الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعدي يوسف وهاجس - الأميركي القبيح - 1 - 2

عادل الخياط

2004 / 5 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الأميركي القبيح تعبير قديم في قاموس - الشيوعي العراقي - وربما العربي , لا أعلم . ولا أدري أيضا عن مصدره , أعني كيف تكونَ ؟ يعني مثلا هل لأن أميركا تمثل القطب الرأسمالي أُطلق هذا التعبير عليها - طيب - , وماذا عن الشيوعي الأميركي وبقية الناس - ما يصير هذا الكلام , يجب أن نحدد !! ثانيا ليست أميركا فقط رأسمالية , هناك : ألمانيا , فرنسا , بريطانيا , إيطاليا , السويد , كندا وغيرها الكثير , لماذا فقط المسكينة أميركا يُسمونها هكذا - حرام والله حرام ؟! وإذا كان السبب هو في قضية الإستعمـار والإحتلال , فأيضا الجميع إحتلونا أو سرقونا وليست أميركا وحدها . أقترح أن نطلق - القبيح - على الجميع , على الأقل لنكون عادلين في أحكامنا . لكني أقترح كذلك أن نجري إستفتاء في صحيفة القدس العربي وبإشراف - عبد الباري عطوان -, لأنه كما تعرفون صحفي مخضرم والشرف يخر من؟ والكثير من الماركسيين والقومجيين العرب ينشرون كتاباتهم الناريـــــة والأخلاقية حد الـ ؟ في صحيفته - الفسنجونيه -
في المقابل كان يُسمى الروسي , أو السوفيتي بـ - السوفيتي الجميل - وأتذكر عندنا مقهى في - الشطره - يُسمى أو تُسمى ( كهوة علاوي ) . رواد هذا المقهى جميعهم من الشيوعيين , بلا إستثناء , - طبعا مدينة الشطرة بصورة عامة أغلب أهلها شيوعيين ولأجل ذلك أسموها بـ ( موسكو الصغرى ) لكن هذ المقهى كانت له نكهة خاصه - وفي يوم من الأيام كان التلفزيون يعرض مباراة كرة قدم بين فريقي العراق والإتحاد السوفيتي , وكان أحد اللذين يتفرجون شخص إسمه حسين صبار , وهو معروف بمبالغاته وتضخيمه للشيء أو الواقعة وبنكاته أيضا . حين ذاك دخل شخص ما وسأله عن : من الذي يلعب ؟ فأجابه حسين : نحن والعراق !؟ حين ذاك ضج المقهى بالضحك ." نعم , فيها حس فكاهي نوعا ما - طبعا في موقع الحدث غير ما إنها تُقرأ قراءة - لكن الجانب الآخر هو المهم أو ما يُقصد به هنا , فهي تعكس الإرتماء أو التأييد الأعمى للإتحاد السوفيتي وبقية دول المنظومة الإشتراكية في ذلك الوقت, وفي كل شيء , وفي موازاة ذلك النظر إلى القطب الآخر عدواني أو قبيح بكل المقاييس !! وطبعا هذه الحالة - أعني حالة التقولب أو الإعتقاد الأعمى - ممكن النظر إليها في كل مناحي الحياة وليس بالضرورة فيما يخص النظم السياسية أو الأيديولوجيات . وهي بالتأكيد متأتية أما نتيجة إنحراف عقلي , أو بحكم نفعية من نوع ما , أو تنطوي على مؤثر سايكولوجي طاغ إلى حد عدم القدرة على التحكم فيه , لكن في كل الأحوال تكون معطياته ساذجة ومثيرة للضحك أو للبكاء أو للشفقة !! إحزروها إذن ؟
أحد هؤلاء العباقرة ( ذيلَ مقاله بـ كاتب مصري يعيش في المغرب ) كتب أو بالأحرى نقل خبرا مدويا كزلزال أبراج سماء نيويورك !وهو يستشهد به طبعا للبرهنة وليشفي غليله من الذي يؤرق حياته!! الخبر يقول إن طالبا في عُمر خمسة عشرعاما في إحدى المدارس الأميركية إنقلبت عليه أجهزة الأمن الأميركية - أو دخلت إنذارا - مخابراتها وأيف بي آيها - CIA, FBI طبعا إضافة للجهاز التعليمي , لماذا ؟ لأنه رسمَ صورة عنيفة ضد الحرب يظهر فيها الرئيس بوش مُعلَقا بإحدى عصي رجل يبدو عليه إنه من الشرق الأوسط , ويخشون أن تظل صور العنف هذه مطبوعة في رأسه وتكون خطرا على الرئيس!! إلى هنا إنتهت زبدة الخبر , فماذا تقول إلى هذا بله ؟ أقول له: - والله عندنا في مدينتنا سراجين يصنعون ( نِعل يابسه مثل الحجر, بحيث أعتقد إذا ضرب أحدها تمثال صدام الذي لم يسقط إلا بعد أن سحبته الدبابة , أعتقد يسقطه , مشهور, أسمه - نعال شطراوي - هذا أحب أن أرسله لك كهدية على هذا الخبر التحفه ؟!
لا صحيح , ماذا تقول له ؟ يعني هو الذنب ليس ذنبه بصراحة , فهو يقول إن الخبر نقلا عن - رويتر - ( إي نفهم عن رويتر , بس هو عقله لا يتروتر نوعا ما؟ ) لا , هو فقط ينتظر الخبر , لأنه يغلي , يطحن ( قال لها: إي أدري هو عنده مسدس . بس إنتِ ليش.. ؟ ), من أجل الفلوجة وأفغان وفدائيي الفلوجة ! يلتقط الخبر من هنا , ويرسله عبر الأثير إلى مملكة ( تطوان ) الإعلامية التي سوف تحطم ممالك البربر الهوليودية !!!
وماذا ترد عليه ؟ يعني أنا أعيش في - كندا - وكندا من ناحية الـcommercial - الإعلان التجاري - بالنسبة إلى أميركا لا تساوي شيء أو عينة ضئيلة , ومع ذلك فعقل الشخص هنا يتشبع بـ حوالي - مئتي ألف إعلان تجاري - فقط إلى حين بلوغه الثامنة عشر من عمره - بكل ما يحتويه الإعلان التجاري من عنف وجنس ومغامرة وإغراء وخداع و.. و !! وطبعا هذه النسبة فقط فيما يخص محطات التلفزة والصحف والبوسترات وكتيبات قصص الجيب , غير الأنترنت والمسابقات وفي جميع المجالات والمهرجانات والموسيقى - التي أصبح طابع العنف يكتنفها - والسينما بكل ماتحتويه من الأشياء الواردة وغيرها من المجالات - مع التأكيد عدم خلو كل ذلك من بعض الجوانب الأخلاقية أو النافعة لمتلقيها - هذا كما قلت في - كندا - أما في أميركا فإنها تتجاوز أو خرافية التصور!! وهكذا فإن كل تلك الهالة الإسطورية, لم يتنبه لها القائمون على الدولة الأميركية وإنها سوف تؤدي إلى إنحرافات خطيرة على سايكولوجية المجتمع الأميركي - وعلى وجه الخصوص الطفل والمراهق الأميركي - ما يقود إلى أعمال عنف تطيح برؤوس المؤسسة الحاكمة . ( صورة ) رسمها صبي , فقط هي التي أثارتهم ودخلوا إنذار على أثرها خوفا من أن يتحول صاحبها إلى إرهابي ويغتال سيد البيت الأبيض !!! شر شطحات العباقرة ما يثير الذهول!! ومرة أخرى ما ذنبه إذا كان قد إستلمها من - رويتر - هذا صحيح , لكن إذا كان بتلك الألمعية ألم يستدل إن رويتر وجميع المؤسسات الإعلامية تعيش على التضخيم والفبركة والتزييف والمرتبط بالطبع بـ - المصيبة - أيا كان نوع المصيبة: طبيعية , حربية , علمية , بعثية , إسلامية , شاعرية ( على وزن شاعر )على ماذا تعيش إذا لم تكن هناك كارثة ؟ ماذا تقول ؟ الروبيان في بحر الصين تحول إلى ديناصورات , أم ماذا ؟ يعني مثلا واحد مثل ( عبدو - للتعريف - عبدو هذا يهودي كان عنده محل صغير يبيع منه العرق عندنا في مدينة الشطره, كانوا عندما يسكرون يغنون له أغنية أم كلثوم مُحورةً - طاوعنا يا عبدو , طاوعنا وبيعنا العرق الظهر الأحمر ياعبدو ) أجل, واحد مثل عبدو عايش على بيع العرق وفجأة تحتل جماعة مقتدى الصدر المدينة , ماذا تعتقدون , ماذا سيحل به؟ إعتيادي سوف يأكل الحجر إلى أن ( يترخم على كلبه ويموت ) - رويتر- وغيرها على ذات الشاكلة . قس على هذا الخبر من الـ BBC مثلا : هطلت أمطار غزيرة في مدينة الفلوجة التي هي مدينة - سُنيه - !! بشرفكم ما علاقة السُنه بالمطر ؟ والشيعة علاقتهم بالشجر , والأكراد علاقتهم بالحجر ! : مطر وشجر وحجر , هذه هي تكوينات المجتمع العراقي !! أول من أطلق تعبير - المثلث السني - هي الـ BBC !؟ وفيما يخص خبر صاحبنا فيه مؤهلات هائلة لصنع أقمار
صناعية منه, فهو يقترن بأميركا والإرهاب والرئيس بوش - أوووووو شخلصنه - فتلك , كما يشاهدها العالم يوميا من أقصاه إلى أقصاه ذات صلة بسياسات دول ومصالح تنهار وإنتخابات ووو !! وإلا أميركا هذا الكيان الخرافي الذي يضج بغرائب وعجائب الدنيا - أليسُ في أرض العجائب - كلها لم تستثير - الحبابة رويتر - الذي أثارها فقط هذا الصبي المُعجزة !!!
الواقع إن عبقرينا لا يستحق كل تلك السطور , فعبقريته تعبر عنه ! لكن كان لا بد منها لأن موضوعه في القدس العربي تحت موضوع سعدي يوسف عن ألفيس بريسلي . أو أساسا إن جوهر هذا الموضوع هو عن التقولب أو النظر بعين واحدة أو عين الدودة لإرضاء الغرائز المتوقدة ( حبا أو بُغضا ) كما ذكرت . وجماعة عبد الباري عطوان - الله يسلمهم - كلهم من نفس النمط - الماركسيون طبعا فلا شأن لنا بالقومجيين , فهؤلاء بحث آخر - وبصرف النظر عن المثال الذي ذكرته فقد كان فقط For instance - على سبيل المثال - . والحق إن سعدي هذه الأيام وككلمة حق ( مالت الله غير , هالك روحه هلك )
للتصدي لليانكي ومنْ يدورون في فلكه الإستعماري . قصيدة تلو الأخرى , ولو إني أدعوه للتريث قليلا ,: ففي الهجوع تتدفق الرؤى الفلسفية , طبعا سعدي ليس فيلسوفا فهو شاعر كما يعرف الجميع , والهوة سحيقة بين الإثنين. لكن لا بأس , يستطيع الإنسان تكييف نفسه على الفلسفة كما يقول شيخنا الجليل ( أبيقور ) : لا شيء أنبل من تكييف الإنسان لنفسه على الفلسفة وتطبيقها على نفسه ." والواقع أنا أدعوه لذلك لأن في اللهاث تقع مطبات العقل , وحينها سوف تكون إفرازاته قيح مُقزز , كتابة تدمغ نفسها بنفسها ! ففي هواجس ذلك القادم من بين أنقاض سومر التي حطمتها قنابل اليانكي ( من هواجس رجل , سنة 2000 ق . م ) ترثي لإغترابه وسط أولئك الكتاب الجدد , وبحثه عن رفاقه الشعراء القدامى ثم إكتشافه المهول إنهم أضحوا عبيدا ومداحين للتماثيل والتجار الجدد بعد صخبهم السريالي الفوضوي القديم !! ماذا تفعل ؟ هذه هي حال الدنيا يا صاحبي , كتاب جدد , وإنقلابات جدد , وعملاء جدد , الدنيا تتبدل ثم تنتهي في نهاية المطاف ! مثلما قال ذاك : غدا الطفل يصبح شابا , والشاب يصير شيخا , والشيخ يرحل ." وهكذا .. وأنت كذلك بإمكانك أن تجد شعراء جدد , لكن لا , فهو يبحث عن شعراء - كبار - على شاكلة الذين يتراشقون التهم في هذا الوقت على أحد المواقع , كل واحد ينسب القصيدة الفلانية له , هذا يقول قصيدتي وذاك يقول هذه لي وقد كتبتها منذ السنة الفلانية , والآخر يقول فلان سرق مني قصائد السبعينات !! باللهجة العراقية ( والله عيب , حتى البدوَّنَه.. ؟! ) وبعدين نريد أن نفهم , ماهي القيمة التي تحملها تلك الهذيانات , ما أهميتها على مستوى الجنس ؟ نفهم فقط ؟ تعاليم - مارتين لوتر - التي غيرت تاريخ المسيحية الأوروبية - أم البيان الشيوعي الذي سرى كالنار في الهشيم إلى أقصى الأرض , ولم يضاهيه في ذلك حتى الإنجيل المسيحي وُفق ادمود ويلسون !! أم رسائل - إسحقوا العار - لـ - فولتير - التي حطمت رهبانية فرنسا ونقلت أوروبا والعالم إلى عصر جديد ؟! ولكن أية مهزلة , حقا من السُخف التنويه إلى مثل تلك المقارنات. هل هؤلاء هم الكبار الذين يفرضون على جماعة - عويس - أن لاتكون الجائزة مناصفة , كل واحد مئة ألف دولار ( علوه مال غنم عدنا , خوب موعلوه مال غنم ؟) وهل هؤلاء هم الأحرار الغير مداحين الذين يرغبهم سعدي يوسف بعد أن سقط الجميع بين الشباك الإخطبوطية لزمن التماثيل الجدد !! : عرب أطاعوا رومهم , عرب وباعوا روحهم ." يزعق درويش في حضرة الثوري المتخم بالصدف البحري تحت سماء بيروت ولم يزل يقئ دولارات البطل القومي !! هل هؤلاء ؟ أم قصيدة : إلى ياسر عرفات ." :
تذهب للبداية من نهايتها
وتقول للعشاق: هذي وردتي الأولى
لنظفرها على خصلات قنبلة
لندخل في النهاية
لا أدري ماذا كان تعليق - مظفر النواب - على قصيدة سعدي هذه بحق الثوري ياسر عرفات في ذلك الوقت , فقبل سبعة سنوات من تاريخ كتابة سعدي للقصيدة المداحة هذه , كان النَّواب قد كتب في - وتريات ليليه - عن عرفات يقول : وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت تكرش حتى عاد بلا رقبة ." فكم من السنين كان يحتاج سعدي ليدرك أي نوع من الثوريين كان ياسر عرفات ؟ هذا إفتراض , أو إحتمال , أو قل لنحتمل هذا , مع إن هذا غير منطقي , فنفاق عرفات وإنتهازيته لم تكونا بحاجة إلى مران عقلي لإستنتاجهما, لعبَ على شتى الحبال , يوما مع الخميني وآخر مع صدام وثالث مع الأسد .لنستمع إلى هذه عن أحد الفلسطينيين, يقول: في إجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عرفات , أثيرت فيه بعض الإحتجاجات من الأعضاء حول سرقات أحد الوزراء التي تجاوزت المعقول , فرد عرفات على تلك الإحتجاجات بالقول : دعوه يسرق , فهو مهما سرق فلن يصل للوزير الجديد الذي تطالبون بتعيينه , لأن الجديد يحتاج إلى سنوات ليصل إلى ثراء هذا الوزير القديم ." وهكذا .. إذن فهو الطبع المداح في سعدي أو ما نسميها بالشعبي( الطفكه ), وهو ذات الشيء الذي يحدث الآن لكن بصورة مقلوبة: العملاء , العبيد , المأجورون.. يوميا يطل على الناس بإسطونة مشخوطة جديدة!! ألإفتراض الآخر إن مُستجدات العراق جاءت فتحا لقول شيء ما , إذ يبدو إنه قد نضبَ فأخذ ينطنط مثل كنغر السهوب بين عربات القطار الأيرلندي ومجنزرات أولاد العم سام ! ولا ندري إن كان قد كتب بمثل هذا الإحتراق عندما جفف صدام أهوار الجنوب التي أعتبرت ألأفظع في كوارث العالم الطبيعية ! وأيضا لا نعرف إذا كان فعل ذات الشيء بغيرها من الفواجع التي لا تُحصى وبمباركة من ينشر في صُحفهم الآن .. وللحديث بقية ..
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى