الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا..هي من سفكت دماءنا ودمّرت بلدنا

محمود الشمري

2009 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


جميع العراقيين يتذكرون عام 2003 عندما كانت القوات ألأمريكية تواصل التغلغل في الأراضي العراقية وهروب صدام وأصحابه كالأرانب المذعورة واختفاءهم , وكيف انه اثناء ذلك وفي شهري اذار ونيسان عام 2003 قامت الأستخبارات السورية بأدخال حافلات تضم متطوعين عرب معظمهم من سوريا عبر حدودها الى العراق من اجل مقاتلة الأمريكان الذين أسقطوا صدام رغم العداء السافر الذي كان قائما بينهم وبين نظام صدام . تلك الأحداث قد عرضت من على شاشات التلفاز ولا أحد يستطيع انكارها . وفي نفس الوقت فأن اتباع صدام كانوا يتدفقون في الأتجاه المعاكس الى داخل الأراضي السورية حيث وجدوا ملجا امنا في الأماكن المكتظة بالسكان شرق سوريا .
و هناك قاموا بإنشاء قواعد يقومون من خلالها بجمع الأموال و الحصول على الأسلحة و تدريب أشخاص من أجل إمداد التمرد في العراق , ومازالوا يمارسون هذا العمل التدميري بكل حرية ,وقد سهل رجال المخابرات السورية نشاطات الجهاديين السوريين و الأجانب و الموالين لصدام حسين . و قد كان لديهم عدّة حوافز للقيام بهذا الأمر وهي :

1- ان فتح الحدود أمام الأسلاميين السوريين المتعصبين للدخول الى العراق بعتبر متنفسا جيدا للمعارضة الإسلامية في سوريا التي كانت تتمركز بشكل رئيس في و حول مدينة حلب في الشمال الغربي للبلاد. و قد حققت هذه الاستراتيجية نجاحا ولو مؤقتا لأمتصاص حماس المتعصبين وتوجيهه لهدف اخر أكثر جذبا واكثر تداولا في وسائل الأعلام من الدا خل السوري .

2- ان التسهيلات التي تقدّم للمتعصبين السوريين وافراد تنظيم القاعدة سوف يجعل الحكومة السورية تكسب ثقتهم وتقديرهم وبالتالي ستأمن جانبهم وعدم قيامهم بنشاطات ارهابية في الداخل ولو لفترة لاباس بها تكفي الحكومة السورية لتحديد قيادات هذه التنظيمات واعتقالها اذا ما حاولت القيام بنشاطات في الداخل السوري .

3- إن لدى سوريا مصلحة استراتيجية في بقاء القوات الأمريكية في العراق و منع ظهور حكومة عراقية مستقرة , على الرغم من العداوة الكبيرة التي كانت موجودة ما بين دمشق وعراق صدام, فإن النظام في دمشق يؤمن بأن الفوضى في العراق هي أفضل من تاسيس دولة عراقية مستقرة ديمقراطية تكون مصدر مقارنة شعبية مع حكومة سوريا المستبدة .

4- هوس البعثيين سواء في العراق أو في سوريا بالتاريخ ودخولهم التاريخ على على انهم يدعمون القتال ضد الأحتلال وعدم تقديرهم لما يسببه ذلك الهوس من الام وخسائر ومذابح للعراقيين .


5-استخدام ورقة المهاجرين العراقيين الى سوريا لحصد المكاسب المادية ومساعدات المنظمات الدولية وتعليق التقصير والأخطاء التي ترتكبها الحكومة السورية بحق شعبها على شماعة الأرتباك الذي سببه المهاجرين العراقيين .

إن التحسن في الأمن العراقي منذ العام 2007 يعود في بعضه إلى التطورات الأمنية الحاصلة على الحدود السورية ولكن في الجانب العراقي فقط , بما فيها زيادة عديد القوات الأمريكية و تشكيل "مجالس الصحوات" من خلال شيوخ العشائر وتطور كفاءة القوات العراقية .

وعلى نقيض المزاعم السورية, فإن الاستقرار في العراق لم يكن سببه في الأصل التعاون الذي قدمته دمشق (و هو جهد قليل جدا). بل بالعكس حيث أن تسامح الحكومة السورية مع الوجود المستمر للبعثيين والجهاديين على اراضيها جعلهم يشكلون سيفا مسلطا على رأس الحكومة العراقية ومستقبل العراق .
.
ونتذكر عندما قام الرئيس العراقي جلال الطالباني بأول زيارة رسمية إلى دمشق في كانون الثاني 2007, فقد كان أحد أهم المواضيع في جدول الأعمال السوري-العراقي هو التوقيع على اتفاقيات تتعلق بالتجارة و النفط ولكن العراق ضغط على الحكومة السورية مقابل ذلك وحصل منها على تعهدات بالضغط على المتمردين الذين يعيشون بامان وحرية في أراضيها .. وقد تكون الحكومة السورية قد قامت بشكل محدود جدا بذلك ولكنها رفعت قيودها عنهم بعد أن تأكدت أن الأتفاقيات الأقتصادية قد أصبحت حقيقة وتطبعت .

وفي بداية عام 2009 أكدت المعلومات الأستخبارية دخول أعداد كبيرة من الأرهابيين عبر الحدود السورية بعلم المخابرات السورية المتغلغلة في مسامات المجتمع السوري وتعلم حتى عدد شعرات رؤوس المواطنين والوافدين العرب و الأجانب . وقد استقبل اولئك الأرهابيين من قبل ارهابيي الداخل الذين أطلق سراحهم من المعتقلات وفقا لضغوط بعض القوى السياسية الداخلية بأسم المصالحة الوطنية , وها نحن نلمس ونرى مافعله هؤلاء الأرهابيون القادمون من سوريا الشقيقة البطلة من سفك لدماءنا وتدمير لبلدنا .

قد تستطيع الحكومة العراقية أن تؤثر تأثيرا أكبر على دمشق لوقف دعمها للتمرد البعثي الجهادي التكفيري إذا ما أخذنا بعين الأعتبار رغبة سوريا في توسيع علاقاتها الاقتصادية مع بلدنا . انها قضية جديرة بالأهتمام ويجب علينا ايجاد طريقة للقيام بها لدرء الخطر القادم من سوريا بلا توقف .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القصور في قيادة دولتنا
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 7 / 15 - 22:36 )
لوكانت قوى الاسلام السياسي القابضة بالسطة عندنا في بغداد جادة للقضاء فعلا على الارهاب فتستطيع ان تقوم بنفس العمل التي تقوم به حكومة البعث السورية. تستطيع الحكومة العراقية باحتضان المعارضة السورية وتدريبها وتسليحها تسليحا جيدا واستيراد انتحاريين والمال متوفر ونملا سوريا بالانتحارين والعمل المسلح والتفجيرات في كل مكان. كون على ثقة خلال شهر سترى بعثي سوريا يركضون وراء الحكومة العراقية ويتوسلونها للتفاوض وابرام صفقة امنية حقيقية وسوف يسلمون كل المطلوبين من القتلة البعثين الذين يقودون العمل الارهابي المسلح من دمشق للعراق وستغلق كل معسكرات تدريب الارهابين ولن ترى ارهابي يدخل سوريا للدخول للعراق.وستبقى فقط نافذة الارهابين للدخول للعراق هي من ايران. ولكن القيادة السياسية العراقية اما تخاف من النظام الايراني او مدارات الحكومة العراقية لماما الحبيبة و العزيزة الجارة ايران. والنظام الايراني يعرف جيدا اذا نجح العراق في سد نافذة الارهاب من جانب سوريا فالانظار تتسلط على النظام الايراني ولذلك هناك تنسيق بين نظام البعث السوري ومعممي طهران لتخريب العملية السياسية الجارية بالعراق باي ثمن بالرغم من ان الذين يحكمون العراق هم حلفاء ايران.


2 - النظام السوري وليس سوريا
بافي ولات ( 2009 / 7 / 16 - 07:15 )
ارجو التصحيح فقط واستبدال كلمة سوريا بالنظام السوري فسوريا تتمنى الخير لنفسها ولكل الدول المجاورة أما النظام السوري فقد دمر سوريا ويواصل في تدمير كل دول الجوار


3 - الشعب السوري شعب أصيل
الشمري ( 2009 / 7 / 16 - 08:53 )
عندما نقول سوريا تتدخل فأن القصد هو الحكومة السورية أو أصحاب القرار فيها فقط وليس الجميع وكذلك لا أقصد الشعب السوري المضطهد . وشكرا للأستاذ على تنويهه ...

وأريد أن أسأل الأستاذ اسماعيل الجبوري وارجو منه أن يتكرم ويشرح لي مسألة عصية عليّ وهي كيف يمكن أن تكون ايران تريد تخريب العملية السياسية التي يقودها حلفاء ايران كما يقول ..الايعتقد الأستاذ الكريم ان هذا الرأي المتناقض قد أسسه البعثيون وهو امتداد لما كان يلهج به صدام واتباعه وهو منطق عجيب وغريب وينبغي لنا ان كنا نحب وطننا ان نتركه ..انا قاتلت الايرانيين وخسرت الكثير من أقاربي واصدقائي ولا ينظف قلبي عليهم أبد الدهر ولكني لا أعتقد أنهم يريدون تخريب العملية السياسية ولا أعتقد ان لأيران يد في مايحدث في العراق من قتل ودمار وكذلك لا أعتقد أن للسعودية يد ولا للكويت او الأمارات أو مصر كما يدعي الكثيرون .. ان مايحدث من تخريب هو بسبب التحالف البعثي _القاعدة ومن يدعم هذا التحالف من الداخل البعثي المستتر الذي يسمي نفسه مقاومة بالأضافة الى عصابات مجرمين ولصوص وسراق استعملهم البعث ودفع لهم لأرتكاب الجرائم.

اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا