الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التروتسكية: نظرية الثورة الدائمة - )مقتطفات من: التروتسكية ثورة مضادة!)

أنور نجم الدين

2009 / 7 / 15
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يعود تاريخ كتابة هذا الموضوع إلى عام (1987م) أي إلى فترة الإصلاحات الغورباتشوفية الجديدة في الاتحاد السوفيتي السابق.

……………………..

((تعني الاشتراكية الحقة علاقات متجردة بين الناس، صداقة بدون حسد أو دسائس، وحباً دون حسابات دنيئة – تروتسكي، الثورة المغدورة)).

حقاً الثورة مغدورة! فالاشتراكية هذه ليست سوى المسيحية، سوى الحب الذي ينشره الكاهن تحت سقوف الكنائس، سوى الصداقة التي تنتجها علاقات البضاعة والتبادل، فالواعظون الدينيون أيضاً يعظون (الناس) بـصداقة بدون حسد أو دسائس، ويكررون دوماً (أنَّ الحسود لا يسود) أي يكررون دوماً المقولة التي أنتجتها الملكية الخاصة للحفاظ على نفسها. وفي مجتمعنا الذي لدينا كلُّ الحرية التي لا تضر بحقوق الآخرين، في امتلاكهم للثروة والملكية، لدينا أيضاً الكثير من الواعظين الذين ينصحوننا بأنَّ (الحسود) لا يخالف المصلحة العامة فحسب، بل ويخالف (الله) أيضاً.

ووفقاً لما سبق، نرى أنَّ مفهوم تروتسكي للاشتراكية، لا يختلف في جوهره عن المفاهيم السماوية لتنظيم علاقات الناس، و(الصداقة) و(الحب دون حسابات دنيئة)، فما طرحه تروتسكي (المعارض) لم يكن سوى ما طرحه تروتسكي (الزعيم) حول الاشتراكية البرجوازية التي تبشر بها الثورة المضادة، وتجريد الثورة عن ماهيتها، وابتعاد البروليتاريا عن مهمتها التاريخية. والأمر الذي يبرهن لنا الاختلاف الجذري بين الشيوعية والتروتسكية، أكثر من أي أطروحة أخرى، هو أطروحات تروتسكي حول الثورة وتعريفها بوصفها (ثورة) ذات هدف تدريجي للسيطرة على الرأسمالية العالمية، والنضال من أجل الاشتراكية، لأنَّ الثورة - بحسب تروتسكي - (ثورة دائمة) أي ثورة انتقالية من الديمقراطية البرجوازية، إلى ما يسمى بالديمقراطية العمالية في كلِّ بلدٍ على حدة، ومن الديمقراطيات العمالية إلى الاشتراكية العالمية، فما يقدمه لنا تروتسكي النبي، ليس سوى الوهم الشائع الذي يقر بوجود البروليتاريا دون وجود البرجوازية، وبانتصار الثورة في الحدود القومية والوطنية، دون النظر إلى سيادة العلاقة العالمية التي تسود المجتمع البشري الراهن، أي علاقات الملكية الرأسمالية، وإذا قيمنا نظرية (الثورة الدائمة) نرى أنَّها ليست سوى التكامل المنطقي للبرنامج القومي الذي قدمه تروتسكي، على شكل برنامج الحد الأدنى والحد الأقصى، هذا البرنامج الذي لا يعبر سوى عن حربٍ أيديولوجية مستمرة ضد الثورة الشيوعية، أي ضد المنهج الذي تتمسك به البروليتاريا .........

ولنرّ الآن ما هي مقومات (الثورة الدائمة)؟

((أولا: تشمل نظرية الثورة الدائمة، قضية الانتقال من الثورة الديمقراطية إلى الثورة الاشتراكية، وهذا في جوهره هو أساسها التاريخي ...
إنَّ نظرية الثورة الدائمة التي ولدت عام (1905م) بينت أنَّ المهام الديمقراطية في الأمم البرجوازية المتأخرة تقتضي في عصرنا هذا، قيام دكتاتورية البروليتاريا رأساً، وأنَّ هذه الدكتاتورية تضع المهام الاشتراكية في حيز التنفيذ، وهنا تكمن الفكرة الرئيسية في هذه النظرية، فبينما كان الرأي التقليدي يقول: إنَّ الطريق إلى دكتاتورية البروليتاريا يمر خلال مرحلة ديمقراطية طويلة، أكدت نظرية الثورة الدائمة على أنَّ الطريق إلى الاشتراكية يمر بدكتاتورية البروليتاريا في الدول المتخلفة – تروتسكي، الثورة الدائمة)).

لا نرى في الحجة الأولى لنظرية (الثورة الدائمة) سوى هراء باطل لديمقراطي برجوازي، وسوى تأكيد آخر على برنامج الحد الأدنى، ولا يختلف تروتسكي عن لينين وستالين في تفسيره للثورة، لا في الجوهر ولا في الشكل، فحسب تروتسكي يمكن للاشتراكية أن تضع مهامها حيز التنفيذ في كلَّ بلدٍ على حدة، وهذا يعني أنَّ تروتسكي لا ينفي إمكانية انتصار الاشتراكية في البلد المعني ولا في ديمقراطية مهامها، وإذا قيمنا تروتسكي، ليس من وجهة نظر معارضه ستالين، بل من وجهة نظر الشيوعية، فإنَّنا لا نحصل سوى على اشتراكي قومي مثل لينين وستالين، فها هو تروتسكي المطارَد، يستمر في تقديم دلائله لإمكانية انتصار الاشتراكية في بلد واحد، وعلاقتها الوهمية بالثورة الأممية:

((المقومة الثانية لنظرية الثورة الدائمة تتعلق بالثورة الاشتراكية ذاتها .. فالمجتمع هنا يخلع جلده العتيق و يستبدله بجلد جديد. وتنبثق كلُّ مرحلة من مراحل التحول من المرحلة التي تسبقها مباشرة .. ان الثورات في الاقتصاد والتقنية والعلم والعائلة والأخلاق والحياة اليومية، تسير بشكل معقد متشابك، فلا تسمح للمجتمع بأن يستعيد توازنه. هنا تكمن ديمومة الثورة الاشتراكية كثورة اشتراكية – تروتسكي، نفس المصدر السابق)).

لا نجد هنا أي شيء جديد سوى ( المجتمع يخلع جلده العتيق، ويستبدله بجلد جديد).

ولكن ألن يخلع المجتمع الذي نعيش فيه (جلده العتيق) كلَّ يوم وكلَّ ساعة؟ وهل يغير هذا الجلد الجديد شيئاً من جوهر علاقات القيمة؟ أو ليس التطور (في الاقتصاد والتقنية والعائلة والأخلاق والحياة اليومية) هو (الجلد الجديد) الذي تستبدل الرأسمالية نفسها به نتيجة للتطور المستمر للمدنية؟ فما يميز تروتسكي هنا عن بقية المفسرين البرجوازيين الآخرين للاشتراكية، ليس سوى عجزه التام عن إعطاء أي صورة حتى عن الاشتراكية التي يتخيلها.

أمَّا الحجة الثالثة لنظرية (الثورة الدائمة) فليست سوى تأكيد آخر على قومية البرنامج الذي يطرحه تروتسكي:

((إنَّ الطابع الأممي للثورة الاشتراكية، المقومة الثالثة من مقومات الثورة الدائمة، ينبثق من الوضع الراهن للاقتَّصاد ومن البنيان الاجتماعي في العالم. ليست الأممية مبدأً مجرداً، وإنَّما هي انعكاس نظري على الصعيد العالمي. تبدأ الثورة الاشتراكية على أسس وطنية، ولكن لا يمكن إنجازها ضمن هذا الإطار، لأنَّ حصر ثورة البروليتاريا لا يمكن إلاَّ أنْ يكون خطوة مرحلية، بالرغم من أنَّ هذه الخطوة قد تستغرق زمناً طويلاً، كما تؤكد تجربة الاتحاد السوفيتي .. وإذا نظرنا إلى الثورة الوطنية من هذه الزاوية نجد أنَّها ليست كلاً متكاملاً، وإنَّما هي مجرد حلقة في سلسلة الثورات الأممية ..
إنَّ هجوم (رجال الصف الثاني) موجه، وإنْ لم يكن دائماً بنفس الوضوح، ضد المقومات الثلاث التي تتكون منها نظرية الثورة الدائمة، كيف لا والأجزاء الثلاثة مترابطة .. إنَّ (رجال الصف الثاني) يفصلون بشكل آلي بين الدكتاتورية الديمقراطية والدكتاتورية الاشتراكية، وبين الثورة الاشتراكية الوطنية، والثورة الأممية – تروتسكي، نفس المصدر السابق)).

هذه هي نظرية الثورة الدائمة، ففي تفسيره للمجتمع الخيالي الذي يوهمنا به، يكرر تروتسكي كلَّ ما كرره (الاشتراكيون القوميون) منذ أمد بعيد، فحسب تروتسكي، وجميع الاشتراكيين القوميين الآخرين، لا يمكن للثورة الأممية أنْ تنتصر إلاَّ عبر ثورات اشتراكية وطنية، ولا تبدأ الاشتراكية إلاَّ على أسس وطنية.

وهكذا، فإنَّ كلَّ ما تريده الثورة المضادة، هو إقناع العمال بالدفاع عن الوطن، وهذا باسم الدفاع عن الاشتراكية الوطنية، والتمسك بالدولة القومية. أمَّا ما يميز تروتسكي عن غيره في قضية الدفاع عن الاشتراكية القومية، فهو أسلوبه الراديكالي في إقناع العمال بأنَّ مجتمعه النموذجي، ليس مجتمعاً اشتراكياً بعد، ولا مجتمعاً رأسمالياً أيضاً، بل مجتمع وسطي بين الرأسمالية والاشتراكية، لذا يمكننا أنْ نتمسك به إلى أنْ ينهي العمال في البلدان المختلفة قضيتهم مع برجوازيتهم الخاصة، وينشئوا دولتهم العمالية، وبعدئذٍ ستصبح الاشتراكية أمراً في غاية البساطة!

ولكن علامَ نحصل من الدولة العمالية التي تبشر بها التروتسكية؟ هل يتجاوز هذا المجتمع النموذجي العلاقة التي تسود المجتمع البشري الراهن؟ من أجل الجدل، لنفترض أولاً، أنَّ هذه الجزيرة الإنسانية، تقطع الصلة مع العالم اللاإنساني الذي نعيش فيه، ومن ثم نرى على ماذا نحصل من هذا (المجتمع النموذجي):

((من الأدق ألاَّ نعتبر النظام السوفياتي الحالي، الغارق في تناقضاته الكثيرة، نظاماً اشتراكياً، ذلك أنَّه نظام انتقالي بين الرأسمالية والاشتراكية، أو ممهد للاشتراكية ..
إلاَّ أنَّ الدولة تكتسب فوراً طبيعة مزدوجة: اشتراكية بقدر ما تدافع عن الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، وبرجوازية بقدر ما يجري توزيع المنافع فيها وفقاً لمقاييس رأسمالية للقيمة، مع ما ينجم عن ذلك من نتائج، ولا شك أنَّ مثل هذا التعريف المتناقض سيثير هلع الدوغمائيين والسكولاستيكيين، فما علينا إلاَّ أنْ نعبر لهم عن أسفنا. ويتحدد الوجه الأخير للدولة العمالية بتعديل العلاقة بين ميولها البرجوازية والاشتراكية – تروتسكي، الثورة المغدورة)).

إنَّ مثل هذا التعريف المدهش، لا يثير دهشتنا بقدر ما يثير دهشة كارل ماركس، لذا لندع ماركس يجيب هذا الاشتراكي المبتذل:

((إنَّ توزيع الأشياء الاستهلاكية، في كلِّ عصر وطور، ليس سوى نتيجة لتوزيع شروط الإنتاج نفسها، ولكنَّ توزيع هذه الأخيرة يعبر عن طابع أسلوب الإنتاج بالذات، فأسلوب الإنتاج الرأسمالي مثلاً، يرتكز على كون شروط الإنتاج المادية تشكل ملكية رأس المال، وملكية الأرض تقع في أيدي غير العمَّال، بينما سواد الناس لا يملكون سوى الشرط الشخصي للإنتاج – قوة العمل، إنَّ الاشتراكية المبتذلة قد اقتبست من الاقتصاديين البرجوازيين عادة اعتبار التوزيع، بوصفه أمراً مستقلاً عن أسلوب الإنتاج، وعادة تصوير الاشتراكية بالتالي، وكأنَّها تدور في الأساس حول قضايا التوزيع، ولكن حين تكون العلاقات الفعلية قد اتضحت منذ زمن بعيد، فمَ الفائدة من العودة إلى الوراء؟ كارل ماركس)).

........................


وإذا أردنا النظر إلى حقل النزاع بين تروتسكي وستالين، فإنَّنا لا نجد سوى اقتراحات مختلفة لبناء اشتراكيتهم القومية، تلك الاشتراكية التي لا تمس من قريب أو بعيد، علاقات الملكية الرأسمالية، فستالين - حسب إسحق دويتشر – وهو أحد تلامذة تروتسكي: ((قد سرق شعارات تروتسكي بعد أنْ هزمه، وأخذ برنامج التصنيع والتجميع عن (المعارضة اليسارية) )).
حسب دويتشر: ((كان تروتسكي يعتبر في منهاجه أنَّه يجب دفع التصنيع إلى الأمام .. وكان هذا المنهاج يفترض وجود توسع متوازنٍ متوازٍ في الصناعات الإنتاجية والاستهلاكية، غير أنَّ ستالين شجع تطوراً ذا وجه واحد هو تطور الصناعات الإنتاجية، وأهمل الصناعات الاستهلاكية)).

وهكذا، لم يكن برنامج هذا (الاشتراكي) يتعارض مع البرنامج القومي الذي كان يتمسك به ستالين القومي، لأنَّ هذا النوع من البرامج، لم يعارض المصلحة القومية للدولة الروسية، ولم يؤدِ سوى إلى الإصلاحات الإدارية والاقتصادية، فكلُّ ما طلبه تروتسكي، حققه ستالين بدرجة من الكمال، أو حسب دويتشر، نفذه خروتشوف على الأقل:

((إنَّ النزعة الخروتشوفية المعادية للستالينية، هي انتصار لتروتسكي بعد موته: فكلُّ إصلاح تقدمي داخلي نفذ في الاتحاد السوفيتي منذ عام 1953 لم يكن سوى صدى بعيد لآمال تروتسكي ومطالبه التي طرحها ذات مرة – إسحق دويتشر)).

ويمكننا أنْ نكمل هذه الأطروحة التي قدمها دويتشر ونقول: إنَّ الإصلاحات التقدمية التي يقوم بها غورباتشوف، ونزعته المعادية للستالينية، هي انتصار أخير لتروتسكي، وهي فعلاً انتصار آخر إنْ لم يكن أخيراً، وصدى بعيد لآمال تروتسكي، لأنَّ التروتسكية لا تعني سوى إصلاح تقدمي لكلِّ ما يتعفن ويتفكك في المجتمع الحالي، وهذه الغورباتشوفية المعادية للستالينية، هي (الثورة السياسية) التي تتطلبها التروتسكية لقلب (البيروقراطية) في روسيا، فحسب تروتسكي النبي، لا تحتاج البروليتاريا إلى الثورة الاجتماعية في روسيا، لأنَّ ما يسيطر على الدولة ليس البرجوازية، وإنَّما (البيروقراطية) ذات الامتيازات الخاصة، ولكن حسب تروتسكي، فإنَّ هذه البيروقراطية:

((ملزمة بالدفاع عن ملكية الدولة التي هي منبع سلطتها ومصدر أرباحها، وعبر هذا المظهر من مظاهر نشاطها، تبقى أداة لدكتاتورية البروليتاريا – تروتسكي، الثورة المغدورة)).

يا له من تفسير اشتراكي! إنَّ البيروقراطية التي يتكلم عنها تروتسكي، لا تشكل طبقة وسطية إلاَّ في أدب نبي برجوازي، إنَّ هذا النوع من التفسير لا يستهدف سوى تشويه عقول الأجيال العمالية لصالح البرجوازية البيروقراطية التي لا تعيش إلاَّ على فائض العمل، أي الفائض القيمة. إنَّ هذا التفسير، لا يستهدف سوى تشويه نظرة الشيوعية للعالم، إنَّ الشيوعية لا ترى سوى مجتمع متكون من الطبقتين العالميتين المتاقضتين، ولا ترى سوى مسألة الملكية بين هاتين الطبقتين، أمَّا البرنامج (العالمي) الذي يقدمه تروتسكي، فلا يخدم سوى الازدهار القومي، أي البرجوازي، ولا يناقض سوى الثورة الأممية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التروتسكية والثورة الدائمة
محمد ( 2009 / 7 / 15 - 00:17 )
ينطلق سواء لينين أو تروتسكي من نظرية التطور اللامتكافئ، والتي تعني أن للبروليتاريا مهمات وبرامج وطنية تختلف من بلد لآخر انطلاقا من درجة التطور الاقتصادي لهذا البلد او ذاك. فبينما تكون مهمة البروليتاريا في البلدان المتطورة هي انجاز الثورة الاشتراكية، فان مهمتها في البلدان المتأخرة التطورهي استكمال كل المهام التي عجزت البورجوازية عن انجازها (المهام الديمقراطية) وتكمن راديكالية نظرية الثورة الدائمة أنها على عكس أغلبية الاشتراكية الديمقراطية التي توكل هذه المهام الديمقراطية للبورجوازية الوطنية، فانها توكل هذه المهمة للبروليتاريا نفسها، أو كملحق من ملاحق الثورة الاشتراكية
لو تفحصنا الموضوع بعيدا عن التهويمات الايديولوجية، فان السؤال سيطرح نفسه: ما هي هذه المهام الديمقراطية؟ انها التطور والتقدم الرأسمالي (بدون البورجوازية وبقيادة العمال)، لكن التطور والتقدم الرأسمالي يفترض تراكم راس المال، وتراكم رأس المال يفترض استدرار فائض القيمة، واستدرار فائض القيمة يفترض استغلال العمال، واستغلال العمال يفترض وجود طبقة بورجوازية وصراع طبقي مرير، وبؤس وفقر وجاعات وبطالة..الخ من جهة وثراء ومراكمة الثروات من جهة أخرى، وهذا يعني أن هذه المهام الديمقراطية التي ستوكل مهمة انجازها للبروليتاريا ليست سوى الن


2 - ماجد
لينين و تروتسكي ( 2009 / 7 / 15 - 14:36 )
نجد تروتسكي و بشكل انتهازي يستعين بلينين من أجل أن يثبت بأن - نظرية الثورة الدائمة- وعدم - إمكانية بناء الاشتراكية في بلد واحد- هي من خلق لينين. لنرجع إلى تروتسكي و محاولة تقنعه بالدفاع عن اللينينية، سنة 1939 سيعلن بأن لينين كان -يردد أن عودة العهد الرأسمالي شيء لا مفر منه دون مساعدة الثورة الاشتراكية في الغرب. إنه، يقصد لينين، لم يكن على خطأ، فالبيروقراطية الستالينية ليست إلا المرحلة الأولى من عودة البرجوازية.

لم يلتحق تروتسكي بالحزب البلشفي إلا في غشت 1917، أي فقط شهرين قبل ثورة أكتوبر!! و لم يحتج إلى الكثير من السنوات لكي نجده من جديد ضد البلاشفة و ضد اللينينية، ولكن هذه المرة باسم الدفاع عن البلشفية و اللينينية!! تروتسكي لم يكتف بالبحث - لنظريته - عن موقع داخل اللينينية، بل يعلن بصراحة على أنها لا هي منشفية و لا هي بلشفية، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، فهو يلمح إلى أن لينين إبان ثورة أكتوبر أصبح -تروتسكيا- و داعماً لنظرية -الثورة الدائمة-!!


3 - Noraldin
تروتسكي ملتزم بثوابت النظرية الشيوعية ( 2009 / 7 / 15 - 15:31 )
يجب ان يعامل تروتسكي كواحد من الشيوعيين مادام ملتزما بثوابت النظرية الشيوعية ولا يتعاون مع الامبريالية والصهيونية ومادام يعمل ضد الرأسمالية ويدعم التيارات الثورية الأخرى التي تناضل ضد الاستعمار وعلى الآخرين النضال لتصحيح الانحراف الفكري لهذا الشيوعي عن طريق النقاش العلمي الهاديء والإقناع. لكن رغم ذلك يجب عدم التسامح في الحرب العقائدية ضد التروتسكية كفكر وكتنظيمات ذلك لأن التروتسكيين عند تجمعهم في كتلة تنظيمية واحدة فان هذه الكتلة او التنظيم يسلك سلوك الحزب الاشتراكي الديمقراطي - سواء عن قصد او دون قصد - وليس سلوك حزب او تنظيم ماركسي لينيني.

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ