الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيار العسكري ضد -السلاح النووي الإيراني- ما زال واحداً من الحلول!!

اديب طالب

2009 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ما قاله نائب الرئيس الأميركي السيد بايدن، كان بمثابة تهديد مبطّن، ملوّن بالأصفر، وقد يكون ملوّناً بالأخضر لدى المستائين جداً من إيران المتمددة إقليمياً، إيران المانعة للبناء والنمو التنموي السياسي والاقتصادي في المنطقة كلها. ولا يتعارض مع الرؤية الأوبامية، فاليد الممدودة ان لم تلق مثلها، أقل أو أكثر، تتحول الى قبضة لاكمة، ولعلها قد تسقط الخصم بالضربة القاضية الماحقة، وما أدراك ما الضربة القاضية الماحقة، من حليم غاضب لم تتّقه قيادة إيرانية، ثمة شبه إجماع دولي على خطر "نوويّها"، وثمة تمزق سياسي واقتصادي، يعاني منه داخلها، ولقاء أوباما ومدفيديف الأخير والناجح جداً، فضلاً عن تمزق الهرم الإيراني يؤكدان ما ذهبنا اليه حول الإجماع والتمزق.
ما قاله أوباما بعد بايدن لا يقدم ولا يؤخر في جوهر الرؤية الأوبامية القائمة على الترغيب والترهيب في نفس الآن. وليس الأمر تغييراً في الإستراتيجيات الأميركية الجديدة في مواجهة قضايا السلم والحرب في العالم. الضربة الإسرائيلية العسكرية لإيران "النووية"، ان حصلت، لن تكون بعيداً عن موافقة الإدارة الأميركية، مهما بالغ السيد أوباما أو السيد بايدن في حديثهما عن حق السيادة لدولة العدوان المستمر، دولة إسرائيل النووية بامتياز.
ان ما قد يتراءى للبعض من أن الإدارة الإسرائيلية العنصرية، تسعى لإفشال إمكانية قيام محادثات أميركية إيرانية هو بمثابة وهم أو سوء تحليل سياسي، فقرار الحرب والسلم في أزمة عالمية لا تقدر عليه إسرائيل منفردة ولا أميركا منفردة. فخطر "السلاح النووي الإيراني" يهدد بتسابق إقليمي للتسلح النووي بين دول المنطقة، تعتبر المنطقة الأخطر في العالم كله، وغير مسموح به، في وقت يهرول فيه أكبر قطبين نووين في العالم الى الاتفاق على خفض المخزون منه الى النصف خلال السبعة أعوام القادمة، الأمر الذي أنجز في لقاء أوباما مع ميدفيديف الأخير، هذا من جهة، أما من الجهة الثانية فنصرّ على أن إسرائيل هي النجمة المخفية في العلم الأميركي، وجنون الصحافة الإسرائيلية حول أفكار السيد أوباما، لا أكثر من زوبعة في فنجان يثيرها ولد مدلل.
ان تشدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في سياساته الاستبدادية الداخلية، وفي سياساته الخارجية الاستفزازية التأزيمية... هذا التشدد لا يعني أن إيران ذاهبة الى الحرب، أو مستعجلة لخيار عسكري أميركي إسرائيلي، بل هو غطاء لتأخير ذلك الخيار المرعب، أو إزاحته لصالح المحادثات الأميركية الإيرانية المقبلة، وعلى الأرجح لتحسين فرص التفاوض لصالح مكاسب أكبر في تلك المباحثات، وخاصة أن السيد نجاد صار يدرك، أن إيران أصبحت أقل قوة بعد تزويره للانتخابات منها قبل ذاك التزوير الوقح الفاضح، وان العالم قريب من الإجماع على الممارسات العدوانية لحكمه وإدارته، فما يهم المستبد سياسياً ودينياً هو البقاء في السلطة، والحرب لن تبقيه فيها ولن تذره وأمثاله على رقاب الإيرانيين.
وعلى رقاب أهل أخطر منطقة في العالم مهدداً بقرونه النووية. السيد نجاد يعرف جيداً أن ما قد تنتجه المحادثات الأميركية الإيرانية من توازن استراتيجي في المنطقة فيما لو تقدمت الى الأمام، مساعد رئيس في بقائه في السلطة على رقاب الإيرانيين وليس على كل رقاب أهل المنطقة، ومؤكد أن السيد نجاد سيقنع بحكم إيران فقط وبشرعية دولية تبارك ذاك الحكم بغض النظر عن تطابقه مع شرعة حقوق الإنسان أو عدمه، وله في قبول وشرعنة الإدارات الأميركية لحكومات ناسبت سياساتها وتعارضت بالمطلق مع حقوق الإنسان، خير برهان على ذلك.
الخيار العسكري ضد "السلاح النووي الإيراني"، ما زال واحداً من الحلول، وهو بمثابة تهديد استباقي، لأي مماطلة إيرانية، ولأي استخدام مفضوح لأهم الجنرالات، ألا وهو جنرال الوقت، ونقولها ثانية: ان اليد الأميركية الأوبامية الممدودة لإيران، لن تبقى ممدودة للأبد، وللصبر حدود، وللحلم الامبراطوري الأميركي حدود، وأغلب الحروب في التاريخ نجمت عن غبار وغرور طرف، هذا من جهة، أما من الجهة الثانية فلقد نجمت عن نفاذ صبر القوي الحليم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟