الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قد يكون اول البوح ... خطوة نحو الخلاص

كفاح هادي

2009 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كيف سنكون اوفياء للمعنى ونحن نتعبد في محراب لغة مستبدة؟ وهل سنجد فسحة من الامل في هيكل منخور يضجّ بدبابير النصوص الخاوية؟ وهل نملك من الشجاعة لنفجر براكين القبح في دواخلنا ونعرضها على مسرح التاريخ؟( من كان منّا بلا خطيئة بحق هذا الوطن فليرميني بحجر)، هذا غيض من فيض الاسئلة التي نغرق الى لا قرارها في عراق مابعد الخراب، وحتى لايتوهم البعض، فأن مرحلة عراق مابعد الخراب لم تبدأ بعد عام 2003بل تمتد لغابر الغزوات وتعبويات (الفضلاء).
هنا وفي هذه المستوطنة من العالم تراجعت صيرورة الحياة امام السكون المفخخ بالحقائق المتصارعة،وانسحبت الضواري النبيلة امام دناءة الضباع التي تكالبت على الفرائس،حفل طقوسه التلذذ بأكل الجيفة، واغتصاب مشاريع الحياة برماح الغنيمة والاسلاب،في مدينة القت بمضاربها على هامش المدنية اسراب من سيارات غالية الثمن تتسابق نحو اللا جدوى، وقصور من الزمرد تطفو على مستنقع عفن سجنت فيها نساء لاوجود لهن الا في معنى( الحريم والعورة)، انويّات متورمة تستعرض ذواتها المهزومة امام مرايا الشموليات المحدبة وتعلن بكل وقاحة انتصارها، من هنا بدأ عصر (الحواسم) الرفاهية والثقافية،من هنا انطلقت جيوش الجراد من احفاد (تنبل ابو رطبة) لتنقض على آخر ما تبقى من حفنة حداثة ظلّت طريقها الى مضاربنا.
ازمتنا الكارثية تفضح غرورنا وانانيتنا،ازمتنا تبدأ بلوي عنق القضايا الانسانية الكبرى وتسييد كل من هبّ ودب على عرش جمهوريات الرعب والقمع ومصادرة العقل والحريات واشاعة تقاليد الاحتفاء بالبدائل الممسوخة،بدعوى طالما دفعنا ثمن خسرانها، عنوانها(العودةلاحياء التراث).
افعالنا ومواقفنا من الحياة تتنكر لابسط معاني المسؤولية،فبعد كل كارثة ابدعنا في صنعها (تناخينا)للبحث عن ضحية نقدمها قرباناً على مذبح(الامة الفاضلة)،نهرول خلف الساعين نحو ابجديات الماضي ونخون من دون حياء وطناً بلا مواطنين نعيش فيه كالنزلاء وكلّ منّا يطارد غنيمته، الوطن عند ثوار الامس بات جسراً للعبور وتكديس (الامجاد الدولارية) في البنوك العربية والغربية، لكن ثوارنا يستدركون الامر دوماً بصب لعناتهم على رأس كبيرهم و رافع محمولاتهم والذي ماكان سيعلمهم، مسطر(زبيبة والملك)!.
ترى ماذا سيكون مصير شعب، يمارس حماته طقوس قطع الاشجار وزرع الالغام من شمال الوطن الى جنوبه، غير استنزال امطار دموية تجرف بسيلها كل امل بأنسنة مجتمع، غيبت عنه مشاريع الحياة الانسانية.
هل من وطنية لمن ينظّر للوطنية وينحني اجلالاً امام جيش المهرجين التعبويين والراقصين على الحبال، وهل سنمنح درع (ابداع ظلامياتنا)لذلك الشاعر الذي يصدح بقصائده(المفخخة) في فضاء تملؤه رائحة البارود وجثث الاطفال،وترسانة مدوناتنا تبشر بحياة ثقافية معافاة رغم شيوع منظومات الجهل المزوقة بثقافة الانوار والـ (سوبر حداثة). كم فرطنا بفرص ذهبية للخلاص بعد ان وضعنا التاريخ على تقاطع الصراعات الدولية وكان آخرها ماجاءنا به العام(2003) حيث لم نغادر ثوابتنا وحلولنا الجاهزة المشحونة بكراهية الآخر التي القت بنا في متاهة السكون ومنعتنا من اللحاق بركب الحرية والمدنية.
في مهرجان الاهازيج و(الردح) الوطني يبارك الماضويون والهاربون الى المستقبل بعضهم البعض بوهم السيادة الوطنية ويحتفون بنفي الحاضر الى(يوم يبعثون) ويغلق عساكر مابعد(المدنية) كل المنافذ المؤدية الى زمن البوح وفضاءات التطهربمطر الصدق...فهل من فسحة امل لمواطنين بلا وطن... فلعل أول البوح خطوة نحو الخلاص.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ”أنت رهن الاعتقال“.. توقيف صحفية أثناء توثيقها لعنف الشرطة م


.. أضرار جسيمة إثر إعصار قوي ضرب ولاية ميشيغان الأمريكية




.. نافذة إنسانية.. تداعيات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح


.. مراسل الجزيرة: قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال تقتحم مخيم ش




.. شاحنة تسير عكس الاتجاه في سلطنة عُمان فتصدم 11 مركبة وتقتل 3