الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان ، ذلك السؤال الأبدي !

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2009 / 7 / 18
الادب والفن


ماهي تطلعات الإنسان :
حين ينظم أشعاراً ،
أو : يغني ،
أو : يرقص ،
أو : يكتب قصة ، أ
أو : يؤلف مقطوعة موسيقية ،
أو : ينحت تمثالاً ؟ 00
هل يخلق لنفسه جواً من الصحو والصفاء ،
ينقله على أجنحة الأحلام ؟ 00
وما الذي يجعله يزين بيته بالكماليات ،
فيضع فيه :
اللوحات الزيتية ، والكتب ، والأزهار ، والبيانو ،
بشكل يمثل جمال الفن المجرد ؟ 00
هل هي لذة الحياة ،
ومتعة إستعمال الألوان المختلفة ،
ورؤية العالم كأنه مسرح كبير ؟ 00
ولماذا نهمل رحلة إلى السوق لشراء حاجاتنا الضرورية ؛
لنذهب إلى نزهة خلوية نناجي بها أنفسنا ،
مع إننا لا نكسب شيئاً مهماً في هذه النزهة ؟00
هل لأن للأشياء البدائية والأساسية ،
قدرة عظيمة على التأثير على القلب ؟00
000 000 000
قد نتصور أننا نحتاج لعمال وبنائين وخياطين ،
أكثر من حاجتنا من الشعراء والمصورين 00
فالشاعر ، قد لا يقول إلا أشياء خيالية !
وقد لا تكون لمقطوعة الشعر معنى كمعظم الأشياء في الطبيعة !
ولا يفعل الرسام إلا أهراق الزيت على القماش !
ومع ذلك ،
فالإنسانية لاتُقدّر باني " الأوتوستراد " ،
مثلما تُقدّر : فيدياس ، ومايكل أنجلو ،
اللذان تكاد تماثيلهنا تعرقل السير !
وهي لا تمجّد الحكام الذين يسنون القوانين والشرائع ،
مثلما تمجد :
جوته ، وشكسبير،
اللذان يحدثاننا عن أشياء لم نرها ،
وسوف لن تتحقق أبداً !
هل هو سحر العالم الذي سيظل نتخيله ،
في أي شكل يكون ذلك ،
والذي يتصل بنا عن طريق الصور المرئية ،
التي لها من الجدة والقوة ،
ما يجعلها تختطف خيالنا وتفرّ به ؟ 00
هل هي محاولة إعادة صياغة العالم عن طريق : الأدب والفن ،
وهي مكوًناته الذي يحلم المفكر بتفسيره ،
بمقدار ما يحلم الأديب بتصويره ،
والفنان بتجسيده ،
والمرء بمعايشته ؟ 00
هل لأن الإنسان ،
يحاول أن يجد سبيلاً إلى الخلود ،
يحاول أن يترك مولوداً يخلّد إسمه ،
ونحن نحب الخلود ، ونقتفي أثره ؟ 00
وماذا وراء مشهد رجل يحرث حقلاً ،
أو : فتاة تملأ جرتها من العين ،
أو : أم شابه مع طفلها ،
أو : صياد يرتق شباكه ،
أو : نور ينبعث من كوخ منعزل في ليلة ظلماء ،
وهي نفسها أفضل مواضيع الشعراء والرسامين ،
ومع أنها ليست بقدم الهضاب ،
ولا تملك قدرتها على الإستمرار ،
فهي تأسرنا أسراً جميلاً00
هل لأنها : أكثر أهمية وفصاحة ؟ 00
أم لأن الطبيعة مثيرة للإهتمام بسببنا نحن ؟ 00
ذلك هو السؤال 0
وذلك هو الإنسان ، الذي قال عنه أندريه مالرو :
" ثمة شيء أبدي يبقي في الإنسان ،
" الإنسان الذي يفكر ،
" شيء اسميه شطره الإلهي ،
" ذلك هو قدرته على أن يضع نفسه بإستمرار موضع السؤال " !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود