل أبنائها المتخلفين فى آخر الدنيا .. ولا أرى أى بريق أمل فى العاجل لأن فى حالة مصرنا الحبيبة لا يكفى مجرد التعاطف لكن ثورة عمل وطاحونة جهد . الأستاذ الحكيم البابلى لمست فى كلماتك كم هائل من الاستيعاب لقضية الانسان وأزمته نحو مواجهة التغيير فمقاومة التغيير هى ظاهرة معروفة ويعانى منها المعنيين بعلوم الادارة وفعلا أنا معك لا يجب التغيير إلا فى بدافع التحضر والتطور والا كان مفتعلا وقصير العمر وفى علاقتك بأولادك ( لم تذكر أن لك بنات ) ألا تتفق معى أن الرجال والنساء فى مجتمعاتنا الشرقية يحتاجون ( على قدم المساواة ) لعملية إعادة بناء فكرى وتربوى رجلا قبل إمرأة ولدا قبل البنت وأخيرا أعتقد أن الر

اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب