الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قفصة : القوى الديمقراطية تنهض

حزب العمال التونسي

2004 / 5 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


بعد سنوات السبات والتراجع الحادّ عادت الحركة الديمقراطية والتقدمية بجهة قفصة إلى البروز مرّة أخرى ضمن مجالات وميادين متعدّدة. فيها التقابي والسياسي والثقافي، ولعلّ خير دليل على قولنا، تعدّد الندوات المنظمة مؤخّرا. فمن منبر حول وحدة الحركة الديمقراطية واإ

الانتخابات التشريعية والرئاسية 2004 بمبادرة من "حركة التجديد: مرورا بسلسلة من الملتقيات التي أشرف عليها منتدى "جريدة الموقف" (الوضع الثقافي الرّاهن، "إصلاح التعليم، الإستحقاقات السياسية 2004 إلخ...) إلى ملتقى آخر حول "الوضع الرّاهن للسجون التونسية" بتنظيم من فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبحضور الأستاذ أنور القوصري...

وبطبيعة الحال فإنّ عودة الروح هذه، أمر لا يمكن إلاّ تثمينه والسعي بكلّ الإمكانات للمحافظة عليه وتطويره بصبر وثبات حتى نضع الأسس الثابتة للنهوض النضالي الذي بإمكانه وحده تحقيق الانتصارات والمكاسب على أعداء الحرية. والكلّ يعلم بأنّ انخراط "مناضلي حزب العمال الشيوعي التونسي بهذه الجهة ضمن هذه الحركية يتمّ ولا يزال من مواقع مبدئيّة ومرنة في نفس الوقت. ففي الجانب الأوّل يتّجه اهتمام مناضلي "حزب العمال" إلى فضح الدكتاتورية النوفمبرية على جميع الأصعدة ضمن أفق ديمقراطي متماسك، أمّا في الجانب الثاني فهم حريصون كلّ الحرص على مراعاة القواسم المشتركة ووضع القوى الأخرى (منظمون أو فرادى...) وموازين القوى القائمة.

إنّ الحركية المذكورة رغم محدوديتها والحضور الجماهيري الشعبي ضمن فعالياتها، إذا أمكن الحفاظ عليها وتجذيرها وفق الإمكانيات الواقعية المتوفّرة، بإمكانها أن تصبح مصدر استقطاب لعناصر جديدة يدفعها بؤس الأوضاع إلى النضال والاستماع إلى خطاب مغاير للسّائد والمألوف. وهي منذ الآن وبهذه الخطوات المحتشمة قد بدأت تشقّ طريقها نحو آفاق بشرية جديدة إضافة إلى بروزها بصفة واقعية كنواة لقطب آخر تعقد عليه الآمال على الأقل ضمن الأوساط الطالبية والمثقّفين عامّة.

ومن نافل القول أنّنا في "حزب العمّال" شأننا شأن باقي القوى التقدّمية مبتهجون لهذا الأمر، إلاّ أنّنا في نفس الوقت حريصون على ضمان ليس فقط مقوّمات "الحركية" وإنّما توسّعها في جميع الاتجاهات: بشريا وسياسيا بما يضمن أولا إعادة الربط مع التقاليد النضالية القديمة لمتساكني هذه المنطقة وثانيا بما يسهم في دفع العمل الجهوي المشترك وطنيا. ومن أجل تحقيق هذا وذاك وبعقلية الغيرة على تطوير أعمالنا ودفعها إلى الأمام يهمنا أن نتوجه لأصدقائنا التقدميين والديمقراطيين بالملاحظات التالية:

1 – من المؤسف حقا، ونحن في بداية الطريق ضمن هذه الحركية سواء في "منتدى جريدة الموقف" أو خارجها وبالتحديد في الوسط المعروف بـ"الديمقراطيين"، بروز خلافات تطورت وأضحت تمثّل عناصر جذب إلى الوراء. علما بأن هذه الخلافات لا تعود إلى ما هو سياسي أو فكري وإنما هي متصلة بمسائل ذاتية بين فلان وفلتان، بين هذا الحزب وذاك. والحقيقة أننا لا نرى جدوى في هذه المشادات والمشاجرات كما أننا في نفس الوقت ندعو أصحابها إلى التحلي بالمسؤولية الكاملة في مثل هذه الأوضاع لأن الرابح الأكبر لن يكون سوى أعداء الحرية الذين يدفعون الأموال الطائلة ويجندون البعض لتغذية هذه الخصومات.

2 – إن الخصومات الناشئة مثلما أسلفنا لا تندرج ضمن الخلافات السياسية أو الفكرية إلا أنها في نفس الوقت تخفي بعض الأمراض المضرة مثل "الزعاماتية"... وحتى الفئوية. وهو أمر يضر مرة أخرى بأعمالنا المشتركة وبأصحابه أصلا. ولا نعتقد أن أحدا من أصدقائنا يظن أن "القيادة" متّصفة بمثل هذه الأساليب. فهي لا تتأتى إلا بوضوح الطرح السياسي والتكتيكات الصائبة والنضال المتماسك وقبول التضحية متى تطلب الأمر ذلك.

3 – رغم تجند طاقات متعددة (حزب العمال، الحزب الديمقراطي التقدمي، حركة التجديد، مستقلون، إلخ..) فإننا ما زلنا مفتقرين إلى طاقات كثيرة موجودة فعليا. فانخراط بعض النقابيين المعروفين بنضاليتهم ما زال ضعيفا. وكذلك إسهام بعض التيارات الثورية مازال محتشما.

4 – يجنح الكثير منا إلى الخطاب السياسي العام، ويتردد أو يمانع في المرور إلى الأشكال الاحتجاجية ضد بعض مظاهر الصلف البوليسي أو في علاقة بالقضايا القومية (العراق، فلسطين..) أو الوطنية. والحقيقة أن أي نهضة لن يكتب لها النجاح إذا لم تحاول بما أمكن ووفق الظروف الملموسة خوض معارك قد تبدأ من العريضة وتصل إلى التظاهر إلخ... إن الإفراط في النزعة الخطابية وخصوصا توجيه النقد للذات ولبعض أطراف الحركة الديمقراطية بمناسبة أو بدونها مع خفض صوت النقد ضد الدكتاتورية، كلها أمور من شأنها أن تثير الشك في أعمالنا و تعمّق حالة الإحباط القائمة أصلا لدى بعض من يحضرون أنشطتنا من العناصر الجديدة بل وحتى القديمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر