الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيحيون وبقية الأقليات ..يمكنهم أن يكونواا الأكثرية إن أرادوا - تتمة

هرمز كوهاري

2009 / 7 / 17
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


قلت في المقال السابق ما معناه : يا مسيحيي العراق والأقليات المضطهدة وكل المضطهدين في العراق إتحدوا في جبهة واحدة للمحاولة على تغيير المسار أو الأسباب التي تؤجج هذه المآسي وهي المحاصصة الطائفية القومية ولأن المضطهدين والمهمشين هم الأكثرية في الشعب العراقي .
قلت هذا لقناعتي بأن قضية العراقيين واحدة موحدة لأن الجزء يتأثر بالكل ولا يمكن فصل الجزء عن الكل فعندما يختل الأمن ويسرح ويمرح المجرمون والفاسدون والمفسدون والمتستر ون على الفساد يضربون يمينا وشمالا .
ولكن الإضطهاد الذي يقع على المسيحيين وبقية الأقليات مثل الصابئة واليزيين والفيليين وغيرهم من الأقليات له أسباب إضافية تشترك فيها الحكومة والأحزاب الدينية الطائفية ،الإئتلاف الشيعي شاءوا أم ابوا فعندما يرفع حزب الدعوة ، حزب رئيس الوزراء برنامجا " أسلمة الشعب العراق" هذا البرنامج يعتبر الضوء الأخضر للقتلة والمجرمين والمليشيات تحت أي إسم للقيام بهذه الإعتداءات .وسيادة الدين الإسلامي على كل فرد عراقي، قصدوا ذلك أم يقصدوا ، ولكن هذا ما يفهمه أو يفسره الإرهابيون .

لا ينكر إن الصراع الخفي بين الشيعة والسنة مستمر منذ أربعة عشرة قرنا ويصفه د. علي الوردي ب " مهزلة العقل البشري " بكتابه الذي عنونه بنفس العنوان ! ولكن زعماء الطرفين إتخذوه وسيلة رخيصة للقفز الى السلطة والمال الحرام ، ولكن مهما يكن فإن المسيحيين وبقية الأقليات والإسلام العلماني المتحرر ليسوا طرفا في هذه المعادلة ، معادلة الصراع الطائفي ، وهذا الصراع أشبه بالإقتتال بين العشائر والقرى سابقا ، فمبدأ الأخذ بالثائر، هو التبادل بالقتل بطريقة عشوائية فوضوية تطيل الأبرياء أي المناطق الرخوة ، ثم يوجهون القتلة الى غير المسلمين لخلط الأوراق وللإدعاء بأن الإضطهاد عام والقتلة مجهولين ، وكأن المجهولين معفيين من البحث عنهم وتعقّبهم ، وإذا يصعب على السلطات الإمساك بالمنفذين ولكن المحرضون والذين يقفون وراءهم يدعمونهم بالمال والفتاوى والسلاح والتخدير بالآيات ليسوا مجهولين بل قريبون من السلطة هذا إن لم يكونوا جزءا من السلطة .
وكل سلطة تحترم نفسها تضع حماية المواطنين وخاصة الأبرياء من أولى مهماتها ، وهل للسلطة أهم من هذا ؟؟.، إنها سلطة وتمتلك كل الوسائل اللازمة لذلك ، ونحن نعرف أن السكوت من الرضى .

ولما دعوت الى الإنضمام الى الأحزاب العلمانية الوطنية غير الطائفية القبلية ، وهي خير وسيلة للخروج من هذا النفق المظلم المقيت نفق الطائفية والعشائرية والقبلية غير الحضاري لأن هذه الأقليات غير المسلمة وحتى المسلمة العلمانية مضطهدون ، والإضطهاد هو واحد و إن إختلفت الأسباب و علاجه واحد وهو الخروج من المحاصصة الطائفية والقومية التي خلقتها الأحزاب القومية والدينية الكبيرة التي تمتلك المال والسلاح والمليشيات والسلطة ، وعلق أحدهم بأنه مشروع سياسي خيالي ، ولكن أكثر المشاريع تبدأ كمشاريع خياليا ثم تتحقق إذا نفذت بعقلانية وتروي .

وأخيرا بدأتْ تظهر الدعوات علنا بكل صلافة ووقاحة ودون خجل بتكفير العلمانيين !والشيوعيين على لسان أحد قادتهم وهو المعمم جلال الصغير المصغر أما المسحيين وغير المسلمين فهم مكفرين أصلا علنا ومن منابر الجوامع والحسينيات .

إن بعض الإخوان من الكدان والآشورين والسريان يفضلون الصراع بينهم على الأسماء والأصل والفصل والنسب ... طمعا بالزعامات وعلى المال بدلا من المحافظة على الحياة ، حياة الشعب المسيحي بطريقة أو أخرى .
إني أفضل التاكيد على تطبيق حقوق المواطنة وحقوق الإنسان في الدستور قبل التأكيد على تثبيت أسماء القوميات والأقليات والتسميات مع الواوات أو بدون الواوات !!!،لأن ذكر أسماء القوميات في الدستور لايحمينا من الإرهاب ،بدلالة أن قومياتنا في الدول الأوروبية والأمريكية غير مذكورة أصلا لا نحن ولا غيرنا ولكن حقوقنا و حقوقهم مضمونة مصانة ، إن التأكيد على حقوق الجميع بالرعايا والحمايا كمواطنين أولا وهي أولى واجبات السلطات ، كما ذكرت أعلاه دون رجاء أو شكر لها أو منّة منها وكإنسانيين ثانيا بموجب حقوق الإنسان المثبتة في الدستور العراقي الذي أقسموا عليه بالكتاب ، وإلا يكون قَسَمَهم نفاقا وإستهانة بالكتاب الذي أقسموا عليه !!.
وعندما يستقر الوضع السياسي ، نرفع رايات قومياتنا الثلاثة علنا على سطوح منازلنا !

التهميش والإهمال والنسيان
كما يعرف القراء أن التهميش يعني الإهمال والنسيان ،إلا أن طلاب السلطة والمهرولون نحو الجاه والمال حرّفوا المعنى وإعتبروا عدم وجود نواب ووزراء من قومهم أو حزبهم أي عدم إنتخابهم !!، إعتبروا أن شعبهم مهمش ومهمل ومنسي ، أما إذا إنتخبوا فيصبح شعبهم وقومهم موضع رعاية وإهتمام من الدولة والحكومة !!
ولكن الواقع الذي نشاهده يوميا على شاشات الفضائيات هو غير ذلك
فحال قرى الجنوب ، العمارة مثلا لعجزنا عن وصف البؤس الذي يعيش أولئك الناس بسبب التهميش والإهمال والنسيان ، فالفاقة والفقر والعوز والبطالة والمرض والنقص بكل ما تتطلبه الحياة الطبيعية للإنسان وكأنهم يعيشون في العصور الحجرية ، مياه شرب آسنة مختلطة بمياه المجاري تعافها حتى الحيوانات ، طرق ترابية تتحول الى برك يسبح بها اطفال القرية ، لا كهرباء ، لا وقود ، لا مدارس كافية ، لا مستشفيات ، لا أطباء حتى إذا تمرض شخص في الشتاء يتعذر نقله الى مركز المحافظة لصعوبة الطرق بسبب الأوحال والأطيان ، مرض ، فقر ،بطالة بإستثناء أزلام الحكومة أو الحزبيين ، الحصة الغذائية تصلهم ناقصة أو متأخرة يسكنون في بيوت قديمة آيلة للسقوط وكلنا شاهدنا عوائل من الشيعة والسنة مهجرين في وطنهم ويعيشون في خيم وقد إغتصبت بيوتهم بسبب الإضطهاد أو الصراع الطائفي المقيت و..و..و..الخ ،
بينما أكثر الوزراء والنواب ومجالس المحافظات والموظفين منهم وبيهم ومن عندهم !! فهل هؤلاء الأهالي المساكين غير مهمشين لأن لديهم وزراء ونواب بل رئيس الوزراء مسوؤل الدولة الأول منهم والمليشات منهم ؟؟؟ .
وأنا واثق لو خيّر سكان هذه القرى المهملة المهمشة المنسية والمهجرين بين تقديم الخدمات وبقاء وزراءهم لقالوا : هاتوا بيوتنا و الخدمات وخذوا كل وزراءنا ونوابنا وحكامنا السيئين والمسيئين و قدموهم الى العدالة بل الى التهلكة !!!

التخدير الديني والقومي
إن ما جرى للناخبين السذج أشبه ماهو بالتخدير الديني أو الأفيون الديني أو كما يسميه د. علي الوردي ب "التنويم الإجتماعي ": خدروا الناخبين البسطاء السذج برفع شعارات " إنصر أخاك الشيعي ظالما أو مظلوما " ! فاسدا أو نزيها ، إرهابيا أو مسالما ، معتديا أو معتدى عليه ، غاصبا أو مغتصبا ..وإستخدموا نغمة الحلال والحرام للمغفلين ....الخ !! وهذا ينسحب على القوميات ، كأن يقولوا : إنتخبوا أخوكم العربي أو الكردي أو الكلداني أو الآشوري ديمقراطيا كان أو دكتاتوريا ، عالما أو جاهلا ! نزيها أو فاسدا ظالما أو مظلوما !! المهم أن يكون من بين قومك ومن دمك !!
قال لي أحدهم : أليس افضل أن يكون مدير ناحية ألقوش مثلا ألقوشي من أن يكون غريبا ؟ قلت بشرط أن يكون عادلا نزيها ديمقراطيا وإلا فلا .

أنا عايشت فترة وزارة التموين في بداية الأربعينات ، وكانت مواد التموين تقتصر على الشاي والسكر الأسمر غير المصفى وقطع من القماش ، وأعرف الوكلاء في محلتنا وكيف كانوا يهربون الأقشمة خفية ليبيعوها بأسعار مضاعفة للغرباء وكادت تقع معركة بالخناجر بين الأقرباء !!عندما إكتشفوهم في إحدى المرات وهم يهربون تلك المواد ليلا ! . وهذه الحالات تحدث في كل قرية وكل مدينة ومحلة من قبل أهاليها ، لأن الجشع لا يعرف صاحب صديق كما يقال .
وليس معنى هذا أن أي بلدة أو مدينة لا تخلو من الطيبين والنزيهين والديمقراطيين والمتصفين بالتفاني في خدمة الغير ايا كانت قوميتهم أو دينهم أو مذهبهم وربما يكّونون الأكثرية .
.
والخلاصة :
و برأي إن الحاكم العادل الغريب ، خير من الحاكم الظالم القريب
والشخص الديمقراطي العادل النزيه خير من إبن العم الفاسد المنافق الغشاش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيناريو خيـــــــــــــــالي
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 7 / 17 - 00:36 )
يا استاذ كوهاري هلمرة خيال اخر . من جملتك الاخيرة حاكم عادل غريب خير من الخ . لو طـــرد الامريكان اي مسول في وزارة التربية والدفاع والداخلية والخارجية والعدل والمالية ولمدة عشرة او عشرين سنة قادمـــــة اظن ستتحقق دولة القانون والمواطنة . ان اعظم الدول في العالم الحديث بناها الغربـــــاء . استراليا افريقيا الجنوبية امريكا العظيمة نفسها لماذا الحياء . العربي لايحب الكردي وبالعكس المسلم لايحب المسيحي وبالعكس والسني لايحب الشيعي وبالعكس فاي خير يرتجى والاقليات مهددة بالانقراض ان حال العراق يبكي عليه الشـــــــــــــــيطان


2 - طبعا إذا كان الغريب عادلا والقريب ظالما
هرمز كوهاري ( 2009 / 7 / 17 - 11:08 )
تحياتي الى الأخ الإستاذ كنعان إيرميا
قلت الغريب العادل خير من القريب الظالم ، وهل في هذا إعتراض؟؟
العراقيين يعتبرون العرب أشقاء لهم وأكثر من ساهم بتدمير العراق البلاد العربية ، بدءا من عبد الناصر الذي تآمر على إسقاط عبد الكريم قاسم عندما لم يخضع الزعيم له ويسلمه العراق كولاية من ولايات ناصرية ، واليوم كل الحكومات العربية بما فيها الشارع العربي والفضائيات العربية يقفون موقفا معاديا ضد العراق وشعب العراق ويصدرون الإرهابيين والزرقاويين والفتاوى لقتل العراقيين
ولا زلت أكرر الغريب العادل خير من القريب إذا كان ظالما ، ولا أشك أنك تؤيدني في ذلك
ولم اقل ليس هناك قريب غير عادل ولم أقل أيضا ليس هناك غريب غير ظالم
وهذا ما فعلته ، فقد إشتركت في إنتخابات سنة 54 فإنتخبت شخصا مسلما عربيا لا أعرفه ولم أنتخب أحد معارفي من القوش لأن الأخير لم يكن في الجبهة الوطنية ضد الحكومة والأحلاف العسكرية آنذاك !!


3 - بين القريب والغريب
هرمز كوهاري ( 2009 / 7 / 17 - 13:13 )
الأخ كنعان شماس إيرميا المحترم
وأضيف أن في العراق أقرب الى حكومة إسلامية فالمتحكمون بها أحزاب إسلامية ، وكل القتلة والإنتحاريين ومصدري فتاوى لقتل العراقيين كانوا من المسلمين ومئات الألآف من العراقيين وأكثر من تسعين بالمائة من الضحايا كانوا مسلمين

وإستدعى العراق الغرباء الأمريكان لتخليصهم من الأقرباء صدام وأزلامه العراقيين ا
والأنكليز والفرنسيين أنقذوا الدول العربية الإسلامية من الإحتلال العثماني الإسلامي ، والأمريكان أنقذوا اللبنانيين من السيطرة السورية
وهناك أمثلة لا تعد ولا تحصى ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون القريب أخلص لك من الغريب أو ليس بالضرورة أن يكون الغريب أخلص لك من القريب ،
والفاعدة العامة التي أؤكد عليها :أن تكون مع العادل والنزيه أيا كان دينه أو قوميته أو مذهبه غريبا كان أم قريبا
وهل هناك خلاف على ذلك ؟؟؟؟؟

اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟