الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمن المائي

ضمد كاظم وسمي

2009 / 7 / 17
الادارة و الاقتصاد


قبل فترة ليست بالقصيرة أطلقت نقابة المهندسين الزراعيين العراقيين نداءاً عاجلاً الى الرئاسات الثلاثة مستصرخة مسؤولياتها التاريخية .. ومحذره من ( أن ناقوس الخطر يدق ) .. وإن مستقبل العراق الزراعي بات مهدداً وإن الكارثة قاب قوسين أو أدنى منه ، ذلك أن الموارد المائية العراقية من نهري دجلة والفرات في طريقها الى التقلص كماً ونوعاً .. ليزيد الواقع الزراعي بؤساً وتردياً أكثر مما يعانيه الآن من تردٍ وتخلف !! بل أن الخطر صار يتهدد مصير العراق شعباً ووطناً ويتمثل هذا الخطر فيما آلت إليه المياه السطحية من منابعها ومصادرها ومناطق مرورها .. حيث تقلصت مياه نهر الفرات الى الثلث تقريباً .. والمستقبل سيشهد تقلصاً أكثر .. نتيجة لتشييد تركيا سدوداً عملاقة على حوض الفرات في أراضيها .. والأمر الأكثر خوفاً وفزعاً هو أن تركيا سادرة في مشاريعها المائية لاسيما وهي بصدد إستكمال مشروع ( الكاب ) الذي سيؤدي بواردات العراق المائية الى نسب متدنية جداً الأمر الذي يعني حرمان الأراضي العراقية الزراعية ذات الإنتاجية الجيدة من الري والسقي مما يعني تحولها الى أراضٍ صحراوية .. وهذا يعني أن الفلاحين المزارعين يتحولون الى بدو رحالة يجوبون الصحاري بجمالهم ليعيدوا لهذه الأمة سيرتها الأولى .. ولابد أن نذكر أن سد ( الطبقة ) السوري هو الآخر يستنزف ما تبقى من مياه الفرات ، وبذلك يتكرس تصحر الجناح الغربي للعراق ومنطقة الفرات الأوسط .. أملاً في تحول أرض العراق يباباً بلقعاً من الناحية الجغرافية والزراعية .. بعد أن إجتاز العراق مرحلة التبلقع من الناحية السياسية والإجتماعية والثقافية على يد الدكتاتورية والإحتلال .. وحكومات العراق الجديد المليشياوية أما فيما يتعلق بنهر دجلة فقد تناقلت الأخبار أن تركيا وضعت حجر الأساس لسد ( اليسو ) عليه .. مما سيؤدي الى تقليص حصة العراق المائية من نهر دجلة الى أقل من النصف .. وطبعاً أن تركيا بصدد إقامة مشاريع أخرى لتخرين المياه مستقبلاً .. وبذلك فإن الكارثة المحدقة بالعراق لا تكمن في نقص كميات المياه وحرمانه من هذه الموارد التي تشكل عصب الحياة بالنسبة للعراق بل تتعدى ذلك الى نوعية المياه الرديئة التي ستصلنا من خلف الحدود .. وبذلك فان الأخطار المحدقة بالعراق نتيجة تصدع أمنه المائي وماتتبعه من تصدع في الأمن الغذائي .. ستشل قدراته الإقتصادية والصحية .. إذ سيعاني من نقص المياه لأغراض الشرب وتأثير سلبي في الصناعة وتلاش في الثروة السمكية .. وإنهيار عمليات الإصلاح الزراعي ناهيك عن عدم جدوى تطوير مشاريع الري والإرواء .. لابد أن نؤكد أن للعراق حقوقاً تاريخية .. تنظمها القوانين الدولية .. وبالتالي ليس من حق تركيا أن تقوم بهذه القرصنة والإستيلاء على إستحقاق العراق المائي .. لكن يبدو أن العراق مستسلماً للأمر الواقع في ظل حكومة ضعيفة وإحتلال بغيض وإحتراب طائفي .. وقد يصدق عليه المثل الشعبي (( الجمل من يوكع تكثر سجاجينه )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 2-5-2024 بالصاغة


.. الرئيس السيسي يوجه تحية لليد المصرية وعمال مصر لجهودهم في تأ




.. كل يوم - - كل يوم - يفتح ملف الدعم أيهما أفضل للمواطن العيني


.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط




.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم