الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتبهوا أنه الخطرالقادم

عفراء الحريري
كاتبة

(Afraa. Al-hariri)

2009 / 7 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


كي لا يصبح الحراك الشعبي فارغا من مضمون رسالته وغايته، ويضيع الجنوب بكل ما فيه ومن فيه. إلى قادة الحراك الشعبي البسطاء .. إلى مجالس التنسيق من الشباب وأنتم ذخيرة وعماد الجنوب . إلى قادة " اللقاء المشترك " وأحزاب المعارضة وقواعدها- والهمُّ واحد والقهر واحد والذُّل واحد، وليس لي أي مصلحة - ومن رأى منكم منكراً فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان
عند مشاركتي في ندوة الحراك الشعبي في الجنوب "الأسباب – التداعيات – الحلول" 8/2/2008م – في صنعاء الذي عقده منتدى الحوار بمداخلة شفاهية حاولت قدر استطاعتي أن تُفهم للحضور وللمستمع العادي البسيط في ثقافته وفهمه ومعيشته، بصفتي ناشطة مستقلة حقوقية في مجتمع مدني من وسط الحراك الشعبي، لعلني لم أراعِ ثقافة المشاركين/ات من الحضور لذلك وقعت في المحضور؛ ففهم الكلام وأوِّل وفُسِّر ونوقش وكأني لم أكن في حالة وعي بل وعلى عداء مع المعارضة والحزب الحاكم. وتلك الإشكالية القائمة لم تحدث مع من تابع الندوة من الناس البسطاء والمثقفين من خارج الحضور المشارك. وللأسف هذا هو حال المثقف/ السياسي في بلادنا إنه يفهم ما يريده وفقا لما يتناسب وذوقه ويتفق معه، وأنا هنا الآن لا أقدم دليل براءة- فلست في قفص الاتهام- ولكن لضرورة تقتضيها المصلحة العامة وهي "قضية الحراك في الجنوب" والتي ترتبط بمبادئ وقيم أعتنقها للدفاع عن حقوق الإنسان مثلما هي قضية الحراك الشعبي في الجنوب؛ بل لأن هناك الكثير مما لفت انتباهي وجعلني "أشتاط غضباً" إن الاعتصامات القائمة والمهرجانات أصبحت -وللأسف الشديد -متفرقة في أهدافها ومختلفة فيما تريد!!.. خاصة بعد ظهور خلافات بين قادة الحراك وتحرُّك الشارع في مختلف مناطق الجنوب حاملاً رؤى غير متفقة، غائبة، وشعارات ليست ذات فائدة في الوقت الحالي وخطاباً ذا مطالب – كما يسميها بعض قادة الحراك أو بعض الساسة مرتفعة في أعلى سقف لها– وهو تقريبا شبيه بالاختلافات التي تدور بين قادة أحزاب المعارضة فيما بينها البين ومع بعضها البعض.
حذاري ثم حذاري ثم حذاري: انتبهوا أيها القادة والساسة!!! إن ذلك لن يجدي نفعاً بل سيجني نفعه وثماره النظام القائم وسيصبح هوالرابح الوحيد من الحراك الشعبي وقضية الجنوب!! وستضيع من بين أيديكم أمور كثيرة كان ينبغي التأني فيها ومراعاتها.
فما وضعته أثناء مداخلتي في الندوة بأن المعارضة -اللقاء المشترك وخارج اللقاء المشترك - ينبغي أن تكون شريكاً للحراك الشعبي ولا تتولى قيادته. وتتركه يستمر شعبيا دون أن تصبغه صبغة سياسية في وقته الراهن. لا أعني بذلك -كما فهم البعض- بأنه ليس سياسياً، وأنا مدركة بأن كل شيء في حياتنا سياسي، وإنما عنيت بأن يترك الحراك الشعبي يتحرك في إطار مطالبه الحقوقية ويستمربها حاملاً شعارات مطالبه متحدثاً عنها. ولتكون المعارضة شريكة فيه واضعة نصب أعينها مطالب أعضائها وعضواتها لأن للجنسين مطالب لا تختلف عن مطالب الحراك الشعبي والتي تتلخص في المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، وفي هذين المفهومين تندرج كل الحقوق ويتم الحراك ويستمر بها في كل مناطق الجنوب منظما رافعا نفس الشعارات ولديه نفس الأهداف؛ حينها كان سيكبر وينظم إليه كل من غاب عنه وستلحق به قوافل من النساء والأطفال والكيانات القائمة من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والحقوقية والنقابات والاتحادات وبعض من القطاع الخاص الذي تتشابه مطالبه مع الحراك الشعبي وقد نجد أولئك (الذين واللواتي) في عضوية الحزب الحاكم تحرروا من قيوده ومن خوفهم منه فهم وهن أيضا في معظمهم/ هن بلا مساواة وبلا حقوق، فكل هذه الشرائح والفئات من الناس ما تزال غائبة وإن تعاطفت مع الحراك فلا يجدي أن يرتفع سقف المطالب في حين أن نسبة الحراك ماتزال منخفضة – لاأقصد جميع الناس تشارك ولكن يتواجد من يمثلها على الأقل – ويسير الحراك في اتجاه تحقيق جميع المطالب. ستطول الفترة؟ نعم.!! ولكنها ستضيف إلى الحراك الشعبي شعبية فوق شعبيته. ويخطأ من يظن بأن النظام القائم يستطيع أن يعمل على تحقيق هذه المطالب أوجزء كبير منها لأن حجم الفساد ورقعته أوسع من حجم المطالب ويخطئ من يظن بأن النظام سيظل يستخدم فنونه القمعية المسلحة وغير المسلحة لإيقاف الحراك -أن تم على ذلك النحو- لسبب واحد: إن النظام القائم ليس له سيادة قانون ويفتقد لهوية النظام ومقومات الدولة لأنه محصور في إطار قبيلة وحفنة من الأفراد سمحنا لها باستعبادنا وامتلاك كل الأرض باطنها وعاليها والاستحواذ على ثرواتها وشراء ذمم الناس. بالنظر إلى كل هذا سيكون من السهل على الحراك الشعبي أن يصبح قضية جنوبية تحظى باعتراف دولي وإقليمي يسمح من خلالها فتح ملفات الجنوب في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسيترك الاختيار –حينها- إلى حقِّ الناس في الجنوب لتقرير مصيرهم بأنفسهم ومايريدون.!!. أما ما يحدث الآن – واعذروني – هو حراك شعبي نعم!.. ولكن يغيب عنه الهدف وهو: ماذا يريد ؟ الانفصال، الاستقلال، الاعتراف .. وغيرها من الخطابات هنا وهناك؛ فلا جدوى من هذا الخطاب الآن. ما تزال قيادات متفرقة وما تزال قناعة الناس بأحزاب المعارضة شبه مفقودة إن لم تكن مفقودة ، لأن الناس تعدُّها شريك في الظلم، ولأن كل منها يوحي بأن لديه تعبان في جعبته، وقواعدها لم تتضح لها الرؤية الكاملة للقيادة، بل ولأن هناك من أحزاب المعارضة من لم يفصح عن طموحه وغايته ومرماه وذلك ما جعل الشرائح والفئات آنفة الذكر غائبة عن الحراك وغاب عنها من يمثلها، وفقدان الثقة بأحزاب المعارضة شائكة كبرى.
فمن هو ذلك الذي رفع مطالب الناس إلى سقف السماء ؟ ومن الذي صرخ بشعارات رفع صور لشهداء ورؤساء سابقين ؟ من الذي أثار الخلاف بين قادة الحراك الشعبي الذي بدأ رائعا ؟ لماذا قادة الأحزاب لم تتفق فيما بينها وتختلف مع بعضها وكل له مآربه وغاياته ؟ كل هذه الأسئلة وأسئلة غيرها يجب أن تجد لها إجابات سريعة ويتم مناقشتها في أطرها. وأشكُّ بأن ليس لبعض أحزاب المعارضة وبعض الشخصيات السياسية والاجتماعية تدخل فيها أو يد تحيكها؟ وأن النظام القائم بعيداً عنها ..! لذلك يرجى الانتباه أن يترك الحراك الشعبي متناميا بقيادة تمتلك أهداف قريبة ورؤية بعيدة قادرة على إقناع الآخر بأن لديها مطالب وتستطيع أن تلف حولها وتجمع معها كم هائل من الناس شريكة مع منظمات المجتمع المدني، ولتكون في البدء أحزاب المعارضة متعاونة معها لأن المطلب واحد وتخطو الخطوة التي تليها بعد التنظيم والالتفاف وكثافة المنخرطين/ ات في الحراك ليستمر وهو قادر على الوقوف بثبات ولتصبح المعارضة "اللقاء المشترك" وخارجه فيما بعد شريكاً فيه قيادة وقواعد برؤية واضحة يفهمها البسطاء وعامة الناس. مكتسبة ثقتهم بها مغيرة بذلك المطلب إلى قضية الجنوب ناظرة إلى عجز النظام القائم وضعفه ، ساعية إلى نزع اعتراف دولي بأن لدى الجنوب قضية فارضة عليه أن لا حل للقضية سوى تقرير المصير الذي يريده أهل الجنوب كافة بلا استثناء ...أما غير ذلك فهو الشتات بعينه وهو الدوران في ساقية تروي أرض النظام القائم فيزرع ويحصد ويجني ثمارها بلا حد وبلا قيد وبلا شرط وبلا خجل وبلا حسيب أورقيب وبذلك أكون قد وضعت النقاط على الحروف ولتهدأ نفوس أحزاب المعارضة ويعيد الحراك تنظيم ذاته وتتجلى للجميع كيف أننا أصحاب حق وقضية. فقد رأيت وسمعت منكرا فسعيت لتغييره لإيماني بالله وبحق الإنسان في حياة كريمة فكفانا عبث بالجنوب وأهله... والله من وراء القصد .
** محامية وناشطة حقوقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا يريد الحراك ؟
ناشري ( 2009 / 7 / 17 - 21:16 )
يا أخت عفراء هل تعرفين ماذا يريد الحراك بالفعل ؟؟ ان كنت تعرفين فأخبرينا ...لأن لا نحن ولا غيرنا نستطيع معرفة ذلك ...هل مثلا يريد من الشلطة تنفيذ وثيقة العهد والأتفاق التي تم التوقيع عليها من قبل جميع الأطراف السياسية الفاعلة في الحياة اليمنية حينها مؤتمر واشتراكي واصلاح قبل اندلاع الحرب في 94 ...اذاكان يريد ذلك فهذا سيجعل منه فعلا صاحب قضية على المستوى المحلي والدولي ...لكن أن يكون الهدف هو اعادة الكيان السياسي الذي كان في الجنوب الى ماكان عليه قبل الوحدة فهذا سيعني وقوع عدن ضحية بين فكي قبائل أبين وقبائل الضالع وترجع البلاد تندم على مرحلة الفساد من جديد كما ندمت على دولة ماقبل الوحدة واذا بنا كما يقول المثل -اطحنه يرجع حب - . لا شك أن وثيقة العهد والأتفاق ستعيد عدن لأهل عدن والضالع لأهلها وأبين لأهلها كما ستفعل ذلك بالمحافظات الشمالية وبالتالي تخف قبضة السلطة المركزية على المحافظات وتتفرغ كل محافظة لأحداث التنمية والأزدهار بمحافظتها ...نعرفين ىا أخت عفراء أن أهل أبين ومن بعد الاستقلال يدعون ملكيتهم لمدينة عدن ونفس الشئ يدعيه أهل الضالع وحلفاؤهم وأن هذا الخلاف والصراع لم ولن يحسم الا بالقوة أو ببناء دولة حديثة لامركزية يتحدد فيها أن أهل كل محافظة هم أولئك الذين ولدوا فيها ويعملون ف


2 - تحياتي ومحبتي العميقة
صادق ( 2009 / 7 / 18 - 08:26 )
لقد عشت بينكم وعرفت فيكم أنكم أناس مسالمون طيبون مثقفون بأخلاق سامية تظمرون الخير كرماء مرحون وذكاءكمأفوق العادة ولاأملك سوى أن أقول ان قلبي معكم يا أهل الجنوب ولي ثقة مطلقة بعدالة قضيتكم وحتمية انتصارها وان عدوكم ليس له من رصيد سوى التخلف وهو رصيد ناضب طال الزمان أو قصر

اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف