الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القلم المكسور

خيري حمدان

2009 / 7 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان




بدأ العدّ التنازلي، وأربعون جلدة بالسوط ستسقط على ظهرها.
من تكون؟
صحفية سودانية حاولت أن تسير ضدّ التيار، يُقال بأنّها تجرأت على لبس البنطال، والبنطال في بلاد السودان خطير للغاية، ويعتبر جنحة، لأنّ الجسد الذي يدخل فيه يدير الأعناق ويفتن.
ليس مهماً القلم الذي تحمله السيدة لبنى حسين، وليس مهمّاً إن كان لديها ما تقوله لهذا العالم، في زمن يعزّ الكلام، وتضرب الرقاب من أجل كلمة عابرة، وتُفجّر العربات لإلغاء الآخر نهائياً من حيّز الوجود.

طبعاً الأمّة العربية لديها فائض هائل في عدد العقول المفكّرة والأقلام الناقدة الواعدة، ولهذا فإنّه من الضروري بل وأمرٌ صحّيّ، التخلّص من بعضها بين الحين والآخر. وإذا أصرّ كاتبٌ ما أو مفكّر أن يرفع رأسه ويهمس مطالباً بالعودة للواقعية، والتخلّص من أسس وقواعد التخلّف الاجتماعي والسياسي،عندها زملائي الأعزّاء، يأتي السوط ليقدح هذا الكائن الغريب عن الوعي الشمولي السلطويّ العربي عامّة، والسوداني في حالة الصحفية لبنى حسين.

من السهل على السلطة الحاكمة أن تكسر الأقلام، وتحرم الكتّاب والمفكرين من التعبير عن الرأي، رأينا هذا في سوريا حين اعتقل ميشيل كيلو والطبيبة فداء الحوراني، وشاهدنا هذا عندما حجب موقع دنيا الوطن عن أراضي السلطة في رام الله، وحجب موقع أفنان سابقاً، وباريس – القدس حاليا في تونس، والأمثلة على العنف الموّجه ضدّ حرية الرأي لا تنتهي والآن جاء دور الصحفية لبنى وقد سبقها إلى ساحة العار سيّدات سودانيات تحمّلن وقع السوط وألمه، ليصمتن في بلاد الخوف والقمع الفكري الموجّه.

لا تكسروا أقلامنا فما زال لدينا الكثير لنقوله، وحديثنا يصبّ في مصلحة هذه الأمّة المتعبة، التي لم تعد تحتمل أبناءها، وتسارع غالباً لتحطيم إرادتنا من خلال الفقر والأميّة وقمع الآراء الحرّة الصادقة، والعيش في ظلّ الملالي والعصا والسراويل التي تُخْفي الرؤوس المفكّرة للنخبة السياسية لهذه الأمّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تنظر الحكومة الإسرائيلية لانتهاء مفاوضات القاهرة دون اتف


.. نتانياهو: إسرائيل مستعدة -للوقوف وحدها- بعد تعهد واشنطن وقف




.. إطلاق مشروع المدرسة الإلكترونية في العراق للتقليل من الاعتما


.. نتنياهو: خسرنا مئات الجنود بغزة.. وآمل تجاوز الخلاف مع بايدن




.. طلاب إسبان يدعمون غزة خلال مظاهرات في غرناطة