الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الكون عبر الزمان(27) الوراثة والهندسة الوراثية

سامح سعيد عبود

2009 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بعد سلسلة من الأبحاث على نبات البسلة، وضع مندل قانونين للوراثه هما 1-قانون انعزال الصفات وينص على ان العوامل الوراثية المزدوجة تنعزل عند تكوين الأمشاج وتعود لتزدوج عند الأخصاب وتكوين الفرد الجديد. 2-قانون التوزيع الحر وينص على أذا اختلف فردين في زوجين من الصفات النقيه السائده فينعزل عاملا هذين الفردين أنعزال تام عند تكوين الأمشاج ويظهر في الجيل الثاني بنسبه 3 سائد إلى 1 متنحي من الصفات
وفى عام 1953 اكتشف العالمان واطسن وكريك تركيب الحامض النووى الديبوزى وبعد ذلك جاءت الأبحاث لحل رموز الشفرة الوراثية . وبمعرفة الشفرة الوراثية .. واكتشاف انزيمات بلمرة الدنا وكذلك أنزيمات النسخ والقطع . ظهرت الهندسة الوراثية .. والتى تعنى : قدرة العلماء على نقل الجينات من كائن حى إلى كائن حى آخر .. بل وإمكانية نقل محتويات نواة خلية جسمية مكان محتويات نواة خلية البويضة من نفس الكائن ، وجعلها تنقسم لتعطى أفرادا تشبه نفس الكائن الحى .. بما يسمى "الاستنساخ". والشريط الوراثى الدنا الذى تم اكتشافه ورسم خريطته فى مشروع الجينوم يشبه شريط سينمائى ملتف حلزونيا، بما يشبه سلما حلزونيا.
أما عن الوراثة فهي انتقال الصفات الجسمية في الكائنات الحية من الكائنات الحية إلى نسلهم، وهو يتم عن طريق مشاركة النسل للشفرة الوراثية للآباء أو لجزء منها، بحيث يكون جزءاً مأخوذاً من الأم والجزء الآخر من الأب.
فصفات الكائنات الحية نوعين
أولا- صفات وراثية: و هي الصفات القابلة للتوارث والأنتقال بين الاجيال ومنها:
1- صفات كمية: هي الصفات التي تتاثر بعدد كبير من الجينات وتتأثر كذلك بالبيئة مثل وزن الجسم.
2- صفات نوعية:وهي الصفات التي تتاثر بجين أو عدد قليل من الجينات ولا يوجد تاثير للبيئة عليها غالبا مثل لون العيون.
ثانيا- صفات مكتسبة: هي الصفات غير القابلة للتوارث يكتسبها الفرد من البيئة المحيطة به مثل معرفة القراءة والكتابة أو الأمية.
وقد تم وضع مجموعة من القوانين لدراسة الوراثة منها قوانين مندل وتكرار الجين والجينات المميتة والارتباط الوراثي والطفرات وغيرها.
وجدير بالذكر أن مجموعة العوامل الوراثية هى التركيبة الكاملة للمعلومات الوراثية على خيطي ال الحمض النووى الديبوزى الخاصة بتكوين الكائن الحي، وتحتوي على الشفرات التي تحدد كل مكونات وأنشطة الخلية طوال مدة حياة الكائن الحي، وهذه الشفرات الوراثية موجودة على أشرطة محكمة حلزونية من الحمض النووي الديبوزي ناقص الأكسيجين(الدنا) بالإضافة إلى جزئيات البروتين، واللذان معا يكونان ما يسمى الكروموسومات، وعلى هذه الكروموسومات توجد المورثات أو الجينات وهي التي تحدد كل صفات الكائن الحي
فأي صفة في الجسم ممثلة بزوج واحد من الجينات متقابلة على السلم الحلزوني للحمض النووى الديبوزى، وذات مكان ثابت ومعين. ومن خاصية هذا الجين هي اما ان يكون ذا طبيعة (سائدة) أو (متنحية). ولا يشترط ان يكون جينا الصفة أو المرض من نفس الطبيعة فقد يكون احدهما ذا طبيعة سائدة والآخر متنحية او ان يكون كلاهما من طبيعة واحدة. لكي تظهر تلك الصفة أو ذلك المرض في الجيل القادم يكفي أن يكون احدهما ذا صفة سائدة ومن البدهي ان يكون تأثيره على عدد أكثر من الابناء لو ان الجينين يحملان الصفة الغالبة. اما ان الصفة المتنحية فلكي تظهر في الجيل القادم يجب أن يكون جيناها من النوع المتنحى. وبمعنى آخر ان جيناً واحداَ من النوع المتنحى لا يستطيع التعبير عن نفسه في الجيل القادم. هناك في جسم الإنسان بعض الصفات التي هي دائماً سائدة كلون البشرة الأسود والقامة الطويلة ولون العين الأسود، فإذا كان أحد الأبوين أسود اللون وطويل القامة فإن نسبة هذه الصفات في الأطفال القادمين ستكون عالية لأنها صفات سائدة اما اذا كان الأبوان من الصفات السائدة نفسها فسيكون كل الأبناء بالصفات نفسها ومثل آخر هو فصيلة الدم (RH) اي السالبة والموجبة فالجين المسؤول عن هذا العامل اما ان يكون سائدا او متنحيا والشخص الحامل لهذا العامل اما ان يكون أحد جينيه سائدا او ان يكون الاثنان من النوع السائد. الشخص الذي يكون فيه جينا هذا العامل من النوع المتنحى لا يحمل على كريات دمه الحمراء هذا العامل.
وهناك علاقة قوية بين الوراثة والتطور فيما يعرف بعلم الوراثة التطورى فالتطور فى الكائنات الحية يحدث وفق ظهور ميزة قابلة للتوريث تؤدي إلى زيادة فرصة بعض الأفراد الحاملين لهذه الميزة بالتكاثر أكثر من الأفراد الذين لا يحملونها. ضمن مجموعة من الكائنات الحية على امتداد أجيال متعاقبة ، كما يحدث التطور نتيجة التغيرات في المورثات أو الجينات و مفردها الجين و هي الوحدات الأساسية للوراثة في الكائنات الحية .
فضمن هذه المورثات أو الجينات يتم تشفير المعلومات المهمة للوظائف العضوية للكائن الحى. و هذه المورثات أو الجينات هي من تحدد تطور و سلوكيات هذه الكائن الحى. كلون الشعر والبشرة والعيون و الاستعداد لبعض الأمراض الوراثية، بل و حتى الميول النفسية والقدرات العقلية و الغرائز، فمعظم الفوارق بين الأفراد الشكلية والسلوكية والعقلية في صفات الجنس الواحد يعزى للفوارق في المورثات أو الجينات التي يحملها هؤلاء الأفراد . وإن كان هذا لا ينفى دور البيئة والظروف الاجتماعية على قدرات وسلوكيات الأفراد، فالبيئة قد تعمل على تعزيز تأثير جين معين أو اضعاف تأثيره، فتأثير جينات الذكاء مثلا لدى إنسان لم تتح له فرصة التعليم ستكون أقل كثيرا فى تأثيره بالمقارنة مع تأثير نفس الجين لدى إنسان اتيحت له فرص التعلم، بل أن الشفرة الوراثية نفسها تتغير عبر الأجيال عند بعض الأفراد ، وهؤلاء من يكونوا أكثر تكيفا مع البيئة، وهؤلاء هم الأكثر قدرة على البقاء من غير المتكيفين مع البيئة، وهؤلاء المتكيفون مع البيئة هم الأكثر قدرة على توريث صفاتهم الوراثية الجديدة للأجيال اللاحقة.
والظاهرة الجديرة بالذكر هنا،هى أنه لا يوجد تطابق مطلق بنسبة مئة بالمئة فى كل صفات أفراد نفس الجيل حتى ولو كانوا توائم متطابقة، إذ أن كل فرد يختلف عن الأخر ولو فى بعض الصفات الثانوية، و هو الذى يؤدى فى النهاية للتنوع بين الكائنات الحية بمرور الوقت.
فالمورثة أو الجين و هى فى النهاية جزىء كيميائى يمثل قطعة من احدى سلسلتي الحمض النووى الديبوزى، و هى تحتل موضعا معينا على هذه السلسلة، و تحدد المورثة أو الجين بعدد الذرات والجزيئات الداخلة في تركيبها و نوعها و ترتيبه ، و المورثة أو الجين يمكن أن نعتبرها جملة أو كلمة تتشكل من تراتب معين للحروف الأربعة لأبجدية لغة الوراثة، وهي قابلة للتغير نتيجة الطفرات الوراثية كما وسبق وأشرنا، فأى تغير ولو طفيف للغاية فى عدد الذرات و الجزيئات وترتيبها و أنواعها وفق لقانون البنائية يمكن أن يغير خواصها بأدنى التغيرات الفراغية،مما يؤدى لتغير حروف وكلمات وجمل الشفرة الوراثية، وهذا أمر وارد حتى فى التوائم المتطابقة، وغير المتطابقة ، وفى أخوة الجيل الواحد وبالطبع عبر الأجيال.
تنتقل المادة الوراثية من جيل لآخر ، خلال عملية التكاثر بحيث يكتسب كل فرد جديد نصف مورثاته من أحد والديه و النصف الآخر من الوالد الآخر فى الكائنات التى تعتمد على التكاثر الجنسى بين ذكر وأنثى، إلا أنه فى أحوال التكاثر اللاجنسى تنتقل المادة الوراثية بالانقسام البسيط للخلايا كما فى الكائنات الحية وحيدة الخلية، و في بعض الحالات يمكن للمادة الوراثية أن تنقل بين أفراد غير أقرباء بعمليات للهندسة الوراثية أو عن طريق الفيروسات .
بشكل أساسي ، تحوي المورثات المعلومات الأساسية لبناء البروتينات و الإنزيمات و المواد الحيوية اللازمة للكائن الحى و وظائفه و مع الوقت ، يمكن ان تنتج هذه العملية ما نسميه تنوعا، أي تطور نوع جديد من الأحياء بدءا من نوع موجود أساسا . بالنسبة لهذه النظرية فإن جميع الكائنات الحية الموجودة ترتبط ببعضها البعض من خلال سلف مشترك كنتيجة لتراكمات التغيرات التطورية عبر مليارات السنين . فالتطور أيضا مصدر للتنوع الحيوي على كوكب الأرض ، بما فيها الأنواع المنقرضة المسجلة ضمن سجل الحفريات










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظات عن الجين
فاضل فرج خالد/ ستوكهولم -السويد ( 2009 / 7 / 15 - 06:38 )
الاستاذ سامح سعيد عبود المحترم
شكرا لهذا الشرح المكثف لموضوع الوراثة والهندسة الوراثية ولكنك كان بامكانك ان توضح بنبذة بسيطة عن اول عالم وضع نظرية الجين وهو العالم الامريكي توماس مورغان من خلال التجارب التي اجراها مع تلامذته على كروموسومات الغدة اللعابية ليرقات ذبابة الفاكهة الدروسوفيلا وقال بان الجين اي( المورثة )هي منطقة محددة من الكروموسوم وتشغل مكانا ثابنا عليه تكون مسؤولة عن ظهور احدى الصفات الوراثية وكان ذلك عام 1911م
ولكن وبعد التوصل الى الشكل الدقيق لجزيء الدنا من قبل واطسن وغريك وكذلك معرفة الحامض النووي المراسل وكذلك الناقل والرايبوسومات من قبل علماء آخرين وضع تعريف جديد للجين بانه منطقة محددة من احد شريطي الدنا بامكانها ارسال التعليمات الى السايتوبلازم ليتم صنع انزيم او بروتين يقود سلسلة من التفاعلات تؤدي الى ظهور صغة تشريحية او وظيفية للكائن


2 - شكرا على الإضافة
سامح سعيد عبود ( 2009 / 7 / 15 - 10:48 )
الاستاذ فرج فضل خالد
شكرا على إضافاتك المثمرة وإثراء تلك السلسة معلوماتيا
سامح

اخر الافلام

.. تحدي الصيد: مصعب الكيومي .Vs خليفة المزروعي - نقطة النهاية |


.. الشرطة التونسية تقتحم مقر -هيئة المحامين- للمرة الثانية خلال




.. طفلة فلسطينية تنهال بالبكاء متوسلة إخراج مَن تبقّى من عائلته


.. حرب غزة.. الرؤية الأميركية للصراع | #الظهيرة




.. الخارجية القطرية: الدوحة أكدت مرارا أنها ستستمر في دورها في