الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يحرقون الوطن والمواطن اكراما لشهوة انتقام اسيادهم واولياء نعمتهم

ياقو بلو

2009 / 7 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


لا يعنيني ان اكتب في موضوع استهداف الكنائس المسيحية كأنسان مسيحي او مسلم او بوذي او يهودي او اي دين اخر على الارض، انما اكتب بصفتي مواطنا عراقيا من الدرجة فوق الممتازة رغم انف كل الحكومة وكل مؤسساتها التي لا يميزها عن مثيلاتها في جميع انحاء العالم سوى فساد من يتحكم بهذه الحكومة ومؤسساتها،رئيس الجمهورية انسان لا يؤمن بالديمقراطية التي ينادي بها لانه منحاز اصلا الى فئة قومية معلومة،رئيس الوزراء رجل غير صادق لانه يتزعم حزبا سياسيا تنطبق عليه كل مواصفات العصابات الدينية الطائفية،حيث اثبتت الاحداث والشواهد انه يسهل لهذه العصابة ما يجعلها في مؤمن من محاسبة القانون،البرلمان العراقي تنطبق عليه شروط المبغى الذي تمارس فيه الاحزاب الدينية والقومية العهر السياسي علنا دون خجل او مستحى،قيادات الاحزاب السياسية الدينية الطائفية والقومية الشوفينية العنصرية جميعهم مفسدون،حيث انهم ورغم مرور كل هذه السنوات لم يقدموا للوطن والمواطن سوى ما يضمن مصالحهم الخاصة،قيادات بعض الاحزاب التي تلبس ثوب المعارضة وجعلت من نفسها حامي حمى المساكين ليسوا سوى وجها قبيحا للجريمة، والدليل على ذلك انهم استوزروا وجلسوا على مقاعد البرلمان بأصوات السفلة والمنحرفين اخلاقيا.

ليس مهما ان يموت بعض المسيحيين في الانفجارات القذرة التي طالت كنائسهم،فدم الانسان المسيحي ليس انقى ولا اطهر من دم الانسان المسلم او اليزيدي او الصابئي الذي يراق يوميا بغزارة مرعبة،وضحايا تفجيرات الكنائس لا يمتلكون اي ميزة خاصة تفرقهم عن ضحايا جرائم بقية الانفجارات الجبانة التي صارت ترتكب في مناطق في مناطق ذات سمة دينية محددة،انما سبب اراقة هذا الدم هو المهم،المسلم والمسيحي يراق دمهم في الاسواق والساحات العامة ليس بصفتهم مسلما ومسيحيا انما بصفتهم حطبا عراقيا للنار التي لا يريد المجرمون ان تنطفأ حتى يأتوا على اخر غصن اخضر في هذا الوطن الذي كان مجرد ذكر اسمه يوما يدخل الهلع في قلوبهم،خصوصية الدم المسيحي متأتية كونه يراق لانه دم مسيحي وليس مجرد دم عراقي،المجرمون الذين يستهفدون الانسان العراقي يستهدفونه لانهم يريدون تحقيق غايات عامة جدا،في حين قتلة المسيحيين ومفجري كنائسهم لهم اجندات خاصة جدا ليس للدين فيها اي دخل مطلقا،انما هي اجندة سياسية ينفذها البعض القادر على الوصول الى اي هدف وفي وضح النهار دون خشية من عقاب القانون وردعه.


سوف تطلع علينا وسائل اعلامهم الفاسدة بمانشيتات طويلة عريضة تقول:السلفيون وبقايا النظام السابق يستهدفون المسيحيين.ولأننا كبرنا وصرنا نتعلم الدروس القاسية ونحفظ كل الاناشيد لكثرة ما رددناها عن ظهر قلب،سنقول لهم:ابحثوا لكم ايها المفسدون عن اسواق لتصرفوا فيها بضاعتكم الفاسدة النتنة هذه.ان السلفيين وبقايا النظام براء من هذه الجرائم وكثير غيرها،لان هؤلاء ليس لهم مصلحة في هذه الجرائم بناء على ما يقول به اصحاب وتجار هذه المانشتات انفسهم،فبقايا النظام السابق والسلفيون يطالبون بخروج القوات الغازية من ارض العراق،وجرائم مثل هذه تكرس لبقاء المحتل في العراق،وهذا يعني:يجب ان نبحث عن صاحب المصلحة،والدوافع الحقيقية لارتكاب مثل هكذا افعال شريرة.

الجميع يعلم علم اليقين ان ليس للمسيحيين العراقيين بصفتهم الدينية ناقة ولا جمل في الصراع الدائر على السلطة سواء المركزية او سلطة اقليم الشمال،وكما نعرف جميعا ان المسيحيين العراقيين لا يمثلون اي ثقل سياسي على الساحة العراقية يجعلهم هدفا لمن ينافسهم،اذن ما هو الداعي لكي يستهدفهم بقايا النظام السابق والمجموعات السلفية؟ان بقايا النظام السابق والسلفيين يعلمون علم اليقين ان المسيحيين لم يستقبلوا جيوش الغزاة بالورد والياسمين ولا الغزاة قالوا يوما: جئنا لنخلص المسيحيين من الجور اللاحق بهم على مدى قرون طويلة من الزمن،وجميعنا نتفق ان الغازي لا يأخذ بعقيدة دينية ولا يحترم الاعراف الانسانية.

قلبوا دفاتر تاريخ الامس وفتشوا بين سطوره عن اصول المسيحيين العراقيين وتاريخهم وجغرافيتهم فستعرفون من الذي من مصلحته ان يقتل ويهجر المسيحيين في العراق،تدبروا في الخرائط السرية والعلنية التي صار يوزعها البعض على انصاره لتعرفوا لماذا تهاجم كنائس الاشوريين ويقتل رجالاتهم وتغتصب نساءهم في وضح النهار.

المسيحيون العراقيون لا يشرفهم ان تحميهم قوات الغازي الامريكي،واجب حمايتهم يقع على عاتق من رفع شعار دولة القانون ويمسك بالسلطة المركزية،وهذا يعني انه رفع هذا الشعار الجميل من اجل ان يخدعنا لكي نبشر بمشروعه الوطني ونعطيه صوتنا في الانتخابات،حان الوقت ليكشف لنا صاحب شعار دولة القانون اذا كان فعلا صادقا في زعمه وليس مخادعا، كل الملفات المتعلقة بالجرائم التي تعرض لها الاشوريين في الموصل،ان دولة القانون لا تكتم عن الضحية الاسباب الدافعة الى اضطهادها،اذن عزوف صاحب شعار دولة القانون عن كشف الملفات المتعلقة بالجرائم التي طالت مسيحي الموصل اما لانه يساوم على دماء الاشوريين وامتهان كرامتهم مقابل التكتم على ملفات تتعلق بما يحرص هو وعصابته على كتمانها خشية فضح الغير لملفات تتعلق به وبعصابته الدينية الطائفية،او انه اضعف من ان يقود دولة تعمل بالقانون، وفي الحالتين هو مسؤول عن تقديم الحساب للجماهير.

المسيحيون العراقيون هم احفاد اولئك الذين بنوا بابل ونينوى العظيمة،تلك المدينة التي صعب على يونان النبي اليهودي ان يغفر الله لاهلها ذنوبهم لانهم قبلوا التوبة والعمل بحسب مشيئة الله كما تقول رواية العهد القديم في السفر المدون بأسمه،لقد صعب عليه ان بنال اهل نينوى العظيمة الحظوة عند الله،اذن الحقد على النينويين هو قديم جدا قدم ذكريات العنفوان الاشوري،وبما ان المسيحيين هم احفاد اصحاب العنفوان ذاك،اذن يجب ان يكونوا هدفا لانتقام من اذل ممالكهم اجداد الاشوريون،وهذا يعني ان منفذي الهجمات على كنائس المسيحيين ودور عبادتهم وقتل رجالاتهم،ليست غايتهم النهائية سوى هجهجة المسيحيين وتشريدهم في انحاء المعمورة،او اضطرارهم الى الهرب الى شمال الوطن المهيمن على مقدراته بعض شيوخ العشائر واصحاب الاقطاعيات السياسية ليجعلوا منهم مادة مستساغة في ماكنتهم الاعلامية يزايدون بها في تجارتهم السياسية التي لولا الحديد والنار لكان صوت المعترضين عليها اعلى من صوت المؤذن ساعة الفجر واي كانت قوة مكبر الصوت الذي يستخدمه.

جميع شرائح المجتمع العراقي تكنى بأسمائها القومية،الا الاشوريون،فما زال يصر اصحاب المصلحة على حصرهم في زاوية ضيقة وتسميتهم بأخوتنا المسيحيين الذين يلاقون في ربوعنا كل الاحترام والرعاية وكأنهم ضيوف اغراب على مائدة الذين خلفوهم،يرفضون ان يسمونهم بأسمهم القومي لان على ذلك تترتب لهم حقوق التاريخ الذي يستقتل البعض على تشويهه والجغرافية التي احتاروا كيف يسلبونها منهم بالكامل.

ليهدموا الكنائس ويقتلوا الاشوريين بأسم المسيحيين،وليخططوا كيفما يشاؤون،ليفعلوا ما يحلوا لهم،انهم يمتلكون القوة والمال والحماية التي تلبس الوان العلم الامريكي التي يعرف كل عراقي شريف حقيقة سبب انتهاكها لحرمة هذا الوطن،ليأتوا بكل جريمة من جرائم التطهير العرقي والديني ضد الاشوريين،ولكن ليعرف هؤلاء الاوغاد ان الاشوريين ولدوا في ارض ما بين النهرين ولا يشرفهم ان يموتوا سوى على هذه الارض ان بالسيف وان بالبارود،ولو بقى اشوري واحد وحيد في هذا الوطن المستباح فأن حقائق التاريخ والجغرافية تبقى هي هي.

اذن بات من واجب كل عراقي حر شريف ان يساهم في حملة الكشف عن الاسباب والدوافع الحقيقية للجرائم التي يتعرض لها المسيحيين العراقيين،بات من واجب كل رجل دين يدعي انه يدعو الى المحبة والسلام بين ابناء الوطن ان يفتي بفتوى لازمة تحرم دماء الابرياء مسلمين كانوا ام مسيحيين ام غيرهم، لنصدق دعاواه ونحترم كلمته،لقد مللنا شجبهم وتصريحاتهم الرتيبة في وسائل الاعلام،بات من واجب كل عراقي حر شريف ان يطالب صاحب شعار دولة القانون بكشف الملفات المتعلقة بالجرائم التي طالت المسيحيين في الموصل منذ وقت قريب وتلك التي طالت قبل ايام قليلة جدا وتطبيق القانون على من كسر القانون واستهتر به.

كلمة اخيرة اقولها بكل فخر واعتزاز واباء بأسم كل آشوري لا يشرفه الا ان يكون عراقيا وعراقه يمتد من شمال زاخو الى جنوب البصرة:عراقيون كنا،عراقيون نحن وعراقيون سنظل حتى لو اضطرونا الى ممارسة شعائرنا الدينية بين اطلال كنائسنا المهدمة وحتى لو اضطرونا الى تقديم قرباننا للاله الذي خلقنا بالحب دماء اهلنا.

العراق كل العراق وراء القصد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيناريو خيـــــــــــــــالي
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 7 / 16 - 14:22 )
يا استاذ بلو هذه انفعالات اضنها تزيد البلاء . لم تقدم مقترح للخلاص . الرجاء قراءة مقالة الاستاذ سمير شبلا واقتراحنا في نهاية مقالته . من الواضح ان قلمك يفــــور بالغضب

اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج